بتـــــاريخ : 9/14/2008 7:00:25 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1090 0


    صفصافة على درب الهديل

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    قَمَرُ الحصادِ على حقولِ الصيفِ‏

    وامرأةٌ تُحدقّ في خريفِ القمحِ‏

    تَارِكَةً لحبرِ الليلِ نهديها..‏

    وللصلواتِ كُلّ عذابِها في العاشقينْ! .‏

    عذراءُ مثلَ حمامةٍ في النهرِ..‏

    يبكي صدرَهَا المتروكَ للرمانِ‏

    عصفورانِ‏

    مِنْ رَجْعِ الخريرِ، وبلبلٌ مِنْ آهةٍ أولى،‏

    ويقبلُ نحوها حادي المواويلِ المشَرّدَ‏

    جَارِحَاً أهدابَهَا التعبى‏

    بسَيْفِ الياسمينْ.‏

    فيلوحُ كالذكرى شَمَالُ جمالِهَا المجروحُ!‏

    .. فَاْرِدَةً ضَفَائرَهَا على الريحانِ‏

    تَصْرخُ يا حبيبيْ!‏

    سبعَ مرّاتٍ قَصَصَتُ ضفيرتيْ،‏

    شَبّتْ على حزنيْ السّنابلُ كُلّها ..‏

    أنا طفلةُ الزيتونِ‏

    تُشْعِلُ قَلْبَها لتراكَ‏

    أنا حِدَادُ التائبينْ!!.‏

    وأنا سنونوةُ البساتينِ التي ضفرّتها‏

    يوماً،‏

    ورَجْعُ ربيعِهَا العشرينْ.‏

    كلُّ الحساسينِ التي حَطّتْ على صدْريْ‏

    لتَحْسُوَ مِنْ قُطيراتِ العذابِ الحلوِ،‏

    مَالتْ نحوَ كفِّ الروحِ‏

    تاركةً لصبّار الكآبةِ بيلسَانَ النّاهدينْ.‏

    وأنّا التي أَحببتُ حتَّى أنْ شَكَكْتُ بطينتيْ،‏

    ورأيتُ أبعدَ مِنْ طيورِ الريحِ:‏

    قمصانَ الألوهةِ وهيَ تهْبِطُ مِنْ أعالي‏

    الغيمِ،‏

    والعرسَانَ يمتشقونَ سَيْفَ الصُّبْحِ‏

    في سَهْلِ القرى البيضاءِ،‏

    والإسراءَ‏

    مِنْ ليلِ الحجازِ إلى الشّآمْ.‏

    يا قَيْسُ علمّنيْ حمَامُ الدَّوحِ‏

    أنّكَ زاجِلُ العشّاقِ‏

    في دَرْبِ الهوى الباكي،‏

    وساجلُ روحهمْ بالدمعِ‏

    في قُرَبِ السحابِ..‏

    وفي ظلامِ اللّيل كالقَمَرِ الحرَامْ .‏

    فاحملْ رسائلَ قلبيَ الظمآنِ‏

    للأقمارِ!،‏

    واسفحني على المزمَارِ!،‏

    واذرفني كَشَاْلِ الثلجِ‏

    في دَرْبِ الغزالْ!.‏

    يا قيسُ حبُّكَ قاتلٌ‏

    ومَدَادُ قلبِكَ من زلالْ .‏

    ***‏

    الذئبَ يَعْوي في مغيبِ الشمسِ‏

    والبيداءُ جَاْثِيَة‏

    كَشَمْعَةِ راهبٍ تحتَ الهلالْ! ..‏

    وجنوبُ صفصافِ البكاءِ‏

    يغضُّ طَرْفَ الحُزْنِ عن لَيْلَى‏

    ويرحلُ للشمالْ..‏

    يا قيسُ علَّمنيْ زراعةَ قَمحِهَا‏

    في سَفْحِكَ العالي!‏

    لأسقي زَهْرةَ العُشَّاقِ‏

    وَهْيَ تَشُبُّ مثلَ الأرملهْ..‏

    وأعانِقَ القمرَ الذي تركوهُ‏

    يَتْبَعَهَا كحادي العيسِ‏

    ما بينَ التلالْ.‏

    هِيَ دَمْعَةُ الصَّلصَالِ..‏

    مَحْفُوراً عليها إسْم هذا اللّيْل ،‏

    والموّالُ قَبْلَ سقوطهِ‏

    من حَسْرَةِ الغيّابِ‏

    والعنّابُ في صحرا تُهَامَهْ.‏

