خلق بيئة عمل متزنة ومحافظة على قدرتها للعمل هو في المقام الأول والأخير ملقى على عاتق المدير. وإن توفير المادة والمميزات للموظف شيء مهم ولكن الأهم والذي ينطلق منه الموظف هي بيئة العمل المتزنة والصحية والتي تتواجد إن وجد القائد الصحيح في المكان الصحيح ، هناك عدة وسائل للحصول على هذه البيئة الصحية والمحفزة للعمل ومنها نموذج برايد (BRIDE) والذي نضع الخطوط العريضة منه بين أيديكم عسى أن تتحقق الفائدة منه لكل من يبحث عن النجاح والتميز في العمل الإداري .
P. Provide positive environment
R. Recognize, reward individual efforts
I. Involve everyone
D. Develop the potential of your work
E. Evaluate managers and bosses
1- توفير بيئة العمل الايجابية Provide positive environment
بيئة العمل هي من أهم وأكثر الأمور تأثيراً على رضي الموظف ، والقوانين الصارمة في بيئة العمل والتي قد توحي للموظف بأنه غير جدير بالثقة أو سلب الموظف من الامتيازات وغيرها قد تساهم في تكوين بيئة مليئة بالمشاحنات والطاقات السلبية ، ومن الطريف أنه في بعض البنوك العالمية تم إعطاء الموظفين مميزات ليست فقط لهم بل لعائلتهم وأصدقائهم واتجه البنك إلى مرونة أكثر مع الموظفين مما نتج عن حب الموظف للبقاء في العمل والعمل بجهد أكثر.
ومقارنة مع أغلب بيئات العمل وخاصة الجهات الحكومية فإننا نجدها صارمة تسلب الموظف حقوقه وتغلب عليها طابع الشلل وما هى النتيجة؟ شكوى المدراء وأحيانا الوزراء من تسيب الموظفين ، هذه طبيعة بشرية محواها أن الشخص الذي سلب حقه يعوضه بأخذ حقه بأي طريقة وغالبا ما تكون عدم الاكتراث.
2- التقدير والمكافأة Recognize, reward individual efforts
الطبيعة البشرية دائما تحتاج إلى التقدير سواء المادي أو المعنوي ولهذا فإن المكافأة تؤدي لجذب العقول والطاقات والعكس قد يحدث إذا انعدم التقدير أي قد تهرب العقول والطاقات.
وهذه ابسط طريقة قد يتبعها المدير الناجح لحث وتشجيع الموظف وأحيانا لا تكلف شيء. فكثير من الشركات العالمية تطبق نظام التقدير والمكافأة والنتيجة كانت اتساعها عالميا ، وعلى سبيل المثال طبقت إحدى شركات المعدات في أمريكا نظام اخذ نسبة من الأرباح للموظفين مما شجع الموظفين على العمل بجد لأخذ مكافأة اكبر. ومثال آخر من دبي، ففي الدائرة الاقتصادية يطبق نظام المكافأة والتقدير وفي إحدى زياراتي وجدت على اللوحة أسماء الموظفين المتميزين الذين بذلوا جهود رائعة بالتالي تم تكريمهم والنتيجة جوده عالية في الخدمة والأداء.
وعلى العكس فإنه في بعض الوزارات نجد أن الموظف ينتظر كلمة شكرا لمدة سنين ولا يسمعها وكيف كانت النتيجة؟ استهتار الموظف في العمل لأنه يعرف انه سواء عمل أو لم يعمل لن يقدر أو يكافأ !
3- أشركهم في العمل Involve everyone
الإدارة الناجحة هي التي تشرك الموظفين في وضع خططها فاغأب الخطط تنتج عن أفكار واقتراحات. فهذا يحسس جميع الموظفين بالانتماء ويجعلهم أكثر حرصاً على تطبيق مقترحاتهم.
مثال على ذلك : شركة سوني والتي تعتبر من أشهر الشركات التي تطبق هذا النظام. فكثير من الإبداعات والأفكار التي تنطبق هي من أفكار موظفيها سواء الفنيين أو الإداريين. فهذه الشركة تحث الإداريين على إرسال أفكارهم الإبداعية لإنتاجها. وكذلك الحال في كثير من دوائر دبي. ومقارنة هذه الإدارات المرنة مع كثير من إدارات الوزارات نجد هناك الكثير من المبدعين ولكن يقتلهم شيئين الأول إن أفكارهم ستنسب لغيرهم والثاني منع الإدارة لتطبيق الأفكار البناءة وهذا إما لتعارضها مع مصالحهم أو لخوفهم بتغلب أفكار موظفيهم على أفكارهم.
4- طور القوة العاملة الممكنة Develop the potential of your work
عند الكثير من العاملين فان أهمية اكتساب المهارة الجديدة توازى أهمية جني المال. ففي كثير من الحالات نجد تنقل الأشخاص من وظيفة إلى أخرى وهذا ليس فقط بحثا عن المميزات بل بحثا عن اكتساب خبرات جديدة فهؤلاء قد يجدوا وظائف بنفس الراتب والمميزات ولكنهم يقبلونها لاكتساب مهارات جديدة. فمن الضروري أن تمنح الموظفين فرصة بأن يطوروا أنفسهم ويحاولوا اكتشاف مهارات جديدة.
5- تقييم المدراء والمسئولين Evaluate managers and bosses
من المهم أن يشعر الموظف بالرضي الوظيفي وهذا له طرق كثيرة منها الشعور بالأمان أي انه لن يحاسب وحده ولن يلام وحده على الأخطاء بل مسئوله أو مديره أو رئيس فريقه سيحاسب. فالمدير أو المسئول المحاسب هم أكثرهم إنجازاً وهذا لخوفهم من المحاسبة إذا فشلوا. ولأكون صادقاً معكم فأنا لم أخض هذه التجربة سوى مرتين في حياتي، الأولى عندما طلب منى تقييم أساتذتي في الكلية وبعد كل تقييم نجد تحسن وتطور في أداء الأساتذة والذي رجع علينا بالنفع في تلقى العلم والمعرفة. والمرة الثانية كانت أفضل عندما عملت في شركة خاصة بحيث يكون تقييم الموظفين للمدراء وزملائهم فنتائجه مذهله وهذا الذي جعل هذه الشركة تحتل المرتبة الثالثة في سوق المنافسة مع شركات عالمية.
ولأسف ينعدم التقييم في الجهات الحكومية، فأي تدنى في مستوى الأداء يشار بإصبع الاتهام للموظف ، أحيانا أتساءل كيف سيكون أداء الوزارات لو طبق نظام التقييم والمحاسبة ؟