بتـــــاريخ : 10/8/2008 8:30:06 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2219 0


    الركن الخامس:- الإيمان باليوم الآخر

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.kl28.com

    كلمات مفتاحية  :

    ويشتمل على ما يلي :

    1 - الموت .

    2 - القبر وعذابه أو نعيمه (البرزخ ).

    3 -  علامات الساعة الكبرى والصغرى .

    4 -  الجنة والنار .

    1 - الموت :

    الموت حتم لازم لامناص منه لكل حي من المخلوقات قال -عز وجل-: {كل شيءٍ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون} القصص (88).

    وقال -عز وجل-: {كل نفسٍ ذائقة الموت} آل عمران (185).

    ولو نجا من الموت أحد لنجا منه الرسول "صلى الله عليه وسلم " قال -عز وجل-: {إنك ميت وإنهم ميتون} الزمر (30).

    والموت له أجل محدود فكل مخلوق مكتوب أجله، في أي ساعة وفي أي مكان وعلى أي حالة سوف يموت.

    قال -عز وجل-: {وما كان لنفسٍ أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً} آل عمران (145).

    والموت أعظم واعظ، نسأل الله أن يختم لنا بخاتمة الخير والإيمان.

    2 - البرزخ (القبر عذابه ونعيمه ):

    ومما يجب الإيمان به أن هناك حياة برزخية في القبر إما نعيم للمؤمنين، وإما عذاب على الكافرين والمجرمين. قال "صلى الله عليه وسلم": (إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ)، رواه الترمذي.

    واسمع إلى نبيك "صلى الله عليه وسلم" وهو يحدثك ماذا يحدث للإنسان بعد موته، سواء كان مطيعاً أو عاصياً،

    قال "صلى الله عليه وسلم": (اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ، بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ. قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ، وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ. قَالَ: فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ ـ يَعْنِي بِهَا ـ عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا. فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ، فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى. قَال:َ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَه:ُ مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُول: رَبِّيَ اللَّه.ُ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُول: دِينِيَ الْإِسْلَامُ. فَيَقُولَانِ لَه: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ. فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ. قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ. قَالَ: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ. فَيَقُولُ لَه:ُ مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ. فَيَقُول:ُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ. فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي. قَالَ: وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُول: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ. قَالَ: فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ. ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ، فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُول:ُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي. فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُول:ُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي. فَيَقُولَانِ لَه: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي. فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ، فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، قَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوؤُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ. فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ. فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمْ السَّاعَة)، رواه أحمد وأصحاب السنن.

    3 - أشراط الساعة (القيامة )وعلاماتها:

    *معنى الساعة في الاصطلاح الشرعي :الوقت الذي تقوم فيه القيامة، وسميت بذلك لسرعة الحساب فيها، أو لأنها تفاجأ الناس في ساعة، فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة.

    فأشراط الساعة:

    هي علامات القيامة التي تسبقها وتدل على قربها. وقيل: هي ما تنكره الناس من صغار أمورها قبل أن تقوم الساعة.

    *أقسام أشراط الساعة:

    تنقسم أشراط الساعة إلى قسمين:

    أ- أشراط صغرى                         ب-أشراط كبرى .

    أ- أشراط صغرى:

    وهي التي تتقدم الساعة بأزمان متطاولة، وتكون من نوع المعتاد؛ كقبض العلم؛ وظهور الجهل؛ وشرب الخمر؛ والتطاول في البنيان ونحوها، وقد يظهر بعضها مصاحباً للأشراط الكبرى أو بعدها.

    ب- أشراط كبرى:

    وهي الأمور العظام التي تظهر قرب قيام الساعة، وتكون غير معتادة الوقوع، كظهور الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج مأجوج، وطلوع الشمس من مغربها .

    بعض أشراط الساعة الصغرى:

    أشراط الساعة الصغرى التي ذكرها العلماء كثيرة جداً، وقد ذكرنا هنا منها ما ثبت بالسنة أنه من أشراط الساعة الصغرى .

    1 - بعث النبي "صلى الله عليه وسلم":

    أخبر " صلى الله عليه وسلم " أن بعثته دليل على قرب قيام الساعة، وأنه نبي الساعة، ففي الحديث عن سهل رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم":  (بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ) ويشير بإصبعيه فيمدهما.  رواه البخاري .

