الأخت الكريمة،
يبدو من خلال وصفك للمشكة أن هناك بالفعل مشكلة تركيز، غير أن الأمر لا يدعو للقلق، فالتركيز ما هو إلا مهارة يمكن للإنسان أن يكتسبها ويتدرب عليها ويتقنها بل ويبدع فيها.
اللعب في الشعر أو قضم الأظافر أو العبث بأي شيء كحلقة المفاتيح أو القلم أو ما شابه ذلك أثناء الدراسة هو حالة ظاهرة على عدم وجود التركيز ولكنه ليس سببا في ذلك. السبب الحقيقي في عدم التركيز هو إشغال العقل بأمر آخر غير الذي يقرؤه أو يشاهده أو يستمع إليه، حيث أن المستقبلات الحسية تعمل بصورة جزئية فقط، أو يمكن القول بأنها تعمل في معزل عن العقل أو غير متصلة به اتصالا كاملا. فعندما تستمعين لمن يتحدث أمامك أو تشاهدين مشهدا معينا لكنك تفكرين في ذات الوقت في أمر آخر فإنك تشاهدين وتسمعين لكن ما تشاهدينه وتسمعينه لا يتم تمريره بصورة كاملة لمراكز التخزين والمعالجة في العقل، وبالتالي فإنه من الصعب أن تتذكري ذلك حتى بعد لحظات.
الحل هو أن تتأكدي من تصفية ذهنك من أي أمر آخر غير الذي تشاهدينه أو تسمعينه سواء كان المصدر شخصا يتحدث إليك أو كنت تشاهدين فيلما أو تستمعين إلى تسجيل، فقط اتركي التفكير في كل شيء عدا ما هو أمامك. ولعل أحد الوسائل السهلة التي يمكن التدرب عليها هو أن تهيئي نفسك وأنت تستمعين إلى المحاضرة أو المتحدث بصورة عامة وكأنك تتربصين به لكي تصطادين خطأ معينا -ليس هذا هو الواقع بالضبط- ولكنه مجرد إيحاء يُصطلح عليه بالإيحاء الإيجابي، وفي هذه الحالة ستكون كل قواك الذهنية والحسية موجهة نحو المتحدث وستجدين نفسك في حالة من التركيز الكامل. أكثري من التدرب سواء بهذا الأسلوب أو بأي أسلوب آخر من أساليب تعزيز التركزي، وستجدين أن الأمر في غاية السهولة.
والله ولي التوفيق،،
|