بتـــــاريخ : 9/23/2008 11:56:33 PM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 548 0

    موضوعات متعلقة

    مهارات

    مهارات الاستماع

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : مسعد محمد زياد | المصدر : www.yanabeea.net

    كلمات مفتاحية  :
    مهارات الاستماع

    إذا دققنا النظر في مصطلح " القراءة " ، نجده مصدرا قياسيا للفعل الثلاثي " قرأ " ، على وزن  " فعالة " لدلالته على " حرفة " ، وإذا تتبعنا استعماله في المعجم اللغوي العربي ، نجده حظي من العناية ، وكثرة التداول والتكرار بما لم يحظ مصطلح آخر . فكلمة اقرأ في حد ذاتها كلمة الاتصال بين جبريل الملك المبلغ عن ربه ، وبين الرسول الكريم محمد بن عبد الله سيد البشرية وخاتم الرسل والأنبياء عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، حيث قال تعالى { اقرأ باسم ربك الذي خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم } .

    وقد تكرر هذا المصطلح بألفاظه المختلفة في القرآن الكريم سبع عشرة مرة مما يدل على عناية الإسلام به وتكريمه له . ومن حق هذه الكلمة علينا كمسلمين ودارسين أن نكرمها ونعتني بها ونعيشها واقعا في حياتنا ؛ لأنها سبيلنا إلى التحضر والرقى والرفعة ، وهى قنطرة الحاضر إلى الماضي ، حيث تنتقل عبرها التجارب والخبرات السابقة إلينا ، وهى البنية الوحيدة التي تستطيع أن تنقل خطانا ثابتة إلى المستقبل المضيء .

          وعندما نتحدث عن مصطلح " القراءة " في مدارسنا ، ومؤسساتنا التعليمية ، فإننا نتحدث عن قصة هجر وإهمال لهذه الكلمة ، بينما تعد القراءة عند الناطقين بالضاد واجبا مفروضا ، وإحدى وسائل مضاعفة الأجر والثواب ، فكل حرف نقرؤه من كتاب الله الكريم نجزى عليه بعشر حسنات كما أخبرنا الصادق الأمين نبي البشرية عليه الصلاة والسلام .

         والقراءة في خطتنا الدراسية تحتاج إلى وقفة متأنية ، لمعالجة أوضاعها ، من حيث أقسامها ، ومزايا كل قسم ، ومهاراتها ، وكيفية إكسابها الناشئة . وهى مهارة أساس من ضمن أربع مهارات يقوم عليها البناء اللغوي عند الإنسان ؛ وهى : القراءة ، والكتابة ، والاستماع ، والتحدث . وسوف نفرد بمشيئة الله لكل مهارة محاضرة مستقلة ، وسيكون حديثنا في هذه المحاضرة منصبا على مهارة الاستماع ؛ وذلك حسب التسلسل الذي يسير عليه تعلم اللغة وهو : الاستماع ، ثم التحدث ، ثم القراءة ، ثم الكتابة .

     

    تعريف المصطلحات :

    1 ـ المهارة :

            توفر القدرة اللازمة لأداء سلوك معين بكفاءة تامة وقت الحاجة إليه . كالقراءة والكتابة ، ولعب الكرة ، والسباحة ، وقيادة السيارة وما إلى ذلك .

    2 ـ السماع :

           مجرد التقاط الأذن لذبذبات صوتية من مصدرها دون إعارتها أي انتباه ، وهو عملية سهلة غير معقدة ، تعتمد على فسيولوجية الأذن ، وسلامتها العضوية ، وقدرتها على التقاط الذبذبات .

    3 ـ الإنصات :

         تركيز الانتباه على ما يسمعه الإنسان من أجل تحقيق غرض معين .

    4 ـ الاستماع : 

     مهارة معقدة يعطي فيها الشخص المستمع المتحدث كل اهتماماته ، ويركز انتباهه إلى حديثه ، ويحاول تفسير أصواته ، وإماءاته ، وكل حركاته ، وسكناته ،من المفاهيم السابقة نستنتج أن السماع عملية فسيولوجية تولد مع الإنسان وتعتمد على سلامة العضو المخصص لها وهو الأذن . في حين يكون الإنصات والاستماع مهارتين مكتسبتين . والفرق بين الإنصات والاستماع : اعتماد الأول على الأصوات المنطوقة ليس غير ، بينما يتضمن الاستماع ربط هذه الأصوات بالإماءات الحسية والحركية للمتحدث .

