بتـــــاريخ : 10/14/2008 7:10:17 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 968 0


    خيانة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : ياسر عبد الباقي | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة خيانة

    غادرت منزل والدها مسرعة تاركة سماعة الهاتف متدلية ، كانت قد تناولت سلسلة المفاتيح من الطاولة وخرجت ، كادت إن تتعثر وتسقط وهي تترجل من الدرج لم يهمها تعثرها ، بقدر يهمها أن تصل. ركضت في الشارع ، الناس ينظرون أليها بذهول ، لم يعتادوا رؤية امرأة تركض ، تركض بقوة ،عارية القدمين ، شاردة وعيناها معلقتان إلى مكان ما ، حين بدء المطر يسقط بلطف ، قفزصوت داخلي بقوة .. لايمكن .. لا يمكن .. لاحت ذكريات تمر أمامها ، اصطدمت بأحد المارة وسقطا معا ، حاول مساعدتها ، لكنها امتنعت دون أن تنظر إليه ، وواصلت ركضها .

    في سوبر الماركت التقت به أول مرة ، كان يقف في الطابور بخجل ، خجله الشديد شدها ، راقبته من خلف جهاز تحصيل النقود ، حيث تعمل هناك ، انتظرت دوره بفارغ الصبر ، شديد البياض ، أنيق المظهر ، يملك عينين صغيرتين خجولتين ، ناولها حاجاته ، راحت تفرزها ببطيء متعمد قالت هامسة : 320 ...اخرج رزمة مالية من جيبه وناولها دون أن ينبت بكلمة .

    توقفت ثوان قليلة ، استردت أنفاسها ، بدا الشارع كله متوقفا ، السيارات ، المارة ، الطيور ، لا أحد سواها ، عادت تركض ، وعادت الحركة .

    أسابيع مرت ولم تشاهده ، حتى فوجئت يوما ، ووجدته أمامها ، ارتكبت في بداية الأمر ، قالت وفي عينيها تألقا : 1300 .

    ناولها المبلغ واستدار ، هتفت : انتظر ، نظر إليها من خلف كتفه ، قالت : من حقك أن تشترك في المسابقة الشهرية ، لقد زادت حاجياتك عن الألف !

    قال لها بصوت رقيق ومهذب : لا يهم يا آنسة .

    دهشت ليس لصوته الرقيق والمهذب بل لانه تكلم .. قالت : هذا حقك .. ارجوك . نظر إليها كان في نبرتها توسل ، انزل عينيه إلى صدره بخجل وتقدم منها ، فتحت الدرج وبعثرت محتوياتها بارتباك وعصبية ، اخرجت قسيمة ورقية صغيرة ، قالت مبتسمة : أنها أخر ورقة لحسن حضك ، ناولته الورقة وتمتمت : ضع اسمك هنا ، أردفت :لا تسنى التلفون .

    - أيهما البيت إما النقال .

    أسرعت قائلة : الاثنان معا .. حتى افقدك ، قالت جملتها الأخيرة في نفسها .

    برأسه اطل سائق السيارة برأسه من النافذة غاضبا : أيتها المجنونة .. انتبهي ..! لكنها لم تبالي به ، كما لم تبالي بالأطفال وهم يقلدونها في الركض .

    شيعته وهو يغادر المحل .. قالت في نفسها : ترى هل هو مهتم بي .. كما أنا ؟ لقد قال لي يا انسه .. نعم انه مهتم .. لقد نظر إلى أناملي .. أن الرجل عندما تعجبه امرأة ينظر إلى أنا ملها .. لقد اعجبته .. لقد أدرك باني لست مرتبطة ، ضحكت على نفسها وعلى تفكيرها .

    هاتفتة بعد عشر أيام قائلة : أردت أن أخبرك بفوزك بالجائزة الشهرية ، بإمكانك أن تأت لتستلمها .

    توقف المطر فجأة ، لكنها لم تتوقف عن الركض ، بدأت الشمس في الظهور ببطء ، وولجت المرأة إلى داخل عمارة شاهقة .

    أعطته كيسا مغلفا بشكل جميل وقالت : هذه هديتك ، لقد كنت أنت الرابح هذا الشهر ، اخذ منها ، وتمتم : شكرا ،وانصرف ، كانت الساعة الثالثة ظهرا عندما غادرت عملها ، وجدته واقفا في الخارج ينتظرها وبيده الهدية ، قال : لم انصرف من هنا منذ ثلاث ساعات .. أردت أن أرد هديتك .

    - لماذا ؟ !

    - لقد انتهت المسابقة منذ ستة اشهر .. واعتقد أنا لا استحقها ، ارتبكت ، واحمر وجهها خجلا ، عجزت أن تقول شيئا .

    توقفت مرة أخرى ،كانت في الدور الثاني أخذت تسترد أنفاسها ، نظرت إلى أعلى ، ثم عادت لتركض..

    عاد في اليوم التالي وقدم لها علبة مغلقة ، نظرت إلى عينيه ، كان فيها تألقا : شكرا ، بعد اشهر قليلة تزوجا ، كان عرسا بسيطا جميلا .

    توقفت إمام باب منزلها وحدقت إلى سلسلة المفاتيح ورددت : لما يخنني الآن .. لقد كان عاجزا عن .. قالت ذلك ووضعت المفتاح في الباب .

    حملها إلى شقته في الدور السادس وهي في ثوبها الأبيض كانت تصيح فرحا ، بادلها ابتسامه هادئة ، وضعها على الفراش وحدق كل منهما في الأخر ، انزل رأسه إلى صدره، فابتسمت كانت تعرف خجله الشديد ، لم تنتظر منه إن يبدأ هو، فحاولت معه ، قبلته بقوة وشغف ... لكنه فشل ، فطمأنته بأن هذا يحصل دائما في ليالي مثل هذه .. لكن فشله استمر لأسابيع أخرى .

    فتحت الباب ، تركت المفتاح معلقا به ، وسلسلة المفاتيح تترنح منه . توقفت ، نظرت إلى صدرها وهو يلهث ، كانت عيناها ترجفان وهي تنظر إلى باب الغرفة .منذ نصف ساعة تلقت مكالمة هاتفية ، كان صوتا غريبا لرجل أو امرأة لم تستطع تميزه ، وفي نبراته السخرية : أن زوجك يخونك .. ثم ضحكة طويلة . مدت يدها إلى مزلاج باب غرفتها وهي تمتم : لا يمكنه إن يخنني مع أخرى .. لقد كان عاجزا .. فتحت الغرفة لا ترى شيئا سوى ظلام ، تركت يدها تتحسس الجدار باحثة عن مفتاح النور ..

    صاحت .. نهضا من الفراش بفزع .. تراجعت إلى الخلف وعيناها تحدقان بهما مرتعبة ، باشمئزاز .. رجل .

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة خيانة

    تعليقات الزوار ()