قمر

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

شادية تنزل من سيارة والدها ، تقف و تنظر إلى السماء .. يمسك والدها بيدها الصغيرة . يدخلان البيت و هو يقول :

ـ هيّا لتكملي واجباتك .

تنشغل شادية بواجباتها ، و ألعابها حتى المساء .. تأتي إلى أمها ضاحكة ، و تقول :

ـ أريد أن أرى القمر !!

تخرجان إلى الحديقة .. و تتطلع شادية إلى السماء :

ـ أين القمر يا أمي ؟

ـ ربما يكون في بيته !!

ماذا يفعل الآن ؟

ـ ربما يحل واجباته !!

ـ هل يحل واجباته كل يوم ؟

ـ القمر لا يتأخر في إنجاز مهامه أبدا !!

ـ و متى ينتهي ، و يخرج لأراه يا أمي ؟

ـ لا أدري .. لكنه سيخرج حتماً .

ـ و هل يمكن أن أدعوه إلى البيت ؟

ـ إنه معلق في الفضاء .. يطلع هناك ليراه جميع الناس !!

ـ أريد أن ألعب معه !!

ـ الآن وقت نومك يا شادية .. سأخبرك عندما يخرج .

تذهب نادية إلى فراشها .. تغمض عينيها و تحلم بالقمر . يأتي القمر مدورا ، و أبيض مبتسما ، يطرق على نافذتها طرقات خفيفة .. تفتح له النافذة فيدخل .. تذهب إلى صندوق ألعابها ، و تخرج الكثير منها .. تلعب مع القمر .. يمدّ القمر يده ، و يأخذ دبّها البني .. تأخذه منه .. ينتزعه منها ، و يقول : هذا الدبّ لي .. تقول : هذا دبّي أحضره لي أبي هدية ..يقول القمر : إنه لي و سآخذه .. يقوم القمر .. و يقفز على حافة النافذة .. تخاف أن يسقط و ينكسر .. تقول له : أرجوك أيها القمر أعد دبّي لي .. و سأعطيك لعبة أخرى .. يقول القمر : لا .. تقول له : أنت قمر شرير .. يطير القمر إلى السماء ممسكا بالدب .. تصرخ به : دبّي .. دبّي ..دبّي ........ تستيقظ شادية ، و أمها تضمها :

ـ ما بك يا حبيبتي ؟

ـ القمر .. لقد أخذ دبّي البنّي !!

تفتح الأم الصندوق .. و تجد شادية دبّها نائما .. تأخذه و تحضنه ..الأم تقول لها :

ـ كنت تحلمين يا ابنتي !!

ـ هل جاء القمر ؟

ـ نعم ..إنه في السماء !

تخرج شادية و أمها و تريان القمر مضيئاً أبيض .. تقول شادية :

ـ هل القمر شرير يا أمي ؟

ـ لا يا شادية .. القمر صديق المسافرين ، يضيء دروبهم في الليل .. إنه جميل .

ـ إنه صديقي .

تلوّح شادية له بيدها ، و تندس في فراشها ، و تنام .

في الغد تعود من مدرستها فرحة .. تقبّل والديها ، و تقول :

ـ أبي أريد أن تسميني ( قمر) !!

ـ أنت قمري الصغير .. لكن لماذا ؟

ـ قلت لمعلمتي : القمر صديقي .. فقالت لي : أنت قمر يا شادية !!

ـ حسناً .. أنت قمر !!

شادية تضحك بفرح .. و تركض لإكمال واجباتها .. في المساء ستخرج ، و تلوّح لصديقها ، و تقول أنها قمر مثله