بتـــــاريخ : 9/11/2008 5:35:19 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 3131 0


    رحلة مع ابواب قاهرة المعز .......!!!!!!!

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : ابن طيبة | المصدر : www.egyptsons.com

    كلمات مفتاحية  :
    تاريخ رحلة ابواب القاهرة المعز

    هذه هي ابواب القاهرة التي قد نكون سمعنا عنها و قد نكون لم نسمع شيء عن بعضها

    باب زويلة
    باب النصر باب الفتوح‏
    الباب الأخضر
    باب البحر باب التوفيق
    الباب الجديد
    باب الشعرية
    باب البرقية
    باب الحسينية
    باب الخلق
    باب السلسلة
    باب الغوري
    باب الوزير باب خان الخليلى
    باب الفرج باب قايتباى


    باب زويلة

    (485‏ هجرية ـ‏1092‏ ميلادية‏) ويعرف باسم بوابة المتولي ويتكون من كتلة بنائية ضخمة عرضها‏25.72‏ متر وعمقها‏25‏ مترا وارتفاعها‏24‏ مترا عن المستوي الاصلي للشارع‏,‏ ويتكون الباب من برجين مستديرين يبرز ثلث الكتلة النباتية خارج السور ويتوسط البرجين ممر مكشوف يؤدي الي باب المدخل ويرتفع البرجان الي ثلثي الارتفاع في بناء مصمت ويأتي في الثلث العلوي من كل منهما حجرة دفاع يغطيها قبو طولي يتقاطع مع قبو عرضي .

    باب النصر ‏

    (480‏ هجريةـ‏1087‏ ميلادية‏)‏وهو من العمائر الحربية الفاطمية ويتكون من كتلة ضخمة من البناء عرض واجهتها‏24.22‏ متر وعمقه‏20‏ مترا وارتفاعه‏25‏ مترا ويتكون الجزء البارز من برجين مربعين بينهما ممر مكشوف يؤدي الي باب المدخل‏,‏ يرتفع كل برج من البرجين الي ثلثي الارتفاع الكلي في بناء مسمط أما الثلث العلوي فعبارة عن حجرة دفاع لها سقف يغطيه قبة ضحلة وبجدران الحجرة فتحات لرمي السهام وقد زخرفت نهاية ثلثي البرج بمجموعة من الصور والدروع المنحوتة البارزة‏,‏ ويتوج فتحة الباب عقد مسطح يعلوه نص تأسيسي بالخط الكوفي من ثلاثة سطور نص‏(‏ بسم الله الرحمن الرحيم ـ لا اله الا الله وحده لاشريك له محمد رسول الله ـ علي ولي الله ـ صلي الله عليه وعلي الائمة من ذريتهم أجمعين‏)‏
    في عهد الحملة الفرنسية أدخلت تعديلات جوهرية علي باب النصر لتوسيع فتحات مزاغل السهام في حجرتي الدفاع بحيث تصبح من الخارج أكثر اتساعا من الداخل لاستعمالها في الضرب بالمدافع بدلا من السهام‏,‏ ويتميز باب النصر بوجود أقراص مستديرة علي ارتفاع ستة مداميك تشكل اطراف أعمدة رخامية رابطة وضعت افقيا بعرض الجدران حتي تزيد من متانة البناء‏.‏

    باب الفتوح‏

    (485‏ هجرية ـ‏1092‏ ميلادية‏)‏ انشيء هذا الباب بأبراجه من الحجر الجيد النحت ويبلغ عرض الكتلة البنائية‏22.85‏ متر وعمقها‏25‏ مترا وارتفاعها‏22‏ مترا وتبرز ثلث الكتلة البنائية خارج الأسوار أما الثلثان الباقيان فيقعان داخل المدينة الثلث العلوي من البرجين المصمتين عبارة عن حجرة دفاع مزودة بمزاغل لرمي السهام وسقف الحجرتين عبارة عن اقببة متقاطعة‏,‏ ويعلو فتحة المدخل اطار حجري بارز علي شكل عقد يفصل من عقد الدخله وواجهة المباني وبها أماكن لتكشف الواقف عند الباب من المهاجمين لسهولة رميهم بالسهام والحراب والمواد الكاوية والمصهورة والسوائل المغلية وهو يشبه مثيله في باب النصر وباب زويلة‏.‏

    الباب الأخضر

    هو كتلة من البناء بالحجر المنحوت ، عرضها نحو 6.65 أمتار وارتفاعها 5.85 أمتار، توازى الواجهة الجنوبية الغربية لمشهد الحسين قرب الناصية الجنوبية لحجرة الضريح ، وكان يسمى قبل ذلك ( باب الحسين ) حسب ما أثبتته خريطة الحملة الفرنسية ، وهذا الباب هو الأثر الفاطمى الوحيد الباقى من مشهد الحسين ، الذى بنى ليحتوى على رأسه المحفوظ فى صندوق من الفضة ، وشيد جامع بجواره حسب أقوال ابن جبير ، الذى زار مصر فى سنة572 هـ ( 1184 م ) وتم ذلك عقب نقل الرأس من مشهد الحسين فى عسقلان ، ووصوله إلى القاهرة فى 8 جمادى الآخرة 548 هـ ( 1153) . لإنقاذه من الوقوع فى أيدى الإفرنج الذين كانوا يهددون المدينة .
    وفتحة المرور فى الباب الأخضر عرضها يقرب من مترين وارتفاعها نحو مترين ونصف . ووضعت الفتحة داخل حشوة عريضة عالية ، يتوجها عقد مدبب ، وفوق فتحة الممر وضعت حشوة على هيئة شباك مسدود ، لها عقد ذو حليات من نوع كان منتشراً فى العمائر الفاطمية , وإلى الجانب الأيسر من عقد الحشوة الكبرى وضعت سرة محفورة فى الحجر تملأ دائرتها الوسطى زخارف هندسية مفرغة فى الحجر ، فى دقة واتقان تامين .
    ورصت حولها فصوص نصف دائرية عميقة ، وزخارف نباتية من الطراز الفاطمى الأصيل ، وتماثلها سرة أخرى إلى يمين العقد .
    ويتوج كتلة الباب الأخضر بقايا سياج من ضلوع ، تتشابك فى وحدات هندسية صنعت من الجص ، وضع بين بقايا هذا السياج لوح حفرت عليه كتابة تسجيلية ذكر فيها تاريخ بناء المئذنة الأيوبية ، التى شيدت فوق كتلة الباب الأخضر ، وذلك فى شهر شوال سنة 634 هـ ( 1237م ) والتى لازال جزؤها المربع الأسفل باقياً .


