بتـــــاريخ : 9/24/2008 12:23:03 AM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 460 0

    موضوعات متعلقة

    قوة الكلمة وكلمة القوة

    توظيف الكلمة!!

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : إيهاب العشري | المصدر : www.yanabeea.net

    كلمات مفتاحية  :
    توظيف الكلمة

     

    هل فعلاً الكلمة هي أداة التعبير الأولي التي يعبر بها الإنسان عما بداخله من أفكار و آراء وتصورات ؟
    وكلما كان الإنسان قادراً علي توظيف الكلمة التوظيف الأمثل كلما كان أكثر قدرةً على إيصال الأفكار التي يؤمن بها إلي الآخرين ؟
     
    ومن هنا تأتي أهمية أن نتقن فن الحوار و التخاطب مع الآخرين , فالمربين و الدعاة و السياسيين و الاقتصاديين و غيرهم لا غنى لهم عن إتقان هذا الفن و إدراك مراميه . تخيل أنك منذ استيقظت في الصباح إلى أن تنام كم ساعة تقضيها ؟ بالقطع حوالي ست عشرة ساعة , وهنا السؤال الأهم وهو كم ساعة تقضيها في الحوار مع الناس , بالتقريب ستكون ما بين سبع إلى تسع ساعات في الغالب . هذا الكم من الساعات التي نقضيها في الحوار يتطلب أن نتقن هذا الفن والذي يأخذ ويستنزف طاقتنا ورأس مالنا في الحياة ألا وهو العمر .
     
    عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنه" رواه مسلم
     
    (1) الناس ليسوا كبعضهم :
    • لابد أن تدرك أن الناس ليسوا على شاكلة واحدة.
    • سياق الحديث لابد أن يختلف من شخص لأخر . فما تخاطب به العالم لابد أن يختلف عما تخاطب به الجاهل .
    • الأفهام والعقول تتفاوت في إدراكها للأشياء ولذلك لابد أن تتنوع الأدلة تبعاً لذلك .
     
    (2) ركز وابدأ بالأهم :
    • لكل حوار فكرة رئيسية يبني عليها ويدور حولها .
    • لا تدع لمحاورك الفرصة حتى يخرج عن الموضوع.
    • لابد أن تعرض أفكارك طبقاً للوزن النسبي لكلٍ منها.
     
    الخطوات الأربعة التي تعينك :
    أ‌- التركيز التام على الفكرة الرئيسية .
    ب‌- اعرض الفكرة على عدة مراحل .
    ج- ركّز على كل المعلومات التي تتعلق بالفكرة الرئيسية.
    د- ذكّر محاورك بالهدف الرئيسي من آن لأخر .
     
    ذهب أحد العملاء ليشتري جهاز حاسوب من إحدى الشركات فقال له البائع إن ثمن الجهاز 45 دينار .فذهب العميل ولم يهمس بكلمة وترك الشركة وانصرف . فهل كان البائع على حق ؟ بالطبع لا . فكان عليه أن يعرض مميزات الجهاز وإمكاناته أولاً ثم يعرض التسهيلات التي تمنحها الشركة ثم يتحدث عن الثمن .
     
    النبي صلى الله عليه و سلم ومعاذ بن جبل :
    بعث النبي صلى الله عليه و سلم معاذ إلى اليمن فقال له: " إنك تقدُم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله , فإن عرفوا الله , فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم و ليلتهم , فإن فعلوا ذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاةً تؤخذ من أغنيائهم و ترد على فقرائهم , فإذا أطاعوا بها فخذ منها و توق كرائم أموال الناس "رواه البخاري .
     
    تذكر أن : الارتباط بالفكرة و عدم الخروج عنها مهارة تحتاج إلى خبرة و مران حتى تدرب نفسك عليها .. فلا تستعجل النتائج.
     
    (3) وثق معلوماتك :
    • لابد أن توثق ما تقول من معلومات لأنه أدعي إلي احترامك و تقدير الآخرين
     
    • عليك أن تلجأ إلى الإحصاءات و الدوريات والمراجع التى تجعل منك محاوراً مؤثراً .
    • إعداد وسائل سمعية و بصرية تساعد جداً في عرض الفكرة بشكل جيد .
    • كن أميناً في نقل المعلومة وتوثيقها وإن خالفت رأيك .
    • يمكنك أن توثق المعلومة بالدليل العملي أو ضرب المثل أو القصة أو من مواقف الحياة .
     