    وَهِيَ الإقامةُ بينَ خَيْمةِ روحِهَا والدمع‏

    تجعلُ رأسَهَا تحتَ الجناحِ‏

    كطائرِ البجعِ الحزينِ‏

    إذا تغمدَّهَا المغيبُ،‏

    ومسّ أطراف البُحِيْرَاتِ الظليلةِ‏

    بالغُلاَمَهْ..‏

    وهي الحمامةُ‏

    قبلَ أن تَرِثَ السَّكينةُ صمتَنا ..‏

    وتنامَ ساكنةَ على الأجراسِ،‏

    أوّلُ أغنيهْ‏

    نامتْ على زَغْرُوْدَةِ الأعراسِ‏

    من وَلَهٍ‏

    فَعَللَّ قلْبَها المزمارْ.‏

    ليلى سماءٌ ثاكلٌ ترعى زَهَوْرَ‏

    الحزنِ في دَرْبِ الغيابِ،‏

    وغيمةٌ بِكْرٌ تزوّجهَا الضبابُ‏

    فأودَعَتْ دَرْبَ الحفيفِ نواحَهَا‏

    وتقمصَّتها مريمُ الأشجارْ.‏

    يا جذعَ نخلةِ ثُكْلِهَا المجروحَ‏

    لا تَتْرُكْ دُموعَ الروحِ!‏

    تَسـْـقُط في مِيَاهِ الصُّبحِ كالرّمانِ‏

    واتركْ للغزالةِ حزنَها‏

    في سَاحِلِ الأسرارْ..‏

    مَضَتِ الغزالةُ للحليبِ‏

    مَعَ الأصيلِ‏

    وَلَمْ تَعُدْ‏

    لتردّ للصفصافِ بحتَّهُ الخفيفةَ‏

    كلمّا هبّتْ عليه الريحُ نائحةً- ،‏

    وتجدلَ لليمامةِ شَعْرَهَا الموؤدَ‏

    حينَ تَحِيْنُ أعراسُ الهديلْ.‏

    لا بُدّ أنْ تأتي‏

    لتُرْضِعَ طائرَ الأنهار قَطْرَةَ حزنِهَا،‏

    وتَعِلّ كأسَ أبن الملوّحِ‏

    مِنْ شرَابِ السلسبيلْ.‏

    لكأنّنيْ شَاهدتُ دِجْلَةَ في ظلامِ اللّيلِ‏

    يَرْفَعُ صدرَها للقمحِ،‏

    والعُصْفُوْر يرفعُ صوتَهَا للبيلسانْ.‏

    وكانّني شاهدتُ سرباً من‏

    (زغاريدٍ)‏

    يُطيّرُ في الهواءِ الطّلْقِ‏

    ثَوْبَ زفافِها،‏

    ولفيفَ أجراسٍ يزيّن بالحرائرِ خصَرَها‏

    الصاديْ‏

    كَعُودِ الخيزرانْ.‏

    وسَمِعْتُ موسيقى الغروبِ‏

    تَقودُ قُطْعَانَاً من النايات‏

    رَاكضَةً علَى دَرْب الغيابِ! .‏

    وعازفُ الزَّمْرِ المشردُّ‏

    راكضٌ في الريحِ‏

    يَقْطِفُ مِنْ أعالي الغيمِ سنبلةَ العناقِ،‏

    وبلبلُ الأحزانِ يَعْدُو خَلْفَ آهاتِ الكمانْ! .‏

    ***‏

    سَيَذُوبُ ثَلْجُ العُمرِ يا ليلى‏

    وحزنكِ لَنْ يذوبْ!!‏

    وسيسقطُ التفّاحُ فوقَ سريركِ الباكي،‏

    ورمّانُ الجنوبْ!!‏

    والأرضُ تُسْبِلُ راحتيها حينَ تَهْرُمُ‏

    روحَكِ الثكلى،‏

    ويكتئبُ الغروبُ!!.‏

    ***‏

    يا قَيْس لا تصرخْ على ليلى‏

    فقدْ شرَدَتْ وراءَ الشّمسِ‏

    راخيةً سنابلَ روحِهَا التعبى‏

    وصَارتْ كالنصوبْ!.‏

    يا قيسُ لا تصرخ على الريحانِ‏

    يفرشُ زهرةٌ‏

    سجّادةً لصلاتِهَا‏

    وسماؤهَا اتكأتْ على النسيانِ‏

    وانفطرَتْ قلوبُ‏

    الجلّنارْ.‏

    الحزنُ أهدأ مِنْ صلاةِ الفجرِ‏

    في بستانِ دِجْلَةَ‏

    والدموعُ أحنُّ من ماءِ الترمُّلِ‏

    في الجرارْ!

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()