يا نديم الحَيّ
يا نَـدِيـــمَ الحَـيِّ مِــنْ وادي الأسَــــلْ
قَــدْ مَـلَـلـْنــا الـحَـيَّ مَـهْـلاً لا تَــمَـــلْ
إنْ غَفـَتْ عَيْناكَ في حَُـضْـنِ الكَـفَــــلْ
ســاهِـرُ الجَـفْــنِ أنـيـسـي لَــمْ يَــزَلْ
* * *
يا نَـدِيْـمَ الـحـَيِّ أقْـلـِلْ فــي الـجَــفــا
إنْ غَـفـا رَمْشِي فَـقـَلـْبـي مـا غَــفـــا
فـاســقِـنِ بـَيـْنَ شُـــجُـونٍ و صَــفـــــا
مِنْ جِـنَـى الـنَّحْـلِ وسلْني هَلْ كَفـى
* * *
قَـدْ سَقَـتْني ظَبْـيَتي كـأسَ الوِصـــالْ
و بِــوَجْــهٍ أبْــيَــضٍ يَـعْــلــوهُ خـَـــــــالْ
شَـغَـلَــتْ قَـلْـبـي شِـفـاهٌ كـالهِــــلالْ
سَـفَــكَـــتْ دَمْـعـي بِـــرِفْــــقٍ و دلالْ
* * *
عَـذْبَـةُ الـثَّــغْـرِ مُـحَـيـَّـاها اللَّـمـى
طَـرْفُـها يُـحْـيـيْ فُــؤادي كــلـَّـمــا
نَـظَـرَتْ خِـلْـتُ بِـوَجْـهي "عَـنْـدَمـا"
ذاكَ مِـــنْ فَـــرْطِ حَـيــائـي إنَّــمــا
* * *
يا مـهـاتـي أيـنَ ذا عَـهْدُ الـوَفيّ ؟
هَلْ تَـرَينَ الهَـجْـرَ عَدْلاً فانـصِـفـي
و سَـلـي الرَّكْـبَ إذا لـمْ تَـعْــرِفـي
واشْهَري الرُّمحَ وسُلِّي المَـشْرفيّ
* * *
في لِـحــاظٍ مِـثْـلَ زَهـرِ الأقـحُـوانِ
و جَـبيْـنٍ مِـنْ لُـجَــيـنٍ أو جُـمــانِ
فاعـذُرا قَــلـبــاً هَــواهــا واعـذُرانِ
إنْ لَـحَى الـعـاذِلُ فـيهـا أو ثِـنـاني
* * *
سَلْسَليٌّ ريقُها يُحـيي الـعـظـامْ
و مُـحَـيّــاها كَـمــا بَــدْر الــتَّـمــام
و سَلِ الكَـأسَ إذا راقَ الــمُـــدام
أينَ يَهْوي نَـجْمـها حـينَ الخِــتـام
* * *
خَفِّـفِ الـوَطْءَ وأقلِلْ في العِتـابْ
يا عَذولي إنَّـنـا نَـهْـوى الـعَــذاب
لَو ضَنانا عَـهْـدهُ لَسْـنـا نَـهــــابْ
ذاكَ دَأبي والصِّـبـا دأبُ الشِّبـاب
* * *
يا سَميري قَدْ مَضَى عهد الكرى
فَامـلأِ الكَأسَ و سَلْني ما جَــرى
فاسقِـنيـها كانَ قَــلْـبـي ضَـجِــرا
و تَأمَّـلْ فـي عـيـونـي مـا تَـرى ؟
* * *
افــتَـــحِ الــدَّنَّ وَ فُـــكََّ الـخُـــتُـــمَ
واسْقِ صَحْبي واسْقِني لَنْ أنْدَمَ
و أَدِرْهـا عَـنْ يَــدَي ظَــبـْيٍ نَـمــا
في مُـتُـونِ الـرَّاحِ يَـهْـوى النّــَُدَمـا
* * *
تَـرْتَـمـي بِالـنَّــارِ مِـثْـلَ الشُّهُـــبِ
و شُـعـــاعٍ أحْـمَــر ٍ كـالـلَّـهَـــــبِ
فامْـدُدِ الـوَصْـلَ و فُـزْ في سَـبَــبِ
وامــلأ الكَــأسَ وَبَــــــدِّدْ وَصَــبـي
* * *
قَــدْ تَــراني بَـيْـنَ أزْهــارِِِ الــرِّيـــاضِ
بَـيْـنَ حُــورٍ وظِـبــاءِ الـحَـيِّ مــــاض
إنْ رَضى الصَّحبُ فَصَحبي غَير راض
لَــو يـرانـي فـي ثِـيـابٍ مِـنْ بَــيـاض
* * *
أبْــلِــغِ الـحَـيَّ سـلامـــا عَـبِـقــــا
كُـــلّـَمــــا لاحَ هِــــلالٌ و رقــــــا
إنَّـنــي باقٍ عـلـى الـــودِّ بــقــــا
طِــيــب زَهْــــرٍ بِأريـــجٍ و نَــقـــــا
ذاكَ دأْبـي فانْتَـظِـرْ يَـــوم الِّلـقـــا
* * *