بتـــــاريخ : 6/2/2008 6:49:58 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1613 0


    تذكير النفوس المؤمنة بأسباب سوء وحسن الخاتمة - 2

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أحمد فريد | المصدر : www.islammemo.cc

    كلمات مفتاحية  :
    فقه الخاتمة

    علامات سوء الخاتمة عند الدفن:

    قال في 'تذكرة الإخوان': وأما ما ظهر عند الإنزال في القبر ـ والعياذ بالله، فحدثني أحد المغسلين، فقال: غسلت عددًا كبيرًا من الموتى لسنين طويلة، وأذكر أني وجهت أكثر من مئة ميت، كلهم صرفت وجوههم عن القبلة.

    'وقال أحد الفضلاء: كنا في رحلة دعوية إلى الأردن،وفي ذات يوم، وقد صلينا الجمعة في أحد مساجد مدينة الزرقاء، وكان معنا بعض طلبة العلم، وعالمٌ من الكويت، وبينما نحن جلوس في المسجد، وقد انصرف الناس، إذا بقوم يدخلون باب المسجد بشكل غير طبيعي، وهم يصيحون: أين الشيخ؟ أين الشيخ؟، وجاءوا إلى الشيخ الكويتي، وقالوا له: يا شيخ، عندنا شابٌ، توفي صباح هذا اليوم عند طريق حادث مروري، وإننا عندما حفرنا قبره، إذا بنا نفاجأ بوجود ثعبان عظيم في القبر، ونحن الآن لم نضع الشاب، وما ندري كيف نتصرف

     

    .

    يقول الراوي: فقام الشيخ، وقمنا معه، وذهبنا إلى المقبرة، ونظرنا في القبر، فوجنا فيه ثعبانًا عظيمًا قد التوى؛ رأسه في الداخل، وذنبه في الخارج، وعينه بارزة يطالع الناس. قال الراوي: فقال الشيخ دعوه، واحفروا له مكانًا آخر.

    يقول: فذهبنا إلى مكان آخر بعد القبر الأول بمائتي متر تقريبًا، فحفرنا، وبينما نحن في نهايته، إذا بالثعبان يخرج، فقال الشيخ: انظروا القبر الأول، فإذا بالثعبان قد اخترق الأرض، وخرج من القبر الأول مرة أخرى. قال الشيخ: لو حفرنا ثالثًا، ورابعًا، سيخرج الثعبان فما لنا حيلة إلا أن نحاول إخراجه.

    يقول الراوي: فجئنا بأسياخ، وعصى، فانحمل معنا، وخرج من القبر، وجلس على شفيره، والناس كلهم ينظرون إليه، وأصاب الناس ذعرٌ، وخوفٌ، حتى إن بعضهم حصل له إغماء، حملته سيارة الإسعاف. وحضر رجال الأمن، ومنعوا الاتصال بالقبر، إلا عن طريق العلماء، وذوي الميت.

     

     

    يقول الراوي:وبينما جيء بالجنازة، وأدخلت القبر، إذا بذلك الثعبان يتحرك حركة عظيمة ثار على أثرها الغبار، ثم دخل من أسفل القبر، فهرب الذين داخل القبر من شدة الخوف، والتوى الثعبان على ذلك الميت، وبدأ من رجليه، حتى وصل رأسه، ثم اشتد عليه، فحطمه: يقول الراوي: إنا كنا نسمع تحطيم عظامه؛ كما تحطم حزمة الكرات.

     

    يقول الراوي:ثم لما هدأت الغبرة، وسكن الأمر جئنا لننظر في القبر، وإذا الحال كما هي عليه؛ من تلوي ذلك الثعبان على الميت، وما استطعنا أن نفعل شيئًا. وقال الشيخ: اردموه فدفناه، ثم ذهبنا إلى والده، فسألناه عن حال ابنه الشاب؟ فقال: إنه كان طيبًا مطيعًا، إلا أنه كان لا يصلي ـ نعوذ بالله من سوء الختام'[ رسالة عاجلة إلى المسلمين، [46ـ50]، وقال المصنف: سمعتها من الشيخ. سعيد بن مسفر].

    وقد ورد في 'تذكرة القرطبي'[1/170] قصة مشابهة،  قال القرطبي:'وأخبرني صاحبنا الفقيه العالم أبو عبد الله، محمد بن أحمد القصر رحمه الله أنه توفي بعض الولاة بقسطنطينية فَحُفِر له، فلما فرغوا من الحفر، وأرادوا أن يدخلوا الميت القبر، إذا بحية سوداء داخل القبر، فهابوا أن يدخلوه فيه، فحفروا له قبرًا آخر، فإذا بتلك الحية،فلم يزالوا يحفرون له نحوًا من ثلاثين قبرًا، وإذا بتلك الحية، تتعرض لهم في القبر الذي يريدون أن يدفنوه فيه، فملا أعياهم ذلك سألوا ما يصنعون؟ فقيل لهم: ادفنوه معها، نسأل الله السلامة، والستر في الدنيا، والآخرة'.

