بتـــــاريخ : 10/8/2008 4:54:01 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1289 0


    البيئة التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول الوحي عليه

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : محمد راتب النابلسى | المصدر : www.quran-radio.com

    كلمات مفتاحية  :
    فقه السيرة النبوية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

    أيها الإخوة الكرام ، مع الدرس الثالث من دروس فقه السيرة النبوية ، وقد بينت في درسين الأبعاد الحقيقية لموقع السيرة النبوية من العلوم الإسلامية .

    أيها الإخوة ، موضوع هذا الدرس البيئة التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول الوحي عليه ، وهذا يسمى في الدراسات التاريخية البعد التاريخي .

    أولاً : مكة المكرمة أرض ليس فيها زرع .

    ( سورة إبراهيم الآية : 37 ) .

    يبدو من هذه الآية الكريمة ، وقد اعتمد كُتّاب السيرة القرآن الكريم ، وما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدراً أولاً وثانياً لوقائع السيرة ، ﴿ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا   الصَّلَاةَ ﴾ ، هناك متع حسية ، وهناك سعادة نفسية ، لو أن المتع الحسية متوافرة تماماً ، ورافقتها سعادة نفسية لاختلط الأمر ، لكن هذا اسمه فرز ، تذهب إلى بيت الله الحرام في وادٍ غير ذي زرع ، والجو حار ، ومع ذلك تسعد في جوار هذا البيت أينما سعادة ، كأن الله سبحانه وتعالى جمد العامل الجمالي الأرضي ، وحرك العامل النفسي السماوي .

    إذاً ، قد تأتي الدنيا كما تريد ، فتبتعد عن الغرض الذي خلقت من أجله ، هذه حقيقة ، الدنيا أحياناً تكون حجاباً بين العبد وبين ربه ، ولا أغفلكم أيها الإخوة أن بلادًا كثيرة تعاني من رخاء ما بعده رخاء ، ومن جمال ما بعد جمال ، ومن متع حسية ما بعدها من متع ، هذه الدنيا العريضة ، وهذا الجمال الأخاذ ، وهذا التفلت صار حجاباً بين الناس وبين خالقهم ، وقد تجد في بلاد أخرى شدة وضيقاً وفقراً ، وتجد إقبالا الناس على الدين منقطع النظير .

    إذاً ، هناك علاقة بين المتع الحسية وتوافرها ، وبين النشاط الروحي وحدته ، حينما قال الله عز وجل : ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ ، إذاً ربما أعطاك فمنك ، وربما منعك فأعطاك ، وقد يكون المنع عين   العطاء .

    ( سورة البقرة ) .

     هذه الدنيا أيها الإخوة ليست بشيء أمام الآخرة .

    (( ما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما أخذ المخيط غرس في البحر من مائه )) .

    [الطبراني في الكبير عن المستورد تصحيح السيوطي : حسن ] .

    إبرة لو غمستها في مياه البحر بمَ ترجع ؟

    فالدرس الأول : أنك إذا كنت في بلد لست كما تتمنى ، وكنت قريباً من الله عز وجل فأنت الرابح الأكبر ، وإذا كنت في بلد وكأنه جنة الأرض ، وهذه الجنة في الأرض حجبتك عن الله عز وجل ، وأنستك الآخرة فأنت الخاسر فحيث ما أراد الله أن تكون تقبل قضاء الله وقدره ، عندئذٍ تكشف حقيقة الحكمة الإلهية ، لأن كل شيء وقع أراده الله ، وكل شيء أراده الله وقع .

    الله عز وجل امتن على قريش حيث يقول في كتابه الكريم :

    ( سورة قريش ) .

    قال علماء التفسير : إن أعظم نعمة يمتن الله بها على عباده نعمة الشبع والأمن    ، ﴿ أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَءَامَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ .

    ( سورة النحل ) .

    إذاً حينما تكون : (( من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا )) .

    [ أخرجه البخاري في الأدب والترمذي وابن ماجة عن عبد الله بن محصن ] .

    وأعني : (( آمنا في سربه )) ، أي أمن الإيمان ، أنت حينما تؤمن تشعر أنك تحت رحمة الله ، وتحت رضوان الله ، وتحت حفظ الله ، وتحت تأييد الله ، وتحت توفيق الله ، وتحت نصر الله ، وإذا كان الله معك فمن عليك ، وإذا كان عليك فمن معك ، وهذه معية خاصة ، قال عنها العلماء : إنها معية التأييد ، والنصر ، والتوفيق ، والحفظ .

