بتـــــاريخ : 9/19/2008 12:34:10 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1168 0


    الفهم

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : حسان دهشان | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة حسان دهشان الفهم

     

    أرفع ذراعى لأحبس فراغا مثلثا بين جسدى وذراعى .. أقول لأمى "لو حد سأل عليا قولي إنى مش موجود " .تمتلئ عينا أمى بالحزن والشفقة . أفتح فمى فيخرج قرصا من برونز كأنها الشمس تولد من صرخة أقول "مش عايز أشوف حد"

     

     

    أنزل الستائر وأطفئ الأنوار و أجلس على مكتبى أتحسس الورقة والقلم الذين يختفيان بالظلمة عن عينى . أحدد بداية السطر من الذاكرة وأكتب رسالة لعبير . أحكى لها عن صديقتى التى تبول حتى الآن فى فراشها وتصنع الدمى من القماش والقطن رغم بلوغها الثامنة والعشرين. أحكى عن فشل صديقتى فى العثور على شخص يراها ولا يرى صدرها فقط .أخبر عبير عن سنية التى تجلس أنثى دافئة فى ركن معتم تحت السلم وتنتظر رجلا أى رجل . أخبرها عن جلوسى على المنصة بالأمس، لا اليوم، أعتقد أنه مرت سبعة أيام ،لا أذكر، لايهم ، فى يوم ما جلست على المنصة يا عبير والكل عيونهم مصوبة لى فتخرج الحروف من فمى مبعثرة مثلى ، العرق يجرى من تحت إبطى سريعا ويتوقف عند حزام البنطلون ، تنتابنى رغبة فى حك أسفل ظهرى لا أستطيع أن أتجاهلها ، عيون الجالسين تمتلئ بالدهشة وهى مصوبة نحوى ، أصرخ فيهم لا تنظرو نحوى ، أكتب وأكتب ,اكتب .
     

     

    رفع حمدى وجهه من الأوراق، كان وجهه  خاليا من أى تعبير ،أمسك القلم براشاقة و كتب كلمة إنجليزية طويلة لا تستطيع تميز حروفها على عادة الأطباء . ضغط على الجرس مستدعيا الممرض الضخم وقال

     

    _ وارد ،عنبر خمسه مع إخواته.

     

     إنتزع الممرض الشاب الرقيق الحجم الجالس أمام الطبيب وضعا ساقا على ساق من الكرسى  ، صرخت الأم بغضب

     

    _   بالراحه يابنى عليه .

     

     نظر لها الممرض بضيق ودفع الشاب أمامه ، بلوعة صرخ الشاب

     

     _  ورقى ؟

     

     _ أبقى خده و إنت خارج.

     

     لم يسمع الشاب الرقيق بقية الجمله فقد نجح الممرض فى إخراجه من الحجرة قبل أن ينهى حمدى جملته . مسحت الأم عينيها بكفيها الخشنتين وقالت

     

    _ هو حيخرج أمتى يا دكتور ؟

     

    توجه حمدى الى للباب وفتحه وهو يقول

     

    _هو له كورس علاج على اتناشر شهر ، بس تقدرى تزوريه كل يوم خميس من اتناشر لاربعه ، شرفت يا أمى.

     

    جلس حمدى الى المكتب وأمسك محموله وقال

     

     _ فل يا عزو ، حالة برنويا زى ما فى الكتاب يا عم ، طبعا حينفع رسالتك ، بقولك زى ما فى الكتاب يعنى فلسفه زايفه ، وفاهم نفسه كاتب كبير ومدينى ورق فاضى إبن المجنونه ، كل موجود يا باشا عيش بقى انت وادعيلى .عنبرخمسه. ماشى .وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

     

    جمع حمدى أوراق الشاب النحيل و نظمها جيدا بحكم العادة و ألقاها فى سلة القمامه ، وغادر الغرفة . وأطفاء النور وأغلق الباب ، أضأت الحروف المكتوبة بالحبر الفسفورى . مكتوب " أرفع ذراعى لإحبس فرغا مثلثا .................

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة حسان دهشان الفهم

    تعليقات الزوار ()