بتـــــاريخ : 8/17/2008 11:42:18 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1683 0


    مذكرات زوجية.....زوج تائب....الحلقة رقم(16)

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : قصاص الأثر | المصدر : www.benaa.com

    كلمات مفتاحية  :

    لقراءة الحلقة الاولى اضغط

    http://www.manqol.com/topic/?t=8459

    لقراءة الحلقة الثانية اضغط

    http://www.manqol.com/topic/?t=8460

    لقراءة الحلقة الثالثة اضغط

    http://www.manqol.com/topic/?t=8461

    لقراءة الحلقة الرابعة اضغط

    http://www.manqol.com/topic/?t=8462

    لقراءة الحلقة الخامسة إضغط 

    http://www.manqol.com/topic/?t=8463

    لقراءة الحلقة السادسة إضغط

    http://www.manqol.com/topic/?t=8464

    لقراءة الحلقة السابعة إضغط

    http://www.manqol.com/topic/?t=8465

    لقراءة الحلقة الثامنة إضغط

    http://www.manqol.com/topic/?t=8466

    لقراءة الحلقة التاسعة إضغط

    http://www.manqol.com/topic/?t=8490

    لقراءة الحلقة العاشرة  أضغط

    http://www.manqol.com/topic/?t=8702

        لقراءة الحلقة الحادية عشرة إضغط

    http://www.manqol.com/topic/?t=8704

    لقراءة الحلقة الثانية عشر اضغط

    http://www.manqol.com/topic/?t=8705

    لقراءة الحلقة الثالثة عشرة

    http://www.manqol.com/topic/?t=8706

    لقراءة الحلقة الرابعة عشرة اضغط

    http://www.manqol.com/topic/?t=8707

    لقراءة الحلقة الخامسة عشرة اضغط

    http://www.manqol.com/topic/?t=8708 

     

                   مذكرات زوجية.....زوج تائب....الحلقة رقم(16)

     

     

    نهظت في الصباح باكراً

    نظرت إلى الساعة وبسرعة أيقضتها  فقد تأخرت على عملها

    كثيرا...!

    جاوبتني بصوت النائم: لا لن أذهب اليوم فأنا لم أنم جيداً

     ليلة البارحة كان نومي متقطعا جداً...!

    سألتها عن إفطاري وقهوتي قالت بصوت لايكاد يسمع:

    لاتصير أناني أتركني أنام بعض الوقت وأكيد أمك جالسة تتقهوى  في الصالة...!

    قلت : في الصالة...في الصالة..

    تركتها  ووقفت في  أمام المغسلة كي أغسل وجهي  فرفعت صوتها قائلة:

     لاتنسى ..لاتنسى أن تأتيني بتقرير طبي كي أعطيه لمديره المدرسة غداً....!!

    تركتها مستعجباً من ضميرهاالغائب

    وما إن خرجت من غرفتي

    حتى استقبلتني رائحة  القهوة ممزوجة برائحة الهيل والزعفران ...

    وكأنها تريد أن تقول لي والدتك هناك...

    اتجهت مع الممر إلى الصالة وأنا أتذكر  المثل القائل (الحي يحييك والميت يزيدك غبن)

    تذكرت والدي وترحمت عليه بصوت مسموع  رحمك الله ياوالدي...رحمك الله ياوالدي...

    دخلت على والدتي  وقبلت رأسها قائلا: ماشاء الله عليكم صاحيين  بدري اليوم...!

    قالت :  والله ياأبو مقبل

    بعد صلاة الفجر  لم أنم فأيقضت أختك وسبقتها إلى هنا

    قلت: حظي زين...حظي زين وأمسكت بالدلة واستلمت صب القهوة

    ودخلت أختي أم بدر وألقت السلام وجلست

    ودارت بيننا بعض الأحاديث...

    سألت والدتي  قلت:  أمي هل تتذكرين أيام زواجك الأولى بوالدي رحمة الله عليه

    قالت وهي تناولني الفنجان :

     الله المستعان يا وليدي  كنت بنية يتيمة صغيرة عندماتزوجت والدك

     كان إذا رجع إلى البيت ولم يجدني يذهب إلى السكة (الشارع)

    ويحضرني منه لأنه يعلم بأني ألعب مع الأطفال في الحارة...!

    قالت أختي :كان عمرك ١٣عندما أنجبت أخي أبوفهد صحيح يمة...؟

    قالت والدتي: يمكن يابنيتي

    إييه ياالله صلاح النية والذرية...