     

     

    علامات سوء الخاتمة بعد الدفن:

     

    فمن ذلك: قصة الرجل الذي نبذه القبر في عهد النبوة: فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَكَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ قَالَ فَرَفَعُوهُ قَالُوا هَذَا قَدْ كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ فَأُعْجِبُوا بِهِ فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللَّهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذًا. رواه البخاري ومسلم .

    ومن ذلك: ما ذكره ابن القيم قال: حدثني صاحبنا أبو عبد الله، محمد بن الوزير الحراني، أنه خرج من داره بعد العصر بآمد إلى بستان، قال: فلما كان بعد غروب الشمس توسطت القبور، فإذا بقبر منها، وهو خمرة نار؛ مثل كوز الزجاج، والميت في وسطه، فجعلت أمسح عيني، وأقول: أنائمٌ أنا أم يقظان؟ ثم التفت إلى سور المدينة، وقلت: والله ما أنا بنائم، ثم ذهبت إلى أهلي، وأنا مدهوش، فأتوني بطعام، فلم أستطع أن آكل، ثم دخلت البلد، فسألت عن صاحب القبر، فإذا به مَكَّاسٌ قد توفي ذلك اليوم'.

     

     

    6ـ أسباب حسن الخاتمة:

     

    1ـ من أسباب حسن الخاتمة تقوى الله: قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[102]{ [سورة آل عمران].  فتقوى الله من أعظم أسباب حسن الخاتمة، والموت على الإسلام.

    والتقوى هي أعلى درجات الإيمان، وقد وعد الله أهل الإيمان بالتثبيت في الحياة الدنيا وفي الآخرة،

    فقال تعالى: }يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ[27]{ [سورة إبراهيم].

    كما وعد الله أهل التقوى بالمخرج من كل ضيق، فقال:}وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً[2]وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[3]{ [سورة الطلاق].

    ولا شك أن العبد في حال السكرات في شدة، وقد وعد الله المتقين باليسر بعد الشدة، فقال:}وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً[4]{ [سورة الطلاق].

    2ـ ومن أسباب حسن الخاتمة الاستقامة: قال تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ[30]{ [سورة فصلت].

     فأهل الاستقامة هم الذين تنزل عليهم ملائكة الله، عند الموت بالبشارة بالجنة، والنجاة من النار، إشارة على أنهم يوفقون للخاتمة الحسنة، التي تكون سببًا في دخول الجنة، والنجاة من النار.

     

     

     3ـ ومن أسباب حسن الخاتمة الصدق:

     

    قال الله: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ[119]{ [سورة التوبة] فالصدق من أعظم أسباب حسن الخاتمة، عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ ثُمَّ قَالَ أُهَاجِرُ مَعَكَ فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيًا فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا قِسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ: [قَسَمْتُهُ لَكَ] قَالَ مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَاهُنَا وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ: [إِنْ تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ] فَلَبِثُوا قَلِيلًا ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أَهُوَ هُوَ] قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: [صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ] ثُمَّ كَفَّنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جُبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ: [ اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ] رواه النسائي.

    فالعبد إذا صدق في إيمانه، وفي أقواله، وأفعاله يوفق لحسن الخاتمة، وينال سعادة العاجلة، والآجلة.

    4ـ ومن أسباب حسن الخاتمة ذكر الموت، وزيارة القبور .

    5ـ ومن أسباب حسن الخاتمة حسن الظن بالله عند الموت، وعلى كل حال:

    فَعَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثٍ يَقُولُ: [لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ]رواه مسلم . وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: [كَيْفَ تَجِدُكَ] قَالَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَرْجُو اللَّهَ وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ] رواه الترمذي وابن ماجة.

    وعن المعتمر بن سليمان، قال: قال أبي حين حضرته الوفاة: يا معتمر، حدثني بالرخص لعلي ألقى الله، وأنا حسن الظن به، وعن إبراهيم قال: كانوا يستحبون أن يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته، لكي يحسن ظنه بربه.

    6ـ ومن أسباب حسن الخاتمة المبادرة بالتوبة، ورد المظالم:

    قال تعالى: }وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[31]{ [سورة النور].

    7ـ ومن أسباب حسن الخاتمة الحذر من أسباب سوء الخاتمة التي سبق ذكرها.

     7ـ علامات حسن الخاتمة: إن الشارع الحكيم قد جعل علامات بينات يستدل بها على حسن الخاتمة، فأيما أمرئ مات بإحداها، كانت بشارة له، ويا لها من بشارة.

     

     

    الأولى: نطقه بالشهادة عند الموت، وفيه أحاديث:

     

    1ـ[مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ] رواه أبوداود وأحمد.‌

    2ـ عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَى عُمَرُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ثَقِيلًا فَقَالَ مَا لَكَ يَا أَبَا فُلَانٍ لَعَلَّكَ سَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ يَا أَبَا فُلَانٍ قَالَ لَا إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا مَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ إِلَّا الْقُدْرَةُ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: [إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَّا أَشْرَقَ لَهَا لَوْنُهُ وَنَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ] قَالَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا هِيَ قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ تَعْلَمُ كَلِمَةً أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ طَلْحَةُ صَدَقْتَ هِيَ وَاللَّهِ هِيَ.رواه ابن ماجة وأحمد .

