بتـــــاريخ : 9/14/2008 7:25:26 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1010 0


    فراقيّة للروحِ والغربة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    متألماً في الغاب،‏

    أرفعُ كالذئابِ ندائيَ المجروحَ‏

    لا الأفقُ الملبّدُ بالغيومِ‏

    يحدُّ من ندمي،‏

    ولا رَجْعُ الطواحين الحزينْ‏

    لكأنما هذي الحياةُ خليلةٌ للموتِ،‏

    بنتُ دموعنا في الليلِ...‏

    فلاّحونَ نحرثها‏

    وتحرثنا السنينْ.‏

    وحدي أجاهرُ في جهات الحزنِ‏

    بالخسرانِ،‏

    أرفعُ راحتيْ في وجهِ هذا الصبرِ:‏

    "لا جدوى"‏

    وأرثي في خلاءِ الروحِ غرباني‏

    ورهطَ النائحينْ.‏

    أأنا الندامةُ أم سوادٌ حالكٌ،‏

    أم شهوةٌ مجهولة الرعشاتِ‏

    تلمعُ كالسكاكينِ الجريحةِ‏

    في فضاءِ الجنسِ‏

    أم طعمُ الفراقِ المرِّ‏

    في شفة الحنينْ؟‏

    أأنا طليقٌ أم سجين؟‏

    أأنا صراخُ الروحِ في المطلقْ؟‏

    أم رَجْعُهَا الخاوي على طللِ الحُدا الأعتق؟‏

    أم عزلةٌ مضروبة في الليلِ‏

    تلفظها العقاربُ‏

    والأسابيعُ الطويلةُ‏

    والشهورْ.‏

    ربَّاهُ كيف تُطيقني روحي‏

    وتلفظني القبورْ؟‏

    * * *‏

    متألّماً في الغابِ‏

    أشهدُ في الغيابِ أمومةَ‏

    الأحزانِ‏

    تركضُ في ظلالِ الوحشة الصمّاءِ‏

    نادبةً كآباتِ الغروبْ.‏

    لو أنَّ هذي الأرض من شجنٍ‏

    جعلتُ نواحها يُصدي‏

    على كلّ الدروبْ.‏

    وتركتُ قبري ضائعاً في الريحِ‏

    يندبهُ العراءُ،‏

    وتلبسُ الأكفانَ من حزنٍ عليهِ‏

    الأمهاتُ الباكياتُ على الجنوبْ.‏

    لكأنَّ أيامي رحيلُ الغيم‏

    خلفَ الغيمِ‏

    لا نجمٌ ليرضعني حليبَ الحزنِ‏

    في الأغساقِ..‏

    لا قمرٌ يضيءُ بليلتي الثكلى‏

    ويحملني على جنحِ الطيوبْ.‏

    أبداً يحلّقُ طائرٌ‏

    بيني وبين الموت،‏

    والأمطارُ تسقطُ كالبكاءِ‏

    على بساطِ الدمعِ‏

    دمعٌ أسودٌ ينسابُ من شرياني‏

    المقطوعِ‏

    فوقَ الصخرِ معتكراً..‏

    وقلبٌ خافقٌ باليأسِ‏

    يسكنني،‏

    وتملؤني الذنوبْ!‏

    مازلتُ أركضُ خلفَ أسرابِ الحمامِ‏

    من الشروقِ إلى المغيبِ‏

    مُلوِّحاً بقميصِ إيماني‏

    فلا أصطادُ إلا الوهمَ‏

    والقمر الكذوبْ.‏

    لا الليلُ تسقطهُ مواويلي‏

    ولا نوحيْ يردُّ جدارَهُ المضروبَ‏

    حولَ الروحِ‏

    كالأبدِ المحجَّر‏

    والصخورْ.‏

    ربّاهُ كيف تطيقني روحيْ،‏

    وتلفظني القبورْ؟

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()