    ( سورة الأنفال ) .

    ( سورة البقرة ) .

    ( سورة آل عمران ) .

    أيها الإخوة ، في الجاهلية في البيئة التي عاش بها النبي كان في هذه البيئة بعض المكارم الأخلاق ، قيمة الشجاعة ، وقيمة المروءة ، وقيمة الكرم ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام : (( وإنما بعثت معلما )) .

    [ أخرجه ابن ماجه من حديث عبد الله بن عمرو بسند ضعيف ]

    (( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) .

    [ أخرجه أحمد والحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة ] .

    (( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام )) .

    [ أخرجه البخاري عن أبي هريرة ] .  

    وقد خاطب النبي الصحابة : (( أسلمت على ما أسلفت من خير )) .

    [ متفق عليه ] .

    معنى ذلك أن القيم التي كانت قبل بعثت النبي كقيمة الشجاعة والكرم والمروءة ، وكان عنترة يقول :

    وأغض طرفي أن بدت لي جارتي    حتى يواري جارتي مأواها

    ***

    أليست هذه مروءة ؟ لذلك قال عليه الصلاة والسلام : (( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) ، من هنا نستنبط أن الإنسان الصالح في أخلاقه قبل أن يؤمن ، وقبل أن يهتدي إلى الله عز وجل ، لأنه صالح يتولاه الله عز وجل ، قال تعالى :

    ( سورة الأعراف ) .

    فإذا كنا حليماً كريماً ، ذا مروءة ، تقري الضيف ، تعين على نوائب الدهر ، فالله عز وجل يتولاك ، ومن أدق ما قالت السيدة خديجة لزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما جاءه الوحي فقالت : " ما يخزيك الله أبداً ، كيف عرفت ذلك ؟ لم يكن وحي قبله ، ولم يكن إسلام قبل هذا الإسلام ، والله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتكرم الضيف ، وتحمل الكَلّ ، وتعين على نوائب الدهر ، هذه الفطرة .

    وأنا أقول لكم أيها الإخوة ، وهذا استنباط ، ولاسيما أني أوجهه إلى الشباب : إن كنت شاباً مؤمناً ، مستقيماً ، عفيفاً ، صادقاً ، أميناً ، ثق بتوفيق الله لك ، لأن الله عز وجل يقول :

    ( سورة الجاثية ) .

    إذاً مكارم الأخلاق التي كانت في الجاهلية اعتمدها الإسلام ، وأقرها من قول النبي : (( وإنما بعثت معلما )) ، (( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) .

    قبيلة قريش كانت في الجزيرة العربية واسطة العقد ، وكانت سيدة العرب وقتها هذا ينقلنا إلى موضوع النسب ، ما علاقة النسب بالإيمان ؟

    أولاً : النسب تاج يتوج به المؤمن ، فالنبي عليه الصلاة والسلام حدثنا عن سيدنا يوسف فقال : (( الكريم ابن الكريم ، ابن الكريم ، ابن الكريم ، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم )) .

    [ أخرجه أحمد في مسنده وصحيح البخاري عن ابن عمر أحمد في مسنده عن أبي هريرة ] . 

    ولكن حينما قال الله عز وجل :

    ( سورة المسد ) .

    هو عمّ النبي ، أما الإنسان حينما يبتعد عن الإيمان لا قيمة للنسب أبداً ، حينما يكون مؤمناً يكون النسب تاجاً يتوجه به المؤمن ، أما حينما يبتعد عن الإيمان ، (( يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمّدٍ ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النّارِ ، فَإِنّي لاَ أَمْلِكُ لَكِ ضَرّا وَلاَ نَفْعاً )) .

    [ رواه مسلم ] .

    (( لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم )) .

    (( ومن يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه )) .

    [ عن أبي الردين عن رسول الله ] .

    وقد دخل عليه الصلاة والسلام مرة المسجد فرأى رجالاً يتحلقون حول رجل ، فسأل سؤال العارف : من هذا ؟ قالوا : نسابة ، قال : وما نسابة ؟ قالوا : يعرف أنساب العرب ، فقال عليه الصلاة والسلام : هذا علم لا ينفع من تعلمه ، ولا يضر من جهل به .

    من هنا من بعض أدعية النبي عليه الصلاة والسلام : (( الَّلهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ من قلبٍ لا يخشعُ ، ومِنْ دُعاءٍ لا يُسمعْ ، ومِنْ نفسٍ لا تَشبعْ ، ومن علمٍ لا ينفعْ ، أعوذُ بكَ منْ هؤلاءِ الأربعِ )) .

