بتـــــاريخ : 10/19/2008 4:48:34 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2108 0


    لماذا الحجاب؟.. حاربوا الشيطان معي

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : ozkorallah.net

    كلمات مفتاحية  :
    دعوة الشباب الفتاة

          

    تساؤلاتي قد تكون غريبة، ولكنها مقلقة. أنا فتاة في الـ 17 من عمري، منذ صغرنا ونحن نسمع أن البنت جسدها عورة، وشعرها عورة، ويجب حمايتها من غير المحارم. ولم يسبب لي هذا أي ضيق أو كبت؛ فأنا محجبة والحمد لله، ملابسي فضفاضة؛ لا تشف ولا تصف.

     

    أجد الفتيات الكاسيات العاريات؛ وأتساءل: كيف يمكن أن يظهرن بهذا الشكل دون خجل؛ بل يشعرن بالتباهي أمام مطاردة نظرات الناس لهن!

     

    استمر تديني والتزامي؛ ولم أشعر بالضيق. وأصبر نفسي بأن الجنة جزاء المؤمنين الصابرين، وسأفعل ما يحلو لي في الجنة. وهنا جاءت المشكلة؛ فأصابني العجب من التفكير في حالي بالجنة.

     

    فأعتقد أنني في الجنة سأرتدي ما أريد، ويراني كل الرجال من غير محارمي. لن أستطع، أين حيائي؟ ثم كيف يرونني دون أن أثيرهم؟ فأرجع وأقول لنفسي: في الجنة الأمور مختلفة. وسيدخل الجنة المؤمنون فقط، وقوانينها لا تطابق الدنيا.

     

    ولكن إذا كنت هناك لن أجذب الأنظار؛ فلماذا أجذبها في الدنيا؟، لماذا خلق الله جسد المرأة وشعرها يفتن الرجال بينما العكس غير صحيح؟ لماذا خلقنا الله فتنة لهم؛ ثم فرض علينا الحجاب؟

     

     

    تقول الأستاذة وسام كمال- محررة في نطاق الأخلاق والتزكية بشبكة "إسلام أون لاين.نت":

     

    بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام علي النبي، الذي نشتاق إليه، ولم نره.. أما بعد..

    حياك الله أختنا إيمان، وزينك بنور الإيمان، وجعلك قرة عين أسرتك، وزينة فتيات المسلمين.

     

    أسعدت قلبي بفخرك بالحجاب، وإلحاحك على طرحك النقاشي، ورغبتك في الاقتناع به، غير مقتصرة على تنفيذ الأمر، ولكن فهم مقاصده. وهذا من صفات المؤمنين؛ إذ أن الحكمة هي ضالتهم التي ينشدونها، ليسوا آلات تنفذ دون تعقل. فالحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق الناس بها.

     

    أفرح بك أختا متميزة، بالله مؤمنة، شعارك "رضا الله". والأجمل أنك تتفهمين أن محاربة الشيطان تحتاج لعون ومدد الآخرين، فقليل من يفطنوا لهذا، ويصير الضلال مآلهم، وكما يقال: "ضاع العلم بين الحياء والكبر".

     

    فداومي على اللجوء إلى الله ثم من تثقين بقدرتهم على إرشادك وتوجيهك حينما تختلط عليكِ الأمور وترتابين في أمر ديني أو دنيوي. وأشكرك على ثقتك فينا، ونسأل الله أن يجعلنا أهلا لها.

     

    بداية الأمر، أوضح لك أمر هام: الحجاب ليس تعذيبا للمرأة. إنما يشترك في آداب اللباس كل من المرأة والرجل ؛ لعفة وصلاح المجتمع المسلم. وكما فرض الله على المرأة الحجاب، فرض على الرجل عدم ارتداء الحرير والذهب، وستر العورة، وغض البصر، والنهي عن جر الثوب "خيلاء".