    2 - موت النبي "صلى الله عليه وسلم":

    من أشراط الساعة: موت النبي "صلى الله عليه وسلم"، ففي الحديث عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَة....-وذكر منها-:ِ مَوْتِي)، رواه البخاري .

    3 - فتح بيت المقدس:

    ومن أشراط الساعة: فتح بيت المقدس، فقد جاء في الحديث عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال :قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم": ( اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ - وذكر منها-: فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ)، رواه البخاري.

    4 - طاعون عمواس :

    جاء في حديث عوف بن مالك السابق قوله "صلى الله عليه وسلم ": (اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ - وذكر منها -: مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَم)، رواه البخاري .

    5 - ظهور الفتن من المشرق:

    أكثر الفتن التي ظهرت في المسلمين كان منبعها من المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان، وهذا مطابق لما أخبر به نبي الرحمة "صلى الله عليه وسلم"، فقد جاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وهو مستقبل المشرق يقول :( الْفِتْنَةُ هَا هُنَا الْفِتْنَةُ هَا هُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ أَوْ قَالَ قَرْنُ الشَّمْسِ)، رواه الشيخان.

    6 - ظهور مدعي النبوة:

    ومن العلامات التي ظهرت :خروج الكذابين الذين يدعون النبوة وهم قريب من ثلاثين كذاباً وقد خرج بعضهم في الزمن النبوي وفي عهد الصحابة ولا يزالون يظهرون، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: (َلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ)، رواه البخاري.

    7 - قبض العلم وظهور الجهل:

    ومن أشراطها قبض العلم وفشو الجهل ، ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " :( إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا)، رواه البخاري. والمراد بالعلم هنا علم الكتاب والسنة، وهو العلم الموروث عن الأنبياء عليهم السلام، فإن العلماء ورثة الأنبياء، وبذهابهم يذهب العلم وتموت السنن وتظهر البدع ويعم الجهل.

    8 - التطاول في البنيان:

    هذا من العلامات التي ظهرت قريباً من عصر النبوة، وانتشرت بعد ذلك حتى تباهى الناس في العمران وزخرفة البيوت، وذلك أن الدنيا بسطت على المسلمين، وكثرت الأموال في أيديهم بعد الفتوحات، وامتد بهم الزمان حتى ركن كثير منهم إلى الدنيا.

    روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ  -وذكر منها-:حَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبُنْيَانِ).

    9 - تقارب الأسواق:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْكَذِبُ، وَيَتَقَارَبَ الْأَسْوَاقُ)،  مسند أحمد .

    10 - كثرة الزلازل:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ)، رواه البخاري.

    قال ابن حجر: "قد وقع في كثير من البلاد الشمالية والشرقية والغربية كثير من الزلازل، ولكن يظهر أن المراد بكثرتها شمولها ودوامها".

    11 - كثرة الشرط وأعوان الظلمة:

    روى الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: (يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ أَوْ قَالَ يَخْرُجُ رِجَالٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ، يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبِهِ).

    وفي رواية للطبراني في الكبير: (سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله، فإياك أن تكون من بطانتهم).

    12 - انتشار الزنا:

    ومن العلامات التي ظهرت فشو الزنا وكثرته بين الناس، فقد أخبر النبي "صلى الله عليه وسلم" بأن ذلك من أشراط الساعة، ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم":  (مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَقِلَّ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ).

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ. قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ)، رواه ابن ماجه.

    13 - انتشار الربا والمال الحرام:

    ومنها ظهور الربا وانتشاره بين الناس، وعدم المبالاة بأكل الحرام، ففي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه: عن النبي "صلى الله عليه وسلم" أنه قال: (بين يدي الساعة يظهر الربا)، روه الطبراني.

    وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " قال :( لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ أَمِنْ حَلَالٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ).

    14 - زخرفة المساجد والتباهي بها:

    ومنها زخرفة المساجد ونقشها والتفاخر بها، فقد روى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: (مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ)، روه النسائي.

    قال البخاري : "قال أنس: يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلاً، فالتباهي بها العناية بزخرفتها. قال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى".

    15 - حسر نهر الفرات عن جبل من ذهب :

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ. وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو)، رواه البخاري ومسلم.

    16 - قتال اليهود:

    روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُود)، رواه البخاري ومسلم.
     

