قلب وسيارة
...................
...................
سيارتي تجوب شوارع المدينة.. وقلبي يجوب الفضاء..
هي إلى جانبي تنظر إلى السماء حيناً.. وإلى الناس من حولنا حيناً آخر..
كان عطرها يملأ صدري.. لم أع الفارق بيننا.. قلت.. ولأول مرة أقولها صادقاً: "أحبك"..
ضحكت.. "هكذا.. بكل بساطة.. علاقتنا لم يمض عليها 24 ساعة؟!".
"وهل الحب يحسب بالساعات والثواني..؟".
لم تقل في أول لقاء " أنت نصاب".. قالت ذلك بعد لقاءات يومية سريعة عجيبة.. بدّلت بوصلة أوقاتي.. ومعها بدّلت نمط حياتي..
حدثتها عن ماضيَّ.. استمعتْ..
قلتُ أشياء لا يعرفها أحدٌ من البشر..
قلتُ تفاصيل لم أقلها لأحد يوماً..
وفي سويعات من زمن.. تملّكتْ كل عمري الماضي الذي جاوزتُ نصفه.. وقارب الانتهاء..
كانت حقيقة الحلم.. وحلم الحقيقة..
لكني أدركت عمق الهوة بيننا.. هي في فضاء.. وأنا على ما أنا عليه..
لم تشعرني بذلك.. لم تنفض خيالاتي.. كانت الأشياء من حولها جديدة.. وكل ما فيها جديد.. ترسم الضحكات كالفراشات السعيدة.. تسكن الأطياب كالدهن والبخور.. تسكب البسمات مشرقة كنور.. عندما تضحك.. تبرز سنّ غيرت نظرتي لجمال اتساق الأسنان..
لأول مرة أدرك أنّ جمال الأسنان وروعتها ليس في تناسقها فقط، بل في فوضويتها أحياناً...
............
............
وفي يوم.. في لحظة جلوس في مقهي فاخر.. قالت: "هيا بنا إلى مكان آخر"..
لم أقل شيئاً.. لم أسأل.. لم أجفل.. لم أفكر بشيء..
والتصقنا في وحدتنا.. لأول مرة ألمس وجهها.. لم تكن تريد ذلك.. ليس هدفها.. مهما كانت الظروف..
"هل تصدق؟؟"..
قالتها جازمة.. "هل تصدق أنّني ممن لم يلمسهن أنس قبلك ولا جان؟؟"..
"اقتربي إلى النور.. اقتربي.. أريد أن أراك أكثر..".
وعلى ضوء شمس.. رأيتها كما لم أرَ نساء.. كان ضوء ينسكب منها لا عليها..
"أفٍ من ذلك المقهى.. ذي الأنوار الخافتة.. دعي وجهك للشمس.. حتى تشعّ الشمس أكثر..".