بتـــــاريخ : 10/20/2008 5:41:09 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1162 0


    استثمر موهبتك .. ووظف طاقتك .. واستبشر خيراً

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : ozkorallah.net

    كلمات مفتاحية  :
    دعوة الشباب الفتاة
    استثمر موهبتك.. ووظف طاقتك.. واستبشر خيراً



    استثمر موهبتك.. ووظف طاقتك.. واستبشر خيراً



     

    استثمر موهبتك .. ووظف طاقتك .. واستبشر خيراً

     

     

    في مواجهة الإحباط والشعور بالهزيمة


     

    وتكالبت الأمم على أمة الإسلام.. كما تداعت إلى المدينة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كانت فتنة الأحزاب عنيفة ممحصة حتى زلزل المؤمنون زلزالاً شديداً.. واليوم عادوا وليس معنا رسول الله على رأس الأمة يوجه المسلمين ويوظف الطاقات.. جاءه نعيم بن مسعود فأسلم بين يديه وقال:


     

    مرني يا رسول الله، فقال له: ( إنما أنت رجل واحد فينا، ولكن خذل عنا إن استطعت فإن الحرب خدعة.. ) .


     

    ما أحوج شباب الإسلام اليوم أن يفقهوا أمر النبي : ( إنما أنت رجل واحد.. ) !


     

    يفكر البعض في المشاركة في الحرب المسلحة، لكن موازين القوى لن تتأثر بمشاركة فرد أو تخلفه.. إن الشباب الراغبين في الخروج إلى ساحات المعركة، وإن كانوا ألوفاً لكنهم عراة الصدور أمام الآلة العسكرية الغاشمة.


     

    يا شباب الإسلام:


     

    نحن في حاجة إلى بناء داخلي لبنية الأمة التحتية عقائدياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وعلمياً وثقافياً وتقنياً، وبغير هذا البناء الداخلي والإصلاحي التحتي المؤسسي المبني على قواعد الإصلاح الصحيحة فلن تفلح أي محاولة لترميم البناء ولا لتجميل السطح ولا لرأب الصدع أو وقف الانهيار.. بعدما يدرك الشباب واجبهم تجاه أمتهم، عليهم أن يعرفوا كيف يوظفون طاقاتهم فلا يهدرون أعمارهم فيما لا طائل وراءه من مهاترات ومجازفات واندفاعات تتبعها تراجعات، وتظل الأمة في النهاية تراوح مكانها إن لم تتراجع خطوات.


     

    الأمة في أشد الحاجة إلى وضع خطة البناء الداخلي والأساس المتين الذي تقام عليه نهضتها وعزتها عبر مشروع متكامل المراحل واضح الخطوات تفضي كل مرحلة إلى التي تليها بسلاسة وانسيابية، ومن هذه المراحل:


     

    1- رصد الواقع الحالي:


     

    وهو أمر لا يحتاج إلى كبير جهد ولا طويل تأمل، ولقد قام ثلة من العلماء والمفكرين والدعاة بهذا الرصد وأخرجوا فيه كثيراً من الكتب والرسائل التي تحدد أوجه الخلل وجوانب القصور.. وخلاصة القول: إن الأمة تعيش أوضح صورة من صور الغثائية وأجلاها.. تعيش هذه الغثائية في نواحي الحياة جميعاً فبات الإصلاح مطلوباً في نواحيها جميعاً كذلك.


     

    2- وضوح أعمدة وعوامل البنية التحتية لمشروع حضاري متكامل:


     

    إن أي مشروع حضاري لا يمكن أن يقوم على العامل العسكري وحده، ولا تقاس قوة الدول وضعفها بمقياس الآلة العسكرية منفردة، ولكن هناك مجموعة من العوامل تعد أعمدة البناء لهذا المشروع، منها العامل الاجتماعي الذي يشمل بناء الإنسان داخلياً عقائدياً وروحياً وعبادياً وخلقياً، ويحدد شكل العلاقات والأواصر الإنسانية داخل المجتمع.. والعامل الاقتصادي الذي يعتبر عصب الحضارة وركيزة مهمة من مرتكزات البناء، فالذي يملك قوته يملك إرادته، ولقد سادت أمريكا العالم بقوة الدولار كما سادته بقوة الصاروخ، والعامل العلمي والتقني.


     

    ولقد أثار الإسلام قديماً ثورة علمية حتى تضافرت الظروف لإخراج مجموعة من رواد العلم الحديث في مختلف جوانبه في عصر واحد في نهضة علمية لم يسبق لها مثيل- كما في عصر الدولة العباسية تزامن وجود ثلة من العلماء في شتى المجالات والعلوم مثل الجاحظ وجابر بن حيان والكندي والخوارزمي والفارابي وابن الرومي في زمن واحد - ، والعامل الإعلامي حيث جعله الله تعالى من مقومات العلو في الأرض { وجعلناكم أكثر نفيرا } [ الإسراء :6 ]، فضلاً عن العامل السياسي والعامل العسكري..