    قلنا بصوت واحد: آمين...آمين

    وقطع حديثنا صوت زوجتي قائلة: السلام عليكم

    وجلست على طرف الجلسة(وكأن بها جرب)....!

    وأنا أنظر إليها...

    خيل إلي بأنها لم تقم بغسل وجهها كمايجب فطبقة المكياج لم تفلح في إخفاء عبوسها...!!

    قالت أختي أم بدر: تصدقين ياهناء بأن والدتي قدتزوجت والدي وعمرها١٣عاما...

    قالت زوجتي : بصوت ضاحك يووه... والله .. لاأستطيع أن أتخيل كيف كانت حياتهم في ذلك الوقت ولا أستطيع أن أتخيل بأن أعيش فيه ....!

    قلت في نفسي (بل أنا من لايستطيع أن يتخيل ذلك ولو حدث لهرب الناس من زمانهم)....!

     قالت زوجتي(لأختي بعدأن ناولتها فنجان القهوة): لا لا....لاأريد بصراحة نفسي مسدودة ....!

    قالت والدتي :سلامتك سلامتك لاتكوني تعبانة (ياممي)..؟

    قالت :لا...لا..لكني لا أحب القهوة على فك الريق...!

    أكملنا حديثنا واستأذنت منهم وخرجت

    أدرت محرك السيارة وتوقفت بها عند محل ساكو

     لكي أشتري بعضاً من العدد والأدوات الكهربائية فمنزلنا يحتاج بعض الإصلاحات البسيطة

    أثناء تجوالي في ردهات المحل جاءني اتصال من زوجتي

    قالت:ألو: السلام عليكم

    قلت:وعليكم السلام

    قالت: متى ستأتي؟

    قلت: لاأعرف بالضبط لكن حالما أنتهي من أشغالي سآتي  لماذا تسألين...؟

    قالت : أريد منك أن تأتي لي (بكون سلر)...!

    قلت : وماهو الكون سلر هذا وأين أجده...؟

    قالت: في بدي شوب

        : ولأي شيئ يستعمل (قلتها بعفوية)...؟

    قالت: يووه أنت لازم تسأل عن كل شيئ..؟

    قلت: طيب براحتك ليس مهما أن أعرف ماهو ...كان سؤالي عفوي...!

    انتهت المكالمة(التجارية)

    ودفعت الحساب  وحملت أغراضي وخرجت من ساكو

    كان محل بودي شوب  ليس بعيداً عن المكان الذي أنا فيه

    أوقفت سيارتي قريبا منه

    وترجلت منها

    بعدالسلام

    قلت للبائع وكان مصري:

    أريد كون سلر....

    قال وهو يتناوله من على الرف

    سبحان الله (الطلب عليه كتير أوي)....!

    قلت له: ألهذه الدرجة هو مهم ؟

    قال: (والله هو كل ست وحسب احتياقها ليه)

    قلت: طيب هولأي شيئ يستخدم ؟

    قال: (هو مخفي عيوب_الستات بيحطوه قبل المكياج)

    قلت: أعوذ بالله مخفي عيوب مرة وحدة سترك يارب...سترك يارب..!

    وأردفت قائلا : آآه ليتني أجد مايعالح العيوب الحقيقة..؟

    قال: (يووه دا انت حكايتك حكاية_)

     أخذت علبة واحدة

    ودفعت له الحساب وخرجت

    اتجهت بسيارتي إلى المنزل وأثناء ذلك

    رن جوالي كانت المتصلة خالتي أم إبراهيم....!

    بعد السلام قالت: أنا آسفة لاتصالي بك في هذا الوقت

    لكن بصراحة  الثلاجة  تبريدها ضعيف  وتقريباً عطلانة ولاأعرف ماذا أعمل..!

     لم ـكد تكمل كلامها حتى قلت لها:

     طيب إن شاء الله يكون خير  سآتي بفني كهربائي وسأتصل بك بعد قليل بإذن الله

    قالت: جزاك الله خير  وسأفرغ ما بالثلاجة احتياطا فقد يأخذها الفني إلى الورشة..!

    انتهت المكالمة وغيرت طريقي من اتجاه البيت إلى محل شراء الأجهزة الكهربائية

    قلت في نفسي : هذه الثلاجة أعطالها أصبحت كثيرة...ولابد من الاستغناء عنها..

