كان مجموعة من الأصدقاء يجتمعون في إحدى الديوانيات كل يوم ..
وكان أحد رواد هذه الديوانية القاضي " الرشيد " ..
( وكان هذا القاضي على كثرة علمه وورعه .. إلا أن وجهه لم يكن جميلاً )
فتأخر يوماً عنهم على غير عادته ..
فلما حضر لهم ، سألوه عن سبب تأخره …
فتبسم القاضي ، وقال : لا تسألوا عما جرى ؟
فقالوا له : لا بد أن تخبرنا .
فقال : مررت اليوم بالموضع الفلاني ، وإذا بامرأة شابة قد نظرت إلي ، وأشارت إلي بطرفها ، فتبعتها وهي تدخل في سكة وتخرج من أخرى ، حتى دخلت بيتاً وأشارت إلي فدخلت .. ثم صفقت بيدها منادية : يا بنت البيت ، فنزلت إليها طفلة كأنها فلقة قمر ، فقالت لها :
إن رجعت تبولين في الفراش ، تركت سيدنا القاضي يأكلك ..
ثم التفتت إلي ، وقالت :
لا أعدمني الله تفضلك يا سيدنا القاضي ..
فخرجت وأنا حزين خجل لا أهتدي إلى طريق .
فضحك الأصدقاء …