    [ رواه ابن عمر عَن جَابِرٍ وأَبي هُرَيْرَةَ وابنِ مسعودٍ. وهَذَا حديثٌ حسنٌ صَحِيْحٌ ] .

    أيها الإخوة ، تعليق لا بد منه ، لأن العمر قصير ، والوقت محدود ، والأيام تتسارع ، وكلما مضى يوم اقتربنا من أجلنا ، فلا بد من أن نصطفي ، كيف ؟

    أنت في مكتبك تضع الأربعة جدران ممتلئة بالكتب إلى السقف ، وعندك بعد يومين امتحان مصيري ، وكتاب هذه المادة أحد كتب المكتبة ، هل يمكن أن تقرأ خطبة في هذين اليومين ؟ لا بد من أن تقرأ الكتاب المقرر ، لأن ما يطبع في العالم كل يوم من كتب بلغة واحدة لا يمكن أن تستطيع قراءتها في مئتي عام .

    إذاً ينبغي أن تصطفي ، أن تصطفي كتاباً ينفعك في دينك ودنياك ، وأن تصطفي صديقاً ينهض بك إلى الله حاله ، ويدلك على الله مقاله ، وأن تصطفي مكاناً تزداد فيه قرباً من الله عز وجل ، أما الإنسان الذي يتحرك كيف ما شاء ، يلتقي مع من يشاء ، يقرأ أي كتاب شاء ، هذا الذي لا يصطفي يكون مغبوناً يوم القيامة .

    إذاً النسب تاج يتوج به المؤمن ، أما إذا ابتعد الإنسان عن الإيمان فلا قيمة للنسب أبداً ،

    لا تقل : أصْلي وفصلي أبداً         إنما أصل الفتى ما قد حصل

    ***

    الآن ماذا كانت تعبد قريش قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام ؟ قال تعالى :

    ( سورة يونس الآية : 18 ) .

    إحدى القبائل صنعت من تمر صنماً وعبدته ، فلما جاعت أكلته ، فقيل : أكلت ودٌ ربها ، أين عقلهم ؟

    قبيلة أخرى جاء أحد أفرادها إلى الصنم ليعبده فرأى أن ثعلباً قد بال على رأسه  ، فقال :

    أرب يبول الثعلبان برأسه ؟     لقد ضلت من بالت عليه الثعالب

    ***

    العرب كانت تعبد أصناماً من دون الله ، وتزعم أنها تقربهم من الله عز وجل زلفا  عطلوا عقولهم فخسروا آخرتهم .

    إخواننا الكرام ، بالمناسبة ، في بلاد شرقاً وغرباً يعبد من دون الله آلهة كثيرة ، في بلاد آسيا تعبد البقرة من دون الله ، فإذا دخلت إلى دكان فاكهة ، وأكلت ما لذ وطاب من أغلى أنواع الفاكهة يكون صاحب المحل في الجنة ، لأن الإله دخل إلى دكانه ، وأكل من الفواكه ، وقد يوضع روثها على الأثاث في غرف الضيوف في العيد ، هذا من إنتاج إلههم ، أين عقولهم ؟ وهناك أناس في بلاد آسيا يعبدون الجرذان ، وعندي مجلة فيها معبدهم ، وكيف أن في هذا المعبد آلاف الجرذان يقدمون لهم أنفس الطعام ، ويعبدونهم من دون الله ، أين عقلهم ؟ وفي هذه البلاد البعيدة جداً شرقاً والتي تألقت في الصناعة حتى بلغت قمة النجاح الصناعي يعبدون ذكر الرجل ، وقد حدثني أخ كريم زار معابدهم ، وهناك أناس يعبدون الحجر ، وأناس يعبدون الشمس والقمر ، وأناس يعبدون موج البحر ، وهذا من ضعف عقل الإنسان ، واشكروا الله عز وجل أننا عرفنا الإله الحقيقي الذي بيده كل شيء ، ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ .

    ثم إن هذه الوثنية تأصلت عندهم حتى قالوا :

    ( سورة الأنعام الآية : 19 ) .

    أيها الإخوة ، من أغرب ما قرأت قبل شهرين أو ثلاثة أن صحفية في بلد عربي مجاور فيها مقالة يزعم كاتبهم أن آلهة قريش كانت آلهة ديمقراطية ، لأن كل إله قبِل بالطرف الآخر ، أما إله محمد فكان إلهاً دكتاتورياً أو قمعياً ، لأنه رفض أن يكون معه أله آخر ، أليست هذه جاهلية ثانية ؟ حينما قال الله عز وجل :

    ( سورة الأحزاب الآية : 33 ) .