    باب البحر

    أطلق هذا الاسم على بابين : أحدهما باب من أبواب القصر الفاطمى الشرقى الكبير والثانى باب من أبواب الأسوار الأيوبية لمدينة مصر عاصمة الديار المصرية .
    باب البحر من أبواب الأسوار الأيوبية لمدينة مصر العاصمة فقد سمى بذلك الاسم لقربه من النيل ، وبقيت آثاره حتى سنة 1847 م ، ثم تم هدمه بأمر محمد على ، ولم يبق منه شئ ، وكان باب البحر هذا أحد بابين جعلا فى جزء من السور الشمالى ، الذى شيد فى العصر الأيوبى أيام صلاح الدين بعد توليه السلطنة ليحمى العاصمة ، وليكمل امتداد سور حصن القاهرة الشمالى نحو الغرب ، بين ناصية الحصن الشمالية الغربية ، وبين قلعة المقـس . وشيد باب البحر والباب الآخر ، وهو باب الشعرية فى ذلك القطاع من السور ، فى سنة 572 هـ ( 1174 م) على يد الخصى بهاء الدين قراقوش وزير صلاح الدين ، الذى هدف من ذلك إلى أن يحيط العاصمة كلها ، بما فيها من أحياء ، مثل القاهرة أو حصن الفاطميين والفسطاط والعسكر والقطائع ، وما استجد حولها وبينها من أحياء فى غرب القاهرة حتى ساحل النيل الشرقى .


    باب التوفيق

    هو أحد أبواب القاهرة الفاطمية ، ومن الواضح أن الباب كان فى الضلع الشرقى للحصن ، وهو احد أضلاع السور الذى بناه إما جوهر الصقلى أو بدر الجمالى ، وكان يظن أن آثاره فى الجهة الشرقية قد اختفت واندثرت تماماً ، ولكن كشفت الصدفة عن ذلك الباب أثناء عمليات إعداد منطقة من الأرض تقع إلى الشرق من مبانى الأزهر والجامعة الأزهرية الحالية .
    ويفصل سور صلاح الدين عن باب التوفيق فى هذه الجهة الشرقية من القاهرة مسافة حوالى 25 متراً هى التى أطلق عليها المقريزى ( بين السورين ) وكان يقابلها من الجهة الأخرى فى غرب القاهرة مسافة تماثلها كانت معروفة أيضاً باسم بين السورين .
    وباب التوفيق شيد بالحجر المنحوت ، وهو مجرد باب ذى قبو من الحجر يحيط بعقدة من الخارج عقد آخر أكبر منه ، ويفصل العقدين عن بعضهما فى الجزء العلوى شق مستعرض يصل على أرضيته بحيث يكشف الواقف على السطح من يحاول اقتحام الباب ودخوله ، ويمكن ضربه بالسهام والحراب وإسقاط الأحجار والمراد الملتهبة فوق رأسه . فهو بذلك يماثل ما فى باقى الأبواب التى شيدها بدر الجمالى . وعلى قمة واجهة عقد فتحة الباب لوح من الحجر حفر عليه بالخط الكوفى اسم باب التوفيق ، وإن تاريخ البناء هو 480 هـ ( 1085 م ) .


     
    الباب الجديد


    اسم يطلق على بابين من أبواب الحصون والقلاع فى العصر الإسلامى فى مصر ولا يزالان موجودين حتى الآن : أحدهما يرجع إلى نهاية العصر الفاطمى أى حوالى 567 هـ ( 1170 م ) ، والآخر حديث نسبياً إذ شيد فى عصر محمد على .
    أما القديم فيوجد فى السور الشرقى لمدينة القاهرة ، وهو السور الذى شيده صلاح الدين بن أيوب ، عندما كان وزيراً للخليفة العاضد الفاطمى ويوجد الباب على مسافة 150 متراً إلى الجنوب من الناصية الشمالية الشرقية للمدينة وهى الناصية التى شيد عندها برج الظفر .
    وتصميم الباب الجديد الفاطمى الذى بناه صلاح الدين من نوع الباشورة الذى يمتاز بابتكارات معمارية تجعل له حصانة كبيرة ، وذلك بسبب وضع انعطافات عدة فى طريق دخول من يحاول اقتحام باب الحصن أو القلعة وينتشر نوع الباشورة فى الديار الشامية فى العصر الأيوبى للدفاع عن تلك البلاد أمام هجمات الصليبيين .
    ويتكون الباب الجديد من برجين بارزين عن وجه السور : أحدهما كبير متعامد الأضلاع ، والآخر صغير مسقطه أكبر قليلاً من نصف دائرة . وفى كل من ناحيتى البرج المربع دعامة مسقطها من ثلاثة أرباع دائرة . ويحتوى البرج المربع فى داخله على رحبة مربعة صغيرة للمدخل وفى كل من الجدارين الشمالى والشرقى شق لرمى السهام على من يحاول عبور الخندق المحيط به .