     

    وللحجاب فضائل كثيرة على المرأة المسلمة، تستوجب الشكر والعرفان لله –عز وجل- . فمن أجمل الأدعية التي اشتهرت على لسان فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي –رحمه الله-: "الحمد لله، تفضلت بالتكليف، وتفضلت بالمعونة، فأنت المتفضل أولا، وأنت المتفضل آخرا".

     

    وأجرى الدكتور عبد الرحمن محمد العيسوي– أستاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعتي الإسكندرية وبيروت العربية- دراسة ميدانية على عينة من طالبات جامعة الإسكندرية بلغ عددهن 370 طالبة ممن يرتدين الحجاب، لمعرفة الوظيفة النفسية والاجتماعية والروحية التي تراها الفتاة الجامعية المحجبة في ارتداء الحجاب الإسلامي.

     

    وأسفر تحليل نتائج هذه الدراسة على أن التحجب يحقق الوظائف الآتية بالنسبة للفتاة المحجبة:

    • تعميق أواصر الصلة بين الفتاة وخالقها.
    • تعميق مشاعر الإيمان لدى الفتاة.
    • زيادة الشعور باحترام الذات، واحترام الآخرين لها.
    • الشعور بالتحشم واللياقة والوقار والقيمة الذاتية.
    • الشعور بالرضا عن الذات وقبولها وإبعاد مشاعر الألم والذنب.
    • حماية المرأة من التعرض لعبث العابثين ممن تثيرهم الفتنة، ومظاهر الخلاعة والإغراء والكشف عن مفاتن المرأة وأنوثتها.
    • زيادة فرص الفتاة في الزواج حيث يقبل الشبان على الفتاة المتدينة الصالحة.
    • الحماية من حوادث الخطف أو الاغتصاب أو الاعتداء أو المطاردة ممن في قلوبهم مرض.
    • توفير نفقات الملابس الباهظة.
    • الحصول على المزيد من رضا الزوج أو الخطيب والأب والأم.
    • لا يقلل الحجاب في نظرهن، من جمال المرأة الطبيعي.
    • توفير نفقات كي الشعر وتصفيفه، وما إلى ذلك من النفقات.
    •  شعور أهل الفتاة بمزيد من الثقة فيها، وعدم الخوف عليها.
    •  يعكس حجاب الفتاة صورة طيبة عن أسرتها.
    • إبعاد الفتاة عن مواطن الشبهات.
    • يزيد من الشعور بالانتماء الإسلامي ويبعد عن نفسيتها مشاعر الاغتراب والإثم.

     [د. عبد الرحمن محمد العيسوي: سيكولوجية الحجاب ( بيروت: دار الراتب الجامعية، 2001)].

     

    و"قد اتخذت الشريعة خطوات تجعل الغرائز الجنسية محددة بالحلال. فيوصي الشرع بغض المرء لبصره لعدم إثارة الشهوة في داخله. فغض البصر يحول دون رؤية الأشياء المثيرة، وهو ما يشبه شحن الأسلاك بالكهرباء. فعندما يغض البصر ينقطع التيار الكهربائي، وتغطية جسد المرأة تساعد في ذلك، لذا فهو يوصي بتغطية الجسد كله باستثناء الوجه واليدين.

     

    ولكن النساء اليوم قد عكسن الأحوال، فهن يرتدين الثياب الطويلة ذات الأكمام الطويلة في البيت، والملابس القصيرة ذات الأكمام القصيرة في الشارع" [ ورقة نشرت لإيفون يزبك حداد - أستاذة تاريخ الإسلام والعلاقات المسيحية- الإسلامية في جامعة جورج تاون؛ بعنوان: "الإسلام والجنوسة.. عضلات في العالم العربي المتغير" ضمن أوراق نشرت في كتاب الإسلام والجنوسة والتغير الاجتماعي (الأردن: الأهلية للنشر والتوزيع، 2003].

     

    ووردت فقرة متميزة بشأن الحجاب في كتاب للمؤلف أحمد فؤاد بلبع بعنوان: "مؤسسة الرق من فجر البشرية حتى الألفية الثالثة"، قام د. عبادة كحيلة بعرضه في مجلة وجهات نظر.

