بتـــــاريخ : 10/22/2008 6:54:18 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1412 0


    ضباب

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أحمد بشير العيلة | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    وفي كلِّ صبح ٍ

    تُسْحَقُ الأمنيات قُبيل التوكُّل

    تُلْقىَ ضباباً أمام العيون

    هل كلما جاء ضوءٌ لوجهي

    تلاشىَ بلُغْمٍ قديم

    يلازمني مثل حظٍّ لئيم .

    ...

    طريقٌ تجمَّع للتوِّ قرب ضبابي

    وأضربَ عن رحلتي للمآذن

    أنامَ الدعاءُ على حافةٍ باردة

    ولم أرهُ بعدها ؟

    أشُلَّ الفضاء ؟ .

    ...

    بهذا الفضاءِ تنهّدَ جيل ٌ

    وأُدْمىَ

    كملحٍ تناثرَ في الجرح .

    ...

    هم واقفون

    وسدٌّ أمام البلاد تنامىَ

    بأيدٍ من الإنس

    هذا التقاعس

    لا سوسَ يأكلُ عُكَّازَهُ

    لينفر مَسْخٌ من الإنس أرهقنا ألف عام .

    ...

    ملحٌ من العَرَقِ البشريّ تعلَّق في الجوّ

    بعضُ القُرى أطلقُوه ضباباً

    ثم اختفوا خلفه بالقرون

    أين أُشاهد روحي

    وكل بَيَادِرِنَا ترتمي في الضباب

    أغلقتْ موسماً كاملاً

    عبّأتِ الطينَ خوفَ انقشاع الفؤوس من الرئتين .

    ...

    أنا ذاهبٌ عَبْرَهُ

    وأُدْرِكُ أَنِي أُضام

    وأنِي المفتّت بين العواصم

    لا طينَ يجرفني من ضياع

    ولا ماءَ ينشلني للنسيج .

    ...

    أنا ذاهبٌ عَبْرَهُ

    تلاشيتُ من صرخات الثكالى

    من الخجل المتراكم فوقي

    لا ماء للوجه

    جفتْ وجوهُ الرجال

    قوامٌ يهزّ بأطرافه للُّزُوجة

    زمانٌ لزِج

    تحياتُهم فاترة

    أحاديثهم لا صفاءَ بها

    دخانٌ يلوكونه ثم يمضون

    ألا إنها القارعة

    قارعةٌ فاترةٌ مائعة

    عذابٌ أتاهم يناسب هذا البرود

    ويمنحهم لا شعوراً بليدا

    ألا إنها القارعة

    وبعضُ العذاب

    بأنْ لا تُحِس مساحتَك الشاسعة .

    ...

    أنحنُ ضحايا الضباب المعاصر

    ضبابٌ على الفكر

    في الورد ِ

    بين السطور اللواتي كُتِبْنَ لأشواقهن

    ضبابٌ على الروح ِ

    في العظمِ

    بين العروقِ ..

    أنا أَتَضَبَّبُ ياكُلَّ معرفتي

    كيف أصافحكم والكفوفُ بُخار

    الفؤادُ خيال

    الكلامُ صَدَى ..

    أنا أتضبَّب

    لا وجهَ لي

    ولا طميَ يرضىَ بجذر فُتات

    أنا أتضبّب يا أغنيات البلاد

    أَغيثوا قوامي

    ضبابٌ تحلَّق حولي

    ينهشني كلَّ يوم

    صدأٌ فاتكٌ يعتريني

    أسَّاقط كالملح

    ثم أُرَشُّ ضباباً على وجبة الأرض

    أذهبُ غَمّاً

    أملكُ كلَّ المساحة زُوراً

    لن تستدلّ الرسائلُ عني

    لا بيتَ لي

    عريشةُ حزني تمزقني

    اقطفوا أصدقائي عناقيد روحي

    وامنحوني غناءً حميماً

    حميم

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()