     

    شروط  الاستماع الجيد  : ـ

          لصعوبة مهارة الاستماع ، واعتمادها على عدد من أجهزة الاستقبال ، لا يمكن تحققها إلا بتوفر عدة شروط ، أهمها : ـ

    1 ـ الجلوس في مكان بعيد عن الضوضاء .

    2 ـ النظر باهتمام إلى المتحدث ، وإبداء الرغبة في مشاركته .

    3 ـ التكيف ذهنيا مع سرعة المتحدث .

    4 ـ الدقة السمعية التي بدونا تتعطل جميع مهارات الاستماع .

    5 ـ القدرة على التفسير ، والتمثيل اللذين عن طريقهما يفهم المستمع ما يقال .

    6 ـ القدرة على التمييز بين الأصوات المتعددة ، والإيماءات المختلفة .

    7 ـ القدرة على التمييز بين الأفكار الرئيسة ، والأفكار الثانوية في الحديث .

    8 ـ القدرة على الاحتفاظ بالأفكار الرئيسة حية في الذهن .

     

    أهداف تدريس الاستماع

    1 ـ تنمية قدرة التلاميذ على متابعة الحديث .

    2 ـ تمييز التلاميذ بين الأصوات المختلفة .

    3 ـ تمييز التلاميذ بين الأفكار الرئيسة ، والثانوية .

    4 ـ تنمية قدرة التلاميذ على التحصيل المعرفي .

    5 ـ الربط بين الحديث ، وطريقة عرضه .

    6 ـ تنمية قدرة التلاميذ على تخيل المواقف التي تمر بهم .

    7 ـ استخلاص التلاميذ النتائج مما يستمعون إليه .

    8 ـ استخدام التلاميذ سياق الحديث لفهم معاني المفردات الجديدة عليهم .

    9 ـ تنمية بعض الاتجاهات السلوكية السليمة ، كاحترام المتحدث ، وإبداء الاهتمام بحديثه ، والتفاعل معه .

     

    مهارات الاستماع

           قسم التربويون مهارات الاستماع إلى أربعة أقسام رئيسة هي :

    أولا : مهارات الفهم ودقته ، وتتكون من العناصر الآتية :

    1 ـ الاستعداد للاستماع بفهم .

    2 ـ القدرة على حصر الذهن ، وتركيزه فيما يستمع إليه .

    3 ـ إدراك الفكرة العامة التي يدور حولها الحديث .

    4 ـ إدراك الأفكار الأساس للحديث .

    5 ـ استخدام إشارات السياق الصوتية للفهم .

    6 ـ إدراك الأفكار الجزئية المكونة لكل فكرة رئيسة .

    7 ـ القدرة على متابعة تعليمات شفوية ، وفهم المقصود منها .

     

    ثانيا : مهارات الاستيعاب ، وتتكون من العناصر التالية : ـ

    1 ـ القدرة على تلخيص المسموع .

    2 ـ التمييز بين الحقيقة ،والخيال مما يقال .

    3 ـ القدرة على إدراك العلاقات بين الأفكار المعروضة .

    4 ـ القدرة على تصنيف الأفكار التي تعرض لها المتحدث .

     

    ثالثا : مهارات التذكر ، وعناصرها كالتالي : ـ

    1 ـ القدرة على تعرف الجديد في المسموع .

    2 ـ ربط الجديد المكتسب بالخبرات السابقة .

    3 ـ إدراك العلاقة بين المسموع من الأفكار ، والخبرات السابقة .

    4 ـ القدرة على اختيار الأفكار الصحيحة ؛ للاحتفاظ بها في الذاكرة .

     

    رابعا : مهارة التذوق والنقد ، وتتصل بها العناصر الآتية : ـ

    1 ـ حسن الاستماع والتفاعل مع المتحدث .

    2 ـ القدرة على مشاركة المتحدث عاطفيا .

    3 ـ القدرة على تمييز مواطن القوة ، والضعف في الحديث .

    4 ـ الحكم على الحديث في ضوء الخبرات السابقة ، وقبوله أو رفضه . 

