بتـــــاريخ : 10/9/2008 8:35:16 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1135 0


    مقتل خبيب رضي الله عنه

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.rasoulallah.net

    كلمات مفتاحية  :

    مقتل خبيب رضي الله عنه


    * عن أبي هريرة ، قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية عينا ، وأمر عليهم عاصم بن ثابت وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب .


    فانطلقوا حتى إذا كانوا بين عسفان ومكة ، ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان ، فتبعوهم بقريب من مائة رام ، فاقتصوا آثارهم حتى أتوا منزلا نزلوه فوجدوا فيه نوى تمر تزودوه من المدينة فقالوا : هذا تمر يثرب فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم .


    فلما انتهى عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد ، وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا : لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلاً . فقال عاصم : أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر ، اللهم أخبر عنا رسولك .


    فقاتلوهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر بالنبل .


        وبقي خبيب وزيد ورجل آخر ، فأعطوهم العهد والميثاق ، فلما أعطوهم العهد والميثاق نزلوا إليهم ، فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث الذي معهما : هذا أول الغدر ! فأبى أن يصحبهم. فجروه وعالجوه على أن يصحبهم فلم يفعل ، فقتلوه .


        وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة ، فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل ،وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر ، فمكث عندهم أسيراً حتى إذا اجمعوا قتله استعار موسى من بعض بنات الحارث يستحد بها فأعارته


    قالت : فغفلت عن صبي لي فدرج إليه حتى أتاه فوضعه علىفخذه ، فلما رأيته فزعت فزعة عرف ذلك مني ، وفي يده الموسي فقال : أتخشين أن اقتله ؟ ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله .


        وكانت تقول : ما رأيت أسيرا قط خيراً من خبيب ، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ من ثمرة ، وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقاً رزقه الله .


        فخرجوا به من الحرم ليقتلوه فقال : دعوني أصلي ركعتين ، ثم انصرف إليهم فقال : لولا أن تروا ما بي جزع من الموت لزدت . فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو . ثم قال : اللهم أحصهم عدداً وأقتلهم بدداً . ثم قال :


    ولست أبالي حين أقتل مسلما                على أي شق كان في الله مصرعي


         وذلك في ذات الإلة وإن يشأ                  يبارك على أوصال شلو ممزع


    قال : ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله ، وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه ،وكان عاصم قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر ، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا منه على شيء


    ·   عن عقبة بن الحارث ، قال : سمعته يقول : والله ما أنا قتلت خبيباً ، لأن كنت أصغر من ذلك ، ولكن أبا ميسرة أخا بني عبد الدار أخذ الحربة فجعلها في يدي ، ثم أخذ بيدي وبالحربة ثم طعنه بها حتى قتله .

     

     


    غريب القصة :


    ـ سرية : طائقة من أنفس الجيش .


    ـ عسفان : قرية بين مكة والمدينة ، وسميت بهذا الاسم لتعسف السيل فيها كما سميت الأيواء لتبوء السيل بها .


    ـ بنو لحيان : لحيان هو ابن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر .


    ـ فدفد : رابية مشرقة أي مرتفعة .


    ـ أوتار قسيهم : الأوتار جمع وتر والقسى جمع قوس .


    - استعار موسى : الموسي آلة حادة يستحد بها أي يتطلب بها أي يحلق بها عانته .


    ـ فغفلت عن صبي لي فدرج : أي عن سهو منها حتى أتاني هذا الصبي .


    ـ القطف : العنقود من العنب .


    ـ أوصال شلو ممزع : الأوصال جمع وصل وهو العضو ، والشلو الجسد ، والممزع المقطع .


    ـ الظلة من الدبر : السحابة ، والدبر الزنابير .

     

     


    الفوائد والعبر :


    1-   جواز اتخاذ العيون لمراقبة الاعداء .


    2- فيه من العلم أن المسلم يجالد العدو إذا أزهق ولايستأسر له ما قدر على الامتناع منه ، وإنما استحد خبيب خوفا أن تظهر عورته إذا صلبوه ، ثم أنه من السنة ،فاستعمله مجهزا للموت ( قاله الخطابي ) وقال ابن حجر : ( للأسير أن يمتنع من قبول الأمان ولا يمكن من نفسه ولو قتل ، أنفة من أنه يجري عليه حكم كافر ، وهذا إذا أراد الأخذ بالشدة ، فإن أراد الأخذ بالرخصة فله أن يستأمن ، قال الحسن البصري : لا بأس بذلك وقال سفيان : أكره ذلك ) .


    3-   حفظ الله للعبد المؤمن الصالح بعد وفاته .


    4-   الوفاء للمشركين بالعهد ، والتورع عن قتل أولادهم ، والتلطف بمن أريد قتله .


    5-   إثبات كرامة الأولياء .


    6-   الدعاء على المشركين بالتعميم .


    7-   الصلاة عند القتل .


    8-   إنشاء الشعر وانشاده عند القتل .


    9-   قوة يقين خبيب وشدته في الدين .


    10-    أن الله يبتلي عبده المسلم كما سبق في علمه ليثيبه ، ولو شاء ربك ما فعلوه .


    11-    استجابة دعاء المسلم وإكرامه حيا وميتا.


    12-  فيه علامة من علامات نبوته بإجابة دعوة عاصم بأن أخبر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالخبر قبل بلوغه على آلسنة المخلوقين .(قال العيني 14/294) .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()