الإيمان و أثره في حياة الإنسان
بعث الله الرسل و الأنبياء إلى الناس مبشرين و منذرين ليخجوهم من الظلمات إلى النور . فمت من رسول إلا لقي من قومه التصدق و التكذيب فأما من صدقوه فقد آمنوا به و إتبعوه و اما من كذبوه بما بعت به فعصوه و خالفوه و حاربوه دعوته فما معنى الإيمان ؟ وما الذي فرق الناس إلى فرقين كافر مكذب و مؤمن مصدق ؟ وما أثر الإيمان في حباة الإنسان ؟
مفهوم الإيمان و أركانه :
الإيمان لغة : التصديق ، و إصطلاحا : الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الأخر و القدر و خير شره فعندما يدعو أنبياء الله و رسله أقوامه إلى الإيمان فإن بعضهم يقفون موقف المتسائب من الدعوة لذلك أيد الله أنبياءه و رسله بالمعجزات التي تدل على صدق دعوتهم فتعددت المعجزات و تنوعت الأقوام فمعجزة موسى عليه السلام العصا يلقيها فإذا هي حية تسعى آية تعجز فرعون و قومه و معجزة عيسى عليه السلام إياء الموتى و شفاء الأكمة و الأبرض بإذن الله اما القرآن الكريم فهو المعجزة الخالدة لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم التي تحدت العقول و العلوم . كل هذا رحمة منه سبحانه و تعالى بعباده ليصدقوا و يؤمنوا برسالاته و ليهتدوا و يتبعوا ما أنزل إليهم من هدي ينير لهم سبل السلام في الدنيا و يحقق لهم الفوز في الأخرة و قد مدح الله المؤمنون بقوله < و الذين يومنون بما انزل إليك من قبلك و بالأخرة هم يقنون أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون >لبقرة.
الإيمان بين المصدقين و و المكذبين :
علم الله سبحانه أن الناس يحتاجون إلى دلل حتى يصدقوا أنبياءه و رسله لذلك أيدهم بمعجزةاته إلا ان كثيرا منهم رغم رؤيتهم لهذه المعجزات لن يزدهم ذلك إلا عنادا و إنكارا و تكذيبا ولم يزدهم بيان الأنبياء و الرسل إلا نفورا و جحودا فلم تنفع معهم حجة ولا دليل فهذا سيدنا نوح عليه السلام يشكو قومه إلى ربه كما حكى عنه القرآن ف آذنهم و إستغشوا ثيابهم و أصروا و إستكبروا إستكبارا > فلامكذبون بالله و برسله يرفضون الإنصاتت إلى الحجة ولا واجهون الدليل بالدليل بل بالإستهزاء و العناد و بذلك يعبرون عن سفاهة عقولهم اما المؤمنون الذين صدقوا الرسل فقد تأملوا في معجزتهم و إهتدت قلوبهم لأنها قلوب سليمة من الغرور و التكبر تقبل الحق كلما إتضحت معالمة و ظهرت حجته لعقولهم قال تعالى : < كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولوا الألباب >.
أثر الإيمان في سلوك الإنسان :
للإيمان أثر عظيم في سلوك الإنسان و في تصرفاته تجاه خالقه و نفسه و مجتمعه لأنه بالإيمان يحس بمراقبة الله له في لسر و العلن لذلك تجده يتمتع بصفات من بينها :
~ طهارة القلب : من صفات المؤمن انه لا يحسد ولا يمقت أحدا و لا يقترف إثما ولا معصية لقوله صلى الله عليه و سلم < لا يومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه >.
~ حسن الخلق : وقد بين رسول الله صلى الله عله و سلم ان اكمل الناس أيمانا و اعلاهم درجة من حسنت اخلاقه فالمؤمن لا يسب ولا يشتم أحدا و قد سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : < تقوى الله و حسن الخلق >