    باب الشعرية

    عرفت بهذا الاسم نسبة إلى طائفة من البربر ، يقال لهم بنو الشعرية ، وهو أحد بابين كانا فى جزء من السور الشمالى الذى شيده بهاء الدين قراقوش وزير السلطان صلاح الدين الأيوبى .
    وكان ذلك الجزء من السور الشمالى به باب البحر وباب الشعرية ، وكان يمتد بين الناصية الشمالية الغربية لحصن القاهرة الفاطمى ، وبين قلعة المقس التى بنيت عند ضفة النيل فى ذلك الوقت وكان موضعها مجاوراً لجامع أولاد عنان الحالى فى مكان جامع المقس الذى كان قد شيده الحاكم بأمر الله .
    بقى باب الشعرية حتى سنة 1884 فقد سجل فى كراسة لجنة حفظ الآثار العربية فى تلك السنة أن أجزاء منه كانت باقية ، ومنها لوحة بالخط الكوفى ، كما شوهد رسم نسر محفور على حجرين من الأنقاض ، وكان النسر رنكاً ( أى شارة ) لصلاح لدين الأيوبى . ولازالت المنطقة حول الباب تسمى بباب الشعرية كما عرف به ميدان كبير .


    باب البرقية

    أنشأه جوهر القائد عام 359 هـ عندما أقام السور الأول وعرف بعد ذلك باسم باب الغريب غير أنه هدم عام 1936 ثم أنشئت مكانه جامعة الأزهر .
    أما باب البرقية الثانى : فقد أنشأه صلاح الدين الأيوبى عام (569 هـ - 1184 م ) فى سور القاهرة الشرقى المشرف على الصحراء الشرقيةبهدف توسيع القاهرة من الجهة الشرقية .

    باب الحسينية

    أقيم على رأس الطريق الموصل من باب الفتوح لميدان الجيش المعروف الآن بشارع الحسينية وشارع البيومى وقد هدم هذا الباب عام 1895 م .


    باب الخلق
    كان على رأس الطريق الموصل من باب زويلة لميدان باب الخلق المعروف الآن بشارع تحت الربع وقد أنشئ هذا الباب أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب عام ( 639 هـ - 1241 م ) وكان أسمه أول الأمر باب الخرق وكان يفتح عليه ميدان باب الخلق ولكن لاستهجان كلمة الخرق وحيث أن هذا الميدان كان يمر به كثير استبدلت مصلحة التنظيم فى عهد الخديوى إسماعيل هذه الكلمة وسمى بميدان باب الخلق والذى يعرف الآن بميدان أحمد ماهر .


    باب السلسلة بقلعة الجبل

    يعرف اليوم بباب العرب ويطل على قلعة الجبل ، له مئذنتان كبيرتان ، وعرف قديماً بباب السلسلة وباب الأصطبل .


    باب الغوري

    يقع هذا الباب في منتصف سوق خان الخاليلى وهو موجود حتى الآن على حاله وبنقوشه وكتاباته مقل ( أمر بإنشاء هذا المكان المبارك السلطان الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغورى عز نصره ) وهو باب شاهق مرتفع يحلى عقده بمقرنصات أحيطت بزخارف وقد غطى بمقرنصات جميلة تنتهى بطاقية بها لفظ الجلالة .


    باب الوزير

    أحد أبواب القاهرة الخارجية فى سورها الشرقى الذى أنشأه صلاح الدين ويقع فى المسافة الواقعة بين الباب المحروق وبين قلعة الجبل . قتحه الوزير نجم الدين محمد قلاون عام ( 842 هـ - 1341 م ) لذلك عرف بباب الوزير وإليه ينسب شارع الوزير وقرافة باب الوزير وهو لا يزال قائماً حتى الآن .


    باب خان الخليلى

    فى عام ( 917 هـ - 1511 م ) أراد الأمير سيف الدين جركس الخليلى فى عصر الملك الظارهر برقوق فى القرن الرابع عشر أن ينشئ خاناً ، فوقع اختياره على بقايا مقبرة الزعفران ثم جاء اليلطان الغورى فأمر بهدم الخان وإعادة بنائه وأنشأ فيه الحوانيت ويعرف اليوم بوكالة القطن .
    وعلى الرغم من التغييرات التى طرأت على الخان فلا يزال مدخله العظيم على حاله بنقوشه وكتاباته وقد قام الغورى بإنشاء بوابتين كبيرتين حافلتين بالزخارف ولا يزال اسم الغورى وألقابه باقياً حتى الآن .


    باب الفرج
    ليس له أثراً حالياً ولكنه كان يقع فى سور القاهرة الجنوبى عند القاعة التى بها الضريح الذى يسمى مقام الست سعادة الكائن فى الزاروية القبلية الغربية لمبنى مديرية الأمن بميدان أحمد ماهر .


     
    باب قايتباى


    أقيم عام (899 هـ - 1494 م ) يقع فى نهاية شارع السيدة عائشة من الجهة القبلية يقال له باب قايتباى لأن الملك الأشرف قايتباى هو الذى جدد الباب الحالى وقد سُمى أيضاً بباب السيدة عائشة .


    (وجب التنويه ان الموضوع بالطبع كمعظم مواضيعي في القاعة التاريخية موضوع بحثي يعتمد علي كتب تاريخية لاساتذة في التاريخ و كذلك بعض مواقع النت التي استقي منها معلوماتي)

    بداية القصة

     
    لماذا سميت بالقاهرة


    كانت الشمس قد أوشكت على المغيب على ضفاف مجري النيل، بعد أن استغرقت عملية العبور الفضاء بجوار المقطم من الصبح حتى العصر، ولم يدع القائد جوهر الصقلي فرصة لجنوده للراحة، وأمر بان يختط على الفور عاصمة جديدة تليق بالخلفاء الفاطميين الذين خططوا للسيطرة على المغرب والمشرق وحكم العالم.
    وعلى عادة أهل ذلك الزمان، استخار جوهر بعض المنجمين المغارة، وطلب منهم أن يراقبوا طوالع النجوم ليختاروا طالعا ذا فأل حسن لبدء عملية بناء العاصمة الجديدة، ومن أجل ذلك نصت أعمدة خشية حول دائر المكان، وعلقت بيت تلك الأعمدة حبال تتدلى منها أجراس صغيرة.
    وبينما كانوا المنجمون يرقبون السماء، حط غراب على الحبال الممتدة، فتحركت الأجراس مصادفة، وبدأ الحفارون والبناءون عماليتهم على الفور .. وعندئذ صار المنجمون الذين أخذوا بهذه المفاجأة غير المتوقعة وقالوا: "القاهرة في الطالع" .. "القاهر" هذا هو كوكب المريخ أو "قاهر الفلك" كما يسميه الفلكيون العرب ومن هنا جاءت تسمية المدينة الجديدة باسم "القاهرة".

