بتـــــاريخ : 9/23/2008 11:37:30 PM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 464 0

    موضوعات متعلقة

    قصص مؤثره4

    حتى لا نخطئ الهدف

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : ميسـون النحلاوي

    كلمات مفتاحية  :
    حتى نخطئ الهدف

     

    ليس موضوعنا اليوم جديداً ولا ندعي طبعاً أنه لم يتطرق إليه أحد بل على العكس فقد تكلم فيه علماؤنا على أكثر من منبر وفي أكثر من مناسبة، ونحن هنا إنما نحاول تحديد الموضوع وجعله أكثر تركيزاً باعتبارنا نتوجه به إلى صانعي القرار أولاً وأصحاب المشاريع (الصغيرة والكبيرة) ثانياً.
    كالعادة نجد أنه من المفيد تحديد الأرضية التي نقف عليها...
    إعمار الأرض
    استخلف الإنسان في الأرض وقد أُنيطت به مهمة إعمارها بعد أن هيأ له الخالق جميع مقومات الحياة التي تساعده على ذلك " وقدر فيها أقواتها.."، وطال العمر بالإنسان على وجه البسيطة، وتتالت القرون والعصور وتطور الإنسان بمهاراته وطور معه سبل العيش وعمر الأرض، وكان الإعمار ديدن جميع الشعوب على اختلاف معتقداتها وبيآتها وعددها، ملكوتها، جبروتها، طاقاتها، علمها... فهذه عاد إرم ذات العماد، وهؤلاء الفراعنة وصروحهم شاهدة عليهم، وهذه حضارة الآنكا في أمريكا اللاتينية وحضارة الأزتك، وهذا ذو القرنين الذي بنى سداً لا يعرف أحد كنهه ومكانه حتى الآن وإلى أن يأذن الله، وها هو سيدنا داود يعلمه رب العباد استثمار الحديد وصناعة الدروع، ومن بعده سيدنا سليمان، وقوم بلقيس.. والقائمة طويلة... شعوب وشعوب تتالت على أرض عمرها آلاف آلاف السنين...
    تطورت الحرف وتطورت الصناعات وتطورت التجارة وأساليبها إلى أن وصلنا إلى عصر الانفجار المعرفي الذي نعيشه اليوم، فماذا كان موقعنا فيه؟
    التاريخ يُسطّر...
    التاريخ لا ينسى شيئاً، بالرغم من أنه في معظم الأحيان يأت مشوهاً إما بسبب المبالغات أو بسبب إخفاء الحقائق ، إلا أنه يبقى تاريخاً تقرؤه الأجيال، فتحكم...
    في أوائل القرن الماضي كان تاريخنا غير مشجع للكلام عن التنمية والتطوير لاعتبارات الجهل والفقر وقلة الموارد والـ.... ، حسناً، لن نناقش مدى صلاحية هذه المبررات في تكريس التخلف الذي عاشته أمتنا في القرن الماضي، فالنظر إلى الماضي لا يفيد إلا لأخذ العبرة، فلا يجدي التباكي ولا الحسرة وليس هنا موضع كلام عن هذا. فلنتحدث عن أنفسنا اليوم كأمة تشهد فائضاً من نعم الله عليها: مال وفير، علم متاح، موارد بشرية كثيرة وعقول منفتحة (مع الأخذ بعين الاعتبار ما يتسم به الفرد العربي من الذكاء والفطنة مقارنة بغيره من الشعوب)، فماذا سنسطر بهذه المقومات في كتاب التاريخ؟
     