    أشراط الساعة الكبرى

    1 - المهدي :

    في  آخر الزمان يخرج رجل من أهل البيت يؤيد الله به الدين؛ يملك سبع سنين ؛ يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط، تخرج الأرض  نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويعطى المال بغير عدد؛ وهذا الرجل اسمه كاسم  رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، واسم أبيه كاسم أبي النبي "صلى الله عليه وسلم"، فيكون اسمه: محمد أو أحمد بن عبدالله، وهو من ذرية  فاطمة بنت رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ثم من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهم. ويكون ظهور  المهدي  من قبل المشرق. قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنْ النَّاسِ وَزَلَازِلَ، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الْأَرْضِ، يَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحًا. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا صِحَاحًا؟ قَالَ بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ. قَالَ: وَيَمْلَأُ اللَّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غِنًى وَيَسَعُهُمْ عَدْلُهُ حَتَّى يَأْمُرَ مُنَادِيًا فَيُنَادِي فَيَقُولُ: مَنْ لَهُ فِي مَالٍ حَاجَةٌ؟ فَمَا يَقُومُ مِنْ النَّاسِ إِلَّا رَجُلٌ. فَيَقُولُ: ائْتِ السَّدَّانَ يَعْنِي الْخَازِنَ. فَقُلْ لَهُ: إِنَّ الْمَهْدِيَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُعْطِيَنِي مَالًا: فَيَقُولُ لَهُ: احْثِ حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ وَأَبْرَزَهُ نَدِمَ. فَيَقُولُ: كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ نَفْسًا أَوَعَجَزَ عَنِّي مَا وَسِعَهُمْ. قَالَ: فَيَرُدُّهُ فَلَا يَقْبَلُ مِنْهُ. فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّا لَا نَأْخُذُ شَيْئًا أَعْطَيْنَاهُ، فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ، ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُ أَوْ قَالَ ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَهُ)، رواه أحمد.

    2 - المسيح الدجال:

    الدجال رجل من بني آدم ،له صفات كثيرة جاءت بها الأحاديث لتعريف الناس به،وتحذيرهم من شره، حتى إذا خرج عرفه  المؤمنون؛ فلا يفتنون به؛ بل يكونون على علم بصفاته التي أخبر بها الصادق "صلى الله عليه وسلم"؛ وهذه الصفات تميزه عن غيره من الناس، فلا يغتر به إلا الجاهل الذي سبقت عليه الشقوة؛ نسأل الله العافية؛ ومن هذه الصفات أنه رجل  شاب أجم، قصير أفحج، جعد الرأس أجلى الجبهة، عريض النحر، ممسوح العين اليمنى؛ وهذه العين ليست  بناتـئة؛ ولا جحراء  كأنها عنبة طافـئة، وعينه اليسرى عليها ظفرة غليظة؛ ومكتوب بين عينه (ك ف ر ) بالحروف المقطوعة؛ يقرؤها كل مسلم كاتب وغير كاتب. ومن صفاته  أنه عقيم لا يولد له. والدليل على ظهور الدجال: عن ابن عمر رضي  الله عنهما أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ذكر الدجال بين ظهراني الناس؛ فقال: (إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ أَلَا وَإِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِئَةٌ)، رواه  البخاري.

    وفي  حديث  أنس  رضي الله عنه قال: قال " صلى الله عليه وسلم " : (مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ)، رواه  البخاري.

    3 - نزول عيسى عليه السلام:

    بعد خروج الدجال وإفساده في الأرض يبعث الله عيسى عليه السلام فينزل إلى الأرض  ويكون نزوله عند المنارة البيضاء بشرقي دمشق الشام، وعليه مهرودتان، والمعنى لابس مهرودتين أي ثوبين مصبوغين بورس زعفران، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، ولا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا ومات، ونفسه ينتهي حتى ينتهي طرفه، ويكون نزوله على الطائفة  المنصورة  التي تقاتل على الحق  وتكون مجتمعة لقتال الدجال، فينزل وقت إقامة الصلاة ويصلي خلف أمير تلك الطائفة.

    4 - خروج يأجوج ومأجوج:

    وأصل يأجوج ومأجوج من البشر من ذرية آدم وحواء عليهما السلام، والذي يدل على أنهم من ذرية آدم عليه السلام عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (أن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وأنهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً).

    أما صفتهم التي جاءت بها الأحاديث: فهي أنهم يشبهون أبناء جنسهم من الترك المغول، صغار العيون، ذلف الأنوف، صهب الشعور، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة على أشكال الترك و ألوانهم. قال الله -عز وجل-: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدبٍ ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلةٍ من هذا بل كنا ظالمين} الأنبياء (96 - 97).