    ما معنى ذلك ؟ أن هناك جاهلية ثانية.                                         

    شي آخر ، أن بيئة قريش فيها تشريعات ما أنزل الله بها من سلطان ، فقد قال الله عز وجل :

    ( سورة النحل الآية : 116 ) .  

    لذلك المعاصي والآثام رُتبت في القرآن ترتيباً تصاعدياً ،  فذكر الله الفحشاء والمنكر ، والإثم والعدوان ، والشرك والكفر ، وجعل على رأس هذه المعاصي أكبر معصية على الإطلاق :

     

    ( سورة البقرة الآية : 169 ) .

    هذا الذي يحرم من دون علم ، ويحلل من دون علم ، يفتري على الله الكذب الحلال والحرام من شأن الله وحده ، فهناك عقائد سخيفة ومضحكة كانوا يتداولونها فيما بينهم .

    ثم إنهم من حيث العقيدة كانوا يشركون بالله جل جلاله فلا يوحدونه ، وكانوا يلحدون في أسماءه وصفاته ، وكانوا يسمون الملائكة تسمية الأنثى ، يدعون أنهم بنات الله  ، ويدعون أن الجن شركاء الله ، ويجحدون القضاء والقدر ، وقد قال الله على ألسنتهم :

    ( سورة الأنعام ) .

    أنكروا القيامة ، والبعث والنشور ، والدار الآخرة ، والحساب ، والجنة والنار ، رغم إقرارهم بألوهية الإله ، إذاً عقيدتهم إنكار البعث ، ثم يزعمون أن الملائكة بنات الله ، وأن الجن شركاءه ، ويحللون ، ويحرمون على أهوائهم ، ولا يتقيدون بشيء مما كان في الديانات  السابقة .

    ( سورة النحل الآية : 38 ) .

    أما عبادتهم فكانت أن يطوفوا عراة حول الكعبة ، ولهم في عبادتهم أشياء ليست مقبولة ولا معقولة ، لذلك حينما تتحد المسافة بين نبي ونبي يحتاج الناس إلى نبي يجدد للناس دينهم ومعرفتهم بالله عز وجل .

     

    ( سورة هود ) .

    بربكم أليس الآن في هذا العصر المادي عصر الشهوات ، عصر المصالح ، إنكار حقيقي للدار الآخرة ؟

    أيها الإخوة ، لا بد من توضيح هذه الحقيقة ، الإنكار القولي يعالج ، أما الإنكار العملي فلا يعالج البدع القلبية لا تصحح ، أحياناً :

    عندنا ميزان ، هناك خطأ في الميزان ، أو هناك خطأ في الوزن ، الخطأ في الميزان لا يصحح ، لكن الخطأ في الوزن لا يتكرر ، فأفضل ألف مرة أن تخطئ في الوزن من أن تخطئ بالميزان .

    لذلك العقيدة أصل ، وإن صحت عقيدة الإنسان صح عمله ، وإن فسدت عقيدته فسد عمله ، أكاد أقول : إن أخطر شيء في الدين العقيدة ، إن صحت صح العمل ، وإن كان هناك خطأ ففي الوزن لا في الميزان ، الخطأ في العقيدة خطأ في الميزان ، والخطأ السلوكي خطأ في الوزن ، والخطأ في العقيدة لا يصحح ، بينما الخطأ في الوزن لا يتكرر ، فلذلك لو لم يكن للعقيدة أثر في السلوك أقول لك : اعتقد ما شئت ، أما لأنه ما من عقيدة إلا وتنعكس انحرافاً في السلوك فإنه يجب أن تصحح عقيدتك ، يجب أن تصحح تصوراتك .

    أيها الإخوة ، لو أن واحداً من المسلمين توهم أن شفاعة النبي لأهل الكبائر من أمته هكذا على ظاهر الحديث من دون دقة في الفهم والشرح ، ما الذي يدعوه إلى أن يستقيم ؟ لا يستقيم ، لأنه اعتقد خطأ أن النبي صلى الله عليه وسلم سيشفع له .

