بتـــــاريخ : 12/21/2013 2:32:22 AM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 871 0


    أشهر المناهج النقدية الحديثة في الغرب

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : د. أحمد الخاني | المصدر : www.alukah.net

    كلمات مفتاحية  :
    الغرب نقود

    http://www.rasheed-b.com/wp_files3/mon1.jpg

    الواقعية والواقعية الجديدة:

    تبلورت الواقعية الجديدة على يد مكسيم غوركي، فقد أثنى على الواقعية التي تميز بها الأدب الإنكليزي في القرن التاسع عشر، ولكنها في نظره لا تزال واقعية ناقصة؛ لأنها ألحت على الهدم وحده دون البناء، وعجزت عن أن تقدم شيئًا على أنقاض ما هدمت، فالواقعية الجديدة تتجاوز نظام الهدم إلى البناء، وهي لا تكون إلا انعكاسًا للحقائق المتصلة بالكفاح العملي في النظام الاشتراكي، وهي سلاح في المعركة.

     

    الأسلوبية والبنيوية والتفكيكية:

    الأسلوبية: قال بها العالم السويسري فرديناند دي سوسير في كتابه الذي نشر بعد وفاته (محاضرات في علم اللغة العام) وهي: ثنائية اللغة والكلام. وهذا الموضوع من اختصاص فقه اللغة، وقد أخذت الأسلوبية تعنى بلغة الأدب، أو ما يسمى بلغة الاختيار، دخل هذا الاختيار في الدراسات الأسلوبية بمحورين؛ العمودي والأفقي.

     

    المحور العمودي:

    هو الذي يقف أمام اللفظة، ويفترض أن ثمة عددًا كبيرًا من الألفاظ يمكن أن تكون بدائل لهذه اللفظة، فمثلًا جملة: (هبت الريح) فإن ثمة بدائل لا بد أن ترد على الذهن، فيمكن أن نختار لفظة بديلة مثل: عصفت، واشتدت وناحت، وزأرت، ودوت، ودمدمت وأعولت و هكذا.

     

    المحور الأفقي:

    وهو يقوم على التجاور؛ إنه يتعلق بالسياق التركيبي، وهذه النظرية تقتصر في الدراسات النقدية على الأسلوب ويسمى: علم الأسلوب الوصفي، ويرى د. شكري عياد، أن دراسة علم الأسلوب العربي لا تزال بحاجة إلى جهود كبيرة، فالقيم التعبيرية والجمالية لأصوات اللغة العربية لم تدرس بعد، ومن هنا نشأ (النقد الأسلوبي).

     

    البنيوية: وهي ذات صلة وثيقة بحركة الحداثة، وقد أفادت البنيوية من منجزات دي سوسير في اللغة والكلام والدال والمدلول، وغيرها من المصطلحات، كالسياق والمرسِل والمستقبِل، أو الملقي والمتلقي، إن البنيوية طريقة بحث في العلاقات ومحاولة لاكتشاف القوانين الشاملة التي تتحكم في الاستخدام الأدبي للغة من تركيب البناء الوظيفي حتى الصيغ الشعرية.

     

    والبنيوية في النقد الأدبي ثمرة من ثمار التفكير الألسني وآثاره في العلوم الإنسانية المختلفة، ويرى ليفي شتراوس أن البنيوية مجرد طريقة أو منهج يمكن تطبيقه في أي نوع من الدراسات) [1].

     

    التفكيكية:

    في نظر التفكيكيين، لم يعد النص جسدًا واحدًا (المضمون) محشوًا في قصيدة بل أصبح نسيجًا لا متناهي الأبعاد، أو كما يقول التفكيكيون (إن المضمون في ذاته شبه كما نرى في حبة البصل؛ حيث تتكون كلها من أغشية من سطحها إلى جوهرها. وقال بارت بنظرية (موت المؤلف) أي أن العلاقة بين المؤلف والنص تنقطع بمجرد إبداع النص، ويصبح النص ملك القارئ)[2].

     

    المنهج النفسي:

    ارتبط هذا المنهج باسم فرويد صاحب نظرية التحليل النفسي الذي ذهب إلى أن الجهاز النفسي يتكون من ثلاثة جوانب: الهو والأنا والأنا الأعلى.

     

    وقد راجت هذه المدرسة رواجًا كبيرًا منطلقة من عقدة أوديب، حيث يحب الطفل أمه جنسيًا عندما يرتضع اللبن من ثديها)[3].

