بتـــــاريخ : 10/11/2008 5:43:29 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 694 0


    السراياوالبعوث بعد فتح مكة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.rasoulallah.net

    كلمات مفتاحية  :
    السرايا البعوث

     

    السراياوالبعوث بعد فتح مكة
     
    ولما اطمأن رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم)بعد الفتح بعث خالد بن الوليدإلى العزى لخمس ليال بقين من شهر رمضان سنة ه ليهدمها، وكانت بنخلة، وكانتلقريش وجميع بني كنانه وهي أعظم أصنامهم وكان سدنتها بني شيبان فخرج إليهاخالد في ثلاثين فارساً حتى انتهى إليها، فهدمها. ولما رجع سأله رسولاللَّه (صلى الله عليه وسلم) هل رأيت شيئاً؟ قال: لا قال: فإنك لم تهدمها،فارجع إليها فاهدمها، فرجع خالد متغيظاً قد جرد سيفه، فخرجت إليه امرأةعريانة سوداء ناشرة الرأس، فجعل السادن يصيح بها، فضربها خالد فجزلهاباثنتين، ثم رجع إلى رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم)فأخبره، فقال: نعم،تلك العزى، وقد أيست أن تعبد في بلادكم أبداً.

    ثم بعث عمرو بن العاص في نفس الشهر إلى سواع ليهدمه، وهو صنم لهذيل برهاط،على ثلاثة أميال من مكة، فلما انتهى إليه عمرو قال له السادن ما تريد؟قال: أمرني رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم)أن أهدمه، قال: لا تقدر علىذلك، قال: لم؟ قال: تمنع. قال: حتى الآن أنت على الباطل؟ ويحك، فهل يسمعأو يبصر؟ ثم دنا فكسره، وأمر أصحابه فهدموا بيت خزانته، فلم يجدوا فيهشيئاً، ثم قال للسادن كيف رأيت؟ قال: أسلمت للَّه.
     
     وفي نفس الشهر بعث سعدبن زيد الأشهلي في عشرين فارساً إلى مناة وكانت بالمشلل عند قديد للأوسوالخزرج وغسان وغيرهم، فلما انتهى سعد إليها قال له سادنها ما تريد؟ قال: هدم مناة، قال: أنت وذاك، فأقبل إليها سعد، وخرجت امرأة عريانة سوداءثائرة الرأس، تدعو بالويل، وتضرب صدرها، فقال لها السادن مناة دونك بعضعصاتك. فضربها سعد فقتلها، وأقبل إلى الصنم فهدمه وكسره، ولم يجدوا فيخزانته شيئاً.
     
    ولما رجع خالد بن الوليد من هدم العزى بعثه رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم)في شعبان من نفس السنة (8هـ) إلى بني جذيمة داعياً إلىالإسلام لا مقاتلاً. فخرج في ثلاثمائة وخمسين رجلاً من المهاجرين والأنصاروبني سليم، فانتهى إليهم فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولواأسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتلهم ويأسرهم، ودفع إلىكل رجل ممن كان معه أسيراً، فأمر يوماً أن يقتل كل رجل أسيره، فأبى ابنعمر وأصحابه حتى قدموا على النبي (صلى الله عليه وسلم)، فذكروا له، (صلى الله عليه وسلم)وقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين. وكانتبنو سليم هم الذين قتلوا أسراهم دون المهاجرين والأنصار، وبعث رسول (صلى الله عليه وسلم) علياً فودى لهم قتلاهم وما ذهب منهم، وكان بين خالدوعبد الرحمن بن عوف كلام وشر في ذلك، فبلغ النبي (صلى الله عليه وسلم)فقال: مهلاً يا خالد، دع عنك أصحابي، فواللَّه لو كان أحد ذهبا، ثم أنفقته فيسبيل اللَّه ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحته.
     
     تلك هي غزوة فتح مكة،وهي المعركة الفاصلة والفتح الأعظم الذي قضى على كيان الوثنية قضاء باتاًلم يترك لبقائها مجالاً ولا مبرراً في ربوع الجزيرة العربية، فقد كانتعامة القبائل تنتظر ماذا يتمخض عنه العراك والاصطدام الذي كان دائراً بينالمسلمين والوثنيين، وكانت تلك القبائل تعرف جيداً أن الحرم لا يسيطر عليهإلا من كان على الحق، وكان قد تأكد لديهم هذا الاعتقاد الجازم أي تأكد قبلنصف القرن حين قصد أصحاب الفيل هذا البيت، فأهلكوا وجعلوا كعصف مأكول. وكانت صلح الحديبية مقدمة وتوطئة بين يدي هذا الفتح العظيم، أمن الناس بهوكلم بعضهم بعضاً، وناظره في الإسلام وتمكن من اختفى من المسلمين بمكة منإظهار دينه والدعوة إليه والمناظرة عليه، ودخل بسببه بشر كثير في الإسلام،حتى إن عدد الجيش الإسلامي الذي لم يزد في الغزوات السالفة على ثلاثة آلافإذا هو يزخر في هذه الغزوة في عشرة آلاف.
     
    وهذه الغزوة الفاصلة فتحت أعينالناس، وأزالت عنها آخر الستور التي كانت تحول بينها وبين الإسلام. وبهذاالفتح سيطر المسلمون على الموقف السياسي والديني كليهما معاً في طول جزيرةالعرب وعرضها، فقد انتقلت إليهم الصدارة الدينية والزعامة الدنيوية. فالطور الذي كان قد بدأ بعد هدنة الحديبية لصالح المسلمين قد تم وكمل بهذاالفتح المبين. وبدأ بعد ذلك طور آخر كان لصالح المسلمين تماماً، وكان لهمفيه السيطرة على الموقف تماماً. ولم يبق لأقوام العرب إلا أن يفدوا إلىالرسول (صلى الله عليه وسلم)، فيعتنقوا الإسلام، ويحملوا دعوته إلى العالم. وقد تم استعدادهم لذلك في سنتين آتيتين. المرحَلة الثالثة: وهي آخر مرحلةمن مراحل حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم). تمثل النتائج التي أثمرتهادعوته الإسلامية بعد جهاد طويل وعناء ومتاعب وقلاقل وفتن واضطرابات ومعاركوحروب دامية واجهتها طيلة بضعة وعشرين عاماً. وكان فتح مكة هو أعظم كسبحصل عليه المسلمون في هذه الأعوام، تغير لأجله مجرى الأيام، وتحول به جوالعرب، فقد كان الفتح حداً فاصلاً بين المدة السابقة عليه وبين ما بعده،فإن قريشاً كانت في نظر العرب حماة الدين وأنصاره، والعرب في ذلك تبع لهم،فخضوع قريش يعتبر القضاء الأخير على الدين الوثني في جزيرة العرب.
     
    ويمكنأن نقسم هذه المرحلة إلى صفحتين:
    صفحة المجاهدة والقتال.
     
    صفحة تسابقالشعوب والقبائل إلى اعتناق الإسلام. وهاتان الصفحتان متلاصقتان تناوبتافي هذه المرحلة، ووقعت كل واحدة منهما خلال الأخرى، إلا أنا اخترنا فيالترتيب الوضعي، أن نأتي على ذكر كل من الصفحتين متميزة عن الأخرى، ونظراًإلى أن صفحة القتال ألصق بما مضى، وأكثر مناسبة من الأخرى قدمناها فيالترتيب
    كلمات مفتاحية  :
    السرايا البعوث

    تعليقات الزوار ()