    بالمناسبة ، من الخطأ الفادح ، وأنت لست من أهل العلم أن تأخذ حديثاً ، وأن تكتفي بفهمك له ، وأن تستنبط منه ما طاب لك ، ثم تبني عملك على هذا الفهم ، خطأ كبير ، بل كبير جداً ، الشفاعة موضوع عميق ، موضوع يحتاج إلى تأصيل ، في مجموعة أحاديث الفقيه يضع كل النصوص ، الآيات ، والأحاديث ، وفعل النبي ، وإقرار النبي ، وفعل الصحابة ، يجمع هذا كله ، وأسباب النزول ، وأسباب ورود الحديث على طاولة واحدة ، ويستنبط حكماً شرعياً ، أما أن يأتي إنسان في آخر الزمان ، ويأخذ حديثاً ، ويفهمه على مزاجه ، ويبني عليه حكماً ؟! هذا ما أنزل الله به من سلطان ، لا يمكن أن ينال شفاعة النبي إلا من كان موحداً ومخلصاً ، إذا كنت موحداً مخلصاً أنت بينك وبين النجاة شعرة واحدة ، بالتعبير المألوف :

    طالب أدى امتحانا في عشر مواد ، أخذ في التسع مواد علامة النجاح وزيادة ، ونقصه في إحدى المواد علامة واحدة ، يشفع له النبي ، أما في العشر مواد أصفار ، ويعتمد على شفاعة النبي فهذا غباء وحمق ما بعده من غباء .

    دققوا : لو أن طالبا قال لآخر : لا تدرس ، الأستاذ قلبه طيب ، يشفق علينا يوم الامتحان ، نبكي أمامه فيعطينا الجواب ، لا تدرس ، هكذا يفهم بعض المسلمين الشفاعة .

    ((يا فاطمة بنت محمد ، يا عباس عم رسول الله أنقذا نفسيكما من النار ، أنا لا أغني عنكما من الله شيئا ، لا يأتيني الناس بأعمالهم ، وتأتوني بأنسابكم ، من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه )) .

    [البخاري]

    هذا كلام النبي ، كلام الله عز وجل :

    ( سورة الزمر ) .

    مرةً ثانية ، لو لم يكن من علاقة بين أن تعتقد وبين أن تتحرك اعتقد ما شئت ، لكن لأنه ما من اعتقاد إلا وسوف ينعكس سلوكاً خاطئاً أو صواباً دقق فيما تعتقد ، فأنت بحاجة إلى جرد لمعتقداتك ، إلى مسح لتصوراتك ، يجب أن تعرضها على الكتاب والسنة ، فما وافق الكتاب والسنة فعلى العين والرأس ، وما خالف الكتاب والسنة ينبغي أن تتخلى عن هذه العقيدة .

    إخواننا الكرام ، حضور درس العلم هو استثمار للوقت ، لأن الإمام علي رضي الله عنه يقول : "العلم خير من المال ، لأن العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزهو على الإنفاق  ".

    قصتان قصيرتان :

    سائق مركبة أشارت إليه امرأة أن يقف فوقف ، ركبت المركبة ، المركبة عامة  ، سألها : إلى أين ؟ قالت له : خذني إلى أي مكان تشاء ، فرآها غنيمة ما بعدها غنيمة ، فلما قضى حاجته منها ، أعطته ظرفين ، فتح الأول فيه مبلغ كبير من الدولارات ، والظرف الثاني فيه رسالة كتبت إليه الكلمات التالية : مرحباً بك في نادي الإيدز ، ذهب ليصرف الدولارات ، فإذا هي مزورة ، فأودع في السجن ، وأصيب بمرض الإيدز ، لو أنه يحضر درس علم بمجرد أن تقول له : خذني إلى أي مكان تشاء ، أوقف المركبة : وأنزلها ، وقال : إني أخاف الله رب  العالمين .

    في أول خطبة خطبتها في جامع النابلسي في عام 1974 تقدم مني رجل مسن ( كهل ) ، وصار يبكي ، قلت له : خير إن شاء الله ؟ قال : زوجتي تخونني ، قلت : مع من ؟ قال : مع جاري ، قلت : كيف عرفت جارك ؟ أو كيف عرفها جارك ؟ قال لي : مرةً زارني الجار ، فقلت : لئلا تبقى وحدها مستوحشة تعالي أم فلان ، مثل أخوكِ ، بدأت هذه العلاقة ، قلت له : لو أنت حضرت مجلس علم لا تفعل هذا .

    إخواننا الكرام ، أرجو أن تدققوا في هذه القاعدة ، ما من مصيبة على وجه الأرض من آدم إلى يوم القيامة إلا بسبب خروج عن منهج الله ، وما من خروج عن منهج الله إلا بسبب الجهل ، والجهل أعدا أعداء الإنسان ، والجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به ، فأنت حينما تحضر درس علم تضمن سلامتك وسعادتك في الدنيا والآخرة ، لأنك تتعلم في هذا الدرس تعليمات الصانع ، وما من جهة أجدر من أن تطاع كالصانع ، لأنه الخبير .

