شجرة الوقت

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

 

هدهدانِ على شَجَرِ الوقتِ‏

ينتظرانِ بزوغَ الحمائمِ‏

من صَدْر ليلى..‏

وينتظرانْ!.‏

***‏

مرّتِ الريحُ في الحَوْرِ‏

مرَّ صدى الحزنِ في العُوْدِ‏

مرَّ على قبر قيس‏

زمان قصيُّ‏

وبُحَّ نواحُ الكمانْ! .‏

***‏

حطَّ طيرُ الحمامِ على النبعِ‏

حطَّتْ دموعُ الأرزِّ الحزينةُ‏

في الصبحِ‏

حطَّ على الخبز حزنٌ عتيقٌ‏

وراحتْ تُقَطِّعُ في عَتْمَةِ الليلِ‏

شبَّابتانْ! .‏

***‏

هدهدان على شَجَرِ الوقتِ ينتظرانْ.‏

***‏

غنَّتِ الأمّ في الليلِ‏

غنَّتْ طيورُ الإوزّ البعيدةُ‏

خلفَ البحيراتِ‏

غنَّى حداةٌ كثيرونَ‏

في وَحَشْةِ الدربِ‏

والروحَ صارتْ على شاطئ الصيفِ‏

زاجلةُ السنديانْ! .‏

***‏

قال حزنٌ:‏

سأمضي إلى النايِ أمّيْ‏

لكي أتعلمَّ سِرّ الغناءْ..‏

وقال البكاءْ:‏

سأسألُ أمِّيْ الربابة‏

عن صلواتِ حدادِ المحبيِّنَ‏

والقمحُ قالَ:‏

سأمضي بسنبلةٍ في المساءِ‏

لأقرا السلامَ على العاشقينَ..‏

وطارَ إلى أمِّهِ‏

(شَلْحَةِ البيلسانْ) .‏

***‏

كانَ طفلُ الغيوم يحدقُ‏

في الليل:‏

موّالُ عاشقةٍ في البعيدِ‏

يعودُ وحيداً إلى قبرهِ‏

في الظلامِ،‏

كلامٌ يعيدُ صدى الذكرياتِ،‏

حياةٌ تفتّشُ عن بيتها‏

في النجومِ‏

التي ارتفعتْ كتماثيلَ من ألمٍ‏

وحنانْ! .‏

***‏

هدهدانِ على شَجَرِ الوقتِ..‏

ذكرّني طائرُ النهرِ بالقمحِ..‏

ذكرَّني القمحُ بالحُبِّ..‏

ذكّرني بالليالي الحزينةِ‏

رجعُ المواويلِ‏

حتى بكيتُ كنحلةِ برٍّ على الأقحوانْ!.‏

***‏

هدهدانِ على شَجرِ الوقتِ‏

ينتظرانِ بزوغَ الحمائمِ‏

من صدر ليلى‏

وينتظرانْ!!.