بتـــــاريخ : 9/11/2008 9:06:48 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1572 0


    التفكك الأسري وتأثيره على الأبناء والمجتمع( تحقيق)

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : لقمان عطا المنان | المصدر : www.meshkat.net

    كلمات مفتاحية  :

     

     

    التفكك الاسري تتجلى مسؤولية الآباء والأمهات تجاه أبنائهم من خلال تربيتهم على العلم والإيمان والتقى، وأطرهم على صراط الله المستقيم، وأن يسلكوا بهم في فجاج الخير لينهلوا من منابع النور والمعرفة؛ فيشبوا أقوياء العقيدة، أمناء على مصالح الأمة.. هنا فقط تقر بهم أعين والديهم؛ فمن ذا يفرط في جميل العاقبة حين يرى أولاده أتقياء لله، بررة به، يحملون عنه صعاب الحياة وكدرها، ويحيطونه بسياج الرعاية والرحمة.. وتلكم هي ثمرة حسن التربية المنبثقة من هدي الكتاب والسنة..

    هذا هو الأنموذج الأمثل لآباء المسؤولية، آباء الصدق والأمانة؛ فحازوا السبق في ذلك.. وكم يسر المسلم حين يرى هذه النماذج الخيرة في مجتمعنا ولله الحمد والمنة.. ولكن على النقيض من ذلك الآباء المتخلون؛ رفعوا أيديهم، وسلموا العنان لمضلات الأهواء والفتن؛ لتقود أبناءهم إلى الرزايا والآثام والتي لها آثارها على المجتمع (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)!!..

    ولا ريب أن المحصلة بائسة المصير؛ سفلى العاقبة؛ حيث يغادر البر والوصل، ويحل العقوق والقطيعة؛ فحين يضعف داعي الإيمان يتأصل الجفاء، ويتعاظم العصيان؛ فيذوق الآباء نقيض رغبتهم بما جنت أيديهم!!..

    كيف تتأسس الحياة الزوجية؟

    الأسرة لن تكون درعًا إلا إذا تأسست على ميثاق بين الزوجين كما أوصى الشرع، ولن يكون ذلك إلا إذا كان بنية التأبيد، ونشدان الإحصان والعفاف، وحفظ النوع المتميز بالرسالية، وحفظ الأمانة، والخضوع لمقتضيات العقد، وما يتطلبه من ضوابط تنظيمية كالقوامة، ومعنوية كالود والاحترام.. وهذه الصفات، والمقومات، والأركان إن هي إلا تجسيد اختزالي لروح التوجيه الشرعي، المستفيض، الذي يحرص على توفير كل العوامل والشروط التي تؤمن المقاصد المتوخاة من إقامة مؤسسة الأسرة..

    * محمد الزين علي - مهندس:

    تكوين الأسرة ليست بالأمر السهل كما يعتقد البعض؛ فالأسرة لا بد أن يكون راعيها - رب الأسرة - ذا خلق، ودين، وتقوى، ويخاف الله؛ لأنه إذا توفرت عنده هذه الشروط فإنه بالتأكيد سوف يتزوج إمرأة تحمل نفس صفاته، وسيحرص على ألا يبتعد عن ذلك؛ وبذلك يكون نتاج الأسرة ثمارًا ياينعة من أبناء صالحين؛ يسيرون في درب آبائهم؛ ينفعونهم، ويكونون صالحين لمجتمعهم..

    * نجاة كمبال عبد الرحمن - خريجة علم نفس:

    دائما الأسرة التي تحمل شهادة سوية تساهم في دعائم بناء المجتمع، وتكون أُنموذجا يحتذى به، لا سيما إذا كانت تريد من تمسكها ابتغاء الله وحده..

    * علي كورينا – موظف:

    الأسرة التي تلتزم بالضوابط والآداب والقيم هي الأسرة المطمئنة، التي تعيش حياة كريمة ومتماسكة وسعيدة، وهي لا تعطي للتفكك سبيلا إليها..

    * جبارة علي وديدي - رب أسرة:

    التفكك الأسري شيء مؤسف، وله أسباب كثيرة دون أن يتعظ الناس من الأسر الأخرى التي أصابها التفكك.. انظر لهؤلاء الشماسة والمشردين الذين يجوبون الشوارع والطرق! من أين أتوا؟!.. إن أكثرهم وصل لهذا الحال بسبب التفكك الأسري، ومشاكل آبائهم!!..