    ( سورة فاطر ) .

    فقريش أنكرت البعث ، والدار الآخرة ، وأنكرت القضاء والقدر ، وعبدت آلهة أصناماً ، تزعم أنها تقرب من الله زلفا ، وفعلت ما فعلت ، ثم تبين جهلها وضعفها ، حتى ما كان من عبادات من بقية دين إبراهيم عليه السلام ، قريش غيرت ، وبدلت ، وامتنعت أن تكون في عرفة ، وفي مزدلفة ، وجاء توجيه الله لهم بعد نزول القرآن :

    ( سورة البقرة ) .

    وغيروا وبدلوا وحوروا ، حتى عبدوا الله بزعمهم كما يشاءون ، لكن الآية الكريمة تقول :

    ( سورة الأنفال الآية : 35 ) .

    والله أيها الإخوة حضرت مؤتمر الأديان في واشنطن ، وقد شاهدت عبادات وأديانا الأرض ، كانت 18 ديناً ، من دون مبالغة جميع هذه الأديان التي اخترعها الإنسان هي رقص وغناء وموسيقا ، ﴿ وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ﴾ ، نحن في وقت التخلف تصبح عبادتنا أناشيد ، ومنشدين فقط ، وطربا ، وولائم ، واحتفالات ، كلما ابتعدنا عن حقيقة الدين اتجهنا إلى ما هو ممتع ، لا ما هو مكلفا ، والتكليف ذو كلفة ، جميل جداً أن تتغنى بمديح رسول الله ، لكن ليس جميلاً أن تكتفي به ولا تفعل شيئاً بعد ذلك ، دائماً هناك أشياء خفيفة على الإنسان ، وأشياء تحتاج إلى جهد .

    ( سورة التوبة الآية : 19 ) .

    أحيانا يكون الإنسان قد آتاه الله عز وجل مالا كثيرا ، يبني مئذنة على حسابه ، وقد أنشأ هذه المئذنة المحسن الكبير فلان ، أنا لا أقلل أبداً من إنفاق المال على المساجد والمياتم والمبرات والمستشفيات ، هذا عمل عظيم ، ولكن حينما ترى أن إنفاق المال لا يأخذ منك إلا موافقة سريعة ، أما الإسلام منهج كامل ، افعل ولا تفعل ، هناك واجبات ، وفرائض ، ومحرمات ومنهيات ، ومكروهات ، أما قد يختار من الدين ما يعجبه ، فلذلك أيها الإخوة قضية الدين منهج كامل يؤخذ بأكمله ، أو لم تقطف من ثماره شيئاً . 

    أيها الإخوة ، أخلاق قريش قبل بعثة النبي وأعرافهم وعاداتهم كثيرة ، منها ما هدم الإسلام ، فكانوا يشربون الخمر ، بلا قيد ولا شرط ، ويلعبون الميسر ، ويتزوجون بغير عدد ، باب الزواج مفتوح، ويقتل بعضهم الأولاد بسبب الفقر ، ويئدون البنات خوف العار والفقر ، قال  تعالى :

    ( سورة التكوير ) .

    أنا لا أريد أن أقع في المبالغة ، لكن أضع بين أيديكم بعض الحقائق ، هذا الإنسان الجاهل الذي عاش في الجاهلية ، وجاء بابنته التي هي كالوردة ، بريئة كالملك ، وحفر حفرة ووأدها ، قال تعالى : ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾  .

    لو انتقلنا إلى الآن لم يئدها ، لكنه أطلقها تخرج من البيت كما تريد ، وبأي زي تريد ، وتظهر كل مفاتنها للناس ، ولا تعبأ لا بقيد أخلاقي ولا ديني ولا شرعي ، ففسدت وأفسدت ، وانحرفت وضلت ، وأضلت ، وتاهت ، هذه الفتاة يوم القيامة تقول : يا رب لا أدخل النار حتى أدخل أبي قبلي ، ما معنى قوله تعالى :

    ( سورة البقرة الآية : 191 ) .

    هذه التي وئدت في الجاهلية إلى الجنة ، لأنها وئدت قبل التكليف ، أما التي أطلقناها فلا تعتني لا بأخلاقها ، ولا بإيمانها ، ولا بحجابها ، ولا بعلمها ، ولا بثقافتها ، أطلقناها تفعل ، وتؤذي المجتمع كما تريد ، هذا عمل يحاسب عليه الأب ، بل إنني أعتقد أن الفتنة كما قال الله عز وجل في أن يطلق للفتاة العنان أشد من القتل .