    عن  أم حبيبة  بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحش  أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (دخل عليها  يوماً  فزعاً  يقول: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا. قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ)، رواه البخاري.

    5 - الخسوفات الثلاثه:

    يقال:  خسف المكان  يخسف خسوفاً  إذا ذهب في الأرض؛ وغاب فيها، ومنه قوله -عز وجل-: {فخسفنا به وبداره الأرض} القصص (81).

    و الأدلة من السنة: عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال:

    ( لَنْ تَكُونَ أَوْ لَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ قَبْلَهَا عَشْرُ آيَاتٍ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ، وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَالدَّجَّالُ، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَالدُّخَان،ُ وَثَلَاثَةُ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ. وَآخِرُ ذَلِكَ تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ الْيَمَنِ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ )، رواه مسلم.

    6 - الدخان :

    ظهور  الدخان في  آخر  الزمان  من علامات الساعة  الكبرى  التي  دل عليها  الكتاب والسنة.

    *الأدلة من القرآن الكريم :

    قال عز وجل: {فارتقب يوم تأتي  السماء بدخانٍ مبينٍ يغشى الناس هذا عذاب أليم} الدخان (10-11).

    *الأدلة  من السنة : عن أبى  هريرة  رضى الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال:

    (بَادِرُوا بِالْأَعْمالِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ). رواه مسلم.

    وهذا  الدخان من الآيات  المنتظرة؛ التي لم تجيء بعد، وسيقع قرب قيام  الساعة، وإلى هذا القول ذهب ابن عباس وبعض  الصحابة.

    7 - طلوع الشمس من مغربها:

    طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى، وهو ثابت بالكتاب والسنة.

    الأدلة من الكتاب: قال عز وجل: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا إنا منتظرون} الأنعام(158).

    ومن الحديث  النبوي  الشريف: عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: (بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ)، رواه مسلم.

    8 - الدابة:

    ظهور دابّة الأرض  في آخر الزمان علامة على قرب الساعة ثابت بالكتاب والسنة.  

    أدلة  من القرآن  الكريم : قال عز وجل: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} النمل (82) .

    فهذه الآية الكريمة جاء فيها ذكر خروج الدابة، وأن ذلك يكون عند فساد الناس وتركهم أوامر الله وتبديلهم الدين الحق، يخرج الله لهم دابة من الأرض فتكلم الناس على ذلك.

    أدلة  من  الحديث  النبوي : عن أبى هريرة رضي الله عنه  قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ)، رواه مسلم.

    9 - النار التي تحشر الناس:

    جاءت  الروايات بأن خروج هذه النار يكون من اليمن؛ من قعر عدن؛ وتخرج من بحر حضرموت؛ كما جاء في روايات أخرى، وإليك طائفة  من الأحاديث التي تبين مكان خروج هذه النار؛ وهي من الأدلة على ظهورها. جاء في حديث حذيفة بن أسيد: (قَالَ اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ: مَا تَذَاكَرُونَ؟ قَالُوا نَذْكُرُ السَّاعَةَ. قَالَ: إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ. فَذَكَرَ الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ ).

    وروى  الإمام أحمد والترمذي  عن ابن عمر رضي الله عنهما  قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" (سَتَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَوْ مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَحْشُرُ النَّاسَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ).   قال أحمد شاكر: "إسناده صحيح".

     

     4. الجنة والنار

    ‎ الجنة والنار موجودتان الآن، وهما مخلوقتان، ولا تفنيان ولا تبيدان. ‏

    وصف النار: ‏

    1- خزنة النار: ‏

    ‎‎ يقوم عليها ملائكة غلاظ شداد، بأسهم شديد، قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } [التحريم: 6]. ‏

    ‎‎ وعددهم تسعة عشر قال عز وجل: {عليها تسعة عشر } [المدثر: 30]. ‏

    2- أهل النار: ‏

    أ- المخلدون فيها الذين لا يخرجون منها، هم الكفار الذين كفروا أو أشركوا بالله سبحانه وتعالى. ‏

    ‎‎ قال عز وجل: {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } ‏

    ‏[البقرة: 39]. ‏

    ‎‎ وجاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ خُلُودٌ ) متفق عليه، واللفظ للبخاري. ‏

    ب- العصاة: وهم أهل الكبائر من المؤمنين، والذين لم يتوبوا ولم يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء يعذبون على قدر ذنوبهم ثم يخرجون منها. ‏