     

    أهمية الاختيار

    إنّ أكثر ما يقع فيه كثير من الآباء وأولياء الأمور أنهم يزوجون بناتهم بأشخاص غير أكفاء لهن في الدين؛ فيورثوهن معيشة ضنكًا، وجحيمًا لا يطاق.. ونفس الحكم ينسحب على رجال حجبت عنهم المظاهر الشكلية - من جمال، وغنى، وحسب - عند اختيار شريك الحياة خطورة الإقدام على الزواج بمن لسن بذوات كفاءة لهم في الدين بفهم تعاليمه، وتكاليفه فهمًا سليمًا!!..

    * الوليد أحمد علي – موظف:

    أكثر ما يجلب المشاكل للأسرة هو عدم اختيار الرجل المرأة الطيبة، أوعدم اخيار المرأة للرجل الطيب!!.. وهنا تقع المشاكل، وتتفاقم؛ لا سيما عقب الزواج، أو بعد أن يرزقهم الله تعالى بالأولاد.. ومثل هذه الصور مكررة اليوم كثيرا في المجتمع!!..

    * صلاح عوض الله - طالب بجامعة الخرطوم:

    توازن الأسرة هو استقامة الرجل والمرأة، وإذا اختلَّت إحدى هاتين الكفتين ضاعت الأسرة؛ وهذه أول شرارة؛ فأحدهما مهما كان يخون الآخر فإن الآخر لا بد أن يقع ويمارس ذات الفعل؛ وكما تدين تدان!!.. لذا لا بد من التفاهم، والصراحة، والشفافية، وقبل ذلك الاختيار الحسن للآخر؛ حتى تعيش الأسرة حياة سعيدة؛ بعيدا عن كل ما يعكر حياة الأسرة!!..

    * العبيد إبراهيم كمال الدين – مهندس:

    دائما التفكك الأسري يبدأ من الآباء؛ عندما يتصارعون، ويتناكفون بعضهم البعض في أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع؛ لا سيما أمام الأولاد؛ فحينئذ تنتقل جرثومة العدوى للأبناء؛ ويفقد البيت هيبته؛ فالولد لا يطيع أباه أو أمه، والأم لا تسمع ولا تطيع زوجها، وهكذا؛ تعيش الأسرة على جمر من نار؛ وتصير جحيما لا يطاق أبدا!!..

     

    مفهوم القوامة

    مفهوم القوامة الذي يشكل الموقف السلبي منه لكلا الزوجين أو أحدهما أثرًا ساحقًا وخطيرًا على تماسك الأسرة؛ فقد يقع مفهوم القوامة ضحية تعسف في الفهم والاستعمال من طرف الرجل؛ فيحوله إلى أداة للقمع والطغيان.. وقد يقع المفهوم ضحية استهتار به من قبل المرأة (الزوجة) نبعًا من فهم سقيم للحرية بفعل تأثير التيارات الليبرالية المنفلتة من أي ميزان؛ مـما يتحول معه بيت الزوجية إلى بؤرة للمشاكسة والنشوز والعناد!!.. وليست الطاعة أبدًا في ظل المنظومة التربوية الإسلامية مرادفًا للخنوع الذي يجرد شخصية الإنسان من خصائصها المميزة، وقدرتها على الإبداع؛ بل إنها ذلك السلوك النبيل؛ النابع من شعور مرهف بجملة من المعاني السامية التي لا يعقلها إلا العالمون!!..

    * عبد الحميد حسن عمر - مواطن:

    المشاكل عديدة لكن أبرزها - حسب اعتقادي - أن القوامة عندما تكون في يد المرأة فإن الطامّة سرعان ما ستقع؛ ويكثر الهرج والمرج، ويخرج من بين دوامة هذا الضجيج الأبناء إلى عالم الضياع؛ دون أن يشعر الآباء بما أحدثوه من تدمير لأبنائهم سواء كانوا صغارا أوكبارا!!..

    * مها عبد الدافع - معلمة أساس:

    أعتقد أن بعض الرجال الذيين منحهم الإسلام القوامة يظنون ويسؤون عندما يظنون أنّ هذه القوامة هي أداة للقمع والطغيان؛ ومن هنا تنبعث المشاكل تباعا دون توقف أو تعقل!!..

