بتـــــاريخ : 9/19/2008 12:54:41 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1538 0


    المادة 88 وأثر المادة القانونية في المادة الإبداعي

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : رشيد ايت عبد الرحمان | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :

     

     

    يحيلنا العنوان على العلوم، وبشكل أكثر جاذبية على القانون، فنظن أننا أمام قراءة تحليلية للمادة 88 من قانون ما.وفي أسفل صفحة الغلاف، نجدها مجموعة قصصية..ثم صفحة بيضاء خط عليها باليد " (فلان) مع كامل اعتزازي بصداقتك ...للأبد".ثم إهداء مرقون: إلى الأخ الصديق(فلان)...أوردت هاتين العبارتين لما أثارني من اهتمام هذا المؤلف بالصداقة..فقلت في نفسي لن يكون إلا صادقا في كتابته..وأنا لا أعرف عنه شيئا سوى مهنته، من خلال صديقي الذي أمدني بهذا الكتاب وطلب مني إعداد قراءة له..فحتى صورته لم يدرجها في الكتاب...فهل سقط سهوا أم ماذا؟.
     
     



     

     

    في دهاليز ومكاتب المحاكم وقاعاتها وجلساتها، كما توقعت: أن أجد الكتابة القانونية الجافة المعتمدة على الديباجة والحيثيات وسرد الوقائع ثم الحكم.أو الدفاع والإدلاء بالبراهين والحجج والاستماع للشهود وغيرها من مشاهد المحكمة..توقعت أن ألاقي الأستاذ عبد الكريم أمين واقفا ببزته يدافع عن شخص أو حتى قضية..



     

    ومنذ القراءة الأولى بحثت عن مقومات القصة القصيرة المتعارف عليها في الأوساط النقدية والتنظيرية للقصة (الحدث والفضاء والشخصية والسرد والحبكة ثم التركيز والتكثيف)، نضت مسفرة عن نفسها، ولم أجد عناء في التصنيف(التجنيس)..فكان الكاتب وفيا لها بأسلوب (في بعض الأحيان) لا يخلو من شاعرية تعتمد الإزاحات والإيماء والتصوير الشعري..إلا أن كل هذا لا يمنع من تقديم بعض الملاحظات، ليكتمل العمل.



     

    لقد عقدت العزم على موضوع محدد أشتغل عليه، ويتعلق بالبحث عن بصمات ما هو قانوني وأثره في المجموعة القصصية "المادة 88"..أي البحث عن المادة "x" في "المادة 88"..بما معناه البحث عن أثر المهنة في العمل الإبداعي، وبصورة أعم البحث عن أثر البيئة في العملية الإبداعية..



     

    وبالتوغل داخل المتن القصصي يتبدى المحاولة الجادة للكاتب للهروب من جفاف المادة القانونية وضيق صدرها لتحمل رحابة الأحاسيس الإنسانية وفكره الواسع..إلى رطوبة اللغة الأدبية وخصوبتها..وقدرتها على تحمل كل إحساس وكل فكر..لكننا نجده مشدودا إليها تيميا ومعجميا وإن كان يحاول ،جاهدا، الهروب..



     

    قراءة في العناوين:



     

    تتشكل المجموعة من 15 عنوانا..لا يحيل منها على القانون مباشرة سوى "المادة 88" و "العقوبة الكاملة".أما العناوين الأخرى فتتأرجح بين ما هو اجتماعي محلي وإنساني وعاطفي..وإن كان بعضها يعطي انطباعا بأنه من القانون كاعتماد التحديد الزمني كالقصة 15: "عشر سنوات".



     

    تيمة و لغة المتن:



     

    لا يمكن أن نتحدث عن تيمة محددة بل نجد أنفسنا أمام إضمامة، بتعدد الفضاء والشخوص والأحداث والقضايا المطروقة..إلا أنها لا تخرج عن إطار محدد: الإطار الإنساني..ترصد همومه وأحزانه اليومية في شكل كشط الغطاء عن القروح.دون أن تعطينا بديلا لمداواة الجروح، إذ نجد القصص إما مفتوحة على احتمالات شتى بطرح السؤال أو التساؤل الفضفاض.. أو نجدها مغلقة، وكأن الكاتب آثر عمله كمبدع وغض الطرف عن مهنته كمحام يعمد إلى البحث عن الأدلة لتبرئة شخص أو شيء ما..



     

    أتت، من خلال العنوان والحدث والفضاء والشخوص، "المادة 88" كمكون من مكونات المجموعة، مسفرة أكثر من غيرها عن أثر البيئة. فالقاص يستحضر فضاء وأجواء محاكمة موضوعها من صنع خيال القاص باستيحاء الماضي، لكن المكان محكمة بتركيبتها المعروفة (هيئة قضاء –هيئة دفاع-هيئة نيابة عامة – متهم- قضية- وقائع- حيثيات وحكم)..



     

    لم يستطع الكاتب التخلص من لغة المعيش الوظيفي اليومي وتصفية(تنقية) حبره منها، وإن كانت هذه القصة-المادة 88- تقتضي توظيف لغة القانون الجافة. فتجاذبت هذه اللغة ولغة الأدب القاص ورجته رجا، إلا أنه استطاع الانفلات إلى صياغة نهاية قاسية على المتهم يدين القضاء الذي أدان بدوره المتهم دون الالتفات إلى المادة 88 دليل البراءة الذي تمسك به..



