نظرا لأني فتاة مصرية أشرف بالتعلم في ظل منظومة التعليم المصري فقد تربت عندي عقدة من التعليم. و لكني نجحت في فكها و الحمد لله لأقتناعي و لشعوري بأهمية العلوم الشرعية في حياتي لما فيها من تقرب الي الله مما يبعث الهدوء و الطمأنينة في النفس. و ذلك علي عكس ما تفعله بنا أيام الإمتحانات خاصة و أن أكبر همي كان في الحفظ.
و لأني قد منحني الله قدرة جيدة علي الفهم ، لم يشاء لي أن أتحول الي ماكينة تصوير للمستندات، أقصد للكتب الدراسية. أنا أعلم أن الامام الشافعي رضي الله عنه كان يتمتع بتلك الذاكرة الفوتوغرافية ولكن من منا يملكها الان. فلقد تطوعنا بتقسيم بعضنا البعض الي مجموعتين ، أصحاب الكليات العملية اي" الفهَيمة" و أصحاب الكليات النظرية أي " الحفَيظة" مع أن الحافظ بلا فهم فقط يحمل أسفارا لا يستفيد بما في رأسه منها. أما الفاهم بلا حفظ...فتلك كانت مشكلتي.
الي جانب أني فقدت بسببها درجات ظلماً في المدرسة لأنني تجرأت علي إستبدال كلمات الكتاب المدرسي الثمينة بمرادفات لها من عندي تعلمتها أيضاً من كتاب المدرسة. و قد كانت تلك خطيئتي أني" تعلمت" في ظل نظام لم يرد لنا الفهم. فإني فقدت بسببها ثقتي في مقدرتي علي الحفظ. و من أين لي أن أحفظ كتاب الله بعد كل تلك السنين من المعافرة مع الكتاب المدرسي؟
لقد منَ علي الله بالإجابة و أحببت أن أشاركها معكم لعل الله أن ينفعني و إياكم بها. لكي أحفظ القران لقد عزمت علي أن أخلد الي النوم!و أنا أستمع الي القران. ليس هروبا من مجهود الحفظ و لكن فراراً الي عقلي الباطن. فان ذلك يزيد من نسبة تعلم الأشياء في اليقظة بنسبة تتراوح بين 20% الي 50%. سوف أنقل لكم نص الكلمات التي قرأتها في أكثر من موقع علمي عن هذا الموضوع:
الحفظ أثناء النوم يترك انطباعا وتأثيراً أكبر بكثير من الحفظ أثناء اليقظة، ولذلك جعل الله النوم آية من آياته العظمى. وعلينا أن نغتنم الوقت لأن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يؤكد على أهمية الوقت بالنسبة للمؤمن.
حقيقة علمية مذهلة
إذا نام أحدنا بمعدل 8 ساعات كل يوم، فهذا يعني أنه يمضي ثلث عمره في النوم، بل إن أكثر شيء نصرف فيه الوقت هو النوم! ولكن هل يعني أن النوم لا فائدة منه؟ أم أنه آية من آيات الله تعالى عندما قال:
(وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)
[ [الروم: 23
إذن النوم سواء كان في الليل أو في النهار فهو آية أي معجزة من معجزات الله التي ينبغي علينا أن نتفكر فيها و أنظر معي كيف اختتمت الأيه بقول تعالي ( يسمعون) و كأن هناك علاقة بين السمع و النوم. و هذا ما أثبته العلم الحديث:
فقد قام أحد العلماء بمراقبة أشخاص أثناء نومهم، وقام بتصوير دماغ كل منهم بطريقة المسح بالرنين المغناطيسي، وقد وجد أن الدماغ ينشط أثناء النوم! ثم قام بقراءة بعض المعلومات على هؤلاء النائمين، وكانت المفاجأة أنه وجد استجابة من الدماغ لما يقرأه، إذن عملية التعلم تحدث مع العلم أن الإنسان نائم،
بل إن الأبحاث الجديدة على الدماغ وفي علم النوم بينت أن الدماغ لا يهدأ حتى وهو نائم، بل إن الدماغ يقوم بتثبيت المعلومات التي تعلمها في النهار في أثناء النوم، فسبحان الله.