    مرة سُئلت في درس : الرجال لهم عبادات خاصة ، من هذه العبادات حضور الجمعة والجماعات ، من هذه العبادات الجهاد في سبيل الله ، النساء هل لهن عبادات خاصة ؟ طبعاً النبي عليه الصلاة والسلام يقول : ((انصرفي أيتها المرأة ، وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها ، وطلبها مرضاته ، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله )) .

    [عن أسماء بنت يزيد الأنصارية ]

     شيء جميل ، رعاية الزوج والأولاد نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله ، لكن شيء رائع جداً أن أنقل إليكم أن هناك عبادة تنفرد بها المرأة من دون الرجل ، أنا أسميها عبادة إعفاف الشباب ، الرجل في الصيف قد يلبس ثياباً خفيفة ، هذه ميزة ، لكن الفتاة المؤمنة ترتدي ثياباً سابغة وسميكة لا تصف لا لون بشرتها ولا حجم أعضائها ، لعل الثياب التي يجب أن تكون سابغة وسابلة عبء عليها ، ولكن هذه عبادة ، فإذا المرأة : سئلت ما العبادة التي خصني الله بها ؟ أنا أقول : عبادة إعفاف الشباب ، فكل امرأة أظهرت مفاتنها ، وأفسدت شاباً فهذا الفساد الذي يصيب الشاب في صحيفتها يوم القيامة .

    لذلك في الجاهلية زواج بغير عدد ، يقتل يعضهم أولاده بسبب الفقر ، قال تعالى :

    ( سورة الأنعام الآية : 151 9 ) .

    أي من فقر واقع .

    ( سورة الإسراء الآية : 31 ) .

    من فقر متوقع ، فقد مُنع الإنسان من أن يقتل ابتنه لفقر واقع ، أو لفقر متوقع ، لو انتقلنا إلى الآن أنت حينما ترضى لابنك بعمل دخله كبير ، ولكن يضيع فيه دينه ، أليس هذا نوع من القتل ، كم من إنسان لم يعتنِ بإيمان ابنه ، ولا بأخلاقه ، ففسد ، وأنتج دخلاً كبيراً ، إذاً هذا ينبغي أن يكون في الحسبان .

    وكانوا يثيرون الحروب لاتفه الأسباب ، يمد أحدهم رجله ، ويقول : من كان أشرف مني فليضربها ، يضربها رجل آخر ، وتنشب حروب تستمر عشرات السنين ، تدمر كل شيء ، هذه أيضاً جاهلية ، وقد قال الله عز وجل :

    ( سورة الزخرف ) .

    هو قال : الفتيات بنات الله ، إذا بشر بالأنثى ، ﴿ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ ، أما المؤمن ، كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام حينما جاءته فاطمة ، ضمها وشمها وقال : ((ريحانة أضمها والله رزقها)) .

    [ورد في الأثر]

    والله أعرف صديق جاءته سبع بنات ، وكلما حملت زوجته ، وأشرفت على الوضع هيأ هدية كبيرة ، لعلها تأتي بالأنثى ، فتكون هذه الهدية تطميناً لها أنها في أعلى مقام عنده ، هذا المؤمن .

    ( سورة النحل ) .

    ماذا قال عليه الصلاة والسلام : ((أكرموا النساء ، فوالله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، يغلبن كل كريم ويغلبوهن لئيم ، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً ، من أن أكون لئيماً غالباً )) .

    [ورد في الأثر]

    قال عليه الصلاة والسلام عن النساء : ((فإنهن المؤنسات الغاليات)) .

    [ رواه أحمد في مسنده والطبراني في الكبير عن عقبة بن عامر ] .

    والنبي عليه الصلاة والسلام جعل الخيرية الكبرى ، وأنت في البيت ، قال : ((خَيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي )) .

    [ أخرجه الترمذي عن عائشة ابن ماجة عن ابن عباس الطبراني في الكبير عن معاوية ] .

    يعني أن الإنسان خارج البيت ، نوع من الذكاء يتجمل ، يتلطف ، يبتسم ، يعتذر  يحسن هندامه ، أما في البيت فلا رقابة عليه ، فبطولتك وأنت في البيت ، قال عليه الصلاة والسلام : ((خَيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي )) ، ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ﴾ ، لتوهم فقر متوقع ، ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ ﴾ ، أي بسبب فقر واقع ، ثم يقول الله عز وجل :

    ( سورة المائدة ) .