    وفعلاً اشتريت ثلاجة جديدة

    ودفعت الحساب وأخذت الفاتورة (ووضعتها في جيبي)

     وصفت شقة خالتي لسائق المحل

    وسبقته إلى هناك واتصلت بالجمعية الخيرية لكي يأتوا ويأخذوا الثلاجة القديمة...

    وفعلاً كل جاء في وقته

    وكل قام بماهو عليه

    بعدما خرجوا

    جاءت خالتي وكنت في المطبخ أفحص تبريد الثلاجة (ولم تكن تعلم بأمر الثلاجة الجديدة)

    وما أن دخلت حتى تفاجأت ولم تستطع حبس دموعها أو كتم عبراتها فبكت

    وأخذت تردد كلاما مثل

    ( الله يهديك ليش كذا_مالك حق_ والله لوكان أبوأولادي حي ماسوى كذا )!!

    (ثم خرجت وهي تمسح دموعها

    وعادت مسرعة وفي يدها  بعض  النقود _

    وأقسمت أن آخذها وأصرت على ذلك فرفضت بشدة وبصعوبة تخلصت منها)

    وهممت أن أخرج

    قالت: انتظر لحظة...

    واستدارت وتناولت طبقاً من على الرف وهي تقول:

     تفضل هذا ورق عنب صنعته البارحة وأعرفك تحب ورق العنب 

    (بلاتردد) أخذته منها وشكرتها وخرجت وأنا أسمع دعواتها لي بالتوفيق والصلاح

    أدرت محرك السيارة وانطلقت بها متجها إلى البيت 

    وتملكتني الحيرة والدهشة في احتياجات المرأتين المتظادتين

     فالأولى احتياجها شكلي بحت  والأخرى احتياجها ضروري بحت...!!

    أوقفت سيارتي  بجانب البيت وترجلت منها

    وأنا أردد سبحان الله....سبحان الله.......لله في خلقه شئون....!!

    فتحت الباب وما أن دخلت البيت

    حتى رن جوالي وكانت هي زوجتي

    قلت :ألو هناء أنافي البيت سآتيك حالا(وأقفلت الخط ولم أنتظرها حتى ترد على كلامي)

    أكملت سيري

    حتى وصلت إلى غرفتي

    وماإن فتحت الباب حتى حسبت أني دخلت إلى غرفة أخرى غير غرفتي...!!

    قالت:أرأيت...؟أرأيت...؟ أنك لاتحترمني ...لاتقدرني..لاتشعر بي..!!

    قلت: لاحول ولاقوة إلا بالله...لاحول ولاقوة إلابالله...!!

    ماالذي حصل  ماالذي جرى ؟

    قالت: كيف تغلق الخط في وجهي من غير أدنى احترام لي 

    قلت: كنت في البيت لايفصلني عنك سوى مترين وثواني قليلة

      فماالداعي لأن أحادثك بالجوال وأناقريب منك...!

    قالت: لاتحاول أن تختلق  المبررات  فأسلوبك واضح لايحتاج لتبرير!!

    (نزعت  غترتي من على رأسي  ورميت بها على السرير)

    وأشرت  إليها قائلاً وأنا أخرج من الغرفة:  لا أعرف كيف تفكيرين ...

    لاأعرف كيف تفكرين

    يبدو أنك قد أدمنت إثارة المشاكل...!

    (تركتها خلفي وخرجت وأنا أسمعها تقول)دائما تهرب دائماتهرب..

    .الهروب دائما هو الحل لديك...!

    لم آبه لها واتجهت لغرفة والدتي

    وقبل أن أصل إليها استقبلني صوت والدتي الحزين

     وهي تنشد بيتا من الشعر يقول:

    (أحسب عمار الدار يازيد جدران = واثر عمار الدار يازيد أهلها)

    قبلت رأسها

    وسألتها مستغرباً مابك ياأمي من أزعجك ولم أنت حزينة؟

    قالت: لاشيئ لاشيئ ياوليدي.....!

    قلت: تلعبين على مين !

    أنت ما (تقصدين) ألا إذا زعلت أوأحدضايقك يمة  وأنت الآن حزينة ومتضايقة..!

    قالت أختي: أم بدر بعد أن وقفت بالباب :

    أنا أقولك ماالذي يضايق أمي

    لقد ذهبت إلى بيت خالي عبدالله وكان استقبالهم لها سيئاً ...!

