بتـــــاريخ : 9/14/2008 8:09:34 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1059 0


    مساءات العنب

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :
    شعر عربي طالب همّاش

     

    يا للهنيهاتِ الرخيَّةِ‏

    واشتعالِ اللوز في الشبّاكِ‏

    قد كبرَ النسيمُ‏

    وحقَّ للقمحِ الحفيفُ.‏

    فاغرقْ بحزنكَ يا خريفُ!‏

    إنَّا عرفنا الصبحَ من قدحِ الشرابِ‏

    وصفَّقَ العصفورُ من سكرٍ‏

    عصرناهُ..‏

    وراحَ الصحوُ من وَلَهٍ يطوفُ.‏

    يا للصبيَّةِ وردةٌ بيضاءُ‏

    شقَّ قميصها الدوريُّ‏

    فانهتكَ البياضُ،‏

    وراحَ يلثغُ من تويجتها النزيفُ‏

    يا صدرها كرَّاسةُ الليمونِ‏

    ترقشها الحروفُ‏

    فكأنَّ بنتَ الصبحِ أغنيةٌ‏

    سمعناها ونحن نُقلِّمُ الأزهارَ‏

    لم نُنصتْ لها‏

    لكن طغى نغمٌ على أسماعنا..‏

    نغمٌ طفيفُ.‏

    فاغرقْ بحزنكَ يا خريفُ!‏

    * * *‏

    إنَّا تركنا البلبلَ الظمآنَ‏

    قربَ النبعِ‏

    واخترنا الكنارْ.‏

    ثم انتقينا من صبايا العرسِ أصغرهنَّ‏

    كي يشدو الكنارْ.‏

    صُغنا خواتمَ للخطوبةِ‏

    ثم صُغنا من جدائلهنَ عشاقاً‏

    وصغنا من أساورهنَّ أقمارَ‏

    الحصائدِ كي نغارْ.‏

    فلنا الأغاني والمغاني‏

    والثرياتِ الشفيفةَ..‏

    والحمائمُ شاردات في رحابِ الفجرِ‏

    والذكرى لنا‏

    ولنا من القمحِ الرغيفُ.‏

    فاغرقْ بحزنكَ يا خريفُ!‏

    * * *‏

    سيَّانَ هذا الحزنُ‏

    إن كانَ الغناءَ أو التعبْ.‏

    فلنا الخمور كؤوسها وجرارها‏

    ولنا ليالي الأنسِ..‏

    والقمر المذهَّب في مساءاتِ العنبْ.‏

    تلكَ الصبايا في طريقِ الكرمِ‏

    يملأنَ السلالَ‏

    "بنفسجاً وسفرجلاً" غضاً‏

    ويجمعنَ الدموعَ منَ القصبْ.‏

    فالليلُ ليَّلَ بالأغاني والطربْ.‏

    والراقصاتُ البيضُ‏

    يرقصنَ الهوينى عندما نغفو‏

    فلاْ يُسمعْ لهنَّ حفيفُ‏

    فاغرقْ بحزنكَ يا خريفُ!‏

    * * * ‏

    كلُّ المواويلِ التي بُحْنَا بها‏

    لليلِ‏

    وسَّعتِ الفضاءْ.‏

    كم قد حفرنا بالدموعِ حروفها؛‏

    لنكونَ أولى بالربابةِ‏

    والغناءْ.‏

    والنايُ كم رُحْنَا نغازلُ‏

    روحَهُ التعبى‏

    فأشجانا بكاءْ.‏

    ثمَّ اعتذرنا للربابةِ،‏

    واعتذرنا من ثقوب النايِ‏

    والخمرِ العتيقِ‏

    فراحَ يقطرُ من أناملنا الشفيفُ.‏

    فاغرقْ لنغرقَ يا خريفُ!‏

     

    كلمات مفتاحية  :
    شعر عربي طالب همّاش

    تعليقات الزوار ()