    * محمد أحمد عبد الجبار - رب أسرة:

    شوف يا ابني! أكثر المشاكل اليوم ناتجة عن سيطرة المرأة على الرجل الذي هو السبب الريئسي في ذلك لضعف شخصيته، وعدم سيطرته على زمام دفة الأمور بالبيت، وطالما كانت سيطرة المرأة موجودة فإن باب الحرية المطلقة قد انفتح على مصراعيه للأولاد!!..

    * البلولة الرشيد - من مواطني بورتسودان:

    المشاكل شيء طبيعي داخل الأسرة الواحدة؛ ولا يخلو بيت من مشكلة.. أقول: الاحترام المتبادل بين الزوجين هو الأهم، وإذا فقد هذا الاحترام فشيمة أهل البيت الطرب والرقص!!..

     

    عدم العدل بين الأبناء، وغياب الآباء

    إذا كان غياب الأم بسبب العمل خارج البيت يتسبب في حرمان الأطفال من حقهم من العطف والحنان فإن غياب الأب يترتب عنه - علاوة على الحرمان من المدد العاطفي - افتقاد الأسرة للمحور الجامع، والراعي الأمين؛ الذي يمثل السلطة المادية والمعنوية التي تعمل على حفظ التوازن بين الرغبات؛ درءًا لحالة الفوضى والاضطراب.. هذا في الحالة التي يكون فيها الأبوان في مستوى إدراك عظيم المسؤولية تجاه الأبناء، أما في الحالة المعاكسة فإن الأبوين حتى مع وجودهما قد يكونان وبالا على تماسك الأسرة واستقرارها؛ بسبب ما يحتدم بينهما من نزاعات تلقي بظلالها القاتمة على الأولاد؛ فيتراوح تأثير ذلك بين توريث هؤلاء الأولاد نزعة سوداوية تجاه الحياة؛ قد تشكل خميرة لاستنساخ تجارب مريرة مماثلة أو أشد حدة، وبين أن يسقطوا صرعى لمظاهر من الانحراف السلوكي تزيد كيان الأسرة تفتيتًا وتفككًا..

    وقد تكون هناك معاملة غير عادلة من الآباء للأبناء؛ مما ينتج عنه هزات عنيفة لكيان الأسرة؛ بسبب ما يخلفه ذلك من ضغائن، وأحقاد!!..

    * إبراهيم عامر – سائق:

    دائما عدم العدل من الآباء، والتفريق بين أبنائهم هو السبب الذي يفرق ويشتت هذه الأسرة بعد أن تولدت العداوة والبغضاء بين الأبناء بعضهم بالبعض.. وهذا أمر خطير يجب أن ينتبه له البعض.. شخصيا أنا كنت أحد ضحايا هذا التفريق بعد أن صبرت كثيرا، ولكن الحمد لله استفدت من هذه التجربة عندما تزوجت ورزقني الله تعالى أبناءًا؛ ولم أقع في الذي وقع فيه آباؤنا من عدم العدل بين الأبناء.. والله الموفق.

    * هاشم عبد العزيز - رب أسرة:

    الحياة الزوجية شراكة، وقبل ذلك تفاهم متبادل، ولكن كثيرا ما تكون هذه المشاكل - التي لها آثارها الجانبية على الأبناء، والمجتمع - بسبب غياب الآباء أنفسِهم عن البيت بسبب عملهما في مكان ما، فيعودون آخر اليوم في ظل غياب الحنان نحو أبنائهم، والجلوس معهم و...!!.

     

    * جمعة موسى أحمد - رب أسرة:

    في اعتقادي أن مشاكل الآباء أمام الأبناء، وعدم احترامهما لبعضهما البعض هو أهم الأسباب؛ في ظل التعاند، والبغضاء، والجفوة؛ بعيدا عن الاحتكام إلى صوت العقل.. وإنا لله، وإنا إليه راجعون!!..

     

    التربية الخاطئة

    لا بد أن يضع المربي نصب عينيه الأجور العظيمة التي سيكتبها الله له عندما يقوم بالمسؤولية، وينصح، ويرشد، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويقدم التوجيه لكل فرد من أفراد أسرته.. مع العلم بأنه إذا صلح الأبناء فإنه ما من عمل صالح يعمله إلا وللمربي مثل أجره.. لكن أحيانا تجد أنّ بعضهم قد جلب لهم في البيت ما يهدم ما قد بناه خلال أعوام؛ فيهدمه في أيام!! أو قد يكون قد اتخذ أساليب خاطئة في التربية والتوجيه!!..