    المعلومة الموثقة لها رونقها وأثرها الإيجابي كما أنها تجعل محاورك أكثر استجابة لما تطرح من أفكار .
    العلم بتفاصيل الموضوع و التسلح بالحجج و البراهين المؤيدة سلاح فعال في يد المحاور حيث يمكنه من الوقوف على أرض ثابتة و ليس رمال متحركة.
     
    أراد العالم أن يؤصل عظمة الخالق في نفس محاورة فقال له : إن ورقة التوت لونها واحد وطعمها واحد ورائحتها واحدة ولكن يأكلها الدود فيُخرج الحرير , ويأكلها النحل فيُخرج العسل، وتأكلها الشاة و البقرة فتُخرج لبناً، وتأكلها الظباء فتُخرج مِسكاً ألا يدل ذلك على العليم الخبير .
     
    (4) لا تدعي أنك تعلم كل شئ:
    • مهما كنت تعرف الكثير فإنه ينقصك أن تعرف أكثر و أكثر .
    • ابتعد عن العبارات التي توحي بالغرور والاستعلاء على الطرف الأخر .
    • لا تستعمل عبارات مثل: " إنك لا تفهم هذه الأمور والأفضل ألا تتحدث فيها " و "أنت لا يمكن الاعتماد عليك" و "إن تجاربك جديدة و ضحلة وتحتاج لمزيد من العمق".
    • استعمل عبارات توحي بالتواضع مثل "لاشك أن مجال عملك يتطلب المزيد من الجهد " و " بالرغم من نجاحك إلا أن هناك المزيد لتحققه ".
     
    (5) لا تتدخل فيما لا يعنيك :
    • تركيزك على الفكرة الرئيسية يعصمك من الخوض في أشياء لا تعنيك .
    مثال عندما تتحدث مع محاورك عن خفض نسبة الجمارك على السيارات المستوردة وأن ذلك سيكون له مردود إيجابي على المستهلك، فهل يُعقل أن تترك هذه النقطة و تخرج عن الموضوع لتقول له إن ابنك أحمد يُدخن ؟!!!
     
    عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" رواه الترمذي
     
    (6) لا تستأثر بالحديث :
    • من الذوق ألا تستأثر بالحديث وتحرم محاورك من أن يعبر عن رأيه .
    • افسح له المجال حتى يعبر عن نفسه .
    • لابد أن تراعي الوقت المخصص للحديث عندما تتحدث في ندوة أو مؤتمر وغيرها.
     
    يقول الإمام الشافعي رحمه الله :
    وجدت الصمت متجراً فلزمــته *** إذا لم أجد ربحاً فلست بخاسرٍ
    وما الصمت إلا في الرجال متاجرٌ *** وتاجره يعلو على كل تاجـرٍ
     
    قال أبو الدرداء :" إن الله خلق لي أذنين ولساناً كي أسمع أكثر مما أقول "
    وقديماً قال العرب : " خير الكلام ما قل و دل ".
     
    " والأثرة بالحديث آفة قبيحة يغفل عنها كثير من المحاورين لأنهم يظنون سكوت من أمامهم إنما هو إعجاب بكلامهم وموافقة على الإطالة وتظل الأثرة آفة قبيحة حتى لو كان الحديث مكتنزاً بالمعارف مليئاً بالأدلة محلى بنوادر الشعر و طرائفه ومن هنا كان على المتحدث أن يراعي الوقت أثناء كلامه فإن حُدد له التزم به و إلا حدده من تلقاء نفسه " طارق بن علي الحبيب
     
    (7) المفاجآت :
    • لا يجب أن تركن إلى الأسباب وتنسى المسبب.
    • المفاجئة قد تجعلك تغير خططك أثناء الحوار .
    • قد تأخذ محاورك العزة بالإثم فيفهم ما تقول عكس ما كنت تقصد .
    • إن سرعة البديهة وقوة الملاحظة لا غنى لك عنهما .
    • كن منتبهاً للمواقف المحرجة و الأسئلة التي يراد بها تعجيزك فلابد أن تتخلص منها بطريقة لبقة لا تسبب لك الإحراج .
    • واجه المفاجآت بصدر رحب ولا تتضايق لذلك فلا يوجد إنسان يعلم كل شئ .
     
