كعادتي جلست على تلك الشرفة الصغيرة وأسوار البيت تحيط بي
نظرت الى السماء سبحان الله
هاهو القمر ينشر نوره على السماء بعدما تلفعت بالسواد
أحسست برعشة تسري في جسدي تملكني هاجس الخوف بداخلي طفل يصرخ يريد حضنا يأوي إليه فلا يجد الهواء يلعب بخصال شعري
وضميري يحدثني وأصوات توبخني ماذا أفعل ؟!
آه .. عندما ألفظها أحس براحة لاكن لا تغنيني عن ذلك الحضن
كنت أمنيّ نفسي بذلك الحضن الذي أبت إليه ما بقلبي وأرشف منه العطف والحنان ..
انتظرته تحت تلك المظلة والبرد يتسلل إلى أحشائي والمطر يهطل بكل قوته ليأخذ دوربه في لقاء أحبائه
تمسكت بمعطفي الاسود وضممته بكل قوتي لكي لا
أكون على صدى حضن جبروت على فقدانه
حاولت الفرار منه ومن جحوده ونكرانه
حاولت التجرد من كل شيء والاستسلام لفقدانه
كشفت عن قلبي لأزيل منه كل شيء يحرقني بل يكتفني ويقتلني
قيدوني بقيوده وجعل اسمه يتبع اسمي وزوال طيفه يطاردني
اكتشفت مجددا إنني لا أستطيع نسيانه أو تجاهله أوحتى مواجهته
لانه أبي
كل كلمة تحضنها الأبوة شدها
وجعلها تعزف حزنا على وتره