بتـــــاريخ : 9/14/2008 6:29:04 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1487 0


    زمان شاغر للروح

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    ظمأٌ يعطشُ كالحنظلِ للمرِّ‏

    وخمرٌ حامضةُ القطرةِ‏

    تستعطفُ كأسَ الموتِ‏

    والروحُ كأمّ ثاكلٍ‏

    تبكي على هذي الحياةْ!‏

    ***‏

    أيُّها الموتُ‏

    هل الريحُ هي المختبرُ الحرُّ‏

    لحزنِ الروحِ؟‏

    أم رجعٌ رثائيٌّ لأجراسِ الفواتْ!؟‏

    ***‏

    أم بكاءٌ ضائعُ المعنى‏

    على تغريبةِ الدنيا المواتْ؟!‏

    ***‏

    جالساً في ركنيَ المظلمِ كالذئبِ‏

    أحاكي جملاً ناقصةً،‏

    والأحرفُ العطشى تآليفٌ مقفّاةٌ‏

    لأحزانِ الكماناتِ‏

    التي ينزفُ منها الحزنُ كلَّ الكلماتْ!‏

    ***‏

    جالساً مثلَ كمانٍ صامتٍ‏

    قربَ ضريحي‏

    أغمضُ الجفنَ على نأمةِ حبّ،‏

    وأباكي زهرةَ الحبرِ‏

    التي تذبلُ كالعادةِ في آخرةِ الليل،‏

    وأصوات الحداةْ!‏

    ***‏

    أيُّها الليلُ‏

    هل الموتُ زمانٌ شاغرٌ للروحِ‏

    في ساعةِ شيخوختها المرّةِ،‏

    أم حزنُ النهاياتِ‏

    التي تعبرُ شطآنَ المغيبْ؟!‏

    ***‏

    أم كاتدرائيّةٌ مشنوقةُ الأجراسِ‏

    في الآحادِ؟..‏

    يرثيها حدادٌ غاربُ الأصداءِ‏

    في يأسٍ‏

    ويعلوها صليبْ!‏

    ***‏

    أيُّها النائي الغريبْ!‏

    ***‏

    لا مواويلَ تُصادي وحشةَ الأيامِ‏

    في معتزلِ الليلِ،‏

    وما النايُ سوى صوتٍ لتحريضِ النحيبْ!‏

    ***‏

    وأنا في وحشتي‏

    لستُ سوى مستوحشٍ‏

    يقرعُ أجراسَ المغيبْ!‏

    ***‏

    تهبطُ العزلةُ عمياءَ على الروحِ‏

    ولا يهرمُ إلاَّ اليأسُ‏

    في شرنقةِ الصمتِ..‏

    غرابٌ آخرٌ والليلُ منأى الملكوتْ.‏

    ***‏

    وأنا الصامتُ كالمصحفِ في حزنٍ أموتْ!‏

    ***‏

    لكأني ناسكٌ لليلِ في محرابهِ المهجورِ‏

    قلبي راضيٌ بالموتِ في سكرٍ حزينٍ‏

    ومراثي وحشتي مشنوقةٌ‏

    في مشهدِ الليلِ..‏

    وآلامي مدلاّةٌ بشؤمٍ في رُهَابِ الكهنوتْ.‏

    ***‏

    وكأني كاهنُ اليأسِ‏

    الذي نصّبهُ الحزنُ شقيقاً للتماثيلِ‏

    التي تلبسُ قمصانَ السكوتْ.‏

    ***‏

    ظمأٌ يعطشُ كالحنظلِ للمرِّ‏

    وحزنٌ (أسودٌ)‏

    يرضعُ دمعَ البشرِ العزّلِ كالجرذانِ..‏

    والليلُ لباسُ المفردينْ!‏

    ***‏

    وأنا الداشرُ في بريّةِ الأيّامِ‏

    أبتاعُ التقاويمَ التي خالفها الوقتُ‏

    فشاختْ في ليالي اليائسينْ!‏

    ***‏

    لكأنَّ الريحَ ليستْ غير‏

    نشدانِ مزاميرِ المراثي،‏

    والنواعيرَ التي تنهبُ وقتاً يائساً‏

    غير لهاثِ الضائعينْ!‏

    ***‏

    وأنا في ملكوتي‏

    لستُ إلاَّ آدم المشنوق‏

    في وقتِ غروبِ الشمس،‏

    والراثي لحزنِ العالمينْ

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()