    ثلاث عواصم إسلامية .. قبل القاهرة

    في سنة 640 م دخل نور الإسلام إلى مصر على يد عمرو بن العاص الذي اقتحم بجيشه " حصن بابيلون" حيث كانت تعسكر القوات الرومانية،. وبالقرب من هذا الحصن المنيع الذي يقع حاليا بحي "مصر القديمة " أنشأ عمرو مدينة "الفسطاط" لتصبح أول عاصمة لمصر الإسلامية.
    وفي سنة 750 م استولى العباسيون على مصر وقتلوا "مروان بن محمد" آخر الخلفاء الأمويين، وكان قد لجأ إلى مصر هربا منهم بعد أن استولوا على ملكه. وأنشأ العباسيون عاصمة جديدة لمصر أسموها "مدينة العسكر".
    وفي سنة 870 م أنشأ "أحمد بن طولون" أول من حكم مصر من الأتراك، عاصمة أخرى أطلق عليها اسم "القطائع".
    وكانت هذه العواصم الإسلامية الثلاث مدنا متقاربة تكاد حدودها تتداخل وتتلامس، وإن كانت جميعها بلا أسوار ولا تحصينات، إلى أن وصلت جيوش المغاربة الفاطميين إلى مدينة "الجيزة" التي تقع على الضفة الغربية للنيل في مواجهة تلك العواصم الإسلامية الثلاث التي تقع جميعها على الضفة الشرقية المقابلة.

    كيف بدأ بناء القاهرة..؟

    عبر الجيش الفاطمي مجرى النيل بقيادة "جوهر الصقلّي" واستولى بسهولة على العواصم الثلاث. وكان ذلك في 17 شعبان سنة 358 ه الموافق 6 يوليو 969م.
    وعسكرت الجيوش الفاطمية الغازية في الأرض الفضاء الواسعة التي يشرف عليها جبل المقطم في الشرق، ويحدها من الغرب مجرى مائي متفرع من النيل اسمه "الخليج المصري" كان يصل ما بين العواصم المصرية الإسلامية ومدينة القلزم (السويس) على البحر الأحمر وقرر جوهر أن يبدأ على الفور بناء العاصمة الجديدة - الرابعة - لمصر، وإذا كان البعض يتشكك في قصة الغراب التي حددت الموقع الذي يبني فيه العاصمة الجديدة، فإن هناك رواية أخرى يذكرها بعض المؤرخين حول اسم مدينة القاهرة، فيقولون إن اسم المدينة كان "المنصورية". وذلك تيمنًا باسم مدينة المنصورية التي أنشأها الخليفة الفاطمي المنصور بالله - والد الخليفة المعز لدين الله - بجوار مدينة "القيروان". غير أن الخليفة المعز غيّر هذا الاسم إلى "القاهرة" حين سمع حكاية الكوكب القاهر الذي طلع بسماء المدينة لحظة البدء في بنائها.

    قاهرة المعز

    كانت القاهرة أيام المعز لدين الله مدينة ملكية عسكرية لا يسكنها إلا الفاطميون وجيوشهم.. كانت عبارة عن معقل حصين يسكنه الخليفة وحريمه وأسرته وجنوده ورجال دولته، وأهم مبانيها القصر الكبير والقصر الصغير، وكانا مخصصين للخليفة، وتقع بينهما منطقة "بين القصرين" التي خلدها نجيب محفوظ في أهم رواياته. بالإضافة إلى قصور أخرى أقل فخامة كانت مخصصة للأمراء وقادة الجيوش ومعسكرات الجنود.
    وكانت مساحة المدينة لا تتجاوز 340 فدانًا.. منها 70 فدانًا لقصري الخليفة و35 فدانًا كحدائق وبساتين و35 فدانا للشوارع والميادين.. أما المائتا فدان المتبقية فقد وزعت على قبائل زويلة والبرقية والأورام وغيرها من القبائل التي كانت تتألف منها جيوش الفاطميين.
    وبطبيعة الحال فقد كان أهم مباني القاهرة على الإطلاق هو الجامع الأزهر. وكانت تحيط به وتجاوره بعض الدور المخصصة لدواوين الحكومة وخزائن المال والسلاح. وكان يحد المدينة من جوانبها الأربعة سور مبني بالطوب اللبن، أقيم في كل ضلع من أضلاعه بابان كبيران مبنيان بالحجر.
    ولم يكن مسموحًا لأبناء الشعب المصري بدخول مدينة القاهرة إلا بعد الحصول على إذن أو تصريح خاص. كما لم يكن مسموحا لأبناء للسفراء والمفوضين الأجانب بدخول المدينة راكبين خيولهم. وكان عليهم أن يترجلوا ويسيروا على أقدامهم في حراسة جنود الجيش الفاطمي.

    زحف الشعب المصري إلى القاهرة

    ولكن قبل أن يكتمل قرن من الزمان على بناء القاهرة، ساءت جميع أحوال الدولة الفاطمية في مصر، وسقطت أسوار المدينة المبنية بالطوب اللبن تحت زحف حركة العمران التي بدأها أبناء الشعب المصري الذين أقاموا مساكنهم حول كل جانب من جوانب المدينة، واختطوا الشوارع والدروب والحواري داخل المدينة وخارجها.
    أما الخليفة الفاطمي المستنصر، فقد أصبح يعيش حياة تعسة شقية، وأصبح فقيرًا لا يجد ما يقتات به سوى رغيفين من الخبز كانت تتبرع بهما كل يوم امرأة فاضلة هي ابنة أحد العلماء المصريين. وانتهى الأمر بهذا الخليفة إلى استدعاء العبد الأرمني "بدر الجمالي" الذي كان يحكم سوريا، ليتولى حكم مصر وتخليصها من الكروب والفاقة التي كانت تعانيها.

