هزيع دجى في الرأس بارده بدر |
وليل جلاه لا صباح ولا فجر |
ولمة مشتاق ألم مشيبها |
على حين لم يود الشباب ولا العمر |
فقصرت، إن الشيب من عدل حكمه |
وإن كان جوراً أن يقال لك القصر |
فما جار في تلك المدامع دمعها |
لنازلة إلا وحادثها نكر |
على أنه يعتادني متأوب |
من الشوق ما يخبو له في الحشاجمر |
وما ظلم الشوق الجوانح، إنما |
غدا ظالما للشوق شيبي والدهر |
أما وأبي الأيام ما خاف معلق |
بأسباب خضر صرف حادثة تعرو |
ولا ضر أرضاً جادها جود كفه |
فأمرعها ألا يصوب بها القطر |
ولما حبا أرض العراق بقربه |
طما بحره فيها ونائله الغمر |
وصابت بأكناف الحجاز غمامة |
تنائف لا خمس لديها ولا عشر |
ولم يخل من وجود ولا صوب عارض |
له أفق في الأرض ناء، ولا قطر |
فغيثت رفاق المحرمين بحيث لا |
غياث يرجى لا بكي ولا نزر |
شهدت لقد شاهدت ذاكم، وإنه |
ليقصر عن مقدار ذلكم الأجر |
ولما قصدنا سر من را تضاءلا |
ولا خضر يقري فيهما، البدو والحضر |
وحصت أماني المعتفين بحيث لا |
يحاذر بأساء الحياة ولا الفقر |
وحيث يذم الغيث، والغيث حافل |
وتستقصر الدنيا، ويستخلج البحر |
وحيث ترى الآمال يسرحن في المنى |
ولا الروض مرعاها هناك ولا الزهر |
لدى ملك أثرى من المجد والغنى |
بأن لم ير الإثراء أن يفر الوفر |
عميد ولاة الأمر من آل هاشم |
إذا جلت الجلى، أو انثغر الثغر |
يؤيد منها كل ما ضاق أيدها |
به، ويداوي كل ما عز أن يبرو |
هو الجبل الراسي الذي اعترفت له |
رجال نزار وهي راغمة صفر |
إذا ما اشرأبت حط من غلوائها |
مكارمه اللاتي لها يسجد الفخر |
فأقسمت بالركب الذين تدرعوا |
من الليل إقطاع السرى وهم سفر |
على أينق مثل القسي سواهم |
ضوامر لاحتها الهواجر والقفر |
بكل معراة السباريت سملق |
ومجهولة تيه مخارمها غبر |
إلى أن أطافوا بالحطيم، وضمهم |
غداة الطواف البيت والركن والحجر |
لو الأمر يضحى في سوى آل هاشم |
لكان بلا شك يكون له الأمر |
بك أطأدت أركان وائل، واغتدى |
له المسمع الموفي على الناس والذكر |
فلو أنشر الشيخان بكر وتغلب |
لما عددا مجداً كمجدك يا خضر |
وما رام مسعاك امرؤ في ارتقائه |
إلى سؤدد إلا تغوله بهر |
وأقعده عن نيل مجدك إنه |
تضاءل عن لألائه الأنجم الزهر |
إذا جالت الأفكار فيك تبينت |
بأنك لا تحوي مكارمك الفكر |
وكيف يطيق الشعر ذاك، وإنما |
عن الفكر ينبي القول أو ينطق الشعر |