    * الأمين عبد الحليم محمد - رب أسرة:

    كثير من الآباء لا يعرف دوره؛ ويظن أنّ دوره فرضه لآرائه، مع الغلظة والشدة نحو أبنائه؛ وهذه مصيبة ابتلى بها الكثير من الآباء!!..

    * الصادق ابن عوف كرار - رب أسرة:

    يا ابني! هنا شيء مهم يجب أن يعلمه الناس؛ وهو أن هناك في العديد من الأسر قد تجد الأبناء يلتزمون جانب طريق الدين، والتمسك بتقوى الله تعالى، بينما تجد العكس أن الأب قد لا يؤدي الصلاة!!.. وللأسف الشديد تجده يبذل مجهودا كبيرا في المشاكل مع أبنائه الذين هم أفضل منه، والابن تجده يبذل مجهودا في الإصلاح، ولكنه يصبر جراء ما يفعله أبوه الذي ربما أيضا قد يكون يسير في طريق الخمر والهوى، وقد يتأثر بقية أبنائه الباقين به!!..

    * محمد الأمين الحسن – موظف:

    التربية الخاطئة من الأب نحو أبنائه لها مردودها السيئ في الأسرة.. فقد تجد الأب يعظ، ويرشد، ولكنه فجاة قد يهدم ما بناه في لحظة بسبب فعل أو كلام ما أو ... وهذه معضلة!!..

     

    الآباء بين حضور الأبوة، وغياب المسؤولية

    نحن في عصر أحوج ما يكون فيه الأب قريبا من ابنه، والابن قريبا من أبيه؛ يستنير بتوجيهاته، ويستفيد من تربيته، ويستعين به بعد الله في حل مشكلاته!!..

    * أحمد نميري حمزة – مواطن:

    غياب رب الأسرة هو أكثر الأسباب اليوم التي تطيح بالأسرة، وذهاب ما تبقى منها؛ فالأب المغترب أعواما خارج البلاد أولاده في أَمَسِّ الحاجة إليه، وإلى مسهماته معهم أكثر من مساهمته بأمواله..

    وهنا أذكر أن أحد أولاد الجيران في المستوى الرابع بكلية الطب قد تركه والده وعمره أحد عشر عاما، وعندما اتصل به والده ليحدثه قال له الولد: (أنت أبي نعم، ولكن ماذا تعرف عني وقد تركتني صغيرا.. فنحن نريدك أن تحضر؛ ولا نريد منك أي مال؛ فقط احضر؛ حتى نشعر بأن لنا أبًا).. لكن وللأسف ما يزال الأب غائبا!!..

    * عبد الله آدم - رب أسرة:

    أخطر ما يفتك بالأسرة اليوم هو غياب الأب لسنين عددا؛ بسبب اغترابه خارج البلاد بعد أن ترك أبناءه صغارا دون أن يعرف كيفية نشأتهم التي ربما تكون تنشئة منحرفة، بل وتصيرالأسرة مفككة الأوصال.. وهذا في اعتقادي هو السبب الريئسي؛ لأنه فقدان للعلاقة بين الابناء والآباء الذين ربما يكتفون فقط بالاتصال التلفوني!!..

    * عبد المجيد عاصم الأمين – عامل:

    أهم ما في الأسرة هو الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة.. وهذا هو الذي يؤدي لتماسك الأسرة، ولكن أن يكون دور الأب وهَمُّه هو توفير المستلزمات المنزلية فقط من مأكل ومشرب؛ دون أن تكون هناك علاقة بينه وبين أبنائه؛ فهذه مشكلة قد يدفع ثمنها الأب كثيرا عنما تنهار الأسرة على رأسه!!..

    * عصام الطيب - طبيب:

    في هذا الزمن صار كل هم الآباء هو جمع المال لأبنائهم في ظل هذه الحياة وتقلباتها؛ مما أنساهم دورهم تجاه أسرتهم وأبنائهم!!..

