بتـــــاريخ : 11/2/2012 11:59:26 AM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1425 0


    ماذا تريد "إسرائيل" من السودان؟

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : خالد مصطفى | المصدر : almoslim.net

    كلمات مفتاحية  :
    عربية إسرائيل السودان


    الهجوم على مصنع اليرموك بالسودان
    الهجوم الصهيوني الاخير على السودان وتدمير مصنع استراتيجي لتصنيع الاسلحة والذخائر ليس مفاجئا وليس جديدا ولن يكون أخيرا ما دامت الامور تجري على هذا النحو في العالم العربي..لقد شنت "إسرائيل" من قبل هجومين في العامين 2009 و2011 داخل الأراضي السودانية استهدفا مواقع حيوية, ومرا دون أي عقاب ولم تتحرك الدول العربية والإسلامية للدفاع عن السودان أووضع ترتيبات للمستقبل وهي حالة متكررة في السياسات العربية تستغلها "إسرائيل" وإيران وغيرها من الدول المتربصة بالمنطقة..
     
    نستمع لتصريحات منددة ومستنكرة ولكننا لا نرى أبدا  خطة للتعامل مع الموقف الذي يمثل تهديدا للأمن العربي والإسلامي بأكمله وليس للسودان وحده..السودان ليس عمقا استراتيجيا هاما لمصر وحدها ولكن للعالم العربي كله وهو بوابة العالم الإسلامي لأفريقيا السوداء والتي تعد على مدار التاريخ مطمعا كبيرا للغرب وحلفائه لما فيها من ثروات ضخمة لم يكتشف منها حتى الآن إلا الجزء اليسير, كما أنها أرض خصبة للمنصرين الذين يستغلون فقر سكانها وجهل الكثير منهم بالاديان السماوية لنشر معتقداتهم وتحويلهم لطابور خامس يخدمون سياسات الدول الاستعمارية الكبرى التي تمتص خيرات هذه البلدان للحفاظ على رفاهية شعوبها...
     
    "إسرائيل" لم تعد مجرد عدو محتل للأراضي العربية ولكنه كيان له خطة واستراتيجية تهدف للتوسع والسيطرة وخلخلة القوى المعارضة لها في المنطقة والاستفادة من الخلافات بين دولها لتحقيق مكاسب أكبر..لقد اقتحمت "إسرائيل" العالم العربي قبل أكثر من 60 عاما وابتلعت قطعة من قلبه ومنذ ذلك الوقت وهي تتمدد وغيرها ينكمش حتى أصبح أقصى أماني بعض العرب أن توافق على "السلام" مقابل جزء صغير من الارض, فلماذا لا تضرب في العمق مرة بعد الأخرى؟!
     
     الضربة الاخيرة كانت لها دلالات عميقة فقد جاءت والدنيا كلها تتكلم عن وقت توجيه "إسرائيل" ضربة "قاصمة" لإيران بسبب برنامجها النووي وكأن وقوع الضربة أمر مفروغ منه وقد اشترك في هذه المسرحية الكثيرون بحسن نية أو بسوء نية لأن "إسرائيل" معركتها لم تكن في يوم من الايام مع إيران ولا كانت حتى مع "أشاوس" العالم العربي الذين استغلوا "إسرائيل" لتثبيت دعائم ملكهم مثل طاغية الشام حافظ الاسد ونجله بشار..
     
    إيران على حسب ما ينشر في الإعلام الغربي وتروجه هي عن نفسها تعدت بخطوات في مشروعها النووي دول أخرى وجهت لها "إسرائيل" ضربات وقائية مثل العراق فلماذا تقف مترددة هكذا أمامها؟ والعجيب عندما تضرب بعد كل هذا الصراخ والصخب الإعلامي تضرب دولة فقيرة محاصرة وتزعم أنها دولة "إرهابية" وتدعي أن قصف مصنع "اليرموك" للأسلحة والذخيرة فى العاصمة السودانية الخرطوم استهدف شحنات أسلحة متطورة من صنع إيران كانت سترسل إلى قطاع غزة، وليس مصنع الأسلحة نفسه", إذا كان هذا الكلام صحيح فلماذا لم تضرب إيران نفسها وهي دول المنبع وصاحبة البرنامج النووي المتطور؟ على الأقل ستمنعها من تكرار المحاولة عن طريق آخر وقد تفلت وتصل إلى غزة وهو أمر تعلم "إسرائيل" جيدا أنه وارد الحدوث لأن أقوى دولة في العالم وهي الولايات المتحدة لا تستطيع منع وصول أسلحة إلى أي مكان في العالم بنسبة 100 في المائة..
     
    إن القضية ليست أسلحة تخشى من وصولها إلى غزة ولا حتى كما قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن «اسرائيل أرادت بعدوانها على مجمع اليرموك الصناعي في الخرطوم، التأكيد للاسرائيليين على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من يحمي أمنهم ومصالحهم, وأن ضرب المجمع جاء في «إطار السباق الإنتخابي في إسرائيل، حيث يعاني التحالف المكون للحكومة الإسرائيلية الآن حالة ضعف ويحاول أن يلملم أطرافه» وحسب فالأمر أبعد من ذلك..إن السودان تخوض مباحثات حامية مع "دولة الجنوب" الموالية لـ "إسرائيل" في عدة ملفات أمنية واقتصادية هامة تتعلق بالأراضي والحدود والنفط وقد اتفقوا على بعض النقاط وما زال الخلاف دائر حول البعض الاخر؛ لذا فتسديد ضربة للمصنع الذي يمد الجيش السوداني بمعظم احتياجاته يضعف من موقفه التفاوضي ويقوي من موقف الجانب الآخر والذي انتهز الفرصة وضرب بعض الولايات الحدودية بالمدفعية عقب الضربة الصهيونية..
     
    إن إسرائيل تريد إيصال عدد من الرسائل كعادتها في مثل هذه الظروف وليست رسالة واحدة...
     
    الرسالة الأولى للسودان لكي تسلم للجنوب وتمنحه ما يريد لكي يصبح قاعدة عسكرية واقتصادية "لإسرائيل" تعبر من خلالها لأفريقيا وتهدد الدول العربية من الجنوب, والرسالة الثانية لمصر التي وضح منذ وصول الرئيس مرسي للحكم أنها تعرف جيدا قدر السودان وأهميته حيث كثر الحديث حول مشاريع عديدة بين الطرفين؛ لذا أرادت أن تحجّم هذا التعاون في مهده, الرسالة الثالثة للعالم العربي والإسلامي بأكمله وهي رسالة ترهيبية اعتيادية تتلخص في " أنها الأطول يدا في المنطقة وتستطيع العبث كما شاءت فلا يغرنكم الربيع العربي أو حتى الخريف", الرسالة الرابعة للفلسطينيين وهي "إما أن تقبلوا بالخضوع وفتات الأرض أو الإبادة دون داعم أو مناصر".

    كلمات مفتاحية  :
    عربية إسرائيل السودان

    تعليقات الزوار ()