بتـــــاريخ : 9/14/2008 6:58:32 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1208 0


    الشاعر الذي صار قديساً

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    وكَنْتُ سأعرفُ أنّ الذي بينهُ‏

    وَبَيْنَ أقلّ الشجيراتِ مسّاً‏

    لضلعِ الهَواءِ‏

    بُكاءُ مناديلَ أرخَصُ‏

    مِنْ وَجَعِ النْايِ في الكلماتِ،‏

    وهَمْسُ حَفيفٍ أرَقُّ على زَهْرَةٍ‏

    "يتركُ الرُّوحَ عريانةً في العَرَاءْ."‏

    كأنّ التّرابَ أخْوهُ الذي مِنْ هديلٍ،‏

    وتوأمهُ في النحيبِ الغناءُ الذي‏

    ذرفوه‏

    على آخر الصيفِ‏

    إنْ الخريفَ معابدُ لكنْهَا للبكَاءْ!.‏

    ومَا كُنتَ أعرفُهُ:‏

    (رَجُلٌ شاهقُ الحزنِ)‏

    يَشْعرُ بالريحِ أقربَ من راحتيهِ‏

    إلى النومِ،‏

    يشعرُ بالسنديانةِ تنفخُ كالبحر في الليلِ‏

    والبحرِ بئراً عميقاً لأسرارِ زرقتهِ‏

    في السماءَ! .‏

    ولكَنْ سأعرفُ كَيْفَ أُسَمّي الزهورَ‏

    كؤوساً من الثلج فوقَ يَديهِ‏

    وأقتلها كي أنامْ .‏

    كأنّي به آخر الشّعراءِ،‏

    وأجمل أحفادهمْ فوقَ سفحِ الأناجيلِ‏

    بِيْضُ الحساسين ترعى على روحِهِ‏

    أوّل الصبحِ‏

    فيمَا البلابلُ تَقْضِمُ حزنَ البراعمِ‏

    عَنْ جانبيهِ‏

    ويبقى الحمامْ.‏

    أليفاً، أقلّ من الليلِ حزناً‏

    وأجْمَل مِنْ لحظاتِ الغُروبِ‏

    على نخلتينِ تعانَقَتَا‏

    والسَمَاواتِ بيضاءُ مطعُونة بالغيومِ‏

    كأنّي بهِ آخرُ الشّعراءِ على الأرضِ!‏

    يرتكبُ الإثمَ فوقَ بياضِ القصيدةِ‏

    ثمّ يدلّ القوافي على امرأةٍ‏

    لمْ تسرّحْ نوارسَهَا للكسوفِ‏

    ليرجعَ طيرُ الكلامْ.‏

    وما زلتَ مثلَ اليمام‏

    أفتشُ عَنْ نبعةٍ خبّأتْ نَفْسها‏

    عن أيائل أحزانهِ البيضِ‏

    حتّى إذا قامَ كي يتوضّأ في آخر اللّيلِ‏

    حلّتْ ضفائرها كحقولٍ من القمحِ‏

    وانسابَ لؤلؤها الليلكيّ الحرامْ.‏

    ***‏

    وكانَ مع الوقت أن قالَ‏

    للسنديانةِ‏

    كونيْ ملاذاً أفيءُ إليهِ‏

    فكانتْ‏

    وحطّ على جذعها رأسَهُ لينامْ.‏

    وقالَ لسِرْب العصافير:‏

    كنْ حارسي من غيومِ الشتاءِ! ،‏

    ستأتي نساءٌ مكفّنةٌ بالمواويلِ‏

    لا قبرَ تُرخي عليهِ جدائلَ أحزانها‏

    السودَ‏

    لا قمرٌ لتنوحَ على كتفيه سماءُ الأنوثةِ‏

    كلُّ الأغاني انتهتْ‏

    واضمحلّ رنينُ الكلامْ.‏

    ونادى على الماءِ:‏

    يا طفلُ كنْ آخرَ الأنبياءِ!‏

    وعلّقْ قميصكَ فوقَ الفراتِ! ،‏

    فإنّي سئمْتُ الحياةَ‏

    وأشرعتُ حزنيْ على الأرضِ كيما أموتَ‏

    فقالَ له الماءُ:‏

    لا لاتمتْ يا أبيْ!‏

    ما أحنَّ يداكَ على كوكب الحزن‏

    ما أعذب الثلجَ وهْوَ يرافقُ أنثاكَ نحوَ عرائسها‏

    البِيْضِ!‏

    لا لاتَمَتْ يا أبي!‏

    قبلَ أنْ تتأمّلَ هذا الغروبَ طويلاً‏

    وتُمضي على الأرض سبعين عاماً وعامْ.‏

    فطلَّ المساءُ كذئبٍ جريحٍ.‏

    يبادلُ أشجانه بالعواءِ‏

    ويضربُ ريحَ الهديل‏

    لتبقى بعيداً عن الدّمعِ‏

    إنّ التماثيلَ ترثيهِ‏

    والقِطَعُ البيضُ‏

    تبكي على روحِهِ في الأعالي‏

    ويَنْتَحرُ النايُ‏

    لكنَّ غصناً من البيلسانِ المؤطَّر بالدَّمعِ‏

    مالَ على الصُّبحِ مثلَ الأباريقِ‏

    وانداحَ سِرْبُ يماماتِ زرقتهِ‏

    كالبلابلِ فوق بياضِ الرُّخامْ.

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()