    أبواب جديدة لمواجهة الخطر

    انصلحت أحوال القاهرة والقاهريين بتولي "بدر الجمالي" حكم البلاد، فقد خفت حدة وباء الطاعون الذي كان يعصف بالأرواح، وبدأت أسباب المجاعة التي شاعت في البلاد تزول رويدًا رويدًا.. كما ازدادت في الوقت نفسه سبل المخاطر التي بدأت تحيط بمصر وتهددها.
    ومن الإصلاحات التي أجراها بدر الجمالي سماحه لأهل مصر وأبناء شعبها بدخول القاهرة بلا إذن أو تصريح "! ".. بل وسمح لهم أيضًا بأن يقيموا بيوتهم ومساكنهم وحوانيتهم داخل حدود المدينة.. كما قام بتعمير منطقة داخل القاهرة يطلق عليها الآن "حي الجمالية" أقام فيها عدة بيوت وفنادق ووكالات تجارية، كما وسع حدود المدينة شمالاً وجنوبًا.
    وحتى يستكمل بدر الجمالي تحصينات المدينة لمواجهة الأخطار التي بدأت تهددها، أقام أسواراً حولها مبنية بالطوب اللبن، كما استدعى ثلاثة من المهندسين الأرمن، وطلب منهم أن يصمموا للقاهرة أبوابًا مبنية بالحجر تؤدي دور الحصون الحربية.
    وقام كل واحد من هؤلاء المهندسين الأرمن بتصميم باب ضخم يختلف - هندسيا - عن تصميم البابين الآخرين. وقد اختفى هذا السور الآن وزالت آثاره. أما الأبواب الثلاثة فما زالت باقية حتى الآن.. وهي باب الفتوح وباب النصر في شمال المدينة، وباب زويلة في جنوبها. وتعتبر هذه الأبواب الثلاثة - من الناحية المعمارية - من أعظم التحصينات الحربية في مصر الإسلامية، كما تعتبر فريدة في نوعها ولا مثيل لها في كل المدن والدول الإسلامية أو ذات الطابع الإسلامي.

    أسوار صلاح الدين الأيوبي

    في سنة 566 ه - 1170م كان صلاح الدين الأيوبي وزيرًا للخليفة الفاطمي "العاضد". وكانت الأخطار التي تحيط بمصر والشام قد ازدادت بدرجة لا يمكن الاستهانة بها أو إغفالها، وذلك بسبب الحملات الصليبية التي كانت تشنها الدول الأوربية على المنطقة حملة وراء أخرى.
    شعر صلاح الدين بحسه الحربي اللماح بضرورة تحصين القاهرة ضد أي خطر محتمل، فأمر بترميم السور "اللبني" الذي أقامه بدر الجمالي بعد أن أصبح هذا السور في حالة سيئة. وفي سنة 1176 م بعد أن أصبح صلاح الدين الأيوبي سلطانًا على مصر، أدرك بخبرته التي اكتسبها من حملاته العسكرية الشهيرة في الشام، أن حماية القاهرة تستوجب إقامة المزيد من التحصينات المنيعة، فأمر وزيره "بهاء الدين قراقوش"، ببناء سور ضخم متين مبني بالأحجار وليس من الطوب اللبن، على أن يحيط هذا السور بكل أرجاء مدينة القاهرة وما ألحق بها من بقايا العواصم المصرية السابقة (الفسطاط والعسكر والقطائع).
    وكان هذا السور يعتبر بحق واحدا من أضخم أعمال العمارة الحربية الإسلامية التي أقيمت في مصر، حيث كان يبدأ ببرج مقام على شاطئ النيل بمنطقة "المقس" وينتهي ببرج آخر أقيم أيضا على شاطئ النيل بمنطقة الكوم الأحمر بالفسطاط.. ثم يدور السور ليحتضن كل أرجاء القاهرة وملحقاتها.
    تطلب البناء آنذاك أن تكون لدى البنائين مئات الآلاف من قطع الأحجار المستوية الجاهزة للبناء الفوري. ومن أجل توفير هذه الكميات الضخمة من الأحجار، أمر الوزير "قراقوش" بفك أحجار مجموعة من المعابد الفرعونية والأهرام الصغيرة الواقعة بمنطقة الجيزة، وكان يتم نقلها عبر النيل إلى الضفة الشرقية، ثم تنقل برًا إلى مواقع البناء المطلوبة.
    ومن الغريب أن طريقة الاعتماد على أحجار المنشآت الفرعونية القديمة في إقامة وبناء المنشآت الإسلامية في مصر، قد أصبحت طريقة سهلة شائعة.. فقد اعتمد عليها بدر الجمالي في بناء أبواب القاهرة الثلاثة الشهيرة. كما اعتمد عليها من قبل الخليفة الحاكم بأمر الله في بناء جامعه الشهير .. ويستطيع الزائر المدقق - الآن - أن يرى بوضوح على واجهة بعض أحجار هذه المنشآت الإسلامية نقوشا فرعونية ما زالت محتفظة بألوانها التي قاومت عوادي الزمن عبر آلاف السنين.
    ومازالت أجزاء كثيرة من هذا السور الحجري الضخم باقية حتى الآن.. كما زالت أجزاء كثيرة أخرى واندرست بسبب قيام بعض أهالي القاهرة في عصور تالية بفك الكثير من أحجار هذا السور لاستخدامها في بناء بيوتهم في الأحياء المتاخمة للسور والتي تحيط بجوانبه.

