و في يوم ما جاءت إلى أرض الحديقة حيوانات ضخمة : و داست على الأشجار و النباتات ..
خافت الفراشة ، و طارت ، و التصقت بأعلى بالجدار ..
غادرت الحيوانات الضخمة الحديقة إلى حديقة أخرى ، فتوجهت الفراشة إلى الوردة البيضاء الصغيرة الباقية .. و أخذت تنتحب على موت صديقاتها .. طمأنتها الوردة .... ولكنها ظلت تبكي حتى أنهكها التعب ، و أوت إلى فراشها ..
في تلك الليلة لم تنم كما يجب ، بل رأت كوابيس كثيرة ، و كائنات عملاقة تحاول قص أجنحتها بأنيابها .. خرجت في الصباح إلى صديقتها الوردة باكية .. نهرتها الوردة ، و قالت لها أن البكاء لا ينفع .
· · و لكنني دون أصدقاء !
· · الحدائق الأخرى مليئة بالآخرين !
· · لكنني لا أعرفهم !
· · تعرفي عليهم !
· · لكني أخاف !
· · مم تخافين ؟
· · أنت تعرفين أني فراشة بلونين فقط .. و الفراشات الأخرى ، في تلك الحدائق بألوان كثيرة !
· · أنت طيبة ، و سيحبك الجميع : الفراشات ، و العصافير ، و الدجاج ، و الأرانب ، و الزهور ، و الأعشاب ...
· · ما زلت خائفة !
· · جربي !
حملت الفراشة خوفها ، و طارت إلى الحديقة الأخرى الكبيرة . حطت على السور، ورأت الكثير من الفراشات الملونة تلعب مع بعضها والعصافير .. حطت على وردة براقة .. دارت .. لعـبت ، .. تحدثت مع ورود و أعشاب ، و سمعت غناء عصفور يبني عشه .. طارت إليه .. و سألته :
· · هل زرت الحديقة الأخرى ؟
· · لا .. أين هي .. أتمنى زيارتها !
حكت له قصة الحيوانات .. حزن كثيراً ، و توقف عن التغريد .. تراكض إليه أصدقاؤه متسائلين .. قالت لهم الفراشة كل شيء . اجتمعوا في حارة الورد بطرف الحديقة ، تحدثوا كثيراً ، حتى حل المساء .. عادت الفراشة إلى منزلها في الحديقة الأخرى ، و حيت صديقتها : الوردة البيضاء بابتسامة كبيرة .. قالت الوردة :
· · حسناً .. أراك سعيدة !
· · نعم .. فلدي مفاجأة لك !
· · ماهي ؟
· · سترينها في الصباح !
في الصباح ، رفرفت الفراشة بجناحيها بسعادة ، و هي تستقبل طوابير الورود ، والعصافير، و الدجاج ، و الأرانب ، و الفراشات ، و الأعشاب ..... حيث بدأ الجميع في بناء الحديقة