بهجة تطفو قسمات وجهه البريء حينما يتسمّر في طريق عودة أمه من المدرسة ..
وما أن يلتقيا حتى تمحضه بفيض أمومتها قبلات ساخنة لينبري بشقاوة إلى حقيبتها السوداء مفتّشاً عن قطع الحلوى وأصابع الطباشير الملونة ..
ويظلّ متشبثاً بها داساً رأسه تحت عباءتها حتى يغيب عن الأنظار تحت سقف منزل إسمنتي طليت جوانبه بدهان أصفر . ذات يوم خريفي مرّت سحابة قاتمة ليسير في ذات الطريق شاب نبتت في ذقنه شعيرات بنية واهنة ..
كان وقتها يسوط بنظراته جميع الاتجاهات ليرمي بعينيه الجافلتين غصناً يابساً يهرول نحوه ممسكاً به واضعاً إياه بمحاذاة أنفه ..
وبشكل فجائي ينكفىء تجاه الجدار الأصفر عبر نتوءات صخرية بارزة وحادة .. وقد علق بها قطع قماشية وقطرات من الحزن المالح والغامض