     

    المنهج الاجتماعي:

    وهو المنهج النقدي الذي دعت إليه الفلسفة الاشتراكية فهذا المنهج يعنى بدراسة المجتمع، كما يعنى بتتبع الأعمال الأدبية التي تصور المجتمع بخيره وشره، وتدعو إلى تقدمه، وهذا يقترب من مذهب الواقعية الجديدة، وهي تعنى بتسجيل الواقع بما فيه وكل ما فيه، وهذه هي نفسها الواقعية الاشتراكية. وتؤمن هذه الواقعية بالفرد من خلال الجماعة، بعكس البورجوازية التي تؤمن بالجماعة من خلال الفرد.

     

    المنهج التكاملي:

    هو منهج نقدي حديث ينتفع بجميع المناهج النقدية الحديثة، ولا يقتصر على منهج واحد بعينه)[4].

     

    وقد نادى أفلاطون قديمًا بأن الشعر مرآة. . وفي العصر الحديث وجدنا نقادًا ينادون بها، فما معنى هذا الكلام؟ وهل الشعر غاية في ذاته؟ هل الشعر للشعر؟ أو هل الفن للفن؟ أم أن الفن للحياة؟ .

     

    الشعر والمرآة:

    أفلاطون أول من ربط الشعر بالمرآة؛ لأن هذا الربط كان يخدم غرضه في تصور الشعر نوعًا من الظل، أو الانعكاس، وقد ظلت هذه الفكرة مستمرة بعد ذلك.

     

    وفي عصر النهضة، نجد نقادًا يستعملونها بكثرة، يقول ليوناردو: (إن عقل الفنان لا بد أن يكون كالمرآة التي تتلبس لون ما تعكس وتمتلئ بالصور بمقدار ما يكون من أجسام) وقد ظل النقاد حتى منتصف القرن التاسع عشر يصورون فكرة المحاكاة بالمرآة، حتى إن الدكتور جونسون يقول في شكسبير: إنه يحمل مرآة صادقة للحياة وللطبيعة[5].

     

    فلنتعرف إلى مبدأ الفن للفن و الفن للحياة.

    مبدأ الفن للفن:

    إن الخط البياني للمدرسة الرومانطيقية هو الذي وصل بأصحابه عند مرحلة معينة إلى اعتناق فكرة الفن للفن، والدفاع عنها، ليكون ردًّا قويًّا على القائلين بنفعية الفن، ومنذ سنة 1835 حين ظهر كتاب (مدموازيل دي موبان) لجوتة، اشتدت الدعوة إلى فصل الفن عن الأخلاق، قال بودلير: (ليس للشعر غاية وراء نفسه) وامتلأ النقد الأدبي ردًّا على المتطرفين إلى الجانب الخلقي مثل دوماس الصغير الذي كان يقول: (كل أدب ليس وراءه غاية خلقية فلا بد أن يكون كسيحًا وضارًّا). بينما يقول فيرلين: (إن الفن لابد إلا أن يعادي الأخلاق) وينكر أوسكار وايلد كل المشاعر الأخلاقية في الفنان.

     

    ويسأل الدكتور إحسان عباس: ما معنى الفن للفن أو الشعر للشعر؟ وهو يجيب عن سؤاله بقوله: معناه: إن هذه التجربة غاية في ذاتها، والوجود الطبيعي للشعر أن يكون عالمًا في ذاته، ولكي نسيطر عليه لا بد من أن ندخل ذلك العالم ونخضع لقوانينه، ونتجاهل كل المعتقدات التي تخصنا في عالم الواقع)[6].

     

    الفن للحياة:

    وهي نظرية الآداب الآيديولوجية، وكل عقيدة توظف أدبها لصالحها، حتى وإن أشاد بعضها صرحها على جماجم الآخرين.

     

    إن نظرة عقائدية شاملة إلى كوكبنا الصغير لتدل دلالة ساطعة على أن العقيدة الإسلامية في جهة، وباقي العقائد الأخرى على اختلافها، في جهة مقابلة، وعلى ضوء هذه النظرة ننظر إلى الحياة وإلى الأدب.

     

    الأدب غير الإسلامي:

    أدب اليهودية: اليهود محكومون بعقدتين هما؛ عقدة المال وعقدة الجبن والإرهاب.

    العقدة الأولى: عقدة المال:

    يقول الله تعالى عن بني إسرائيل في سورة البقرة الآية 93:

    ﴿ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ ﴾ [البقرة: 93] يقول المفسرون، ومنهم ابن سعدي في تفسيره: أي أشربوا حب العجل وحب عبادته.