     

    3- توظيف الطاقات الفردية وتنظيمها بما يلائم استعدادات الأفراد وتكوينهم ويخدم العوامل المختلفة للبناء الحضاري :


     

    فلا يعدم الفرد أن يمتلك موهبة أو أكثر أو مجموعة من الإمكانات والطاقات يمكن توظيفها في أحد هذه العوامل بشكل واضح.. فرجل الاقتصاد غير رجل السياسة، وكما تحتاج الأمة إلى الداعية الناجح فإنها تحتاج إلى الإعلامي المؤثر والتقني المبتكر.. فالتخصص الدقيق مطلوب بشدة، مع الإلمام الشامل بمختلف متطلبات الوضع العام، فلا يحقرن أحد دوره ولو كان إتقان عمله الوظيفي داخل مؤسسة أو مصنع، مادام يصب في النهاية في وضع لبنة من لبنات المشروع الإسلامي الكبير. [من مقدمة كتاب صناعة الحياة ، لمحمد أحمد الراشد بتصرف ]


     

    4- تحديد الأولويات وترتيبها بدقة وموضوعية :


     

    حتى لا نستغرق في قضايا فرعية وخلافات جانبية تستفرغ الطاقة وتأكل الوقت ولا تحقق المطلوب.. لقد جاء كل نبي إلى قومه يحمل هدفاً واضحاً وراية معلنة :{ قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } ، { إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون } ، فكان هذا هو الإجمال الذي يسبق التفصيل، ونقطة البدء الأولى التي توصل إلى النهاية الكبرى.. ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في ترتيب الأولويات ، ووضوح الهدف وسعة الصدر في اختلاف الوسائل، وعدم الالتفات إلى الفروع والجزئيات يوم أمر أصحابه: ( لا يصلين أحدٌ العصر إلا في بني قريظة ) ، فسار الناس فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي ولم يرد منا ذلك، فذكروا ذلك للنبي فلم يعنف واحداً منهم . [رواه البخاري ]


     

    فلم يستحق الخلاف في الوسائل المتاحة والتأول والاجتهاد تعقيب النبي صلى الله عليه وسلم مصوباً فئة ومخطئاً الأخرى، حتى إننا بعد مرور هذه القرون الطويلة لندرك أن كليهما كان على صواب.


     

    5- الدأب في تنفيذ الأهداف المرحلية والصبر عليها :


     

    فأحياناً كثيرة يصيب النفس الإحباط من صغر الهدف مع كبر الأماني، ولذا يقول صلى الله عليه وسلم : ( لا يحقرن أحدكم من المعروف شيئاً ولو أن تلقي أخاك بوجه طليق ) [رواه مسلم ]، ويقول: ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) ، وتقول عنه السيدة عائشة: ( كان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه ) [متفق عليه ].


     

    ففي هذه التوجيهات النبوية تأكيد على أهمية العمل وأهمية الاستمرار عليه ولو كان بسيطاً، فالبناء الشامخ يبدأ بلبنة، وأول الطريق الطويل خطوة.. فإيانا وخداع النفس، نعلل النفس بالآمال نخدعها أننا جاهزون للأعمال الكبيرة والبطولات الحاسمة والمواقف الخالدة.. وصدق الشاعر:


     

    من خان حي الفلاح *** يخون حي على الكفاح


     

    ويقول هاشم الرفاعي:


     

    دعوني من أمان كاذبات *** فلم أجد المنى إلا ظنونا


     

    وهاتوا لي من الإيمان نورا *** وقووا بين جنبيّ اليقينا


     

    أمد يدي فأنتزع الرواسي *** وأبني المجد مكتملاً متينا


     

    فهل يبدأ الطفل الحوار قبل أن يتعلم نطق الحروف والكلمات المفردة؟ وهل يتعلم العَدْوَ قبل أن يحبو على الدرب؟!


     

    6- عدم استعجال النتائج أو القفز فوق المراحل المحددة:


     

    ولقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نوائم بين الواقع والطموح، فلم يكن وعد الله تبارك وتعالى بالعزة لله ورسوله والمؤمنين يغريه بتخطي المراحل، فيأمر في مكة مثلاً بقتال صناديد الكفر الذين حصد رؤوسهم سيف الإيمان في بدر، فلكل مرحلة أهداف ووسائل، ولكل مرحلة ضوابط ومحاذير، فمرحلة كف اليد غير مرحلة الجهاد وبناء الدولة، ولقد كان يمر صلى الله عليه وسلم على سمية رضي الله عنها في مكة وهي تسام أشد العذاب فلا يزيد على: صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة، ثم هو نفسه النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقر المؤمن الذي قتل يهودي بني قينقاع لكشفه عورة امرأة مسلمة، ثم يثأر صلى الله عليه وسلم لمقتله بإجلاء يهود بني قينقاع جميعاً عن المدينة .. وها هو يوم الأحزاب يحفر الخندق ويبشر المسلمين بفتح فارس، والناس لا يأمنون على أنفسهم في قضاء حوائجهم! ولم تكن تلك البشريات دافعاً للصحابة رضوان الله عليهم للإتيان بأعمال غير محسوبة ولا عقلانية.. لكنهم كانوا ينجزون كل مرحلة من المراحل في وقتها دون تباطؤ أو استعجال.


     

    نصر الله قادم لا محالة فلا تستبطئوه، النصر قادم لأنه قدر الله الغالب ولكنه ليس بالضرورة أن يكون العام .. {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز } [ المجادلة : 21 ] .

    كلمات مفتاحية  :
    دعوة الشباب الفتاة

    تعليقات الزوار ()