قلب وسيارة

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : د.طارق بكري | المصدر : www.arabicstory.net

قلب وسيارة

‏................... ‏
‏...................‏
‏ ‏
سيارتي تجوب شوارع المدينة.. وقلبي يجوب الفضاء.. ‏
هي إلى جانبي تنظر إلى السماء حيناً.. وإلى الناس من حولنا حيناً آخر.. ‏
كان عطرها يملأ صدري.. لم أع الفارق بيننا.. قلت.. ولأول مرة أقولها صادقاً: "أحبك"..‏
ضحكت.. "هكذا.. بكل بساطة.. علاقتنا لم يمض عليها 24 ساعة؟!".‏
‏"وهل الحب يحسب بالساعات والثواني..؟".‏
لم تقل في أول لقاء " أنت نصاب".. قالت ذلك بعد لقاءات يومية سريعة عجيبة.. بدّلت بوصلة ‏أوقاتي.. ومعها بدّلت نمط حياتي..‏
حدثتها عن ماضيَّ.. استمعتْ.. ‏
قلتُ أشياء لا يعرفها أحدٌ من البشر.. ‏
قلتُ تفاصيل لم أقلها لأحد يوماً.. ‏
وفي سويعات من زمن.. تملّكتْ كل عمري الماضي الذي جاوزتُ نصفه.. وقارب الانتهاء..‏
كانت حقيقة الحلم.. وحلم الحقيقة.. ‏
لكني أدركت عمق الهوة بيننا.. هي في فضاء.. وأنا على ما أنا عليه..‏
لم تشعرني بذلك.. لم تنفض خيالاتي.. كانت الأشياء من حولها جديدة.. وكل ما فيها جديد.. ترسم ‏الضحكات كالفراشات السعيدة.. تسكن الأطياب كالدهن والبخور.. تسكب البسمات مشرقة كنور.. ‏عندما تضحك.. تبرز سنّ غيرت نظرتي لجمال اتساق الأسنان.. ‏
لأول مرة أدرك أنّ جمال الأسنان وروعتها ليس في تناسقها فقط، بل في فوضويتها أحياناً...‏

‏............‏
‏............‏

وفي يوم.. في لحظة جلوس في مقهي فاخر.. قالت: "هيا بنا إلى مكان آخر"..‏
لم أقل شيئاً.. لم أسأل.. لم أجفل.. لم أفكر بشيء..‏
والتصقنا في وحدتنا.. لأول مرة ألمس وجهها.. لم تكن تريد ذلك.. ليس هدفها.. مهما كانت ‏الظروف..‏
‏"هل تصدق؟؟".. ‏
قالتها جازمة.. "هل تصدق أنّني ممن لم يلمسهن أنس قبلك ولا جان؟؟"..‏
‏"اقتربي إلى النور.. اقتربي.. أريد أن أراك أكثر..".‏
وعلى ضوء شمس.. رأيتها كما لم أرَ نساء.. كان ضوء ينسكب منها لا عليها.. ‏
‏"أفٍ من ذلك المقهى.. ذي الأنوار الخافتة.. دعي وجهك للشمس.. حتى تشعّ الشمس أكثر..".