    قلعة صلاح الدين بالقاهرة

    وفكر صلاح الدين الأيوبي أيضا في بناء أول قلعة في مصر الإسلامية لتحصين القاهرة باعتبارها قلب الدولة وحمايتها من كل خطر محتمل.. على أن تكون تلك القلعة محور، يربط أسوار القاهرة وتحصيناتها.
    وخرج صلاح الدين في صحبة بعض من حرسه وجنده لاختيار مكان بناء القلعة، حتى وصل إلى سطح جرف مرتفع ومتصل بجبل المقطم، ويشرف على مدينة القاهرة وملحقاتها كما يشرف على النيل والجبل.. وفي هذا المكان نفسه كانت توجد "قبة الهواء" وهي استراحة بناها "حاتم بن هرثمة" أحد ولاة مصر في فجر إسلامها.. وفي قبة الهواء هذه استراح الخليفة المأمون (العباسي) حين جاء إلى مصر عام 217 ه - 832 م.
    وقرر صلاح الدين أن تقام قلعته في ذلك المكان الفريد لتكون مقرًا للحكم ومركزا للدفاع عن الدولة.. وظلت القلعة تؤدي هذا الدور في كل العصور الإسلامية التالية على عصر صلاح الدين حتى عصر محمد علي وعصر الخديو إسماعيل الذي نقل مقر الحكم من القلعة إلى قصر عابدين.
    وبطبيعة الحال فقد تغيرت معالم ومنشآت القلعة عبر تلك العصور.. فقد اندثرت مبان قديمة وحلت محلها منشآت أخرى، كما تعددت الأبراج والأبواب في أسوارها..
    وذكر المؤرخون أسماء عدة أبواب اشتهرت بها القلعة كباب الدرفيل .. وباب القلة .. وباب النحاس.. وباب سارية.. وباب المدرج.. وباب القرافة.. وباب السلسلة.. وباب الجبل.. وباب العزب. وقد زالت بعض تلك الأبواب ولم يعد لها أثر، كما بقيت أبواب أخرى مازالت شاهدة على مدى قوة تحصينات القلعة طبقا للمفاهيم الحربية خلال تلك العصور الإسلامية.
    وحتى يتم تزويد القلعة بماء النيل، أقيمت أسوار عالية تمتد إلى مسافة طويلة تصل بين مجرى نهر النيل وبين القلعة ومنشآتها. وقد سمي هذا السورب "مجرى العيون". ويبدأ من شاطئ النيل حيث أقيمت الروافع والقواديس لترفع الماء إلى أعلى السور، فيجري خلال قناة علوية حتى يصل إلى أسوار القلعة فيجتازها إلى داخلها.

    ذات المائة باب

    ما السبب الذي دعا بعض المؤرخين إلى تسمية القاهرة بالمدينة ذات المائة باب، فيرجع أساسًا إلى كثرة عدد الأبواب التي تميزت بها القاهرة كمدينة ذات طابع خاص مميز. وعلى أية حال فالقول بأن القاهرة ذات المائة باب هو وصف إنشائي مثله في ذلك مثل القول بأن القاهرة ذات الألف مئذنة.. فلم يكن عدد الأبواب مائة بل أقل، ولم يكن عدد المآذن ألفا بل يزيد.
    في هذا الاستطلاع الذي تقوم به مجلة "العربي" بين حصون القاهرة القديمة وأبراجها وأسوارها وأبوابها، سنزور أهم أبواب القاهرة القديمة وأشهرها.. وهي الأبواب التي بناها بدر الجمالي منذ نيف وتسعمائة عام، ومازالت باقية حتى يومنا هذا كجزء من الآثار الإسلامية التي تزخر بها مدينة القاهرة.

    باب الفتوح



    يقع هذا الباب لا الجانب الشمالي من أسوار القاهرة القديمة.. وهو مبنى ضخم من الحجر يتكون من برجين شبه مستديرين تعلوهما حجرات أعدت لتحصين وحماية الجنود المدافعين، بها فتحات أو "مزاغل" لرمي السهام ضد الأعداء.
    وفي سقف الباب ومدخله بين هذين البرجين توجد مجموعة من الفتحات كانت تصب منها الزيوت المغلية أو السوائل الكاوية على جنود العدو لمنعهم من دخول المدينة.
    وإذا صعد الزائر إلى سطح هذين البرجين لاستطاع أن يشاهد منظرا واسعا (بانوراما) لمعالم القاهرة القديمة والقاهرة الحديثة أيضا، حيث يرى مئات من القباب والمنائر ومآذن الجوامع والمساجد.. كما يظهر جامع الحاكم بأمر الله ملاصقًا للسور الحجري المرتفع الذي يربط المسافة بين باب الفتوح وباب النصر.
    وبين البرجين من الداخل نرى الباب الخشبي الضخم الذي كان يفتح ويغلق عند اللزوم. ويتكون هذا الباب من ضلفتين مصنوعتين من الخشب السميك المقوى بشنابر أو (أشرطة) حديدية ذات مسامير كبيرة مرصوصة في صفوف متوازية.
    ومن الطريف أنه كانت هناك عادة شعبية منتشرة بين بسطاء الناس وانقرضت الآن تمامًا، وهي أن يقوم من له طلب أو أمنية بلف فتلة من الخيط أو شريط صغير من القماش حول رأس أحد المسامير الكبيرة التي تبرز رءوسها من إحدى ضلفتي الباب وهو يدعو الله أن يستجيب لدعائه ويحقق له ما يطلبه أو يتمناه.

