بتـــــاريخ : 10/12/2008 5:55:10 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 938 0


    حازني ظلام ليل

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : عبدالرحمـن سلامة | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة حازني ظلام ليل

     

     

    حازني ظلام ليل

     

     
     

     

     

     

     

     

     كان يقضي النهار في عمل دؤوب وعندما تتوارى الشمس عن الأنظار في المغيب يخلد للراحة ويريح جسده استعداداً ليوم آخر، كان يكره الظلام منذ صغره ، فمنذ أيام كان خارج المنزل يعود أحد أصدقائه، خرجت بعدها عائداً إلى المنزل وعندما كان في منتصف الطريق أضاع الرشاد إلى منزله لأن الكهرباء تخرج عن الخدمة دون سابق إنذار ، حاول الوصول إلى منزله في أقرب وقت ممكن لكن الظلام كان حالكاً ، فالإنارة انقطعت عن كل المدينة ، كان يسمع صراخ الأطفال يخرج من النوافذ ، الجميع ينادي أين الشموع ، تذكر زوجته وطفله الصغير فأسرع الخطى ، وما أن اقترب من أحد البيوت حتى خرم أذنه أحد الأبناء يصرخ ويبدو أنه تذكر أن لديه امتحان غداً وكان بحاجة إلى أكثر من ثلاث ساعات لمراجعة دروسه ، بيت آخر به رجل يدعو الله أن يتم إصلاح الكهرباء ويبدو أنه يخشى على والدته الطاعنة في السن من طعنة البرد الذي يحاول جاهداً التصدي له من خلال المدفأة التي يغذيها أيدسون صباح مساء ، كل هذه الأصوات يسمعها جعلته يفكر في بيته وأسرته فواصل الركض ليصل إلي بيته الذي ذاب في ظلام صنعته شركة الكهرباء ،وكان أثناء هذا المشوار يفكر في حال موظفي الكهرباء في بلدته   وكأنهم على خلاف مع المواطن ، فكثير من المحطات والشبكات لا تسري الكهرباء في أسلاكها طيلة اليوم ، حاول أن يصل إلى منزله بسرعة فهو على يقين بأن هذا الانقطاع لن يصلح إلا في اليوم التالي أو في الأيام التي تليه ، عندها ربما يتحرك رجال الصيانة والذين في كثير من الأحيان أراهم يعملون بدون تجهيزات وشعارهم : ( المنجي حاضر ) يهرول ويسأل نفسه بصوت مسموع إلى متى تستمر هذه الإخفاقات ، وهذا التدني في مستوى الخدمات التي تقدمها الشركة للمواطن ، هل هناك تباشير توحي باستعدادات طيبة للشتاء القادم ، فانكماش الأسلاك حتماً سيودى بسريان الكهرباء وقد يودي بحياة المارة أيضاً ، أسباب وأفكار كانت تدور برأسه ، وعندما اقتربت من إحدى البنايات أيقن أنه على مشارف منزله ، وسمع قبل أن يفتح الباب صراخ ابنه الصغير الذي يخشى الظلام الدامس ، فتح الباب وأشعل له مصباح هاتفه النقال ، هدأت نفسه ثم سألته زوجته ما الذي أخرك ، قال لها : حازني ظلام ليل ......     

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة حازني ظلام ليل

    تعليقات الزوار ()