     

    العبارات القانونية في المتن:



     

    لن أعمل على إخراج كل ما هو قانوني، لسببين اثنين: أولهما كون هذه العملية صعبة إن لم أقل مستحيلة، لكون اللغتين تتقاطعان في أكثر من موضع، وثانيهما لكون التأثير طاغيا وسأعمد إلى جرد أمثلة فحسب..



     

           تتحدث أولى القصص عن الاعتقال، فالبطل كان رهن الاعتقال ويعاني مخلفات الاعتقال ووقعه على حياته..



     

    القصة الأولى:أضاعوني:



     

    أنصت جيدا.. يحاولون قتلي/قتلي.. إمساك الغريم بثوب المعسر..اتهموه بالزندقة..اجتهدوا (ثم سرد الحكم على السكران)..



     

    القصة الثانية:المادة 88:



     

    هي تصوير لمشهد محاكمة..



     

    أما بقية القصص فلا تخلو، وإن جد الكاتب في الهروب منها، من مفردات وعبارات وجمل من المعجم القانوني:



     

    القصة الثالثة:ذل اللحظة :



     

    سنطالب برفع..زميلتنا الواقفة..قيدت..القيود..-الفساد/الانحلال/الانحراف..-المقررات..-الضرائب..الأحكام القاسية..-النصاب القانوني..الضمانات..-



     

    القصة الرابعة:علي بابا:



     

    اسمه الحقيقي..- مساعدة مجانية..- للطرف الثاني..- ويستقبل خصمه الرد..- يرفض بإصرار..- دون أن نكف عن متابعته للتدليل..- تفسخ..- غيرت مالكيها..- دون إنذار



     

    القصة الخامسة:متى؟....متى...؟:



     

    هذه الجلسة..- يحضران..- اغتصبت البياض..



     

    القصة السادسة:محمد فيجرون:



     

    قبض اليوم على...



     

    القصة السابعة:العقوبة الكاملة:



     

    وصل الاستلام..- طلبوا منه تبرير..- جثة..- نزيل الزنزانة..- كم كانت عقوبته..- محكوم..



     

    القصة الثامنة:بتهوفن و......شقيبو:



     

    أمام المجلس الأعلى..- قضايا الناس..- تقلبون الحق باطلا..- الأتعاب..- قناطير من القضايا والملفات.



     

    القصة التاسعة:رائحة الشوك: سأعدمهم



     

    القصة العشرة:في انتظار جودو...المغربي:



     

    خمسة عشر يوما (التحديد الزمني)..- انتهك حرمتها..- الزيارة لم تنته بعد..- لكن البيان الرسمي..- أما الزنازين.



     

    القصة الحادية عشرة:العزيز:



     

    التحقيق البوليسي..- كمصدر غير موثوق..- الأمر جريمة..- والملف قد طوي



     

    القصة الثانية عشرة:لحظة:



     

    القبض على ..



     

    القصة الثالثة عشرة:الضحك في... العينين:



     

    أعاد السؤال..- ليكرر نفس الجواب..- حوادث..- هل من شاهد..- لحظة الحقيقة.



     

    القصة الرابعة عشرة:الاستقبال:



     

    الاستدعاء..- توقيع القائد ..حضوركم ضروري..



     

    القصة الخامسة عشرة:عشر سنوات:



     

    إنه القانون..- لا بد من الأداء..- ديون تطالب بالأداء..- محام فاشل.



     

    القصة السادسة عشرة:فرح:



     

    لم أسجل فيها شيئا مما أبحث عنه.



     

    وقبل الختام لا بد من الوقوف عند مجموعة من الملاحظات:



     

    - نقط الحذف أو البياض التي حددها العرف وقواعد اللغة في ثلاث، نجدها عند القاص تتعدى ذلك، فهل هي نم عن كون المحذوف أكبر من أن تعبر عنه نقط الحذف الثلاث..؟ هل أخفى القاص كل هذا المحذوف..؟ لماذا ولمن ومتى سيخرجه؟أم أن النفس يخونه فيأتي المعنى مبتورا أحيانا فيضطرك للبحث عن ترميم الجملة أو العبارة..



     

    - استهلال أغلب القصص بمقدمة أشبه بنص الموضوع أو عتبة النص.من قبيل: "أضاعوني وأي فتى أضاعوا" ثم "العدالة وطن الإنسان" وكذا "لم يأت جودو المغربي ....بعد." ثم "....ولكن –فقط- الى متى؟....الى متى....؟." وغيرها.



     

    - ورود عدد من الأخطاء على المستويات التركيبي والنحوي والإملائي.



     

    - سقوط الهمزة في غير ما موضع..



     

    - توظيف مفردات في غير محلها وكأمثلة على ذلك:



     

    * رمى عني والمقصود رمى علي .



     

    * المسابح هو جمع مسبح والقاص يريد سبحات جمع سبحة وهي الخرزات (العقيق) الذي يستعمله المسبح لحساب تسبيحه.



     

    * الغبش وهو يعني به العمش.



     

    وفي الختام وكأدبي في كل قراءة خاصة لبواكير الأعمال لا أخفي الكاتب أنني أتنسم في كتابته نضجا وتألقا يختفي خلف حركة صقل بسيطة تتولد من خلال إعادة القراءة وتعديدها دون ملل، حتى يتسنى استخراج الخطأ الذي تخفيه في بعض الأحيان الفرحة والدهشة والخوف من وضع المولود الأول..



     

     

     

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()