قال الشيخ علي الطنطاوي ـ رحمه الله : ( هل اتهم المنحدر إن سيرت فيه سيارتي بلا كوابح فانهارت السيارة ؟ هل اتهم النار إن أدنيت يدي منها بلا حجاب ؟ الطريق إنما شق لتسلكه السيارات ، ولكن مع قوة الكوابح ( الفرامل ) ويقظة السائق . والنار إنما خلقت ليستفيد منها الإنسان ، فيطبخ عليها ويتدفأ بها . وكابح السيارة هنا إنما هو الزواج ، والانتفاع بنار الشهوة إنما يكون بإنشاء الأسرة واستيلاد الولد ..
ما قال الله لنا كونوا رهبانا فعطلوا هذه الطاقة ، واحبسوا السيل المندفع من فم الوادي . فمن أراد حبس السيل بعدما سال يذهب به السيل ، ولكن أعدوا له مجرى ليجري فيه ، أو فاستفيدوا من طاقة إن أهدرناها خسرناها ، وإن وضعناها في حدودها التي حددها الله لها انتفعنا منها . إن كان المصنع ينتج لنا ثيابا وأواني وسيارات ، فإن هذه الطاقة هي التي جعلها الله منتجة للناس الذين يصنعونه الثياب والأدوات والسيارات ، فلا تهدروها ولا تضيعوها . (ذكريات 5/189)