    باب النصر



    أما باب النصر فطرازه المعماري مختلف تماما عن طراز باب الفتوح، فبرجاه مربعان وليست لهما استدارة برجي باب الفتوح .. كما تتحلى الجدران الخارجية لكل برج منهما بأشكال فنية منحوتة بالحجر البارز تمثل بعض الأسلحة والأدوات الحربية التي كانت معروفة في الزمن القديم.
    وباب النصر مجهز أيضا بالحجرات العلوية ذات الفتحات والمزاغل التي تستخدم في رمي السهام، وفتحات السقف التي كانت تصب منها السوائل المهلكة على المغيرين.
    وخلف الضلفة اليمنى لباب النصر نرى ضريحًا متواضعًا دفن فيه أحد الأولياء الطيبين الذين كانوا يعيشون في القاهرة القديمة .. ولهذا الضريح حكاية طريفة لا بأس من الإشارة إليها.. فصاحب الضريح اسمه "حسن الذوق" (لاحظ تركيبة الاسم) وكان رجلا طيبا في غاية من لطف المعشر والذوق الرفيع في معاملة الناس.
    وتقول الحكاية إن الرجل كان يبذل جهودا مضنية في محاولة منع المشاجرات والمنازعات التي كانت تنشب بين الناس لأسباب مختلفة، ومحاولة تهدئة خواطر الثائرين الذين كانوا يفقدون أعصابهم فيسبون ويلعنون. وكان الرجل يبذل قصارى جهده في تعليم الناس قواعد الذوق السليم وأساليب التعامل بالحسنى والمعروف. ولكن يبدو أن الناس لم يستجيبوا بسهولة إلى تعاليمه الرفيعة، فزهق الرجل وشعر باليأس وقرر الرحيل عن القاهرة وأهلها.
    وحمل الرجل متاعه على ظهره .. وسار مودعًا شوارع القاهرة ودروبها وحواريها إلى أن وصل إلى باب النصر ليخرج من المدينة .. ولكن تشاء الأقدار أن يحل أجله عندما أوشك على الخروج من الباب. وقام أهالي القاهرة الطيبون بدفن الرجل حيث سقط بجوار الضلفة اليمنى للباب، وأقاموا له الضريح الصغير المتواضع، وأطلقوا عليه اسم "سيدي حسن الذوق" .. ولعل هذا هو السند المباشر للمثل الشعبي الذي يقوله أهل القاهرة بلغتهم العامية حين يطيبون الخواطر ويدعون إلى التعامل بالحسنى: "الذوق ما خرجش من مصر!".

     
    باب زويلة







    وفي الناحية الجنوبية من سور القاهرة الذي بناه بدر الجمالي نرى الباب الثالث من أبواب القاهرة المشهور باسم "باب زويلة" حيث كانت قبيلة زويلة المغربية تسكن وراءه. كما اشتهر أيضًا باسم "بوابة المتولي" حيث كان يجلس بجواره المتولي الذي كان يقوم بتحصيل الرسوم من الداخلين إلى القاهرة من أهل مصر.
    ويعتبر باب زويلة أجمل أبواب القاهرة الثلاثة من الناحية المعمارية. وربما كان السبب في إبراز جماله المعماري يرجع إلى قيام "السلطان مؤيد شيخ" - وهو أحد سلاطين المماليك الجراكسة المعروفين تاريخيًا باسم المماليك البرجية - في سنة 1412 م ببناء مئذنتي جامعه الفخم الملاصق لباب زويلة من ناحية الغرب وهو الجامع المعروف باسم "جامع المؤيد".
    وتعتلي كل واحدة من هاتين المئذنتين أحد البرجين شبه المستديرين اللذين يتكون منهما الباب. وتعتبر هاتان المئذنتان من أجمل المآذن المملوكية التي تعلو جوامع القاهرة ومساجدها، وأعطتا للبرجين جمالاً معماريا لا تخطئه العين.
    ولباب زويلة شهرة بغيضة في تاريخ القاهرة القديمة، حيث كانت تجرى عنده عمليات الإعدام.. سواء بالشنق أو بقطع الرءوس أو بتشطير جسم المحكوم عليه إلى نصفين.. وكانت الرءوس المقطوعة أو الجثث المشنوقة تعلق على باب زويلة لمدة كافية حتى تؤدي دورها كعبرة للآخرين.
    ومن أشهر عمليات الإعدام التي أجريت عند باب زويلة، عملية شنق السلطان طومانباي آخر من تولى حكم مصر في دولة المماليك الجراكسة، والذي أعدمه السلطان العثماني سليم الأول عندما استولى على مصر ودخل القاهرة في سنة 1517 م.
    ويحكى أن أهالي مصر الذين تجمعوا ليشاهدوا شنق سلطانهم الشجاع الذي استمات في الدفاع عن بلادهم قد أخذوا يبكون، وارتفعت أصوات النساء بالولولة والصراخ.. إلا أن طومانباي تقدم إلى حبل المشنقة وهو يصيح في أهل مصر: لا تبكوا.. واقرأوا لي الفاتحة، بارك الله فيكم!

    أبواب السور الشرقي

    والجانب الشرقي لسور القاهرة القديمة كان سيئ الحظ.. فهو مجاور لتلال الدراسة حيث كانت تلقى أكوام القمامة خارج أسوار المدينة لمدة قاربت الألف عام.. وتراكمت تلك الأكوام فوق الأبواب التي كانت قائمة في هذا الجانب من السور حتى أهلكتها ودمرتها ولم يعد باقيا منها سوى آثار لا تذكر.
    ومع ذلك فإننا نعرف الكثير عن أوصاف تلك الأبواب وحكاياتها من واقع كتابات المؤرخين الذين أرخوا للقاهرة ووصفوا منشاتها ومبانيها الكبرى. كما اكتشفت حديثا بقايا باب كان اسمه "باب التوفيق".. كما يصف المؤرخون بابا شهيرا كان يسمى "باب القراطين". وقد سمي بهذا الاسم لأنه كان قائلا بجوار سوق للمواشي حيث يوجد "القراطون" الذين يبيعون "القرط" وهو البرسيم.
    ويقول المؤرخون أيضا إن باب القراطين قد سمى في عصر لاحق "بالباب المحروق".. وذلك لأن إحدى فرق المماليك البحرية التابعة لأمير مملوكي اسمه "إقطاي" كانت تريد الفرار ليلا من القاهرة بعد أن علمت الفرقة بمقتل أميرها.. وعندما وصل هؤلاء المماليك إلى هذا الباب وجدوه مغلفا لأن أبواب القاهرة كانت تغلق كلها بعد غروب الشمس.. فقاموا بإحراق الباب وتدميره ليتمكنوا من الهرب والفرار من المماليك الآخرين الذين كانوا يتعقبونهم.
    ونعرف من كتابات المؤرخين أيضا أن هناك بابا كان يسمى "باب البرقية" نسبة إلى طائفة من الجنود القادمين من مدينة "برقة". وقد سمي هذا الباب في عصور لاحقة باسم "باب الغريب".