    5 ـ إدراك مدى أهمية الأفكار التي تضمنها الحديث ، ومدى صلاحيتها للتطبيق .

    6 ـ القدرة على التنبؤ بما سينتهي إليه الحديث .

     

    تنمية مهارات الاستماع

         هذه مجموعة من المقترحات التي نأمل أن تسهم في تنمية هذه المهارات الهامة ، مع ضرورة التنبه إلى أن هذه المقترحات تخضع في تنفيذها لعدد من الاعتبارات أهمها : ـ

    ا ـ نوعية الأهداف السلوكية المطلوب تحقيقها ، وصياغتها صوغا إجرائيا .

    ب ـ حسن إعداد البيئة التعليمية .

    ج ـ مناسبة تلك البيئة لمستوى التلاميذ المهاري والمعرفي .

    وأهم هذه المقترحات هو :

     

    أولا : كيفية تنمية مهارة التمييز بين الأفكار الرئيسة ، والأفكار الثانوية : ـ

    1 ـ يقوم المعلم بعرض تسجيل لحوار معين ، أو قراءة جزء من موضوع ما ، ويطلب من التلاميذ :

    ـ ذكر أسماء أشخاص الحوار .

    ـ ذكر أكبر قدر من الحقائق التي استمعوا إليها .

    ـ ترتيب الحقائق حسب ورودها في الحوار .

    ـ ذكر المشاعر التي أثارها الحوار لديهم ، ومدى معايشتهم لها .

    ـ ذكر المفردات التي لفتت انتباههم .

    ـ ذكر التراكيب التي أعجبتهم .

    ـ بيان أسلوب الحديث والوسائل التي استعان بها الكاتب في عرض أفكاره ؛ من طول أو قصر الجملة ، استخدام صور التوكيد ، التشبيهات أو الاستعارات ، الصور البديعة المختلفة .

    ـ بيان العلاقة بين انفعال المتحدث وطريقة تعبيره .

    2 ـ كيفية تنمية قدرة التلاميذ على فهم معاني المفردات الصعبة ، واستخدامها في تراكيب مفيدة : ـ

    ـ كتابة معاني الكلمات الصعبة على السبورة .

    ـ استعانة التلاميذ بالسياق في فهم معاني بعض الكلمات الجديدة .

    3 ـ كيفية تنمية القدرة على متابعة الحديث ، وربط عناصره بعضها ببعض : ـ

    ـ قراءة نص مكون من عدة فقرات مترابطة .

    ـ مناقشة التلاميذ في الأفكار الواردة في الموضوع .

    ـ تكليف التلاميذ وضع عناوين لفقرات الموضوع .

    ـ مناقشة التلاميذ في العلاقة بين مقدمة الموضوع وخاتمته .

     

    أسس تدريس الاستماع

    أولا : الانتباه : ـ

    من المطالب الرئيسة لسمع الرسالة وتفسيرها ، وتحديد السلوك المترتب عليها .

    ثانيا : التخلص من المشتتات الشعورية واللاشعورية ، كالبعد عن مصادر الضوضاء ، والاستماع للمتحدث بدلا من الرسالة ، والمستمع الكفء هو من يقدر أهمية الاستماع الفعال ، ويعلم أنها تنقص كلما كان المستمع يعانى من متاعب جسدية أو نفسية .

    ثالثا : التدريس الفعال الذي يزيد من وعى التلاميذ بأساليب توجيه الانتباه ، وتجنب عوامل التشتت الذهني .

    رابعا : استرجاع الخبرات السابقة له أكبر الأثر في فهم الموضوع وتفسيره .

    خامسا : تكوين مهارة الاستماع النقدي بالتدريب على اكتشاف المتناقضات ، وأساليب الدعاية ، وأهداف المتحدث .

    سادسا : التدريب الجيد على فهم معاني الكلمات من السياق ، حيث يتعذر على المرء استعمال القاموس أثناء الاستماع .

    سابعا : مما يعوق الاستماع أن تفكير المستمع يسبق المتحدث ، مما يتطلب من المستمع توظيفه في إبعاد المشتتات ، وخدمة الاستماع الفعال .