    (8) إياك والتحدي :
    • لكل شئ آفة قد تدخل عليه فتفسده وآفة الحوار أن يُستدرج المتحاورين إلى التحدي .
    • أحياناً نشاهد حوارات هي أقرب إلى الشجار منها إلى الحوار الهادف.
    • الانزلاق إلى التحدي قد يوغر صدر محاورك وينقلب إلى خصم وهذا ما لا نتمناه.
    • درب نفسك على النقد الذاتي وعلى تقبل النقدمن الآخرين بصدر رحب ونفس راضية .
    • لا تفقد أمانتك العلمية رغم التحدي حتى لا تبدأ في الانتصار لنفسك.
    • لا تبدد طاقتك في معالجة التافه من الأمور والتي لن تقدم و لن تؤخر.
    • افترض في محاورك أنه ذكي وفطن فلا تورط نفسك فيما يؤخذ عليك .
    • لا تضايق محاورك بالإطناب في البديهيات ولا تتحدى الأمر الواقع ولا تصطدم بالعلم الثابت ولا تصارع سنن الكون فإن سنن الكون غلابة .
    • ولكن لا يمنعك هذا الكلام من التحدي ولكن عندما تشعر بأن محاورك أظهر سوء النية والخداع.
     
    كثير من القنوات الفضائية – خاصة التي تعرض وجهتي نظر مختلفتين- ومثال ذلك برنامج الاتجاه المعاكس الذي تبثه قناة الجزيرة الفضائية ورغم اقتناعي الشديد بفكرة البرنامج إلا أن ما يؤخذ عليها هو عدم التزام المتحاورين بروح المنافسة الشريفة عند طرح أفكارهم حيث يعمد كلا الطرفين – في أغلب الأحيان – وليس كل الأحيان إلى تسفيه الفكرة المناوئة و المعارضة مما يجعل الانتصار للنفس يتدخل في الأمر فينزلق الطرف الأخر ويقبل التحدي .وهذا شأن من اتسم بالنقصان في الخلق فالكمال لله وحده . وفي النهاية يضيع المشاهد المسكين والذي يريد أن يستفيد من مشاهدة الحلقة .
     
    مواقف:
    1- ذهب أحد الموظفين وقد كان يعمل في مؤسسة مشهورة ليخبر مديره ببعض الوسائل التي تساعد في تحسين الإنتاج في المؤسسة. ولكن لضعف قدرته على طرح الفكرة التي في رأسه فقد ظن مديره أنه يحاول أن يتدخل في عمله. وبالطبع كانت النتيجة على عكس ما كان يتمنى الموظف حيث رفض المدير العرض وبشدة .
     
    2- كان الطالب يؤدي اختبارا في درس التربية العملية تحت إشراف أحد الأساتذة فوقف أحد التلاميذ ووجه إليه سؤالاً كان لا يعرف الإجابة عليه وكان الطالب سريع البديهة فقال للتلميذ: "ذكرني في آخر الدرس" وبمجرد أن دق الناقوس خرج التلاميذ يهرعون إلى فناء المدرسة ونسي التلميذ سؤاله فكتب المشرف الملاحظة الآتية : الطالب ذكي حسن التخلص.
    إن الحقد من نجاحك قد يدفع الآخرين إلى إحراجك في الحوار فلا يجب أن تُلقي لذلك بالاً لأن اهتمامك بهذه السفاسف سوف يضيع وقتك ويبدد طاقتك خاصةً إذا كان محاورك من هؤلاء الذين لا هم لهم سوى تثبيط الناجحين .
     
    3- توجه الشاب إلى أحد الدعاة قائلاً :
    - أتسمح لي يا أستاذ ؟ لماذا أرسلت لحيتك ولا تزال في ريعان الشباب ؟
    - فرد عليه الداعية: ولمَ حلقتها أنت ؟
    - فأجاب الشاب : أنا حر .
    - فقال الداعية : وأنا لست عبداً .
    - فقال الشاب : لكن إرسال اللحية غريب بالنسبة لك .
    - قال الداعية : بل الغريب هو حلقها . أنا أتركها تنمو ولكنك أنت الذي يجب أن تُسأل عن حلقها .
    - قال الشاب : ليس كل شعر الجسم يُحلق ولا كله يترك .
    - قال الداعية : مثل ماذا ؟
    - قال الشاب : مثل شعر الرأس فهو يترك و غيره من الشعر غير المرغوب فيه يُحلق.
    - قال الداعية : أنا اخترت أن يكون وجهي مثل رأسي.
    فضحك الحاضرون و خجل الشاب وانصرف
    كلمات مفتاحية  :
    توظيف الكلمة

    تعليقات الزوار ()