     
    الحاضر الذي نعيش
    لم يعد يجدي مع الحاضر الذي نعيشه سياسة "المحاكاة" التي بدأنا نتبناها كمؤشر لتطورنا وتقدمنا نحو الأمم المتحضرة، فقد جعلت منا هذه السياسة أمة "منفتحة" ولكن للأسف منفتحة "استهلاكياً" فحسب... بذلنا أموالنا التي فاضت علينا ليستفيد الآخرون منها وكنا نلعب دور الزبون دائماً، ولكننا لم نكن أي زبون... زبون يشتري كل شيء، وبأي ثمن، وبغض النظر عن حاجتنا إليه، والهدف منه، فقد راقت لنا لعبة الرفاهية، حتى أصبحت صناعاتنا ، التي أردنا أن نخطو معها خطوة نحو الأمام في ركب الحضارة، تتسم هي الأخرى بطابع الاستهلاك، أو لا تعدو أن تكون صناعات بسيطة.
    وإن كنا لا نقلل من شأن هذه الخطوات الصناعية التي نراها ضرورية في مسيرة أمتنا النهضوية، إلا أنها أصبحت قاصرة اليوم عن تلبية احتياجاتنا في التغلب على عقدة النقص التي كُرّست فينا أو كرّسناها في أنفسنا. نحن اليوم بحاجة إلى صناعة مستقلة تماماً عن الآخر، بحاجة إلى صناعات ثقيلة تدعم ثقتنا بأنفسنا كأمة لا تخضع لهيمنة الآخر في أقواتها وأرزاقها، فصناعاتنا – في معظمها إن لم نقل في مجملها لا بد وأن تعتمد في جزئية من جزئياتها على الآليات والقطع المستوردة، فمن أراد أن يحسّن ويعلي من شأن صناعته يأتي بأحدث الآليات التي أنتجتها الأسواق العالمية...
    المال الذي نحتكم عليه الآن ولبعض العقود القادمة لا بد وأنه إلى نفاذ، نفاذ سريع أم بطيء، هذا ما نقرره نحن (ومشيئة الله سابقة) في حكمتنا بالتعامل مع النعمة أو جحدها... فلنسخره لبناء أمة ذات سيادة... فحتى متى سنبقى أمة ظل؟
     
     
    ماذا ينقصنا؟ التعامل مع المشكلة
     
    أسرع جواب على هذا السؤال: "ينقصنا الكثير..." وهو بالطبع أكثر الإجابات إحباطاً..
    حتى لا نكون حالمين، أو متفائلين زيادة كما يصفونا، نوافقكم الرأي، ينقصنا الكثير، ولكن لنتساءل كيف تراكم هذا الكثير؟ وهل نحن من قلة العدد وقلة الإدراك بحيث لا يمكننا تدارك هذا الكثير؟
    الجواب: "العوائق.. حدث ولا حرج!"، نعم، لا نختلف على هذا أيضاً، ولكننا تعلمنا في مهارات حل المشاكل أن أفضل طرق التعامل مع المشكلة هو تفتيتها بحيث يمكننا التعامل مع كل جزئية على حدة بسهولة ويسر، وكما يقولون رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.
    نحن نمتلك جميع المقومات المادية اللازمة للنهوض من كبوتنا: الموارد المادية والبشرية على حد سواء، ولكننا نفتقد إلى المقومات الروحية والنفسية، إلى رفع الغشاوة، إلى الصدق مع الذات، إلى إخلاص النية، إلى أن يصدق عملنا قولنا، إلى معرفة قدر أنفسنا وكيف استهنا به، إلى أن نتذكر الله فيذكرنا بأنفسنا.. إلى الابتعاد عن ثقافة الركون إلى واقع الحال...
     
     
    العلم والعمل
    ليس منا من هو بمعزل عما تشهده أمتنا ولله الحمد من نهضة علمية معرفية، قوامها خلاصة تجربة الغرب مع التجارة والأعمال والمشاريع الصغيرة والكبيرة. وإذا كانت الحكمة ضالة المؤمن، فإن تسخير ما ينفعنا من هذه المعارف والعلوم ويتوافق مع قيمنا في مسيرة الإصلاح الاقتصادي والتنموي التي تعيشها أمتنا هو الهدف من تحصيلنا لها، وإلا كانت مطالباتنا بالانفتاح على ثقافات الغير جوفاء لا معنى لها... الوقت والعمل هما الركنان الأساسيان اللذان تعتمد عليهما أية أمة في طريق التخلص من التبعية والاتجاه نحو الاستقلال الحقيقي: الاعتماد على الذات.
     