    أبواب السور الغربي

    أما أبواب القاهرة التي كانت تقع في الجانب الغربي من أسوارها التي تطل على مجرى "الخليج المصري" فقد زالت جميعها، ولم يعد باقيا منها سوى ذكرياتها متمثلة في أسمائها التي أطلقت على الأحياء السكنية أو المواقع التي كانت قائمة فيها.. وذلك مثل "باب سعادة" الذي كان منسوبا إلى "سعادة بن حيان" غلام المعز لدين الله الفاطمي.. و "باب القنطرة" الذي سمي بهذا الاسم بسبب القنطرة التي بناها جوهر الصقلي فوق مجرى الخليج المصري لتصل بين الأحياء الشرقية للقاهرة وأحيائها الغربية في منطقة "المقس" في موضع حي الأزبكية الآن.
    وفي مواجهة باب القنطرة وعلى الضفة الغربية للخليج، كان يقع "باب الشعرية" الذي سمي كذلك بسبب وجود طائفة من البربر كانوا يسمون "بني الشعرية" وكانوا يقيمون بجواره. وقد ظل" باب الشعرية" قائما إلى أن أزيل سنة 1884 م بسبب تصدع مبانيه وبسبب افتتاح وإنشاء شوارع وطرقات جديدة. ومع ذلك فقد ظل اسم "باب الشعرية" باقيا حتى الآن، حيث يطلق على الحي الشعبي الكبير الذي يقع بين أحياء الجمالية والفجالة والأزبكية.
    وبحس واع بتاريخ القاهرة والقاهريين.. حرص الأهالي على إطلاق أسماء الأبواب العديدة التي كانت قائمة بأسوار المدينة، وأسماء أبواب الحارات الكبرى، على الأماكن والمواقع نفسها التي كانت قائمة فيها قبل أن تزول وتندثر.
    وأشهر أسماء الأبواب في مختلف مناطق القاهرة وأحيائها: باب القوس.. باب الخوخة.. باب الشعراني البراني.. باب الفرج.. باب الخلق (حيث يوجد الآن مبنى المتحف الإسلامي ودار الكتب المصرية).. باب اللوق.. باب الزهومة.. باب الذهب.. باب الزمرد.. باب الديلم.. باب تربة الزعفران.. باب البحر. باب الحديد (حيث توجد المحطة الرئيسية للسكك الحديدية).. باب الوزير..باب الصفاء.. إلخ.
    ولولا ذكاء القاهريين في تخليد أسماء هذه الأبواب بعد زوالها واندثارها، لما علمنا بأن القاهرة كانت لها كل هذه الأبواب.. ولما علمنا بحكايات تلك الأبواب وتاريخها.


    يرجع تاريخ بنائه إلى عام ألفٍ واثنين وتسعين ميلادية
    ومن هذا الباب التاريخي الشهير.. باب زويلة.. دخل أمير المؤمنين الخليفة المعز لدين الله, قبل ألف عام الى عاصمتها الجديدة التي أمر بتأسيسها (القاهرة), وهنا أيضا على باب زويلة شنق طومان باي سلطان مصر وبطل نضالها, وقائد مقاوماتها ضد الغزو العثماني.. فمن بين كل أبواب القاهرة القديمة.. النصر, الفتوح, القراطين, سعادة, التوقين, الشعرية وغيرها من الأبواب التي بناها حكام مصر لترد عنهم كيد المعتدين, وليدق عليها الزائرون فتفتح لهم مصاريعها, واختلف علماء الآثار حول عددها, ولم يتبق منها سوى عدد محدود للغاية لا يتعدى أصابع اليد الواحدة,
    من بين كل هذه الأبواب, سيظل باب زويلة أكثرها شهرة وأوثقها ارتباطا بأيام لها تاريخ, أيام كانت فيها مصر مقرا للخلافة الاسلامية, فما هي حكاية باب زويلة؟ ولماذا سمي بهذا الاسم؟ وما هي قصة هذا السلطان الشهيد طومان باي الذي تولى السلطنة بعد قنصوه الغوري, ولمدة مائة يوم فقط, نادى فيها على الفتوات والصبيان الشطار ليشتركوا مع قوات المماليك في قتال الغزاة العثمانيين والدفاع عن بلادهم, فكتبوا أروع الملاحم بدمائهم في شوارع القاهرة, وكيف جرت وقائع شنقه؟.. اعتبارات عسكرية
    ومنذ أسس جوهر الصقلي مدينة القاهرة, كان حريصا كل الحرص على بناء سور حولها تتخلله ثمانى بوابات, ولجوهر أسباب عديدة لهذا, أهمها أن الدولة الفاطمية التي آل اليها حكم مصر كانت شيعية المذهب, بينما أهل مصر على المذهب السني, وهو مذهب الدولتين العباسية والأموية, ولهذا كان الحكام الفاطميون يخشون منذ اللحظات الأولى لحكمهم من ارتداد المصريين عن الولاء لهم والانضمام تحت لواء الدولة العباسية السنية المذهب, هذا الى جانب أن الفاطميين لم يكونوا في مأمن من غيرهم من الشيعة الذين كانوا يطمعون في أن يكون لهم نصيب في الخلافة وعلى رأسهم القرامطة, كما أن مصر في عهد الفاطميين أصبحت دارا للخلافة, وليست مجرد دار امارة, ولكل هذه الأسباب رأى جوهر الصقلي أن يحيط المدينة الجديدة بسور يقيه شر الأعداء ويحفظ للفاطميين هيبتهم ويمكنهم من إداء شعائرهم


    كلمات مفتاحية  :
    تاريخ رحلة ابواب القاهرة المعز

    تعليقات الزوار ()