بتـــــاريخ : 12/17/2019 12:00:12 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1692 0


    المناهج وتنمية التفكير

    الناقل : suha11tm | العمر :31 | الكاتب الأصلى : سها آل رقيب

    كلمات مفتاحية  :

     لقد أضحى تعليم التفكير في هذا العصر هدفا عاما من أهداف التربية في كثير من دول العام المتقدمة ، وحق لكل فرد من أفراد المجتمع دون تفرقة بين فئة من فئاته أو طبقة من طبقاته ؛ لذا ف لذا فن ثمة قناعة يتفق عليها المسؤولون التربويون في كثير من الدول المتقدمة ، وهي ضرورة تعليم التفكير وأنه ينبغي عدم الاقتصار في تعليمه على فئة دون أخرى .

     

    وفي نهاية القرن العشرين أصبح هناك شبه اتفاق بين كافة النظم التعليمية في أغلب دول العالم بأهمية الدور الذي تضطلع فيه المناهج الدراسية في تعليم مهارات التفكير وفي هذا الصدد يذكر جاك حلاق في كتابه الاستثمار في المستقبل ان التعلم حق لكل انسان ؛ لأنه يؤدي إلى إطلاق طاقات التفكير الإبداعي مما يتيح له فرصا أفضل للمشاركة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، فالهدف الأسمى من التعليم إذن هو التفكير ، هذا هو الشعار الذي يستحوذ على اهتمام المنشغلين بشأن التعليم وبشكل خاص منذ الثمانينات ،ففي إطار ما تقدمه علوم المستقبل عن عصر المعلومات يصبح التعليم من أجل المعلومات محدود الفائدة ، وتصبح الحاجة للتفكير في هذه المعلومات وفي مستجدات العصر مطلبا حيويا للتعليم .

     

    ويعتقد الكثير من الباحثين أن تعليم التفكير يمكن أن يسهم في تطوير البنية المعرفية للطلاب ، وينبغي أن تكون النقطة التي يرتكز عليها ، إلا أن وجهات نظر التربويين اختلفت حول الطريقة المناسبة لتعليم التفكير ، فمن خلال مراجعة الأدب التربوي نجد هناك ثلاث اتجاهات رئيسة لكيفية تعليم التفكير : 

    - الاتجاه الأول : ينادي بتعليم التفكير بطريقة مجردة .

    - الاتجاه الثاني : ينادي بتعليم التفكير بطريقة مدمجة من خلال المنهج المدرسي .

    - المنهج الثالث : ينادي بتعليم التفكير من خلال محتوى دراسي مستقل به ، ثم يربط مع المواد الدراسية الأخرى . 

     

    الاتجاه الأول : تعليم التفكير بطريقة مجردة .

    يرى مؤيدو هذا الاتجاه أنه يمكن تعليم التفكير بطريقة مجردة أي بصورة مباشرة على اعتبار أنها مادة مستقلة بذاتها مثلها مثل بقية المواد الدراسية ، وأن تعليمه بهذه الصورة يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل ؛ لأن تعليم التفكير له استراتيجياته وأنشطته الخاصة .

    فوائد تدريس التفكير من خلال مناهج مستقلة :

    1- أنها تسمح للطلبة بالتعامل مع التفكير بشكل مباشر .
    2- تعطي الطالب فرصا لاكتساب مهارات متنوعة تسمح بمواجهة تحديات الحياة .
    3- تمد الفرد بالقدرة الفكرية لمتابعة طفرة التقدم في كل الميادين .

     

     

     

     

    كما طالب كوستا مؤلف كتاب ( العقول المتطورة ) بعدم دمج تعليم التفكير ضمن المناهج ويبرر ذلك بأنه يمكن تقييم التفكير بشكل أفضل إذا ما طبق كبرنامج خص مستقل . 

     

    الاتجاه الثاني : تعليم التفكير بطريقة مدمجة أي من خلال المنهج المدرسي .