    تصدق إنهم استظافوها في الملحق حتى الشاي كان حلو مع علمهم بأنها مصابة بالسكري...!!

    ( أمسكت رأسي بكلتا يدي) وقلت: ياااه والله قهر....

    الله يهديك يمة...الله يهديك يمة...!!

    لقد قلت لك مرارا  لاتذهبي لخالي

    في بيته يكفي أن تذهبي  له في الاستراحة فزوجته هذه لاتستحق منك حتى مجرد النظر...!

    قالت بصوت هادئ: إييه وأنا أمك

    الحق على من قواه يا وليدي...الحق على من قواه ياوليدي..!!

     والدنيا هذي  تعبره....وأنا أمكم

    جلست بقربها وقبلت رأسها ويديها وقلت:

     أرجوك ياأمي ...أرجوك يا أمي

     لا تذهبي إليهم مرة ثانية

    وإذا أردت رؤية خالي أنا مستعد أن آخذك إليه في استراحته

     متى ما أردت ذلك...مع أن الحق لك فأنت أكبر منه ..

    قالت والدتي: بصوت أكثر هدوء وهي تصلح غطاء رأسها:

     ياوليدي صلة الرحم فضلها عند الله كبير

    فضلها عن الله كبير...!

    قلت: لكن هؤلاء لاينفع معهم لا وصل ولاطيب

    والله ياأمي مايسوون التراب الذي تمشين عليه ولا أعرف

      ماالذي غيرهم بهذا الشكل وكأنه لم سكن أحد من قبلهم قصراً...!

    لكن صدق من قال: (أحسب عمار الدار يازيد جدران واثر عمار الدار يازين أهلها)

    لم ترد والدتي على كلامي  بل أخذت تردد بابتسامة هادئة الدنيا تعبره وانا أمك...

    الدنيا تعبره وانا امك...!!

    بعد هذه الابتسامة منها أيقنت بأنه لافائدة من الكلام معها...

    فقد نذرت نفسها لما أرادت...

    التفت على أم بدر وقلت: أنت السبب....أنت السبب

     لماذا تركتها تذهب  لماذا لم تخبريني قبل خروجهامن المنزل...؟

    قالت أم بدر: لم أكن أعرف لقد ذهبت دون أن تخبر أحدا

     لقدعرفت ذلك من (ياني) فقد وجدت الباب مفتوحاً وراءها

    فهي حتى  قد ذهبت مشيا على أقدامها...!!

    (عندها أخذت أدور في مكاني من القهر)

    وقلت: ليتهم يعرفون قدرك يا أمي

     ليتهم  يستاهلون خطوة واحدة من خطواتك...!

    قالت بهدوء الواثق: أنا قلتلكم من قبل مادمت بصحتي وعافيتي

     فسأذهب إليهم ولن أقاطعهم أبداً والقطاعة مافيها خير أبد!

    قطع حديثنا صوت المؤذن يقيم للصلاة فخرجت مسرعا باتجاه المسجد

     وفي داخلي  صراع كبير بين الخير والشر...

    ياااه كم هو شعور صعب أن تجد أعزالناس لديك ذليلة ولكن بملئ إرادتها وبإصرار منها ...!!

    وكم  هو مرير ذلك الشعور الذليل الذي يكون أقرب الناس إليك سببا فيه...!!

    استعذت من الشيطان الرجيم ودخلت المسجد

    وبعد الصلاة خرجت راجعا وقدماي تقودانني إلى البيت...

    ولكن نفسي تأبى الرجوع إليه...!

    انتبهت على صوت أبوعبدالله جارنا...قائلا :حياالله الجار...حياالله الجار... بادلته الترحيب

    وأصرعلى استضافتي عنده وجدتها فرصة لأبتعد عن جو البيت...

    وما إن بدأنا في تناول القهوة

    حتى اتصلت بي

    قالت: إريد أن أذهب في زيارة إلى أهلي..هل ستذهب بي؟

    بسرعة قلت لها: طبعا طبعا أقل من نصف ساعة وأكون عندك

    شكرت جاري على ضيافته لي واستأذنت منه وخرجت

    أوقفت سيارتي خارج البيت واتصلت بها لكي تخرج

    دقائق ثم خرجت وركبت معي

    وانطلقت متوجهاً إلي بيت أهلها

    وبعد قليل من الصمت تنهدت ثم قالت: لاأعرف مابي هذا اليوم أحس بأني متعبة جدا...!!