    3- طعام أهل النار وشرابهم: ‏

    ‎‎ طعامهم الضريع والزقوم:‏

    ‎‎ فالضريع: شوك نبات معروف، وهو لا يفيد أهل النار ولا يشبعهم، وأكله نوع من أنواع العذاب. ‏

    ‎‎ قال عز وجل: {ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع } ‏

    ‏[الغاشية: 6-7]. ‏

    ‎‎ والزقوم: هي شجرة خبيثة تقطع أمعاءهم وتغلي في بطونهم، طلعها كأنه رؤوس الشياطين. ‏

    ‎‎ قال عز وجل: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم } [الدخان: 43-46]. ‏

    ‎‎ وقال عز وجل: {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين } [الصافات: 64-65]. ‏

    ‎‎ عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي دَارِ الدُّنْيَا لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايِشَهُمْ فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَه ) قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيح. ‏

    ‎‎ شرابهم:الغساق والغسلين والحميم. ‏

    ‎‎ أما الغساق والغسلين: فهو ما يسيل من فروج النساء الزواني ومن نتن لحوم الكفرة وجلودهم في النار. ‏

    ‎‎ قال عز وجل: {فليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعام إلا من غسلين } [الحاقة: 35-36]. ‏

    ‎‎ وقال عز وجل: {هذا فليذوقوه حميم وغساق } [ص: 57]. ‏

    ‎‎ وقال عز وجل: {وسقوا ماءً حميماً فقطع أمعاءهم } [محمد: 15]. ‏

    4- أبواب النار: ‏

    ‎‎ أخبر الحق أن للنار سبعة أبواب فقال عز وجل: {وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم } [الحجر: 43-44]. ‏

    ‎‎ وعندما يرد الكفار النار تفتح أبوابها ثم يدخلونها خالدين: {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين } [الزمر: 71]. ‏

    ‎‎ وبعد هذا الإقرار يقال لهم: {قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين } [الزمر: 72]. ‏

    5- وقود النار: ‏

    ‎‎ الأحجار والفجرة الكفار وقود النار، كما قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } [التحريم: 6]. ‏

    ‎‎ وقال عز وجل: {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين } [البقرة: 24]. ‏

    وصف الجنة

    ‎‎ قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر )، ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا إن شئتم  {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }) [السجدة: 17]. رواه البخاري. ‏

    ‎‎ ومن دخلها فلا يخرج منها، وهو خالد مخلد فيها، قال عز وجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً } ‏

    ‏[الكهف: 107-108]. ‏

    ‎1- أعظم نعيم في الجنة:‏

    ‎‎ أعظم نعيم في الجنة هو النظر إلى وجه الله عز وجل، وهي اللذة التي لا توازيها لذة، والنعيم الذي ليس فوقه نعيم، قال عز وجل: {وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة } ‏

    ‏[القيامة: 22-23]. ‏

    ‎‎ وقال عز وجل: {لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد } [ق: 35]. والزيادة هي: النظر إلى وجه الله تعالى. ‏

    ‎‎ وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم التي تثبت أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة بأبصارهم، ومن هذه الأحاديث: ‏

    ‎‎ عن صهيب قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {للذين أحسنوا الحسنى و زيادة } قال: (إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه مسلم. ‏

    2- الأوائل في دخول الجنة:‏

    ‎‎ أول البشر دخولاً الجنة على الإطلاق هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأول الأمم دخولاً الجنة أمته، وأول من يدخل الجنة من هذه الأمة أبو بكر الصديق رضي الله عنه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آتِي بَابَ الْجَنةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُول: مُحَمَّدٌ. فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ، لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَك ) رواه مسلم. ‏

    ‎‎ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَحْنُ أَوَّلُ النَّاسِ دُخُولًا الْجَنَّة ) رواه البخاري ومسلم. ‏

    ‎‎ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَرَانِي بَابَ الْجَنَّةِ الَّذِي تَدْخُلُ مِنْهُ أُمَّتِي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَكَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا إِنَّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي ) رواه أبوداود، وقال الألباني ضعيف. ‏

    3- الذين يدخلون الجنة بغير حساب:‏

    ‎‎ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْأُمَّةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْعَشَرَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْخَمْسَة، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ وَحْدَهُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ هَؤُلَاءِ أُمَّتِي؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ، قَالَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ وَهَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ. قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: كَانُوا لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ. ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ قَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَة ) رواه البخاري. ‏