     

    المناهج الملغومة

    على الصعيد التعليمي التربوي تظل المناهج الدراسية - الملغومة بأفكار، وتصورات، وقيمٍ تعمل على استنساخ الأُنموذج الغربي للعلاقة بين الرجل والمرأة بعامة، ولمفهوم الأسرة بخاصة، وكذلك للعلاقة بين الآباء والأبناء - تظل تلك المناهج تمثل معول هدم يفتك بعقول الناشئة؛ الذين يراد منهم أن يشكلوا عوامل شرخ داخل حمى أسرهم؛ بما يحملونه من أفكار تدعو للصراع بدل الوئام، وللفردية بدل الجماعية، وللإباحية بدل الالتزام بمكارم الأخلاق!!..

    * سامر عبد اللطيف عيسى - خريج علم اجتماع:

    ما تزال المناهج التعليمية المسمومة - التي تدرس للطلاب والتلاميذ - تهدم وتدمر الأسر؛ عبر تصوراتها وأفكارها المبرمجة للعلاقات الزوجية، والعلاقة بين الأبناء معهم، وخاصة الأسرة حيث تمثل هذه المناهج خطرا يفتك بالأسرة؛ منذ أن يدخل الطفل المدرسة؛ حيث يرضع بهذا المنهج، ويحمل كل الأفكار التي تنادي بالإباحية، وعدم التمسك بالسلوك القويم، والأخلاق الفاضلة!!..

    * ميسرة عبد الماجد - معلم:

    المناهج التعليمية تشكل خطورة بالغة على الأبناء؛ حيث يوجد بها ما هو ملوث، مستورد، له أهدافه التدميرية؛ والتي قد تتماشى وتسير مع حياة التلاميذ؛ ومن هنا تأتي وسائل الهدم؛ بعد أن حلت مكان البناء!!..

     

    خطر الاختلاط

    هناك أمر مهم يتعلق بجانب من الجوانب التنظيمية المرتبطة بالأسرة؛ وذلك في علاقته بأحد الضوابط الكفيلة بالمحافظة على حرمة بيت الزوجية والتي تسد مداخل الشيطان التي تهب منها ريح السموم التي من شأنها أن تطيح بكيان الأسرة ولو بعد حين.. ألا وهو الاختلاط بين الرجال والنساء الأجانب، الذي حرّمه الإسلام، وحذر من مغبة سهامه القاتلة!!.. إن التساهل في أمر الاختلاط يشكل خرقًا خطيرًا؛ تتسرب منه المياه إلى سفينة الأسرة؛ بسبب ما يؤدي إليه من تلوث لمناخ العلاقات بين الأسر، وما ينجم عنه من تفلتات، وفي أحسن الأحوال شكوك تلغم العلاقات الزوجية، وتحولها إلى بؤرة من العذاب.. هذا فضلا عن مثل السوء الذي يؤثر سلبًا في التشكيل الوجداني، والنفسي للأطفال؛ الذين يكتنفهم محيط الأسرة، ويتلقفون كل ما يجري فيه؛ من سلوكات شريرة!!..

    * حسن الله جابو - رب أسرة:

    الأسرة أكثر ما يجعل التفكك يدب فيها هو الحرية، وكل واحد يعمل ما يراه مناسبا مثل أن يختلط الحابل بالنابل، وهو اختلاط الأبناء بالبنات؛ سواءًا كان داخل الأسرة أو خارجها، مع ارتداء اللبس الضيق، والتبرج، والسفور!!..

    * عبد القادر الريح – معلم:

    إذا دخل الاختلاط البيوت، وصار أمر التساهل فيه من قبل الوالدين فإن الأسرة في طريقها إلى الزوال، وكم من أسرة قد جرفها تيار الاختلاط وصار أمرا متساهلا فيه من قبل الوالدين؛ فإن الأسرة إذا في طريقها إلى الزوال، وكم من أسرة قد جرفها تيار الاختلاط قد وجدت حتفها في مستنقع الرزيلة الآسن، وتشرد أبناؤها!!..

     

    التأثر بالثقافة الغربية

    لقد تحولت الكثير من الأسر إلى أشكال، وألبسة، وعلاقات متوارثة؛ ولم تعد تختلف عن غيرها في كثير من الأحيان إلا بالعناوين، بينما تلتصق بها، وتتحد معها في المضامين..