    قلت :(الله يعينك يمكن من كثر الشغل ماتقدرين تلحقين بين البيت والمدرسة)!!

    قالت: صادق والله ولاأعرف كيف من لديها أطفال تستطيع ذلك...!

    توقفت بالسيارة عند بيتهم

    ونزلت وقبل أن تغلق باب السيارة قالت:

     آه تذكرت خالتي تقول قولي له أن يحضر خبزا معه...

    قلت طيب إن شاء الله

    ودعتها وأكملت سيري

    اشتريت بعض الأغراض مع الخبز وذهبت بها إلى البيت

    وضعتها ثم استأذنت من والدتي وخرجت حيث أني على موعد مع رئيسي في القسم لكي

    لإنهاء بعض الأعمال وأثناء ذلك

     جائني اتصال من زوجتي تود أن آتي لكي أرجعها إلى المنزل...

    قلت لها لوحبيتي تباتين عند أهلك ترى عادي خذي راحتك

     لأني لن استطيع أن آتي لكي آخذك إلا متأخراً

    شكرتني وقالت بأنها ستعود مع أخيها وأنتهت المكالمة وأنا أقول في نفسي (أبرك الساعات)

    أنجزنا ماكلفنا به من أعمال ورجعت إلى البيت

    أو قفت سيارتي وترجلت منها

    وسرت باتجاه غرفتي

    دخلت  الغرفة  وألقيت عليها السلام

    وكانت تقف أمام خزانة الملابس  تفتش فيها( ربماعن مشكلة جديدة)!

    رميت بنفسي على الأرض  وأسندت ظهري على  الأريكة

     قائلا: يوووه....  الجو  حار جدا هذا اليوم..!

    قالت: (وهي متجهة نحوي وتحمل علبة في يدها)

    : لكنه ليس أحر من من النار التي في صدري(وضربت بيدها على صدرها وقالت:

    انظر بالله عليك...انظر بالله عليك...(وفتحت العلبة) قائلة:أرأيت أن أهلك لايقدرون زوجتك ولايحترمونها...! أنظر أنظر... فيه أحد يهدي عروس (خاتم كهذا) في مناسبة زواج..!

    خالتك هذه<<<تقصد أم إبراهيم(وأشارت بيدها إلى الخلف)

    ألاتعرف  شيئاً اسمه إتكيت ألاتعرف شيئا اسمه ذوق... ألهذه الدرجة تحتقرني!!

     

    نظرت إليها ثم رفعت بصري إلى فوق قائلا:

    اللهم طولك ياروح...رحماك ياربي...رحماك ياربي...

    أنت قد تكونين أي شيئ إلا أن تكوني امرأة...!

    قالت: لاترد على سؤالي بتساؤلات  تتهرب بها كعادتك من مناقشتي....!!

     قلت : أناقش معك ماذا..........!؟؟

    أناقش خيالات وأفكار لاتوجد إلا في رأسك...!

     أريد أن أعرف كيف تقومين بالتعامل مع طالباتك

     بل  كيف توظفت كمعلمة من الأساس...!؟؟

    ألا تملين من البحث عن المشاكل...!؟

    قالت: لماذا تتهرب لماذا ترى أهلك وكأنهم ملائكة ولا تقف في صفي أبدا ....؟

     قلت لها: الجواب على كل أسألتك هذه هو شيئ واحد فقط وهو بأنك لاترين أبعد من أنفك...!

    أنت تتخيلين أشياء لاوجود لها إلافي عقلك  تساؤلاتك هذه هي بداية لمرض ولغيرة غير شرعية لاأساس لها ومن الآن أقول لك  بأن هذه التخيلات التي في رأسك هي بداية لنهاية زواجنا المهتريئ أساسا...!

    اسمعي يامرأة حاولي أن تفهمي بأن علاقتي بك كزوجة وكشريكة لباقي حياتي هي علاقة خاصة جدا وتختلف عن علاقتي بأهلي

    ومجاملتي لهم تختلف عن مجاملتي لك

    وتقديري وحبي لك لا يتعارض مع حبي لأهلي فأنت زوجتي ولابد أن أكون معك واضحا  من غير مجاملة زائفة

    قالت: لوكنت صادقاً في كلامك لما اشتريت ثلاجة لخالتك على حساب مستقبلنا ومصاريفنا...!

    قلت: لماذا تخلطين الأمور ألاتستطيعين أن تفرقي بين الظروري والكمالي...