    4- آخر من يدخل الجنة:‏

    ‎‎ عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ كَبْوًا، فَيَقُولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى. فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّة.َ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى. فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى. فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، أَوْ إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: تَسْخَرُ مِنِّي أَوْ تَضْحَكُ مِنِّي وَأَنْتَ الْمَلِكُ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَكَانَ يَقُولُ ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ) رواه البخاري ومسلم. ‏

    5- أبواب الجنة:‏

    ‎‎ للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون كما يدخل منها الملائكة، قال عز وجل: {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب } [سورة ص: 50]. ‏

    ‎‎ وقال عز وجل: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } [الرعد: 24]. ‏

    ‎‎ وأخبرنا الحق سبحانه وتعالى أن هذه الأبواب تفتح عندما يصل المؤمنون إليها، وتستقبلهم الملائكة محيية بسلامة الوصول: {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين } [الزمر: 73]. ‏

    ‎‎ وعدد أبواب الجنة ثمانية، وأحد هذه الأبواب يسمى الريان، وهو خاص بالصائمين، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُون ). ‏

    ‎‎ وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ) رواه مسلم. ‏

    6- تربة الجنة:‏

    ‎‎ وعن أنس بن مالك عن أبي ذر في حديث المعراج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا حَبَايِلُ اللُّؤْلُؤِ وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْك ) رواه البخاري ومسلم. ‏

    7- أنهار الجنة:‏

    ‎‎ أخبرنا الله عز وجل بأن الجنة تجري من تحتها الأنهار: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } [البقرة: 25]. ‏

    ‎‎ وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّة ) رواه مسلم. ‏

    ‎‎ ومن أنهار الجنة الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: {إنا أعطيناك الكوثر } [الكوثر: 1]. ‏

    ‎‎ وقد رآه الرسول صلى الله عليه وسلم وحدثنا عنه، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذْ عُرِضَ لِي نَهْرٌ حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ قُلْتُ لِلْمَلَكِ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ، قَالَ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى طِينَةٍ فَاسْتَخْرَجَ مِسْكًا ). ‏

    ‎‎ وأنهار الجنة ليست ماء فحسب، بل منها الماء، ومنها اللبن، ومنها الخمر، ومنها العسل المصفى. ‏

    ‎‎ قال عز وجل: {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى } [محمد: 15]. ‏

    8- قصور الجنة وخيامها:‏

    ‎‎ يبني الله لأهل الجنة في الجنة مساكن طيـبة حسنة، كما قال عز وجل: {ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم } [الصف: 12]. ‏

    ‎‎ وقد سمى الله في مواضع من كتابه هذه المساكن بالغرفات، قال الله عز وجل: {وهم في الغرفات آمنون } [سبأ: 37]. ‏

    ‎‎ وقال في جزاء عباد الرحمن: {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحيةً وسلاما } [الفرقان: 75]. ‏

    ‎‎ وقال عز وجل واصفاً هذه الغرفات: {لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد } [الزمر: 20]. ‏

    ‎‎ وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَام ) صحيح رواه الترمذي، وحسنه الألباني. ‏

    ‎‎ وقد أخبرنا سبحانه أن في الجنة خياماً، قال عز وجل: {حور مقصورات في الخيام } [الرحمن: 72]. ‏

    ‎‎ وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ الْمُؤْمِنُ فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا ) رواه مسلم

    9- طعام أهل الجنة وشرابهم:‏

    ‎‎ وفي الجنة ماتشتهيه الأنفس من المآكل، قال عز وجل: {وفاكهة مما يتخيرون. ولحم طيرٍ مما يشتهون } [الواقعة: 20-21]. ‏

    ‎‎ وقال: {كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية } [الحاقة: 24]. ‏

    ‎‎ قال عز وجل: {إن الأبرار يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافوراً عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً } [الإنسان: 5-6]. ‏

    ‎‎ وقال عز وجل: {ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً عيناً فيها تسمى سلسبيلاً } [الإنسان: 17-18]. ‏

    ‎‎ وقال: {ومزاجه من تسنيم عيناً يشرب بها المقربون } [المطففين: 27-28]. ‏

    ‎‎ وفي صحيح البخاري أن عبد الله بن سلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم أول قدومه المدينة أسئلة منها: ‏

    مَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ َزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ ). ‏