     

    ونحن لو سألنا أنفسنا هذا السؤال: لماذا تميز اليهودي بعبادة المال من بين شعوب العالم؟ لا بد لذلك من سبب، والذي أراه أن سبب ذلك كان منذ استعباد الفراعنة للشعب اليهودي في مصر؛ إذ بعد يوسف على نبينا وعليه السلام، جاء فراعنة ألَّهوا أنفسهم واستعبدوا الشعب الإسرائيلي وأذلوه، فكان هذا الشعب لا يملك شيئًا، وكل ما في يديه من مال كان لسيده، وحينما خرج بهم موسى على نبينا وعليه السلام من مصر، تلهفت نفوس هذا الشعب إلى المال وقد حرموه ما يقارب ثلاث مئة عام كما يقول ابن خلدون في مقدمته، ولما حرموا التملك وهو أمر فطري اختلت فطرتهم لهذا الحرمان من المال هذه المدة الطويلة وتوضَّع في نفوسهم عبر الأجيال المتعاقبة هذا التعطش إلى المال لتعيد التوازن كمعادل موضوعي لدواعي الفطرة ومتطلباتها، فلما خرجوا من مصر من إصر فرعون صار عندهم رد فعل عنيف تجاه المال فأحبوه حبًا نهمًا فاق الحب الطبيعي في الإنسان الطبيعي، المال محبوب، ولكن حبه لم يصل إلى درجة العبادة لدى أي شعب من شعوب العالم على مدار التاريخ إلا الشعب الإسرائيلي، وأصبحت عبادة المال لهم طبيعة ثانية غلبت تلك الطبيعة الأصلية التي مسختها سنون الاستعباد، واستمرت عبادة المال لدى اليهود عبر الأجيال بالوراثة.

     

    العقدة الثانية: الجبن والإرهاب:

    الجبن:

    وتعود هذه العقدة إلى تلك الفترة في مصر أيضًا، وفيها كان الشعب الإسرائيلي مستعبدًا، وكانت حريته مسلوبة، وكرامته غائبة والتوازن الطبيعي للإحساس الإنساني أن الإنسان إذا هوجم دافع عن نفسه، ورد عنه الاعتداء ففي هذا شفاء للنفس من القهر والكبت، كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:
    شفيت نفسي لو أني
    لما رُميتُ رمَيت

     

    ولكن هذا الشعب بقي مكبوتًا هذه المدة، ولما خرج به موسى على نبينا وعليه السلام إلى أرض الحرية وأمرهم بالقتال، جبنوا وقالوا لنبيهم دون حياء أوخجل من أنفسهم: ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ [المائدة: 24]. فقضى الله تعالى أن ينقرض هذا الجيل في صحراء سيناء؛ يتيه فيها أربعين سنة، ولكن الجبن ورثه الآباء للأبناء كما ورثوهم عبادة المال.

     

    عقدة الإرهاب:

    وكما كان هذا الشعب فاقدًا المال والحرية، كان أيضًا فاقدًا الأمن والأمان، كان الشعب الإسرائيلي مروَّعًا من قبل ذبح الأطفال الذكور، ومن بعد ذبحهم.

     

    وقد تمكنت هذه العقدة في الإحساس الإسرائيلي وانعكست برد فعل عنيف؛ أن يعيش الإسرائيلي في الأمن والأمان، وأن يعيش الآخر من بني الإنسان حياة الإرهاب، كما عاش هو في تلك السنين العجاف زمن فرعون.

     

    أما الآداب؛ فهي من الفنون الجميلة، وقدر اليهود من هذه الفنون معدوم أو في حكم المعدوم، ومن ذلك الشعر، فاليهود ليسوا أمة شعر، اليهود أمة مال وإرهاب، ولهذا لا نجد لهم شعراء عباقرة كالأمة العربية أو اليونانية أو باقي شعوب العالم، فضلًا عن أن يكون لهم شعر يقود النفس البشرية نحو الحق والخير والحب والسلام.

     

    أدب النصرانية:

    يجد الباحث في هذا الأدب الوثنيات كعقيدة التناسخ في قصة (مرداد) لميخائيل نعيمه، إضافة إلى الأدب اللاهوتي، يقول إيليا أبي ماضي[7]:
    أحب إله في صباه إلهة
    جرى السحر في أعطافها والترائب
    تمنت عليه آية لم يجئيها
    إله سواه في العصور الذواهب

     

    ولكن هذا لا ينفي وجود أدب مقبول شكلًا ومضمونًا في هذا الأدب.

