هدهدانِ على شَجَرِ الوقتِ
|
ينتظرانِ بزوغَ الحمائمِ
|
من صَدْر ليلى..
|
وينتظرانْ!.
|
***
|
مرّتِ الريحُ في الحَوْرِ
|
مرَّ صدى الحزنِ في العُوْدِ
|
مرَّ على قبر قيس
|
زمان قصيُّ
|
وبُحَّ نواحُ الكمانْ! .
|
***
|
حطَّ طيرُ الحمامِ على النبعِ
|
حطَّتْ دموعُ الأرزِّ الحزينةُ
|
في الصبحِ
|
حطَّ على الخبز حزنٌ عتيقٌ
|
وراحتْ تُقَطِّعُ في عَتْمَةِ الليلِ
|
شبَّابتانْ! .
|
***
|
هدهدان على شَجَرِ الوقتِ ينتظرانْ.
|
***
|
غنَّتِ الأمّ في الليلِ
|
غنَّتْ طيورُ الإوزّ البعيدةُ
|
خلفَ البحيراتِ
|
غنَّى حداةٌ كثيرونَ
|
في وَحَشْةِ الدربِ
|
والروحَ صارتْ على شاطئ الصيفِ
|
زاجلةُ السنديانْ! .
|
***
|
قال حزنٌ:
|
سأمضي إلى النايِ أمّيْ
|
لكي أتعلمَّ سِرّ الغناءْ..
|
وقال البكاءْ:
|
سأسألُ أمِّيْ الربابة
|
عن صلواتِ حدادِ المحبيِّنَ
|
والقمحُ قالَ:
|
سأمضي بسنبلةٍ في المساءِ
|
لأقرا السلامَ على العاشقينَ..
|
وطارَ إلى أمِّهِ
|
(شَلْحَةِ البيلسانْ) .
|
***
|
كانَ طفلُ الغيوم يحدقُ
|
في الليل:
|
موّالُ عاشقةٍ في البعيدِ
|
يعودُ وحيداً إلى قبرهِ
|
في الظلامِ،
|
كلامٌ يعيدُ صدى الذكرياتِ،
|
حياةٌ تفتّشُ عن بيتها
|
في النجومِ
|
التي ارتفعتْ كتماثيلَ من ألمٍ
|
وحنانْ! .
|
***
|
هدهدانِ على شَجَرِ الوقتِ..
|
ذكرّني طائرُ النهرِ بالقمحِ..
|
ذكرَّني القمحُ بالحُبِّ..
|
ذكّرني بالليالي الحزينةِ
|
رجعُ المواويلِ
|
حتى بكيتُ كنحلةِ برٍّ على الأقحوانْ!.
|
***
|
هدهدانِ على شَجرِ الوقتِ
|
ينتظرانِ بزوغَ الحمائمِ
|
من صدر ليلى
|
وينتظرانْ!!.
|