بتـــــاريخ : 10/14/2008 3:50:30 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1429 0


    تفاصيل من صنع يديّ

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د. طارق البكري | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة تفاصيل صنع يديّ

    عشتُ دهراً أرسمُ صوراً من خيالات ملوَّنة لا تنقطع.. ‏
    تفاصيل صنعتها بيديّ هاتين وأصبحت خليلة ذاتي.. ‏
    أجسّد ما ليس من واقع واقعاً.. ‏
    أعيشه وهماً.. كإدمان لا ارفضاض عنه.. ‏
    عادة يومية عشقتها بجنون.. عشتها وحدي.. لم أخبر بها أحداً، لا لأنانية أو استئثار، بل لأنّها ‏سرّي.. ولهي.. بل بالأصح (حلمي) الذي لا أودّ أن يشاركني فيه أحد.. مهما كان قريباً مني.. ‏
    ولا أنكر أنّي حاولت أن أعيش مثل غيري.. ‏
    مررت بمغامرات كثيرة.. عرفت نساءً من كل لون وطعم.‏
    عشت مع نزار في مغازلاته، ومع جميل في ولهه، ومع قيس في وجعه.. ‏
    لكنني ظللت في النهاية وحدي.. برفقة أحلامي..‏
    عشقت (المساء) لأيليا أبوماضي.. حين يرسم صورة حيّة في خيالي:‏

    السحب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين
    والشــمس تبدو خلفها صــــفراء عاصبة الجبيـــن
    والبحر ســــاجٍ صامتٌ فيه خشوع الزاهدين
    لكنمــا عيناك باهتتان في الأفق البعيد
    ســـلمى.. بماذا تفكرين؟
    ســـلمى.. بماذا تحلمين؟
    ‏ ‏
    أرأيت أحـــــلام الطفولة تختـــفي خلف التخوم؟
    أم أبصرتْ عيناك أشـــــباح الكهولة في الغيوم؟
    أم خفتْ أن يأتي الدُّجى الجــاني ولا تأتي النجوم؟
    أنا لا أرى ما تلمـــــحين من المـشـــاهد إنّما
    أظلالـــــها في ناظريك
    تنم - ياســـلمى - عليك‏
    ‏ ‏

    إلى أن يقول:‏

    مــات النهار ابن الصباح فلا تقــــولي كيف مات؟
    إنّ التـــــأمل في الحــــــياة يزيد آلام الحياة
    فدعي الكآبة والأسى واســــترجعي مرح الفتاةْ
    قد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهــــــــللاً
    فيه البشـــــاشة والبهاءْ
    ليكن كــذلك في المساءْ

    ‏ كلمات.. تحفر عميقاً عميقاً.. تنبِتُ المشاعر في صلابة وقسوة.. وحنان! ترفرف فوق أحلام..‏
    هو يردِّد بلذّة اسم (سلمى).. وأنا لا أجرؤ.. هو يتكلم عنها.. يرسمها.. يصورها.. يذيع سرّها ‏يخلدها.. ‏
    وأنا لا اقول من.. من؟
    فلا تسألوني.. ما اسمه حبيبي..

    كلمات مفتاحية  :
    قصة تفاصيل صنع يديّ

    تعليقات الزوار ()