     

    أدب البوذية:

    والبوذية عقيدة وثنية، لذا فمن البديهي أن يأتي أدبها انعكاسًا لتصوراتها، وهو أدب حاقد في مجمله، ولئن عرف طاغور بتسامحه، فإن ذلك كان لتأثره بالأفكار الإسلامية التي اقتبسها من مسلمي الهند الذين كان يعيش في وسطهم.

     

    أدب الشيوعية:

    والشيوعية أصلًا ليست مرشحة للبقاء لأنها عقيدة تخالف الفطرة إذ رفعت شعارها (لا إله والحياة مادة) ونادت بالعلمانية؛ لا تؤمن إلا بالتحليل العلمي المخبري الذي تشاهد آثاره المادية الملموسة، إن أبحاث الذرة تقوم على المعطيات المفترضة، فالذرة لم تشاهد، وإنما عرفت بآثارها، من هنا وقعت الشيوعية في تناقض خطير؛ آمنت بالذرة من آثارها ولم تشاهدها وأنكرت وجود الإله مع سطوع آثاره ودلائل خلقه، وبناء على هذه النظرية المادية فإن أدب هذه العقيدة الشيوعية لا يتعامل إلا مع الجانب المادي في الإنسان.

     

    والشيوعية مذهب طبقي يوجه إلى البروليتاريا، إذًا فالأدب الشيوعي لا يوجه إلى الإنسانية كاملة، إنما يوجه إلى قطاع معين محدود من البشر، إضافة إلى أنه لا يتعامل مع الجانب الشرير في هذا القطاع.

     

    أدب الرواد العرب:

    • طه حسين

    • عباس محمود العقاد

    • توفيق الحكيم

    • مصطفى صادق الرافعي

     

    طه حسين:

    إن أهم عمل أدبي نسب إليه هو كتاب (في الشعر الجاهلي) يقول طه في هذا الكتاب: (للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن، ولكن هذا لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي)[8]. فقامت ضجة في مصر إثر صدور هذا الكتاب رفع لواءها مصطفى صادق الرافعي، فتشكلت محكمة أصدرت حكمها على هذا الكتاب بجمعه وإحراقه.

     

    فعدله طه حسين وحذفت العبارة السابقة. . وسمي الكتاب المعدل: (في الأدب الجاهلي) وفي هذا الكتاب لا يجد القارئ شخصية إسلامية ولا عربية ولا فرعونية وإنما يجد المستشرق مرجليوث هو الذي يتكلم.

     

    عباس محمود العقاد:

    وأكبر عمل أدبي قام به هو العبقريات، وهو يطبق قواعد لمبروزو في صفات العبقرية ومقاييسها، يقول العقاد: (فالعالم الإيطالي لمبروزو ومدرسته يقررون بعد تكرار التجربة والمقارنة أن للعبقرية علامات لا تخطئها، فيكون العبقري طويلًا بائن الطول أو قصيرًا بيّن القصر، ويعمل بيده اليسرى أو يعمل بكلتا يديه، ويلفت النظر بغزارة شعره أو بنزارته، على غير المعهود في سائر الناس، ومهما يكن من الشك في استقصاء هذه العلامات والمطابقة بين تفصيلاتها وبين الواقع فهي بلا ريب صادقه في حالات، غير أهل في كل حال للتصديق التام ولا للنبذ التام...)[9].

     

    ونحن نقول إن هذه المقاييس الخَلقية لا دخل لها في العبقرية، فالعبقرية استعداد نفسي لا دخل للجسم في إبراز هذه الصفة أو طمسها، وقد غاب عن العقاد سر العبقرية لدى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت: (اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين) عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام) فسبقت الدعوة إلى عمر رضي الله عنه دون عمرو بن هشام وهو أبو جهل فرعون الأمة.

     

    إذًا... فقد كان الرجلان في مقام واحد، فما السر الذي جعل عمر عبقريًا وأبا جهل غير عبقري؟ كان على العقاد أن يفطن إلى دور الإسلام في بناء العبقريات لا إلى قواعد لامبروزو.

     

    ثم إن العقاد يساوي النبوة بالعبقرية، وهذا لا يصح لأن النبوة صفتها الوحي من الله تعالى بينما العبقرية صفة بشرية تأتي بالوراثة والموهبة وتنمى بالاكتساب، ويشترك العبقريون في هذه الصفة، فلا يمكن مقارنة العبقرية بالنبوة، وقد تتأتى العبقرية للكافر فكيف تقرن مع النبوة؟

     

    توفيق الحكيم:

    رائد المسرح العربي بلا منازع، قدم الكثير من المسرحيات، ومن ذلك مسرحية (محمد) فكانت لحنًا رطبًا يفيض رقة وسلاسة، ويمتلئ بالصور الحية المتحركة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالسلوك الإلهي الرائع.