    ويتوهم بعض الناس ممن شردوا عن الله عز وجل أن كلمة فاجتنبوه لا تعني التحريم المطلق ، بل هي في الحقيقة أشد أنواع التحريم ، لأنك إذا مُنعت من شيء تمنع من ممارسته ، أما اجتنبوه : (( لعن الله الخمر ، وشاربها وساقيها ، وبائعها ومبتاعها ، وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه ، و آكل ثمنها ))  .

    [ أخرجه أبو داود والحاكم في المستدرك عن ابن عمر ] .

    فيجب أن يكون بينك وبين الخمر هامش أمان كبير ، فالاجتناب هو من أشد أنوع التحريم .

    وقد سادت في البيئة التي عاش بها النبي صلى الله عليه وسلم أنوع من الأنكحة التي لا تختلف عن الدعارة إطلاقاً ، من هذه الأنكحة أنكحة الاستبضاع ، يمكن ؟ معقول ؟ مقبول ؟ أن يقول الرجل لزوجته : اذهبي إلى فلان فاستبضعي منه  ـ يعني احملِ منه ـ فلان قد يكون جميل الصورة ، أو قويا ، أو ذكيا ، هذا كان نكاح الاستبضاع .

    ونكاح الرهط ، يعني عشرة رجال يتزوجون امرأة واحدة ، وقد حدثتكم فيما أذكر أنه من أحدث الأبحاث العلمية أن الإنسان له هوية ، قزحية عينه هوية ، ورائحة جلده هوية ، ليس هناك على وجه الأرض واحد من ستة آلاف مليون يشبهك في قزحية العين ، ولا في نبرة الصوت ، ولا في رائحة الجلد ، ولا في بصمة الإصبع ، ولا في الزمرة النسجية ، ولا في بلازما الدم ، ومن مدة قريبة أضيفت إلى مجموع هذه الهويات هوية جديدة نطفته هوية ، لكل نطفة تركيب خاص لا تشبه أية نطفة أخرى ، وقد اكتشف أن عند المرأة جهازاً حاسوباً تبرمج فيه هذه النطفة ، وما دامت هذه النطفة تأتي بشكل أو بآخر لا تتغير فالوضع سليم جداً ، أما إذا دخلت نطفة على نطفة فهناك احتمال بأن تصاب المرأة بسرطان الرحم .

    أما أن تأتي نطفة جديدة دون أن تصاب المرأة بشيء فهذا يعني أن تنقطع النطفة الأولى ثلاثة أشهر ، حتى تمحى برمجتها من حاسوب المرأة ، وعندئذٍ يمكن أن تستقبل المرأة نطفة جديد ، وهذه هي العدة التي شُرعت في القرآن الكريم .

    أما إذا كان هناك شدة نفسية فتحتاج إلى أكثر من أربعة أشهر ، هذه عدة المتوفى عنها زوجها ، هذا كلام سمعته في مؤتمر إسلامي في القاهرة بشرح عميق جداً ومدلل بالتجارب والأبحاث الدقيقة .

    هنا زواج الرهط ، يعني عشر رجال يتزوجون امرأة واحدة ، وهي تقترح أن يكون الولد لأحدهم ، هي تختاره .

    ونكاح ذوات الرايات ، يعني بيوت الدعارة ، بيت عليه راية أن هذه المرأة تقتات بجسمها ، والقول الجاهلي تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها .

    عقائد فاسدة ، سلوك فاسد ، تحريم مزاجي ، أنكحة فاسدة ، خمر ، ميسر ، ظلم  قهر ، عدوان ، وئد بنات ، قتل أولاد ، هذه الجاهلية التي جاء فيها النبي عليه الصلاة  والسلام .

    وأرجو الله سبحانه وتعالى أن نتابع هذه الدروس في الأيام القادمة على أن عنوان الدرس فقه السيرة ، وكل شيء ندرجه في هذا الدرس يجب أن نستنبط منه شيء كقاعدة في حياتنا ، وإذا كان بالإمكان أن نوازن بين الماضي والحاضر ينبغي أن تكون هذه الموازنة لصالح فهم هذا الدرس ، وزانت لكم بين وأد البنت وبين تفلتها الآن ، أيهما أخطر ؟ تفلتها  ، لأن التي وئدت إلى الجنة ، أما هذه فلا تدخل النار حتى تدخل أباها قبلها .

    والحمد لله رب العالمين

    كلمات مفتاحية  :
    فقه السيرة النبوية

    تعليقات الزوار ()