     

    يقول الكاتب: "ارتبطت ظاهرة الرق بظاهرة الحجاب؛ فقد كان الأصل عند المرأة هو السفور، لكن مع ظهور مؤسسة الرق وازدياد أعداد الأرقاء من النساء، وتحدد وضع بعضهن كسرائر أو حظايا، وتحدد وضع بعضهن كبغايا، أضحت هناك ضرورة للتمييز بينهن وبين الحرائر.

     

    فبدأت ظاهرة الحجاب التي كانت قصرا عليهن، وربما كانت البداية الأولى للحجاب في فارس، حيث ألزم الأرقاء من النساء بالسفور، كما ألزم الأرقاء من الرجال بحلق شعر رءوسهم وذقونهم وشواربهم، تمييزا لهم جميعا عن الأحرار" [العدد الخامس والستون – يونيه 2004 من مجلة وجهات نظر].

     

    لست أود من هذا الاقتباس أن أدعي اصطفائية المحجبات دون غيرهن وكأنهن ملائكة لا يخطئون أبدا؛ إذ أن هناك غير محجبات أفضل بأخلاقهن من محجبات يفهمن الحجاب على أنه شكل فقط لا خلق.

     

    ولكني أشعر أن الحجاب نفسه هو فكرة اصطفائية؛ بمعنى أن الله أراد بالمسلمات خيرا عندما أمرهن بالحجاب؛ لأنه يجعل من ينظر إليهن يقيِّمهن على أساس عقولهن لا أجسادهن.

     

    أنقل لك هذه الكلمات من بين ضفاف الكتب، لكي أبرهن لك أنك على صواب، ولتثقي بنفسك، ولا تتزعزعي عندما ترين متبرجة، تزهو بنفسها ولا تخجل من سفورها. إنما ذلك خلل في فطرتها، إذ زين الله لعباده طاعته، وغرت المعصية فاعلها.

     

    لقد حبا الله المرأة بجمال جسدها، وحب الرجل لها، ومن واجب المسلم شكر النعمة، وعدم استخدامها في إفساد الأرض. ويختبر الله عباده كيف يتصرفون فيما أتاهم، ليرضى من شكر وعصم نفسه، ويحاسب من لم يتقٍ غضبه.

     

    أما عن الجنة، وما سيدور فيها. فأنصحكِ بعدم الخوض كثيرا في هذا الأمر؛ لأنه غيب. والغيب إن تماديتِ في مناقشته ستغرقين في بحر من التساؤلات الشائكة، لن تستطيعين النجاة منه. فمن أعمدة الإيمان؛ الإيمان بالغيب، والثقة فيما عند الله.

     

    يكفيكِ أن تعرفي الوصف المؤكد للجنة وقوانينها؛ ما ذكره الرسول صلى الله عليها وسلم: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" متفق عليه.

     

    ثقي يا أختاه أنك على الحق، استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، واعلمي أن الوساوس ينفثها الشيطان في أذن المؤمن، حتى يزعزعه عن عقيدته، ويجعله يتخلى عن صالح أعماله. فما حاجة الشيطان بوسوسة الضالين؟! خاصة وأنك شابة صغيرة، ترتدين الحجاب في سن مبكرة، فيظل الله من يداوم على طاعته منذ سن الشباب يوم لا ظل إلا ظله.

     

    اثبتي وبحمد الله اشكري، وتابعينا بأخبارك، ننتظر من اليافعات أمثالك البشرى دائما.

    طالعي أيضا:

    حيث الحجاب مفروض.. غض البصر لماذا ؟

     

    اختلط عليّ الأمر؛ وبدأ الشيطان يوسوس لي في هذا الأمر ليل نهار. ولا أستطع محاربة الشيطان وحدي.

    كلمات مفتاحية  :
    دعوة الشباب الفتاة

    تعليقات الزوار ()