بتـــــاريخ : 9/18/2008 6:01:57 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1069 0


    التنشئة الاجتماعية في التشريع الإسلامي..

    الناقل : heba | العمر :42 | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :
    تربيه تنشئة اجتماعية

    التنشئة الاجتماعية في التشريع الإسلامي.. منهجية أمير المؤمنين عليه السلام في التطبيق 
     
    بلاد القديم 
    02/01/1999
     
      مأتم أنصار الهدى - بلاد القديم إبريل 2002 نادر الملاح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأزكى المرسلين سيدنا محمد وآله الكرام الميامين وصحبه الأخيار المنتجبين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.. يقول أمير المؤمنين في معرض وصيته لابنه الإمام الحسن عليهما السلام: "وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيئ إلا قبلته".. والقصد من ذلك هو أن قلب الطفل لما كان خاليا من المفاهيم والعقائد وغيرها مع كونه قابلا لما يلقى إليه من خير أو شر فإنه معرض لأن يتأثر ويتطبع بتلك البذرات حسنة كانت أو سيئة، فهو أشبه بتلك الأرض الخالية من الزرع والنبات التي تقبل ما يلقى فيها من بذر أو يوضع فيه من غرس مهما كان نوعه. ويريد الإمام عليه السلام من خلال هذا التشبيه أن ينبه المجتمع إلى ضرورة المبادرة بغرس الآداب والحكمة والخلق، قبل أن يقسو القلب عن الانقياد للحق وقبل أن ينشغل بمشاغل الدنيا التي قد تصرفه إلى الباطل.. والإمام عليه السلام سواء من خلال هذه العبارة أو غيرها من المواعظ التي دأب على توجيهها لأفراد المجتمع الإنساني – ولا أقول الإسلامي فقط وإنما الإنساني بغض النظر عن الهوية الدينية أو العرقية أو ما إلى ذلك – إنما أراد أن يؤكد على مهمة أطراف المجتمع المتمثلة في الوالدين بالدرجة الأولى والمعلمين وبقية الأفراد من الراشدين في العملية التربوية. كما أراد أن يبين أن بناء الشخصية الإنسانية أمر يقع على عاتق المجتمع بأكمله مع تفاوت في الدرجات والأدوار. فالطفل لا يحمل في بادئ الأمر إلا المدركات الحسية التي تتناسب بدرجة كبيرة مع القوة الغريزية أو الشهوية كما يسميها البعض، تماما كالحيوان حيث يهوى المحسوسات إذا تخيل فيها النفع وينفر منها إذا تخيل الضرر. وفي هذه المرحلة تكون القوة الذهنية أو الفكرية للطفل بمثابة الجوهرة النفيسة الخالية من أية نقوش أو تصاميم قابلة لما يرسم عليها من حسن أو قبيح. ولما كان الطفل في شرع المولى العلي أمانة في يد أبويه أو من أوكلت له العملية التربوية، فإنه يتحتم على هؤلاء الأفراد حفظه عن موارد التلف. وعلى هذا، فإنه يمكن لنا أن نلخص المنهجية التربوية في الإسلام والتي انطلق منها عليه السلام، في التالي: أولا: وجوب التبكير في غرس روح الفضيلة والخلق الحسن. أي بمعنى آخر الشروع في التربية وفق الأسس السليمة منذ اللحظات الأولى لحياة الطفل، بغرض السير بشخصية هذا الطفل نحو الكمال الإنساني المنشود. ثانيا: أثر القدوة في بناء شخصية الطفل. ثالثا: التشجيع على الفضيلة والعمل بنظام الثواب والعقاب، مع مراعاة أمر مهم جدا وهو أن يتناسب كل من الثواب أو العقاب مع حجم الفضيلة أو الجرم الصادر عن الطفل. رابعا: أن يركز المربون أهدافهم في العملية التربوية على أمرين هما: 1. إحياء وتعزيز ورعاية الغرائز الفاضلة كالصدق والحب والتقوى ..الخ. 2. إضعاف سلطان الغرائز الرذيلة وكبح جماحها. خامسا: عدم إهمال دور العامل الوراثي في العملية التربوية كما فعل أنصار مذهب الاكتساب البيئي في التربية أمثال المفكر التربوي واطسون الذي كان يصر بشدة على إنكار دور الوراثة في تشكيل شخصية الفرد، وكذلك عدم إهمال العامل البيئي والمجتمع المحيط كما فعل أنصار المذهب الوراثي. ولكن في المقابل إيجاد حالة من التوازن بين العاملين بغرض النهوض بالعملية التروبوية. وتلخيصا لما مر نقول بأن المنهجية التربوية عند أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام تعتبر الأسرة بمثابة المدرسة الأولى للتربية، يليها أفراد المجتمع المحيط بما يحملون من افكار ومعتقدات وتوجهات، لذلك نراه عليه السلام والرسول الأكرم من قبله والأئمة الأطهارمن بعده قد ركزوا على صياغة الإنسان صياغة الفضيلة والسمو والكمال. وأختتم حديثي بقول الشاعر: إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ولن يلين إذا قومته الخشب وإلى لقاء قريب إن شاء الله..  
     
     
     

    كلمات مفتاحية  :
    تربيه تنشئة اجتماعية

    تعليقات الزوار ()