أنينُ القطارِ يثيرُ شجنَ الأنفاقْ
|
هادراً على سكةِ الذكرياتِ الطويلة
|
وأنا مسمّرٌ إلى النافذةِ
|
بنصفِ قلب
|
تاركاً نصفَهَ الآخرَ على الطاولة
|
يلعبُ البوكرَ مع فتاةٍ حسيرةِ الفخذين
|
تسألني بألمٍ وذهول
|
لماذا أصابعي متهرئة
|
كخشب التوابيت المستهلكة
|
وعجولة كأنها تخشى ألاّ تمسك شيئاً
|
فأحدّثها عن الوطن
|
واللافتات
|
والاستعمار
|
وأمجاد الأمة
|
والمضاجعاتِ الأولى في المراحيض
|
فتميلُ بشعرها النثيث على دموعي ولا تفهم
|
وفي الركنِ الآخرِ
|
ينثرُ موزارت توقيعاتِهِ على السهوبِ
|
المغطاة بالثلج...
|
وطني حزينٌ أكثر مما يجب
|
وأغنياتي جامحةٌ وشرسة وخجولة
|
سأتمددُ على أولِ رصيفٍ أراه في أوربا
|
رافعاً ساقيَّ أمام المارة
|
لأريهم فلقات المدارس والمعتقلات
|
التي أوصلتني إلى هنا
|
ليس ما أحمله في جيوبي جواز سفر
|
وإنما تأريخ قهر
|
حيث خمسون عاماً ونحن نجترُّ العلفَ
|
والخطابات....
|
.. وسجائر اللفِّ
|
حيث نقف أمام المشانق
|
نتطلعُ إلى جثثنا الملولحة
|
ونصفقُ للحكّام
|
.. خوفاً على ملفات أهلنا المحفوظةِ في أقبية الأمن
|
حيث الوطن
|
يبدأ من خطاب الرئيس
|
.. وينتهي بخطاب الرئيس
|
مروراً بشوارع الرئيس، وأغاني الرئيس، ومتاحف الرئيس، ومكارم الرئيس ، وأشجار الرئيس ، ومعامل الرئيس، وصحف الرئيس، وإسطبل الرئيس، وغيوم الرئيس، ومعسكرات الرئيس، وتماثيل الرئيس، وأفران الرئيس، وأنواط الرئيس، ومحظيات الرئيس، ومدارس الرئيس، ومزارع الرئيس، وطقس
|
ستحدّق طويلاً
|
في عينيّ المبتلتين بالمطر والبصاق
|
وتسألني من أي بلادٍ أنا...
|