    ثم هل طلبت مني شيئا ولم أحضره لك....ألم أحضر لك الكون سلر أو مخفي العيوب...

    كان الأجدر بك بدلا من البحث عن مايخفي العيوب التي في وجهك أن تبحثي عن مايصلح العيوب التي في شخصك أنا لم أعد أطيق بحثك الدائم عن المشاكل لقد سئمت هذه العيشة التي تقصر العمر...!

    قالت: وأنا لقد سئمت هذا السجن الذي وضعتني فيه مع أهلك وفرضك علي هذه الإقامة

    الجبرية حتى أهلي منعتني من الذهاب إليهم سوى مرتين والسوق ممنوعة من الذهاب إليه إلا بحضرة جنابك والمطاعم لا أذهب إليها إلا بتوقيع رسمي منك...!!

    بالله عليك هل يوجد زوج يعامل زوجته هذه المعاملة القاسية

     التي لاترضى بها أي زوجة في الدنيا....!!

    هل كتب علي أن أعيش زواج كهذا الزواج

    وأنا أريدك أن تطلقني فأنا لم أعد أطيق العيش معك..فهذه عيشة لا ترضى بها حتى البهائم..!

    قلت: لقد حاولت معك مررا أن أتماشى مع سلوك ونفسيتك لكن قد طفح بي الكيل ولم أعد أطيق أكثر من ذلك وعزوبيتي البائسة أفضل بكثير من عيشة ولو يوم واحد معك  ومادمت مصرة على الطلاق فأنت وماترين  وإذا كنت جادة في طلب الطلاق فاتصلي بأخيك كي يأتي ليأخذك

    (وفتحت باب الغرفة وخرجت خارجها وأغلقته وراءي بشدة وأنا أسمع صوت نباحها أقصد بكاءها)

    اتجهت إلي خارج البيت وأنا أرتجف غضباً

    توقفت عند( مجلس الملحق الخارجي)

    ودخلت فيه وجلست مستندا إلى الجدار

    كان الريموت ملقى على الأرض تناولته وقمت بفتح التلفاز..

    وما إن فتحته حتى سمعت فيه حواراً ممتداً لحوار زوجتي

    فقد كانت الممثلة تتذمر من زوجها قائلة: (حابسني بين أربع جدران وماتفسحني وماتطلعي  طلقني...طلقني)...!

    وبسرعة أغلقت التلفاز قائلا(هو أنا نائص هو دا وأته)

    يبدو أن التلفاز قد أصابته العدوى من مشاكلنا الزوجية..

    لقد أصبحت أتساءل مع نفسي

    لو لم تكن هذه المرأة  معلمة ومشغولة فكيف ستكون حياتي معها..؟؟

     لكن يبدو أن نهاية هذا الزواج قد حان وقتها....

    قطع تفكير صوت الخادمة وهي تقول بابا...بابا...مدام إنت مسكين يمكن موت سواسوا نوم...

    ولم أدع الخادمة تكمل كلامها

    حتى تركتها خلفي مسرعاً باتجاه غرفتي ووجدت زوجتي ملقاة على الأرض في الممر

    المؤدي لغرفتي...!!!

    كانت شبه غائبة عن الوعي...!!

    حملتها إلى السيارة وكانت لحسن الحظ داخل البيت

    طلبت من الخادمة أن تأتي بعباءة زوجتي ريثما أفتح الكراج

    كان المستوصف قريباً من المنزل

     

    أوقفت سيارتي بجانب مدخل الطوارئ وأحضرت عربة

    ووضعت زوجتي فيها

     

    وأغلقت باب السيارة

     

    وأغلقت معه الحلقة السادسة عشرة من حلقات حياة زواجي

    آسف على الإطالة

    ودمتم بخير

     

     

    إخترت لكم

     

     

     

     

    وهلت الدمعة وسال
    الكحل فوق السواطر
    كل دمعة من عيونك
    أشتريها بألف خاطر
    إنت غربة وأنا بدروبك محطة
    آه يا حظي ما وصل يمي وخطّى
    قال الوداع قال
    قال الوداع

    لحظة وداع قال

    بالهدا يا ليل .. ما بقى بي حيل
    حسيت إني بانحرم شوفي
    ما اقدر أوادع قطعة من جوفي
    ليلة ويا عساك تعود
    عسى الله يصبر الموعود

    ليلــــة

     

    ودمتم بخير


     

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()