    إن غذاء الأسرة الثقافي، والأدبي أصبح من الإعلام وما أورثه من التقليد في اللباس، والأزياء، ومجاراة الموضة الغربية كل هذا بات يشكل ثقافة الأسرة شيئًا فشيئًا!!.. ومن المؤسف أن الكثير من الرجال والنساء، وبسبب من جهلهم لا يخرجون في معاملتهم مع أبنائهم، وبناتهم، وزوجاتهم، وأزواجهم عن ثقافة المجتمع الغربي؛ فهم يمارسون أعمالا وتقاليد قد لا تمت للإسلام والقيم التي يحملونها بصلة؛ فهم إذا دخلوا البيوت دخلوا على أسرهم بشخصيات أخرى تمامًا؛ وهنا الكارثة التي تدمر الأولاد والنساء، وتشككهم بصدق القيم التي يدعون إليها؛ مما يؤدي إلى انحلال عرى الأسرة دفعة واحدة!!

    * لؤي الضو - عامل:

    الجري واللهث خلف الألبسة والموضة الغربية يسهمان مساهمة كبيرة في عملية تفكك الأسرة؛ حيث تجد كل شخص له حريته الكاملة في أن يفعل ما يشاء، ويخرج متى ما يشاء؛ في غياب تام من الآباء الذين ديدنهم كذلك!!..

    * مزمل صلاح الدين - فني كهربائي:

    نحن كمسلمين لنا قيمنا وأعرافنا التي رسمها لنا الدين؛ والتي إن بعدنا عنها تهنا، وسرنا في طرق متعرجة؛ مثل التأثر بكل ما هو غربي مستورد لا يمت للإسلام بصلة، أو التأثر بالمجتمع الذي هو الآخر يحمل هذه الثقافة المستوردة حتى صارت ذات صلة وثيقة به!!..

    * بدر الدين تاج السر أبو يزيد - معلم:

    من المؤسف أن الكثير من الناس له وجهان؛ وجه خارج المنزل، والآخر داخل المنزل.. وهذا مؤشر خطير؛ يؤدي لتفكيك أوصال الأسرة وزعزعة كيانها؛ إذ لا يعقل أن يكون رب الأسرة غير مستقيم؛ لأن الله لا محاله سيفضحه مهما بلغ منه من فعل شنيع، أو أي صفة أخرى عكس التي يحملها أمام أبنائه!!..

    * أبوبكر الزين - طبيب:

    التأثر بالغرب في شوؤنهم هو في الغالب من أسباب هذه المشاكل؛ فحقيقة حياتنا اليوم أشبه بالحياة الغربية؛ ومثال لذلك نتأثر غاية التأثير عندما نشاهد الأفلام الغربية التي تمثل واقعهم، أومسلسلاتهم التي شغلونا واشتغلنا بها!!..

    * ابتسام عوض محجوب - ربة منزل:

    غياب الإسلام عن واقع المسلمين اليوم هو الذي سبب كل هذه الفوضى التي تجتاح بعض الأسر وأبنائها الذين سيرثونها عندما يتزوجون؛ وهكذا تتداول هذه المشاكل الموروثة من جيل لآخر إن لم يتداركها الآباء.. وكان الله في عون الجميع!!..

    * صابر عبد المطلب وداعة - طالب – كمبيوترمان:

    الموجة الغربية العاتية التي تجتاح بلاد المسلمين أجمع هي السبب الريئسي في جر البلاء لنا داخل أسرنا التي تتأثر بها.. من كل ما يضغط على كل ما هو صفة إسلامية!!..

    فلا بد من التمسك بديننا الذى يحمل لنا الدواء لكل ما نعانيه في شؤون حياتنا!!..

     

    وسائل الإعلام، ودورها السلبي

    لعل من أكبر الأسباب انتشارًا هذا الزخم الإعلامي الهائل (سلاح ذو حدين) الذي يسير بالناس صغارا كانوا أو كبارا إلى أمور أقل ما يقال عنها: إنها ضرر خطير على المستويين الديني والدنيوي!!..

    وقد تنوع الإعلام بين مرئي ومسموع، وكلها تقصف العقول قصفا، وتخاطب غرائز الشباب خطابا مشبوبا؛ أجَّجت معه العواطف، وأثارت به مكنونات النفوس، وعرضت نماذج للقدوات غير صالحة؛ مما أثر في شخصية الشباب؛ حتى أخذ كثير من الشباب يشكل ثقافته، وشخصيته بالطريقة التي يحبها ويهواها..

