بتـــــاريخ : 10/17/2008 8:45:28 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1403 0


    النِّعل

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة النِّعل

    كنت بالمطار، والتفتّ و إذا بالنعل بجانبي: كان فوقها قدم وساق، وثوب.....

     

    كانت النعل تتقدم نحوي، فحدقت بها حتى أتأكد من ذلك، ثم مشيت قليلا وأنا ألتفت قائلا لنفسي:

     

    ـ لعلها مجرد نعل عابرة !!

     

     غير أني عندما انحنيت في ردهات المطار الواسعة والباسقة والواضحة، و المضيئة، والنظيفة؛ كانت النعل تنحني على نفس الخط، وتتبعني.

     

     ابتسمت لذلك، وتوقفت، ثم واجهت النعل القادمة، و أخذت أحدق بها:

     

    فُجعت برثاثتها ، و ليونتها الضعيفة، وبالقدم الصغيرة الحافية و المتسخة و المتشققة المدخلة فيها . رفعت بصري قليلاَ ، فبدت ساق سمراء نحيلة ، تنوء بثقل الجسم الضئيل ! ، رفعت بصري أعلى، كان يتعدى المتر والربع: عينان صغيرتان جداً تبحثان دوما عن شيء ما، بهما خجل و لؤم وطمع، وجوع، وجهل أسود كغابات الجنوب. سلطت عيني، فزاغ من جانبي، وبدا ظهره الصغير. تبعته على البلاط اللامع ، و أنا ابتسم لطرقعة النعلين ، وسط هذا البهو الواسع . بعد أمتار التَفَتَ ، وعندما رآني ، أسرع الخطى ، فلحقته حتى اختفى . ذهبت لأشرب القهوة .. ولم يسعفني الوقت حيث دخلنا الطائرة ، وقادتني المضيفة إلى مقعدي في الصفوف الأخيرة .. حيث وجدت بجانبي نعلين رثتين أخريين .

     

    ابتسمت، و أنا أنظر إليه، ومددت يدي و ربطت حزامه، وربطت حزامي:

     

       إلى أين يفرّ الآن، و أنا معه في السماء !

     

                                  لقد اصطدته .

     

                                  و انطلق صوتي ضاحكا، و أنا أفكر في كل النعال و الأحذية في الأرض
    كلمات مفتاحية  :
    قصة النِّعل

    تعليقات الزوار ()