    الثانية: الموت برشح الجبين: لحديث ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّه كَانَ بِخُرَاسَانَ فَعَادَ أَخًا لَهُ وَهُوَ مَرِيضٌ فَوَجَدَهُ بِالْمَوْتِ وَإِذَا هُوَ يَعْرَقُ جَبِينُهُ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:  [مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ]رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد.

    الثالثة: الموت ليلة الجمعة أو نهارها: لقوله صلى الله عليه وسلم: [مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ] رواه الترمذي وأحمد.

    الرابعة: الاستشهاد في ساحة القتال: قال تعالى: }وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ[169]فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ[170]يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ[171]{ [سورة آل عمران].

    وفي ذلك أحاديث:

    1ـ [لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ وَيُزَوَّجُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ] رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد.

    2ـ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ قَالَ: [كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً] رواه النسائي.

    الخامسة: الموت غازيًا في سبيل الله:لقوله صلى الله عليه وسلم: [مَنْ فَصَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمَاتَ أَوْ قُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ أَوْ وَقَصَهُ فَرَسُهُ أَوْ بَعِيرُهُ أَوْ لَدَغَتْهُ هَامَّةٌ أَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَوْ بِأَيِّ حَتْفٍ شَاءَ اللَّهُ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ وَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةَ] رواه أبوداود.

    السادسة: الموت بالطاعون: عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ بِمَ مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرَةَ قَالَتْ قُلْتُ بِالطَّاعُونِ قَالَتْ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ] رواه البخاري ومسلم.

     السابعة: الموت بداء البطن:لقوله صلى الله عليه وسلم: [...وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه البخاري ومسلم-واللفظ له-.

     الثامنة: والتاسعة: الموت بالغرق، والهدم: لقوله صلى الله عليه وسلم: [...الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِيقُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ...] رواه البخاري ومسلم .

    العاشرة: موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها:لحديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ وَالنُّفَسَاءُ شَهِيدٌ يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسُرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ]رواه أحمد.

    الحادية عشر، والثانية عشر: الموت بالحرق وذات الجنب: وفيه أحاديث أشهرها عن جابر بن عتيك مرفوعًا: [ الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالْحَرِقُ شَهِيدٌ وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ] رواه أبوداود والنسائي ومالك وأحمد.

    الثانية عشر: الموت بداء السل: لقوله صلى الله عليه وسلم: [الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ ، وَالْحَرِقُ شَهَادَةٌ ، وَالْغَرِقُ شَهَادَةٌ ، والسِّلُّ شَهَادَةٌ ، وَالبطنُ شَهَادَةٌ] رواه الطبراني في الكبير.

    الرابعة عشر: الموت في سبيل الدفاع عن المال المراد غصبه: لقوله صلى الله عليه وسلم: [ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه البخاري ومسلم.

    الخامسة عشر: والسادسة عشر: الموت في الدفاع عن الدين والنفس:لقوله صلى الله عليه وسلم: [ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ] رواه الترمذي والنسائي وأحمد.

    السابعة عشرة: الموت مرابطًا في سبيل الله: لقوله صلى الله عليه وسلم: [ رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ] رواه مسلم .

     الثامنة عشر: الموت على عمل صالح: لقوله صلى الله عليه وسلم: [ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ حَسَنٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ] رواه أحمد.

    8 ـ أمثلة لحسن الخاتمة

    1ـ أنس بن مالك رضي الله عنه: عن أنس بن سيرين، قال: شهدت أنس بن مالك، وحضره الممات، فجعل يقول: لقنوني: لا إله إلا الله، فلم يزل يقولها، حتى قبض  رحمه الله.

    2ـ مجاهد بن جبررحمه الله: قال الفضل بن دكين: مات مجاهد، وهو ساجد .

    3ـ أبو بكر بن أبي مريم رحمه الله: عن يزيد بن عبد ربه، قال: عدت أبا بكر بن أبي مريم، وهو في النزع، فقلت له: رحمك الله، لو جرعت جرعة ماء؟ فقال بيده: لا. ثم جاء الليل، فقال: أذن؟ فقلت: نعم، فقطرنا في فمه قطرة ماء، ثم مات.

    4ـ عبدالله بن المبارك رحمه الله: قيل: فتح عبدالله بن المبارك عينيه عند الوفاة، وضحك، وقال: لمثل هذا فليعمل العاملون.

    5ـ بشر بن منصور رحمه الله :قال عبد الأعلى بن حماد البرقي: دخلت على بشر بن منصور، وهو في الموت، فرأيته مستبشرًا، فقلت له: ما هذا السرور؟ قال: أخرج من بين الحاسدين، والباغين، والمغتابين، وأقدم على رب العالمين، ولا أفرح؟.

     

    من كتاب:' تذكير النفوس المؤمنة بأسباب سوء وحسن الخاتمة'
    للشيخ/أحمد فريد

    كلمات مفتاحية  :
    فقه الخاتمة

    تعليقات الزوار ()