بتـــــاريخ : 10/21/2008 9:42:11 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1091 0


    ريتا أحبيني

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : محمود درويش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    في كلّ أمسية، نخّبيء في أثينا

    قمرا و أغنية. و نؤوي ياسينا

    قالت لنا الشرفات:

    لا منديله يأتي

    و لا أشواقه تأتي

    و لا الطرقات تحترف الحنينا.

    نامي! هنا البوليس منتشر

    هنا البوليس، كالزيتون، منتشر

    طليقا في أثينا

    في الحلم، ينضم الخيال إليم

    تبتعدين عني.

    و تخاصمين الأرض

    تشتعلين كالشفق المغنّي

    ويداي في الأغلال.

    "سنتوري" بعيد مثل جسمك

    في مواويل المغنّ..

    ريتا.. أحبّيني و موتي في أثينا

    مثل عطر الياسمين

    لتموت أشواق السجين ..

    الحبّ ممنوع..

    هنا الشرطيّ و القدر العتيق

    تتكسر الأصنام إن أعلنت حبك

    للعيون السود

    قطاع الطريق

    يتربصون بكل عاشقة

    أثينا.. يا أثينا.. أين مولاتي؟

    _على السكّين ترقص

    جسمها أرض قديمة

    و لحزنها وجهان:

    وجه يابس يرتدّ للماضي

    ووجه غاص في ليل الجريمة

    و الحب ممنوع ،

    هنا الشرطيّ، و اليونان عاشقة يتيمة

    في الحلم، ينضمّ الخيال إليك ،

    يرتدّ المغني

    عن كل نافذة، و يرتفع الأصيل

    عن جسمك المحروق بالأغلال

    و الشهوات و الزمن البخيل.

    نامي على حلمي. مذاقك لاذع

    عيناك ضائعتان في صمتي

    و جسمك حافل بالصيف و الموت الجميل .

    في آخر الدنيا أضمّك

    حين تبتعدين ملء المستحيل .

    ريتا.. أحبّيني! و موتي في أثينا

    مثل عطر الياسمين

    لتموت أشواق السجين ..

    منفاي: فلاّحون معتقلون في لغة الكآبة

    منفاي: سجّانون منفيون في صوتي..

    و في نغم الربابة

    منفاي: أعياد محنّطة.. و شمس في الكتابة

    منفاي: عاشقة تعلق ثوب عاشقها

    على ذيل السحابة

    منفاي: كل خرائط الدنيا

    و خاتمة الكآبه

    في الحلم، شفّاف ذراعك

    تحته شمس عتيقة

    لا لون للموتى، و لكني أراهم

    مثل أشجار الحديقة

    يتنازعون عليك،

    ضميهم بأذرعة الأساطير التي وضعت حقيقة

    لأبرّر المنفى، و أسند جبهتي

    و أتابع البحث الطويل

    عن سرّ أجدادي، و أول جثة

    كسرت حدود المستحيل.

    في الحلم شفّاف ذراعك

    تحته شمس عتيقة

    و نسيت نفسي في خطى الإيقاع

    ثلثي قابع في السجن

    و الثلثان في عشب الحديقة

    ريتا.. أحبّيني! و موتي في أثينا

    مثل عطر الياسمين

    لتموت أشواق السجين ..

    الحزن صار هوية اليونان،

    و اليونان تبحث عن طفولتها

    و لا تجد الطفولة

    تنهار أعمدة الهياكل

    أجمل الفرسان ينتحرون.

    و العشّاق يفترقون

    في أوج الأنوثة و الرجوله .

    دعني و حزني أيّها الشرطيّ،

    منتصف الطريق محطّتي ،

    و حبيبتي أحلى قتيلة.

    ماذا تقول؟

    تريد جثذتها؟

    لماذا؟

    كي تقدمها لمائدة الخليفة؟

    من قال إنك سيدي ؟

    من قال إن الحبّ ممنوع ؟

    و إن الآلهه

    في البرلمان ؟

    و إن رقصتنا العنيفة

    خطر على ساعات راحتك القلية؟!

    الحزن صار هوية اليونان،

    و اليونان تبحث عن طفولتها

    و لا تجد الطفولة.

    حتى الكآبه صادرتها شرطة اليونان

    حتى دمعة العين الكحيلة.

    في الحلم، تتّسع العيون السود

    ترتجف السلاسل ..

    يستقبل الليل..

    تنطلق القصيدة

    بخيالها الأرضيّ ،

    يدفعها الخيال إلى الأمام.. إلى الأمام

    بعنف أجنحة العقيدة

    و أراك تبتعدين عني

    آه.. تقتربين مني

    نحو آلهة جديدة.

    ويداي في الأغلال، لكني

    أداعب دائما أوتار سنتوري البعيدة

    و أثير جسمك..

    تولد اليونان..

    تنتشر الأغاني ..

    يسترجع الزيتون خضرته ..

    يمر البرق في وطني علانية

    و يكتشف الطفوله عاشقان..

    ريتا.. أحبّيني !و موتي في أثينا

    مثل عطر الياسمين

    لتموت أحزان السجين..

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()