بتـــــاريخ : 9/14/2008 6:38:09 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1441 0


    من أوراق العاشق

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    -1-‏

    خذيني من النايِ آخرةَ المغربِ!‏

    ***‏

    خذيني من النايِ، من حسرةِ النايِ‏

    من شجني في الربابةِ‏

    واسترجعيني من النغمِ المتعبِ!‏

    ***‏

    هنا للعصافيرِ عشٌّ على الغصنِ..‏

    طيرٌ على العشّ يشربُ زقزقةً‏

    من فمِ الذهبِ.‏

    ***‏

    خذيني كما يجمعُ النايُ‏

    سربَ السنونو‏

    ويطلقهُ فوقَ مئذنةِ المغربِ!‏

    -2-‏

    لديني من النايِ‏

    طفلاً يقطّفُ زهرَ الأمومةِ‏

    من شجرِ الحزنِ عند الغروبِ‏

    ويزرعها دمعةً دمعةً‏

    فوق قبرِ المدى!‏

    ***‏

    لديني فقيراً يربّي الحماماتِ‏

    في باحةِ للصلاةِ‏

    ويعزفُ بالناي كيما‏

    يجمّعَ حزنَ النجومِ‏

    ويسكبهُ بالصدى!‏

    ***‏

    لديني مع الصبحِ من شجرِ البرتقالِ‏

    لأمرضَ باللوزِ‏

    بين الندى والندى!‏

    -3-‏

    أغني ليسمعني الصمتُ ما بعدَ‏

    منتصفِ الليلِ‏

    أروي جرارَ المواويلِ بالحزنِ‏

    من نغماتِ كماني!‏

    ***‏

    أغني ليأخذني النومُ‏

    في زورقِ الليل‏

    ثم أفيقُ على الصبحِ ممتلئاً بالأغاني.‏

    ***‏

    أغني لتبقى الصبيةُ زارعةَ اللوزِ‏

    والعشقُ أجملَ‏

    والوردُ أغرسَ شوكاته ساهماً‏

    في بناتي.‏

    -4-‏

    سمعتُ على النايِ قلبي الصغيرَ‏

    يراقصُ كل العصافيرِِ في حقلةِ الأقحوانِ‏

    ويمسكُ عصفورةً ليعلّمها لحنَ أغنيةٍ،‏

    ويطيّرُ طيرَ الأناشيدِ بين حقولِ القصبْ.‏

    ***‏

    سمعتُ على الناي‏

    نأمةَ حزنٍ عتيقٍ‏

    تنوحُ وراءَ سياجِ الخريفِ‏

    فأمسكتها بيديّ‏

    وأطعمتها حبّةً من عنبْ.‏

    ***‏

    سمعت على الناي عاشقةً‏

    تتأمّلُ أيامها عندَ مجرى الغديرِ‏

    فطوّقتها بالغناءِ‏

    وشنشلتها بالذهبْ.‏

    -5-‏

    ينامُ الكمانُ على صدري الحلو..‏

    تغفو نجومٌ مبلّلةٌ (بالموسيقى)‏

    وتغفو ضفائرُ امرأةٍ‏

    فوق كتف الغديرْ.‏

    ***‏

    تنامُ الحمائمُ ثم تطيرُ إلى الهندِ‏

    متعبةً.. متعبهْ.‏

    وينشغلُ القمحُ بالريحِ‏

    ثم يمّوجُ حنطتهُ في حقول الحريرْ.‏

    ***‏

    ينامُ الكناريُّ في العشِّ‏

    منتظراً‏

    أن يهلَّ الهلالُ‏

    وفي ساعةِ البدرِ‏

    يملأ قَريتنا بالصفيرْ.‏

    -6-‏

    أنا الحزنُ‏

    حين تدورُ النواعيرُ‏

    بعدَ الحصائدِ ضائعةً.. ضائعهْ!‏

    ***‏

    أنا الحزنُ‏

    حين تطيرُ الحمامات‏

    فوق سطوح البيوتِ‏

    وتلعبُ أقمارُ صيفٍ‏

    على قريةٍ رائعهْ!‏

    ***‏

    أنا الليلُ‏

    حين تنامُ الكمنجاتُ‏

    في مهدِ أغنيةٍ موجعهْ!‏

    ***‏

    أنا الحبُّ‏

    حين يعضُّ المحبُّ‏

    على كتفيْ قمرٍ أبيضينِ‏

    ليطعمَ تفاحةً جائعهْ.‏

    ***‏

    على شرفةِ البيتِ أجلسُ منتظراً‏

    أن يمرّ الخريفُ‏

    لأجمعَ أوراقَ وحشتهِ‏

    في دفاتريَ الضائعهْ.‏

    ***‏

    ليسَ بيني وبينكِ غيرُ هديلٍ‏

    يردُّ الحمامَ إلى أولِ الروحِ‏

    أبيضَ‏

    مثل زهورِ الحليبِ الشفيفْ.‏

    أنتِ غصنٌ يميلُ على النهرِ‏

    في شجنٍ...‏

    وأنا الريحُ‏

    عمَّرها الحورُ من بحّةٍ‏

    وحفيفْ!‏

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()