     

    خطوات درس الاستماع

    التمهيد :

            تهيئة أذهان التلاميذ لدرس الاستماع ، وذلك بإيضاح أهمية الدرس ، وطبيعة المادة العلمية التي ستقدم إليهم ، ثم تعيين المهارة التي يراد التدريب عليها ، كاستخراج الأفكار الأساسية ، والتمييز بينها وبين الأفكار الثانوية .

     

    العرض :

          ـ تقديم المادة وما يتناسب والهدف المراد تحقيقه ، كالإبطاء أو الإسراع في   القراءة ، أو التوقف قليلا عند نهاية الفقرة  ، وما إلى ذلك .

         ـ توفير كل ما يمكن أن يساعد على تحقيق أهداف الدرس ، كتوضيح معاني الكلمات الجديدة ، أو المصطلحات غير المألوفة ، والابتعاد عن مواطن التشتت الذهني .

         ـ مناقشة التلاميذ فيما استمعوا إليه ، بوساطة طرح الأسئلة التي توصل إلى تحقيق الأهداف .

         ـ تقويم التحصيل بطرح أسئلة أكثر عمقا ، لها ارتباط في صياغتها بالأهداف السلوكية ، التي سبق تحديدها عند إعداد الدرس . ويشترط في هذه الأسئلة أن تكون شاملة لجميع الأهداف ، وقادرة على قياس ما وضعت له فقط .

     

    توجيهات عامة في تدريس الاستماع : ـ

    1 ـ ينبغي للمعلم أن يكون دائما قدوة لتلاميذه ، وفى درس الاستماع ينبغي على التلاميذ أن يقتدوا بمعلمهم في حسن الانتباه ، والإنصات ، وعدم مقاطعة المتحدث ، أو القارئ قبل أن ينتهي إلا لتنبيهه إلى خطأ لا يجوز السكوت عنه .

    2 ـ التخطيط الجيد للدرس ، ووضوح الأهداف المطلوب تحقيقها بدقة متناهية .

    3 ـ انتقاء النصوص الشيقة الملائمة لمستوى التلاميذ ، واختيار المواقف اللغوية المعينة على تحقيق الأهداف المنشودة .

    4 ـ تهيئة الإمكانات المساعدة على تحقيق الأهداف ، كالبعد عن الضوضاء ، والإلقاء الجيد ، واستخدام الوسائل التعليمية الملائمة .

     

    إحصائيات تتعلق بالاستماع  : ـ

    أولا : تبث من خلال الأبحاث العلمية أن الفرد العادي يستغرق في الاستماع ثلاثة أمثال الوقت الذي يمضيه في القراءة .

     

    ثانيا : أجرى أحد الباحثين دراسة في العلاقة بين المهارات اللغوية ، ومدى ممارسة كل منها ، فتوصل إلى النتائج التالية : ـ

    1 ـ يستمع المرء يوميا بمقدار يعادل كتابا متوسط الحجم .

    2 ـ يتحدث بما يعادل كتابا كل أسبوع .

    3 ـ يقرأ ما يساوى كتابا كل شهر . 

    4 ـ يكتب ما يعادل كتابا كل عام .

     

    ثالثا : استطلع أحد الباحثين نخبة من المعلمين حول ما يتعلمه الأطفال عن طريق الاستماع ، فكانت النتيجة ما يلي : ـ

    1 ـ أن الأطفال يتعلمون عن طرق القراءة بنسبة 35 % من مجموع الزمن المخصص للتعلم .

    2 ـ يتعلمون عن طريق الكلام والمحادثة بنسبة 22 % من مجموع الزمن المخصص للتعلم .

    3 ـ يتعلمون عن طريق الاستماع بنسبة 25 % من مجموع الزمن المخصص للتعلم .

    4 ـ ويتعلمون عن طريق الكتابة بنسبة 17 % من مجموع الزمن المخصص للتعلم .

    وأخيرا وبعد أن علمنا ما لمهارة الاستماع من أهمية بالغة في رفع مستوى التحصيل الدراسي لدى التلاميذ ، نأمل من إخواننا المعلمين أن يستثمروا هذه المهارة ويوظفوها فيما يعود على أبنائنا التلاميذ بالنفع والفائدة ، والله الموفق .

     

    تم بحمد الله

    كلمات مفتاحية  :
    مهارات الاستماع

    تعليقات الزوار ()