    هذا ما هو إلا طريق للانحراف الفكري، والسلوكي لدى شبابنا.. وقد يساهم الأب كثيرا في هدم الأسرة رويدا رويدا.. ومن المؤسف قد يشجع بعض الآباء أبناءهم على ذلك عندما يشاهدون معهم هذه الانحرافات!!..

    * خليل المنتصر بالله – صيدلاني:

    وسائل الإعلام تشكل ركيزة مهمة في عملية بناء الأمة بأسرها - ناهيك عن بناء الأسرة الواحدة - حيث تمثل التوعية للناس، والتحذير من مغبة الوقوع في كل ما يؤدي إلى المهالك، ولكن من المحزن والمؤسف أن الإعلام اليوم صار لا هم له إلا المساهمة في الهدم والدمار، ويتفنن في عرضه للإباحيات الماجنة، وإثارة الشهوات، ويعرض كل ما يدعو للرزيلة والخنا؛ وبالتالي تنهار الأسر التي تتأثر بالفضايئات، ومشاهدة المسلسلات والأفلام و... !!..

    * عبد الغني جعفر - رب أسرة:

    الإعلام سلاح ذو حدين، ولكن المطلوب البعد عن كل ما ينخر في هدم بناء الأسرة؛ وذلك بتوفير البديل عن هذه الوسائل القذرة؛ لأن البديل النافع هو الخلاص من هذا كله!!..

    * إبتسام الجاك عبد الخالق – معلمة:

    من المؤسف أن الكثير من الآباء يساهم في تفتت الأسرة؛ وذلك عندما يجلس مع بناته وأولاده وزوجته يشاهد معهم الفلم أو المسلسل الذي لا يخلو من خدش للحياء؛ مما يطمئنوا بأن هذا الأمر إذا كان عيبا لما جلس الوالد معهم؛ حتى صار أمرا معتادا عندهم.. وهنا تكمن المصيبة!!..

    * رقية محمد عبد الرحمن - ربة منزل:

    أولاد الزمن دا صعبين جدا، وإذا لم تجيد التعامل معهم فإنك لن تستطيع أن تفعل معهم شيئا، ويمكن في حالة العسر معهم أن يلجأوا لقاعدة (الممنوع مرغوب) خاصة في مشاهدتهم هذه الأفلام أو المسلسلات، لا سيما الأولاد الذين دخلوا سن المراهقة؛ إذاً الحكمة مطلوبة من الآباء!!..

     

    كيفية التعامل مع البيئة

    لا بد أن الإنسان - بما يملكه من سر الإرادة والقدرة على التحدي والمغالبة - قادر على تجاوز سلطان البيئة وجواذبها المعقدة؛ شريطة أن يكون ذلك الإنسان من الطراز الرفيع؛ الذي خضع لبرمجة عقلية صارمة تؤهله لفهم ما حوله، وللتفاعل معه بالشكل الإيجابي، وإعادة هيكلة الإنسان من خلال تنميته وبرمجته بإحكام وفق منهج تربوي شامل ومتوازن؛ يستهدف كل مكونات شخصيته من أجل استعادة فاعليته لتمارس نـشاطها وإبـداعـها؛ من أجـل إعـادة بناء نسيج الـحياة الاجتماعية على أساس ما توخاه الإسلام من أهداف وغايات، وما سطره لإنجازها من وسائل وآليات.. والحق أن هذا الهدف ممكن التحقق إلى حد بعيد ما لم يصطدم بإرادات معاكسة؛ تسعى إلى إدامة هذا الوضع المأزوم والذي تراه خادمًا لأغراضها الرخيصة، وأحلامها الطائشة!!..

    * الصادق الأعيسر محمد - معلم:

    البيئة المحيطة بالأسرة تلعب دورًا بارزًا في أن تتفكفك وتذهب للزوال، ولكن هذا لا يعني الاستسلام المطلق لهذه البيئة؛ فهذا هو حال هذه البسيطة؛ ومستحيل ألاَّ تجد بيئة نقية؛ فالمطلوب تأدية الأدوار التربوية السليمة مع التحذير بما هو موجود في البيئة من غبش، وسواد فاحم!!..