    ‎10- لباس أهل الجنة وحليهم ومباخرهم:‏

    ‎‎ أهل الجنة يلبسون فيها الفاخر من اللباس، ويتزينون فيها بأنواع الحلي من الذهب والفضة واللؤلؤ، فمن لباسهم الحرير، ومن حليهم أساور الذهب والفضة واللؤلؤ، قال عز وجل: {وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً } [الإنسان: 12]. ‏

    ‎‎ وقال: {يحلون فيها من أساور من ذهبٍ ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير } [الحج: 23]. ‏

    ‎‎ وقال: {أولئك لهم جنات عدنٍ تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهبٍ ويلبسون ثياباً خضراً من سندسٍ وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقاً } [الكهف: 31]. ‏

    ‎‎ وقال: {عليهم ثياب سندسٍ خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضةٍ } [الإنسان: 21]. ‏

    ‎‎ وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن لأهل الجنة أمشاطاً من الذهب والفضة، وأنهم يتبخرون بعود الطيب مع أن روائح المسك تفوح من أبدانهم الزاكية، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في صفة الذين يدخلون الجنة: (إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءةً، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَتْفِلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ الْأَنْجُوجُ عُودُ الطِّيبِ، وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ، عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاء ). ‏

    أ- زوجة المؤمن في الدنيا زوجته في الآخرة إذا كانت مؤمنة:‏

    ‎‎ إذا دخل المؤمن الجنة فإن كانت زوجته صالحة فإنها تكون زوجته في الجنة أيضا. قال عز وجل: {جنات عدنٍ يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم } [الرعد: 23]. ‏

    ‎‎ وهم في الجنات منعمون مع الأزواج يتكئون في ظـلال الجنة مسـرورين فرحين. قال عز وجل: {هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون } [يس: 56]. ‏

    ‎‎ وقال: {ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون } [الزخرف: 70]. ‏

    ب- المرأة لآخر أزواجها:‏

    ‎‎ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها ) رواه الطبراني، وصححه السيوطي والألباني. ‏

    ‎‎ وثبت أن حذيفة قال لزوجته: (إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا ). رواه البيهقي في سننه. ‏

    ج- الحور العين:‏

    ‎‎ يزوج الله عز وجل المؤمنين في الجنة بزوجات جميلات غير زوجاتهم اللواتي في الدنيا، كما قال عز وجل: {كذلك وزوجنهم بحورٍ عينٍ } [الدخان: 53]. ‏

    ‎‎ والحور: جمع حوراء، وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض، وسواده شديد السواد. والعين: جمع عيناء، والعيناء:هي واسعة العين. وقد وصف القرآن الحور العين بأنهن كواعب أتراب، قال عز وجل: {إن للمتقين مفازاً حدآئق وأعنباً وكواعب أتراباً } [النبأ:31-33]. والكاعب المرأة الجميلة التي برز ثدياها، والأتراب المتقاربات في السن. والحور العين من خلق الله في الجنة، أنشأهن الله إنشاءً فجعلهن أبكاراً، عرباً أتراباً، قال عز وجل: {إنآ أنشأنهن إنشاءً فجعلنهن أبكاراً عرباً أتراباً } [الواقعة: 35-37]. وكونهن أبكاراً يقضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد، كما قال عز وجل: {لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان } [الرحمن: 56]. ‏

    ‎‎ وقد حدثنا القرآن عن جمـال نساء الجنة، فقال عز وجل: {وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون } [الواقعة: 22-23]. والمراد بالمكنون: المخفي المصون، الذي لم يغير صفاء لونه ضوء الشمس، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان، قال عز وجل: {فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان فبأي آلآء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان } [الرحمن: 56-58]. والياقوت والمرجان حجران كريمان فيهما جمال، ولهما منظر حسن بديع، وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هل تجد له نظيرا مما تعرف؟ قال صلى الله عليه وسلم: (لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْهُ رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) رواه البخاري. ‏

    ‎‎ وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحور العين في الجنان يغنين بأصوات جميلة عذبة، وجاء بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط، إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقُرّة أعيان، وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنه ) رواه الطبراني، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وصححه السيوطي. ‏

    ‎‎ وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَمُجْتَمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ يُرَفِّعْنَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ يَسْمَعْ الْخَلَائِقُ مِثْلَهَا، قَالَ: يَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَبِيدُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبأس،ُ وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَط،ُ طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَه ) رواه الترمذي وقال: غريب، وضعفه الألباني

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()