بتـــــاريخ : 10/17/2008 7:42:01 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1207 0


    ألحان النسمة الصغيرة الباردة !!

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :

    في الحارات الصغيرة ، تمتد الشوارع الكثيرة مسافة ، ثم تنتهي .

    الهواء الذي يملأ تلك الشوارع القصيرة..

    يحرك الهواء الغبار و بقايا الأوراق .. و الروائح الطائرة من الأكوام المتروكة ..

    هذا الهواء يخرج من شارع صغير ، إلى شارع ، إلى شارع ..

    يدور في الشارع ، ماشيا على مهل ، ملتفا ، و ملتويا .. حتى يصرفه جدار ما ، فيتكوم قليلا .. و تسقط الأوراق منه ، و تتكوم مخشخة ..

    كانت النسمة الصغيرة الباردة من ضمن الحزم الطائرة مع هذا الهواء .

    دارت النسمة الصغيرة الباردة معه .. حملت أوراقا .. مبتعدة عن الروائح ..

    أسرعت .. الروائح تلحقها ..

    و عندما تكوم الهواء وسط الحارة مرة أخرى ، أمام جدار ، تحت تلك الشجرة ..

    لم تستطع النسمة الصغيرة الباردة أن تستقر .. دارت و دارت ، ثم طارت بسرعة ، و هي تقول :

    - لأخرج من هذا الجو الخانق !!

    فرت ، لكن الجدار الكبير الواقف صدمها ، تلوت متألمة ، وانحدرت حتى استقرت في الظل ..

    كانت أوراق الشجرة الكبيرة تحدق بها و هي واقفة منتظرة ..

    هبت النسمة الصغيرة الباردة إلى الأغصان ، و هفهفت بين ثنايا الأوراق الخضراء فرحة ..

    فرحت الأوراق و تحركت بطرب ، و أصدرت ألحانا صغيرة و جميلة كالغناء ..

    توافدت العصافير : من الجدران القصيرة ، من الشقوق ، من فوق سعف النخيل اليابسة ، من السطوح حيث تخبئ أعشاشها ، من كل مكان ..

    جاءت العصافير ، و حطت على الأغصان ..

    توقف رجل محني الظهر ، و رفع عينيه الصغيرتين إلى أوراق الشجرة التي تعزف ألحانها .. شاهد العصافير الفرحة ..

    و من نافذة قريبة أطلت فتاة صغيرة بضفيرتين طويلتين ، و عينين ذكيتين ، كانت تبتسم ، و هي تشرع النافذة للهواء ..

    نور الشمس الناعم أخذ يتماوج من بين الأغصان مطاردا قطع الظل المرحة ..

    ازداد فرح النسمة الصغيرة الباردة ، و تمدد جسمها و اتسع ..

    تراقصت الأشجار الأخرى القريبة و اهتزت ..

    طربت النسمة ، و لوحت بمناديلها البراقة ، و انطلقت من فوق الجدران ..

    ماجت في الشوارع ..

    و انطلقت إلى الحقول ..

    كانت أسراب العصافير تتبع النسمة الباردة و هي تكسو الأشياء ..

    و هاهم الأطفال اللاعبون يجرون خلفها ..

    و أوراق الأشجار تلتفت ..

    حتى المياه .. مياه البرك النائمة اختضت و تماوجت فرحة ..

    الرجل العجوز يهمس باسما : يا لهذه النسمة الصغيرة الباردة !!

     

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()