    * زينب فريد عبد المهيمن - معلمة:

    البيئة تلعب دورا كبيرا في دمار الأسر وتفتيتها، ولكن هذه البيئة لا بد من مواجهتها بالبرامج المحكمة من قبل رب الأسرة؛ حتى لا تضيع الأسرة وتتفلت من يديه؛ فهو لا بد أن يكون حاذقا؛ يعرف كيف يتعامل مع هذه البيئة؛ ويزيل ما لحق من غبارها؛ بأشياء بديلة؛ يجيد صناعتها؛ ذات صبغة دينية..

     

    الحكم الشرعي

    عن ظاهرة التفكك الأسري، وتأثيره على الأبناء والمجتمع يقول الشيخ حسين عشيش: قبل أن أدلو بدلوي في هذا الموضوع لا بد من التذكير بالأهمية الكبرى للأسرة في الإسلام فهي كيان خالٍ من المنغصات قائم على التعاون بالبر والتقوى، وإقامة حدود الله؛ ولذلك فإن الإسلام سبيل ترسيخ وتثبيت هذا الكيان قد أمر الزوجين بحسن الاختيار، وأمر الزوجة أن تختار ذا الدين الذي إذا أحبها أكرمها، وإذا أبغضها لم يهنها، وأمر الزوج باختيار ذات الدين أيضا قال صلى الله عليه وسلم (اظفر بذات الدين تربت يداك)، ويفهم من هذا أن العمود الفقري الذي تنشأ عليه الأسر هو الدين كتابا وسنة، وسيرا على منهاج سلف الأمة، وبعد هذا أَبْدَأُ بما أريد قوله، والخوض فيه؛ فأقول: أولا: إن المقصود بالأسرة طرفاها المباشران الزوجة والزوج.. ثانياً: لا بد من معرفة المنغصات والأكدار؛ حتى يمكن اجتنابها، والتخلص منها؛ وهي:

    (أ) الزواج السريع. (ب) الزواج القبلي أو العنصري أو المصلحي. (ج) الزواج القائم على الاختلاف في العقلية بين الزوجين. (د) تدخل الأطراف الخارجية الأخرى من ذوي الزوجين؛ فيكون هذا مسهما في إفساد الحياة..

    وينبه الشيخ عشيش إلى أنه إذا عرفت هذه الأسباب أمكن اجتنابها، ويقول: على أننا لم نذكر في هذه العجالة كل الأسباب والمنغصات؛ وإنما أشرنا إلى ما ذكرناه آنفا اختصارا وتنبيها على غيره، وقد يكون شرا منه.. وعلى كل حال فإن في سلامة الأسرة قائمة على التفاهم والمطاوعة المشتركة بين الزوجين إسعادا للأبناء؛ ولهذا فإنّ صلاح الأسرة هو صلاح المجتمع.. مشيرا إلى أنه مما قد يكون ذا صلة على صعيد ما ذكرناه أنّ بعض الأزواج يُظهرون خلافاتهم أمام أبنائهم؛ فيغرسون فيهم روح الكراهية، ويساهمون في في تعقيد أرواحهم وتلويثهما بلوثة الشقاق والخلاف.. وممّا ذكر أيضا أنّ بعض الأزواج لا يكتمون سرّ بيوتهم؛ فينشرون غسيلهم على كل الحبال؛ فيشمت الشامتون، ويفرح الحاسدون، ويتجرع الأبناء والبنات غصص الفشل، ومرارة الخيبة لآبائهم وأمهاتهم..

    ويلاحظ القارئ أننا لم نشر بإصبع الاتهام إلى الرجل أو المرأة؛ لأنّ كليهما على حد سواء؛ شريك في الهدم والبناء..

    ولننظر إلى الواقع في تجارة المخدرات، أو لعب القمار، أو غير ذلك من الأمراض الأخرى، بل حتى إذا نظرنا لتجارة البغاء وتحسسنا بعقولنا أسبابها فإننا سنجد أنّ فشل الزوجين في توظيف بيتهما من لوثة الخلاف والشقاق هو السبب!!..

     

    ويختتم الشيخ عشيش حديثه بقوله: لا أجد في ما أختم به إلا أنّ أهيبَ بالأرواح ذكورا وإناثا أن يعرفوا مسؤولياتهم، وأن يتقوا الله فيما ائتُمنوا عليه، وأن يعلموا أنهم محاسبون من الله على تفكك الأسر، وفساد الأبناء، ويؤديان إلى تدمير المجتمع؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته؛ فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها ... إلى أن قال كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته).

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()