     

    وكتاباته (عودة الروح) و(الرباط المقدس) و(يوميات نائب في الأرياف) و(مدرسة المغفلين) يعالج الحكيم عددًا من القضايا الاجتماعية المعاصرة.

     

    ولما كان الحكيم غير ملتزم فقد قدم مسرحية (نهر الجنون) وفكرتها بيت دريد بن الصمة:
    وما أنا إلا من غزية إن غوت
    غويت وإن ترشد غزية أرشد

     

    مصطفى صادق الرافعي:

    أما مصطفى صادق الرافعي فقد كان مجيئه ظاهرة أدبية ملفتة للنظر، لقد كان ظهوره إبان النهضة الأدبية الكبرى التي تزعمها طه حسين والعقاد والمازني وشكري وشوقي وغيرهم، كان تيار التجديد مندفعًا دفاقًا وكانت هناك دعوات غريبة للغض من القيم الدينية والتراث العربي الأصيل وتحريض المثقفين على الاندفاع نحو الغرب والنهل من ثقافته والنسج على منواله دون تحفظ أو تبصر، فبرز الرافعي متحديًا صارخًا في وجه الاندفاع الأعمى نحو كل ما هو غربي، ثار الرافعي من أجل الدين واللغة والقيم العريقة، واستمسك بأسلوب العربية الفصحى وهو يرى طائفة من المفكرين يدعون إلى عد اللغة العامية لغة الكتابة، وطائفة أخرى تدعو إلى كتابة العربية بالأحرف اللاتينية. لقد اعتبرها الرافعي معركة مقدسة، لقد أدى الرافعي دورًا كبيرًا، ففي مقالاته التي كتبها في (وحي القلم) تظهر براعته الفنية، يقول سعد زغلول في هذا الكتاب: (بيان كأنه تنزيل من التنزيل، أوقبس من نور الذكر الحكيم). ص1.

     

    أما كتابه (المساكين) فيقول فيه أحمد زكي باشا:

    إلى صاحب المساكين: لقد جعلت لنا شكسبير كما للإنكليز شكسبير وهيجو كما للفرنسيين هيجو وغوتة كما للألمان غوتة)[10].

     

    أما كتبه: رسائل الأحزان والسحاب والأحمر وحديث القمر وأوراق الورد فهي رسائل غرامية يقول في كتابه أوراق الورد: (الشمس والكواكب نار. . ولكنها على الدنيا نور، أما وجهك يا حبيبتي فنور، ولكنه على قلبي نار). لشعر الرافعي رقة وعمق وتحضرني هذه الأبيات التي يصور فيها حبًا حزينًا دامعًا فيخفق لها قلبي وأشعر معه بالأسى واللوعة:
    مَن للمحب ومن يعينهْ
    والحب أهنؤه حزينه
    أنا ما عرفت سوى قسا
    وته فقولوا: كيف لينه؟

     

    إن الرافعي لم يزل في حاجة إلى الدراسة والبحث، وتراثه الأدبي لم يزل في حاجة إلى تقويم حقيقي ومكانته الأدبية ونبل المشاعر التي حركته وعنف المعارك التي خاضها لا بد أن تُفهم كما يجب)[11].

    [1] مناهج تحليل النص الأدبي منشورات جامعة القدس المفتوحة صـ 69.

    [2] مناهج النقد الأدبي الحديث منشورات جامعة القدس المفتوحة صـ 22.

    [3] مناهج تحليل النص الأدبي منشورات جامعة القدس المفتوحة صـ 60.

    [4] المرجع السابق صـ 75.

    [5] فن الشعر: د. إحسان عباس ط2 صـ 22.

    [6] المرجع السابق صـ 153.

    [7] ديوان الخمائل إيليا أبي ماضي ط: 17 ط بيروت.

    [8] في الشعر الجاهلي طه حسين ص 127.

    [9] عبقرية عمر ، عباس محمود العقاد ط بيروت ص 26.

    [10] كتاب المساكين لمصطفى صادق الرافعي ص 7 ط1 بيروت

    [11] الإسلامية والمذاهب الأدبية د. نجيب الكيلاني ط2 ص 104

    كلمات مفتاحية  :
    الغرب نقود

    تعليقات الزوار ()