    يرى أصحاب هذا الاتجاه أنه من الأفضل أن يتم تعليم مهارات التفكير للطلاب من خلال المناهج الدراسية كافة ؛ لأن العمليات العقلية التي يتم تعلمها بهذه الطريقة يتم تعزيزها بشكل مشترك من جميع المواد الدراسية ، ويمكن أن يتم ذلك من خلال دمجه في أي مادة من المواد حيث يتم الانطلاق من المفاهيم والمعاني المتضمنة في هذه المواد إلى تجارب جديدة يشارك الطلاب في حلها .

     

    ومما لا شك فيه أن تبني هذا الاتجاه يتطلب وقتا وجهدا ومالا كثيرا ؛ لأن هذا الأمر يتطلب إعادة بناء المناهج الدراسية كافة مع مراعات تحقيق تنمية مهارات التفكير.

     

    المناهج الدراسية في المملكة تبنت كلا الاتجاهين في تدريسها لمهارات التفكير، حيث تدرس مهارات التفكير ضمن عدد من المقررات الدراسية مثل : مقرر التربية الأسرية ، كما تدرس هذه المهارات في مقرر مستقل مثل مقررات المهارات الحياتية في المرحلة الثانوية.

     

    الاتجاه الثالث: تعليم التفكير بطريقة التجسير : أي تعليم التفكير من خلال محتوى دراسي مستقل ثم ربطه مع المواد الدراسية الأخرى .

    أدى الاهتمام بتعليم التفكير إلى ظهور اتجاه آخر لكيفية تعليمه ، ويقوم هذا الاتجاه على تدريس التفكير بصفة مباشرة وصريحة من خلال محتوى دراسي خاص به ومستقل عن بقية المقررات الدراسية ، ثم يربط  هذا المقرر بالمقررات الدراسية الأخرى ، ويتم هذا عادة بتنظيم التعليم بحيث يحث الطلاب على استخدام مهارات العبور عند التفكير فيما يتعلمونه في الدرس .

     

    الكتب في المملكة كانت تعتمد في السابق على سرد المعلومات في الدرس الواحد ، وفي نهايته توجد تدريبات للتطبيق المباشر لما درسه الطالب يقوم بحلها بناء على حفظ المعلومات الواردة في الدرس ، ودون ربط التعلم بحياة الطالب ،حيث كانت توحي المناهج القديمة للطالب بأن فرصة نجاحه تقوم على حفظ ما احتواه الكتاب من معلومات ، وهو ما يسمى النظرية السلوكية .

     

    أما المناهج الحديثة اعتمد على مبادئ واتجاهات تربوية أصبح كثير من الدول تأخذ بها وتصمم مناهجها في ضوئها، فالمناهج الجديدة وفرت فرصا للتعلم الذاتي للطالب ، وتعلمه كيف يتعلم ، وتوفر الفرص لتطبيق المعرفة ، وتعمل على تكامل خبراته وربط التعلم بحياته ، ومن خلال ذلك يتعلم الطالب كيف يفهم .

     

    والمناهج الحديثة في المملكة ركزت على اكساب الطالب مهارات تعد ضرورية للفرد كي يتفاعل بصورة إيجابية مع الآخرين ويتواصل معهم ، ويتكيف مع المستجدات مثل : مهارات البحث ، ومهارة حل المشكلات ، واتخاذ القرارات ، ومهارات التفكير الناقد ،ة ومهارات التفكير العليا ، ومهارات التقييم الذاتي ، ومهارات استخدام التقنية بفاعلية.

     

     

     

    المراجع :

     

    - البكر، رشيد .(2010م) . تنمية التفكير من خلال المنهج .ط6 ، الرياض : مكتبة الرشد .

     

    - الحوراني ، محمد .( 1999م ) .تجارب عالمية في تربية الإبداع وتشجيعه . ط1،الكويت : مكتبة الفلاح .

     

    - دي بونو ، ادوارد .(1997م). برنامج الكورت لتعليم التفكير.ط1، عمان : دار الفكر .

     

    - السرور ، نايا . ( 200م) . مدخل إلى تربة المتميزين والموهوبين . ط1، عمان :دار الفكر . 

     

    - كفافي ، علاء الدين . ( 1997م) . مناهج مدرس للتفكير . القاهرة : دار النهضة العربية .

     

    - كوستا . (1997م) . قراءات في تعليم التفكير والمنهج . القاهرة : دار النهضة العربية .


     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()