بتـــــاريخ : 9/9/2008 2:05:08 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1852 0


    ناهيك من حرق أبيت أقاسي

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : البحتري | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    نَاهِيكَ مِنْ حُرَقٍ أبِيتُ أُقاسِي، وَجُرُوحِ حُبٍّ ما لَهُنّ أوَاسِ
    إمّا لَحَظْتَ، فأنْتَ جُؤذُرُ رَمْلَةٍ، وإذا صَدَدْتَ، فأنتَ ظبيُ كِناسِ
    قَد كانَ منّي الحُزْنُ، غِبَّ تَذَكّرٍ، إذْ كَانَ مِنْكَ الصّبرُ غِبَّ تَناسِ
    تَجرِي دُمُوعي، حينَ دَمعُكَ جامد، وَيَلينُ قَلبي، حينَ قَلبُكَ قاسِ
    أسَمِعتَ عاذِلَةً، فَهَلْ طاوَعتَها، وَرَأيتَ شانِئَةً، فَهَلْ مِنْ بَاسِ
    ما قُلْتُ للطّيْفِ المُسَلِّمِ: لا تَعُدْ تَغشَى، وَلاَ كَفكَفْتُ حاملَ كاسِ
    يا بَرْقُ! أسفِرْ عَنْ قُوَيْقَ، فطُرّتَيْ حَلَبٍ، فأعلى القَضرِ منْ بَطْيَاسِ
    عَن مَنْبِتِ الوَرْدِ، المُعَصْفَرِ صِبْغُهُ، في كُلّ ضَاحيَةٍ، وَمَجْنَى الآسِ
    أرْضٌ، إذا استَوْحَشتُ ثمّ أتَيْتُها حَشَدَتْ عليّ، فأكثَرَتْ إينَاسي
    أليَوْمَ حَوّلَني المَشيبُ إلى النُّهَى، وَذَلَلْتُ للعُذّالِ، بَعْدَ شِمَاسِ
    وَرَفَعْتُ مِنْ نظَري إلى أهلِ الحِجَى، وَلَوَيْتُ، عَنْ أهْلِ الغِوايَةِ، رَاسِي
    وَرَضِيتُ، مِنْ عَوْدِ البَخِيلِ وَبَدْئِهِ، باليَأسِ، لَوْ نَفَعَ الرّضَى باليَاسِ
    أبلِغْ أبَا الحَسَنِ الذي لَبِسَ النّدى للخابِطِينَ، فَكَانَ خَيرَ لِبَاسِ
    مَهْمَا نَسيتُ، فلَستُ للحَسنِ الذي أوْلَيْتَ، في قِدَمِ الزّمَانِ، بِنَاسِ
    وَلَئِنْ أطَلْتُ البُعْدَ عَنْكَ فلمْ تَزَلْ نَفْسي إلَيْكَ كَثِيرَةَ الإنْفَاسِ
    إنْ تُكسَ مِنْ وَشْيِ المَديحِ، فإنّهُ مِن ضَوْءِ سَيْبِكَ في المَحَافِلِ كاسِ
    وَكَأنّكَ العَبّاسُ نُبْلَ خَليقَةٍ، وَعُلُوَّ هَمٍّ في بَني العَبّاسِ
    وَتَفَاضُلُ الأخْلاَقِ، إنْ حَصّلْتَهَا في النّاسِ، حَسبُ تَفَاضُلِ الأجناسِ
    لَوْ جَلّ خَلْقٌ قَطّ عَنْ أُكْرُومَةٍ تُنْثَى، جَلَلْتَ عن النّدى والبَاسِ
    وأبي أبيكَ، لَقَدْ تُقَصّي غَايَةً في المَكْرُمَاتِ، قَليلَةَ الأُنَاسِ
    فإذا بَنَى غُفْلُ الرّجالِ بُنًى عَلى جَدَدٍ، بَنَيتَ على ذُرًى وأسَاسِ
    وإنِ استَطاعَتْهُ المَنُونُ، فبَعْدَما دَخَلَتْ على الآسادِ في الأخْيَاسِ
    قَدْ قُلتُ للرّامِينَ مَجْدَكَ بالمُنَى، وَلحَاسِدِيكَ الرُّذّلِ الأنْكاسِ
    رُودوا بأفْنِيَةِ الظِّرَابِ، وَنَكِّبُوا عَنْ ذَلكَ الجَبَلِ الأشَمّ الرّاسِي
    فَهُنَاكَ أرْوَعُ مِنْ أرُومَةِ هَاشِمٍ، رَحْبُ النّدِيّ، مُوَقَّرُ الجُلاّسِ
    ساحَتْ مَوَاهِبُهُ فلَمْ تُحوِجْ ألى جَذْبِ الدّلاءِ، تُمدُّ بالأمْرَاسِ
    لا مُطلِقٌ هُجرَ الحَديثِ، إذا احتَبَى فيهِمْ، ولا شَرِسُ السّجيّةِ جاسِ
    حَيثُ السّجايا الباذِلاتُ ضَوَاحِكٌ، زُهْرٌ، وَحَيْثُ العَاذِلاتُ خَوَاسِي
    لا مِنْ طَرِيفٍ جَمّعَتْهُ خِيَانَةٌ، ما مِنْهُ يَبْذُلُ جاهِداً، وَيُوَاسي
    لَيْسَ الذي يُعْطيكَ تالَدِ مالِهِ، مِثْلَ الذي يُعطيكَ مالَ النّاسِ

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()