    لننفض عنا  شعور العاجز
    من أكبر العوائق التي تقف في وجه النهوض الحقيقي بأمتنا هو ركوننا إلى فكرة "استحالة التغيير نحو الأفضل"، "ليس بالإمكان أفضل مما كان" هذه الفكرة بحد ذاتها من مدمرات القدرات الإنسانية. للخروج من هذه الحلقة المفرغة غير الاتجاه: بمعنى آخر عوضاً أن تنظر إلى الآخر وما يحيطك به من إحباطات ومثبطات انظر إلى نفسك.
    قد تكون النقاط التالية عوناً لك مع عزمك على وضع مشروع عمل جديد – سواء كان تجارياً أو صناعياً أو فكرياً، تذكر أنك تعمل للمشاركة في تخليص الأمة من التبعية للآخر:
     
    اربط نيتك بالله تعالى وجددها على الدوام .
    إذا عزمت على اتخاذ أي خطوة استخر، فما خاب من استخار (وأنا شخصياً أعتقد أن هذه الخطوة من أهم الخطوات في الإقدام على أي عمل).
    • ليكن مشروعك قيّماً يستحق العناء والجهد والمال الذي ستبذله من أجله فعلى قدر الرجال تأتي العزائم...
    حاول أن يكون مشروعك ذا معنى، ولبنة جديدة في بناء الصرح الجديد
    حاول أن يكون جديداً مبتكراً وليس تقليداً أو محاكاة
    من لا يبدأ كبيراً ينتهي صغيراً... فلتكن طموحاتك كبيرة حتى لو بدأت رحلتك نحوها بخطوات صغيرة.
    إذا كنت مشاركاً ولا بد، فليكن شريكك موافقاً لك في القيم والمثل.
    تحرَّ البطانة الصالحة، واحذر بطانة السوء، فكم من أعمال انتهت نهايات مدمرة بسبب بطانة السوء.
    ابتعد عن الفكر التجاري البحت، فإن كان هدفك جمع المال وتكوين الثروة فاخرج من الدائرة فوراً، فلن يزيد أمتنا تفكير كهذا إلا خسارا...
    ليكن مشروعاً قابلاً للإنجاز والتطوير...
    تحرَّ الجودة والإتقان ، واحترم إنسانية الزبون وكرامته...
    راقب خطوات سير مشروعك، ولا تدع اللفتات الصغيرة تفلت من رقابتك الشخصية في بداية رحلتك مع مشروعك الجديد، فالإخفاقات الأولى تترك بصمات غير جيدة. تأنَّ.
    افترض في الزبون أو المستهلك الفطنة والذكاء، ولا تعامله على أنه – ولو كانت كلمة صعبة- فرد في قطيع...
    لا تحبطك الإخفاقات.. أعد المحاولة المرة تلو المرة.
    لا تركن إلى أصدقاء اليأس والملل.
    لا تتهاون في الصغائر، فالعمل أولاً وأخيراً سمعة، وهذه السمعة إما أن تصعد بك درجات النجاح أو تهبط بك دركات الفشل.
    عندما يمن الله عليك بنجاح، أو نجاحات متتالية لا تركن إلى نفسك، ولا يأخذك العجب، فمن أعطى قادر على أن يسلب.
    لا تحاول لَيّ أعناق الحقائق لتبرير عمل قمت به ويصعب عليك التراجع عنه. التراجع عن الخطأ مهما كان الشوط طويلاً خير من الاستمرار به، فأن تتراجع إلى البداية وتبدأ مسيرة جيدة خير من أن تستمر لتنتهي بصرح قائم على أسس فاسدة مصيره الانهيار، وقد لا تقوم له قائمة بعد.
    أن يقدم لك الآخرون كلمات الإطراء على مشروعك لا يعني أنه ناجح. انتبه وتحرّ، واستفت قلبك ولو أفتاك الناس، على أن يكون قلبك معلقاً بالله.
    عند إقدامك على أي عمل تذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "من سن سنة حسنة كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيء، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ومثل وزر من عمل بها من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء" مسند الإمام أحمد
     
    وأخيراً وليس آخراً، ما بدأنا به نختم به اربط نيتك بالله، وإذا عزمت فتوكل على الله، وكفى بالله هادياً ونصيراً .
    كلمات مفتاحية  :
    حتى نخطئ الهدف

    تعليقات الزوار ()